تطورات كبيرة تتعلق بالحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 70 يوما نتيجة تجدد الصراع بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، دفعت بالإدارة الأمريكية لتغيير موقفها ولو بشكل طفيف خاصة فيما يتعلق بإطالة أمد العمليات العسكرية، والأضرار الناجمة عن تلك العمليات للبلدين (أصبحت واشنطن وتل أبيب يعيشان في عزلة دولية بسبب الإبادة الجماعية لسكان القطاع وما يمارس بحقهم من تصرفات إجرامية)، وما قد تتركه هذه الحرب من آثار سلبية على المنطقة ككل وليس داخل غزة فقط.

وكان على رأس هذه التطورات ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين من سكان غزة، إضافة لعدم إحراز قوات الاحتلال الإسرائيلي أي تقدم في المعارك على الأرض مع تزايد الخسائر بين القادة والجنود، وتزايد ضغوط عائلات الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على حكومة بنيامين نتنياهو، والهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي في أعالي البحر الأحمر، وما تمثله من تهديد للسلام والأمن الدوليين في المنطقة.

زيارة جيك سوليفان للرياض

كل هذا كان له دور كبير في تحريك الإدارة الأمريكية اثنين من كبار المسؤولين إلى المنطقة من بينهما جيك سوليفان مستشار الأمن القومي، الذي يتواجد بالفعل في المنطقة منذ يومين، واجتمع مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، حيث ناقش الجانبان جهود تحقيق سلام دائم ومستدام بين إسرائيل والفلسطينيين، وتوفير ظروف جديدة لتحقيقه.

وأثارت زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان إلى السعودية تساؤلات مهمة حول توقيت واشنطن ورغبتها في استكمال مفاوضات التطبيع بين الرياض وتل أبيب، والحد من اتساع نطاق الصراع في المنطقة.

قال البيت الأبيض الخميس في بيان، إن اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي بإدارة بايدن جيك سوليفان، بحث القضايا الإقليمية والوضع في غزة، مؤكدا أن "سوليفان اجتمع بمحمد بن سلمان في الرياض، وناقش المجتمعان عددا من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك الجهود الرامية إلى خلق ظروف جديدة تتيح السلام الدائم والمستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وأضاف البيان: "ناقش المجتمعان أيضا الاستجابة الإنسانية في غزة، بما في ذلك جهود زيادة تدفق المساعدات الحرجة.. وناقشا كذلك قضايا التعاون الثنائي الكبير في مجالات الأمن والتجارة واستكشاف الفضاء والتكنولوجيات المتقدمة، بما في ذلك شبكات الوصول الراديوي المفتوحة".

بدوره، أفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يتواجد في السعودية لإجراء مناقشات بشأن الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى "الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، ومنع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس من التوسع".

إسرائيل تبدأ خطة خبيثة لإسقاط المقاومة الفلسطينية.. وأمريكا تدعم في الخفاء الحرب والمرض يحاصران سكان غزة.. من ينقذ أهالي القطاع من الخبيثين؟

فيما قال المسؤولون، إن سوليفان ناقش أيضا "جهود ردع هجمات الحوثيين المستمرة ضد السفن التجارية الدولية في البحر الأحمر"، و "البناء على العمل الذي كان قيد التنفيذ بين السعودية والولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية نحو إقامة سلام مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وقال مسئول أمريكي، إن سوليفان سافر إلى الرياض، والتقى مع ولي العهد السعودي؛ لبحث أزمة غزة، والجهود المبذولة لمنع نشوب حرب أوسع، والحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، مشيرا إلى أن إحدى القضايا التي أراد سوليفان مناقشتها في السعودية، هي الجهود المبذولة لردع هجمات الحوشيين المستمرة من اليمن ضد السفن التجارية الدولية في البحر الأحمر.

وأضاف أن سوليفان يعتزم أيضا، مناقشة كيفية البناء على المحادثات الأمريكية السعودية بشأن مفاوضات ما قبل حرب غزة؛ من أجل إحراز تقدم نحو سلام مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

جيك سوليفان في إسرائيل

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، أن مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، سيسافر إلى إسرائيل هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع حكومة الحرب بتل أبيب بشأن الحرب في غزة.

وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، قال بايدن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير ويلينسكي إن سوليفان سيؤكد التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وكذلك الحاجة إلى حماية أرواح المدنيين في غزة.

وقال البيت الأبيض، إن سوليفان، سيناقش مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دور جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة بعد انتهاء الحرب.

ووصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الخميس، إلى إسرائيل لعقد محادثات حول الحرب على غزة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سوليفان وصل إلى تل أبيب، دون مزيد من التفاصيل.

أمريكا: سوليفان قد يتوقف في محطة أو محطتين بالمنطقة بعد رام الله مستشار الأمن القومي الأمريكي: عمليات إسرائيل ضد حماس ستستمر لبعض الوقت

فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى تل أبيب؛ تستهدف بحث التوصل إلى عقد هدنة إنسانية؛ من أجل السماح بتبادل الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وجدد خلال مقابلة لإحدى الشبكات الإخبارية، الخميس، رفض البيت الأبيض وقف إطلاق النار العام على قطاع غزة، قائلا: "لا ندعم وقف إطلاق النار؛ لذلك نسعى إلى التوصل لاتفاق وشيك؛ لعقد هدنة إنسانية ونعمل بجد كبيرا على تحقيق ذلك".

وأضاف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ لا يزال يؤمن بإمكانية التوصل يوم إلى حل الدولتين، مردفا: «نحن ندرك أنه بالنظر لما حدث في السابع من أكتوبر؛ لن نستطيع حل الدولتين في المستقبل القريب، ولكن هذا لا يعني أننا لا نسعى إليه».

وكشفت صحيفة (The Times of Israel) العبرية أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان سيسافر إلى الضفة الغربية اليوم الجمعة، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي لإسرائيل هدفها التنسيق للمرحلة الثانية لإدخال الكثير من الأفكار لحيز التنفيذ، موضحا أنهم في مرحلة ترتيبات أمنية واستراتيجية بالتنسيق مع أمريكا للعمل في عمق قطاع غزة وهذا يدل أن الولايات المتحدة تتعامل كأنها طرف وشريك.

تطورات الحرب بقطاع غزة

وأضاف طارق فهمي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "التاسعة"، المذاع على القناة الأولى، أن الأمر الأهم هو مطلب الرئيس الأمريكي بايدن لتغيير الحكومة الإسرائيلية وهذا يفسر أن أمريكا منخرطة انخراطا كاملا لما يجري في إسرائيل وهناك رؤى ومقاربات أمنية، مشيرا إلى أننا الآن أمام المرحلة الثانية للدخول إلى الترتيبات الأمنية والاستراتيجية وممكن يكون في مقاربة أمنية جديدة.

وتابع: "في ضغوطات أمريكية في اتجاه تغير الحكومة الإسرائيلية لإعادة تعيين حكومة جديدة في إسرائيل، وهناك اتفاق على أن حكومة مجلس الحرب تعمل على عمليات عسكرية ومجلس الحرب يستهدف إطالة أمد الهجوم على غزة، بينما أمريكا تريد إنهاء الحرب قبل نهاية العام بسبب الانتخابات الأمريكية".

على الجانب الآخر، تواصل القوات الإسرائيلية في اليوم 70 للحرب في غزة قصف مختلف مناطق القطاع شمالا وجنوبا، بينما تطرح الخسائر الكبيرة للجيش الإسرائيلي أسئلة بشأن جدوى التوغل البري.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، استشهاد 300 كادر طبي وتدمير 102 سيارة إسعاف، مشيرة إلى أن الاحتلال استهدف 138 مؤسسة صحية وأخرج 22 مستشفى و52 مركزا صحيا عن الخدمة، بالإضافة إلى رصد 327 ألف حالة مصابة بالأمراض المعدية وصلت إلى المراكز الصحية

قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة، الخميس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت مستشفى كمال عدوان تمنع الطواقم الطبية من تقديم الرعاية الصحية لـ 10 جرحى في قسم الطوارئ مما أدى إلى استشهاد اثنين منهم حتى اللحظة.

