“قفزة نحو الخلود”.. علماء صينيون يطورون تقنية قادرة على عكس الشيخوخة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
الصين – أكد فريق من العلماء الصينيين إنه اكتشف طريقة لعكس اتجاه الشيخوخة في “قفزة عملاقة نحو الخلود البشري”.
وفي هذا الإنجاز العلمي الجديد، تمكن العلماء من فك شفرة العلاج بالهيدروجين، أي أنهم قدموا نهجا متطورا يستخدم غرسات قائمة على تكنولوجيا النانو لتوصيل الهيدروجين، والذي يمكن أن يساعد على حل المشكلات المتعلقة بالشيخوخة وأمراض مثل مرض ألزهايمر.
وتؤكد الدراسة، وهي جهد تعاوني من جامعة شنغهاي جياو تونغ، على إمكانات الهيدروجين في تأخير الساعة الخلوية.
وغالبا ما يرتبط التقدم في السن وبعض الأمراض بعملية تسمى الشيخوخة الخلوية، حيث تتوقف الخلايا عن الانقسام وتطلق مواد التهابية.
وكتب العلماء في ورقة بحثية: “إن البيئة الدقيقة للشيخوخة، والتي تسبب الالتهاب المستمر وفقدان القدرات التجددية الجوهرية، هي عائق رئيسي أمام إصلاح الأنسجة بشكل فعال لدى الأفراد المسنين”.
وهذا يخلق بيئة جسدية تعيق إصلاح الأنسجة، وتسرع الشيخوخة، وقد تؤدي إلى مشاكل في العظام لدى كبار السن، ما يجعل من الصعب شفاء الكسور.
ومع ذلك، فإن الأدوية الحالية التي طورها العلماء لوقف الشيخوخة الخلوية لها حدود، ما يسبب آثارا جانبية ولها فعالية محدودة.
ومن المثير للاهتمام أن جزيئات الهيدروجين أظهرت وعدا كعامل مضاد للالتهابات آمن وواسع النطاق، نظرا لقدرتها على تحييد الجذور الضارة.
وتوفر الغرسة الصغيرة، ولكن القوية، الهيدروجين بطريقة أفضل من المعتاد، مثل شرب الماء الغني بالهيدروجين أو استنشاق غاز الهيدروجين.
وباستخدام تكنولوجيا النانو، طور العلماء سقالة قابلة للزرع تهدف إلى إرسال الهيدروجين المباشر إلى الشخص بفعالية أكبر بـ 40 ألف مرة من الطرق الأخرى الشائعة.
وتم تصميم السقالة الصغيرة بشكل معقد لإطلاق الهيدروجين بشكل ثابت على مدار أسبوع. وأجرى الفريق تجارب ما قبل السريرية على الفئران المسنة. وأظهرت الغرسة، التي تعمل كمحفز، براعة في إصلاح العظام ولكنها أظهرت أيضا نتائج في تجديد الخلايا.
وأحدث النهج الجديد تغييرا في البنية التحتية للخلية، ما أدى إلى تقليل الالتهاب وجعل الخلايا تعمل بشكل أفضل.
ويمنح هذا الاكتشاف الأمل في مكافحة المشاكل التي تصاحب الشيخوخة ويمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في إيجاد علاجات جديدة، حيث أنه يفتح إمكانيات للعلاجات التحويلية التي يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في معالجة القضايا المتعلقة بالعمر.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
كيف يخترق فيروس نقص المناعة البشرية الخلايا المناعية ويختطفها؟
كشفت دراسة جديدة عن سر خفي في دورة حياة فيروس نقص المناعة البشرية من النوع الأول، وسلطت الضوء على كيفية تعزيز الفيروس لاستمراره وتكاثره وقدرته على التهرب من جهاز المناعة.
يوجد نوعان من فيروس نقص المناعة البشري، الأول والثاني. ويتشابه فيروس نقص المناعة البشرية من النوع الأول مع فيروس نقص المناعة البشرية من النوع الثاني في العديد من الجوانب، منها ترتيبهما الجيني الأساسي، وطرق انتقالهما، ومسارات تكاثرهما داخل الخلايا، وعواقبهما؛ وكلاهما يؤدي إلى الإصابة بالإيدز. ولكن النوع الثاني يتميز بانخفاض قابليته للانتقال وانخفاض احتمالية تطور المرض إلى مراحل متقدمة.
وأجرى الدراسة باحثون من كلية تشارلز إي. شميدت للطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة إن بي جاي فيروسز (npj Viruses)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
الثغرةيمكن تلخيص الإستراتيجية الجديدة بأن فيروس نقص المناعة البشرية من النوع الأول ينصب فخا إسفنجيا يمتص به الجزيئات التي تنتجها الخلية لتنقذ نفسها منه ويحتجزها ليمنعها من أداء عملها.
تتكون الفيروسات من جزيئات صغيرة تحمل مادتها الوراثية وغلافا تحيط نفسها به، ولكنها تفتقر إلى كل شيء آخر فلا يمكنها أن تتكاثر إلا باستخدام أدوات الخلايا الحية، فتستغل الفيروسات النباتات والحيوانات والبشر لتقوم بذلك.
إعلانويمكن للمادة الوراثية التي تحملها الفيروسات أن تكون على شكل أشرطة حلقية أو مستقيمة، وقد تتكون هذه الأشرطة من جزيئات الحمض النووي المنقوص الأكسجين المعروف اختصارا بـدي إن إيه "DNA" (المادة الوراثية الأصلية التي تحمل التعليمات) أو الحمض النووي الريبي "(RNA) Ribonucleic acid" (نسخة المادة الوراثية التي يمكن أن تفهمها آلات صنع البروتينات في الخلية).
ينتمي فيروس نقص المناعة البشرية إلى عائلة الفيروسات القهقرية (Retrovirus). والفيروس القهقري يعمل عن طريق تحويل الحمض النووي الريبي الخاص به إلى "دي إن إيه" بمجرد وجوده في الخلية المضيفة، ثم يقوم بدمج هذا الحمض النووي في الحمض النووي للخلية المضيفة، مما يسمح للفيروس بالتكاثر.
قال الدكتور ماسيمو كابوتي الباحث المشارك في الدراسة والأستاذ في قسم العلوم الطبية الحيوية بكلية شميدت للطب في جامعة فلوريدا أتلانتيك في الولايات المتحدة: "يتميز فيروس نقص المناعة البشرية من النوع الأول بخصائص فريدة، فهو يندمج في جينوم المضيف ويسيطر على آلية معالجة الحمض النووي الريبي في الخلية، مما يمنحه قدرة نادرة بين فيروسات الحمض النووي الريبي على توليد جزيئات الحمض النووي الريبي الدائري المستقر (circular RNA)".
وأضاف "لقد كنا نعلم أن الحمض النووي الريبي الدائري يظهر في فيروسات الدي إن إيه مثل فيروس إبشتاين-بار وفيروس الورم الحليمي البشري، لكن رؤية أنه يتم توليده بواسطة فيروس الحمض النووي الريبي مثل فيروس نقص المناعة البشرية هو أمر مثير للغاية".
ويُمكّن الشكل الدائري الحمض النووي الريبي من العمل كالإسفنج، إذ يمتص الحمض النووي الريبي الصغير (miRNAs) ويمنعه من أداء وظائفه المعتادة التي تشمل التحكم في الجينات التي تُفعّل أو تُعطّل. وعلى الرغم من أن العلماء اكتشفوا سابقا آلافا من جزيئات الحمض النووي الريبي الدائري في الخلايا البشرية والحيوانية، فإنه لم يُعثر إلا على عدد قليل منها في الفيروسات، خاصة في فيروسات الحمض النووي الكبيرة مثل فيروسات الهربس التي تتميز بجينومات كبيرة، ويمكن أن تبقى مختبئة في الجسم لسنوات قبل أن تنشط مجددا.
إعلانحدد الفريق ما لا يقل عن 15 نوعا مختلفا من الحمض النووي الريبي الدائري لفيروس نقص المناعة البشرية-1، وأكد وجودها باستخدام تقنيات جزيئية متقدمة وأدوات تسلسل.
وقال كابوتي "عندما يصيب فيروس نقص المناعة البشرية الجسم، تستجيب خلايا مناعية معينة تسمى الخلايا التائية سي دي 4+ (CD4+T cells) بزيادة مستويات نوعين من الحمض النووي الريبي الصغير اللذين يُحتمل أن يساعدا في مكافحة الفيروس". عادة، توجد جزيئات صغيرة من الحمض النووي الريبي بمستويات منخفضة، لكنها تزداد عند إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويبدو أن فيروس نقص المناعة البشرية يُقاوم عن طريق إنتاج جزيئات الحمض النووي الريبي الدائرية التي تحبس هذه الجزيئات الدقيقة، فيضعف ذلك الاستجابة المناعية ويساعد الفيروس على إنتاج المزيد من نسخه. وهذا يُشير إلى أن جزيئات الحمض النووي الريبي الدائرية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية قد تُساعد في الحفاظ على الخلايا المُصابة حية وتسمح للفيروس بالبقاء مُختبئا في الجسم مدة طويلة، وهو أحد الأسباب الرئيسة لصعوبة علاج فيروس نقص المناعة البشرية.