وأضاف القدرة في تصريحات له، أن الاحتلال الإسرائيلي يجبر الطواقم الطبية على تجميع الجرحى وأطفال العناية في الطابق الثاني فقط ويمنع عنهم الماء والطعام والكهرباء والحركة بين الأقسام.

وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تحرم 12 طفلاً في العناية من الحليب، محذرا من فقدان حياتهم نتيجة قطع الكهرباء وتوقف أجهزة دعم الحياة عنهم.

وأكد القدرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يحتجز أكثر من 70 من الطواقم الطبية والجرحى على رأسهم مدير المستشفى الدكتور أحمد الكحلوت، كما يتم إجبار 2500 نازح على الخروج من المستشفى باتجاه مراكز الايواء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جيك سوليفان ولي العهد السعودي السعودية إسرائيل القوات الإسرائيلية الاحتلال الاسرائيلي غزة نتنياهو مستشار الأمن القومی الأمریکی الاحتلال الإسرائیلی جیک سولیفان فی المنطقة إن سولیفان قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

نقطة اللاعودة: استراتيجيات الضربات الاستباقية التي تُعيد تعريف الأمن القومي

إن الإرهاب أصبح بكياناته المتغيرة وشبكاته العابرة للحدود، تحديًا وجوديًا يهدد الأمن والسلم الدوليين. ورغم تباين مصادر التهديد، إلا أنَّ الدول الكبرى والمتضررة طورت استراتيجيات مختلفة لمكافحته. في هذا السياق، تبرز الضربات الاستباقية كعنصر حاسم يهدف إلى شل قدرة التنظيمات الإرهابية قبل تنفيذ مخططاتها. سيسعى هذا المقال لمقارنة نماذج مكافحة الإرهاب في أربع دول محورية - الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا/أوروبا، المملكة العربية السعودية، ومصر - مع التركيز على تبني كل منها لمفهوم الاستباقية، والتعامل القانوني الذي يلي هذه الضربات، وما بعد الإجراءات القضائية من آثار على العناصر الإرهابية، مستعرضين التحديات والدروس المستفادة.

1. النموذج الأمريكي: عقيدة "الضربات الوقائية" و"الحرب على الإرهاب"

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تحولت الاستراتيجية الأمريكية نحو تبني عقيدة "الضربات الوقائية" لتدمير القدرات الإرهابية في منشأها. اعتمدت الولايات المتحدة بشكل مكثف على القوة العسكرية بعمليات واسعة النطاق في أفغانستان والعراق، وعمليات القوات الخاصة، وهجمات الطائرات بدون طيار لاستهداف قيادات التنظيمات مثل القاعدة وداعش في مناطق مثل اليمن والصومال. هذه الضربات، المدعومة بعمل استخباراتي مكثف، أثارت جدلاً حول سيادتها وقانونيتها وأثرها على المدنيين.

قانونياً، استندت الولايات المتحدة إلى "قانون تفويض استخدام القوة العسكرية" لعام 2001. أما التعامل مع الأسرى في معتقلات مثل غوانتانامو، فقد أثار انتقادات حقوقية وقانونية دولية واسعة لكونها خارج نطاق المحاكم التقليدية، بعد الإجراءات القضائية، ركز النموذج الأمريكي على "التحييد" (قتل أو سجن طويل الأمد) للعناصر المصنفة كـ"عدو مقاتل" بدلاً من إعادة التأهيل الفكري، مما واجه تحديات في منع عودة التطرف أو ظهور أجيال جديدة من الإرهابيين.

2. النموذج الفرنسي/الأوروبي: من الاستجابة الداخلية إلى المواجهة الخارجية

واجهت أوروبا تحديات الإرهاب الناتج عن التطرف الداخلي وعودة المقاتلين من مناطق الصراع. تطورت استراتيجيتها لتشمل بعداً استباقياً. تعتمد الدول الأوروبية على العمل الاستخباراتي الدقيق داخل أراضيها لمراقبة الخلايا النائمة، وشهدت قوانين مكافحة الإرهاب تشديداً كبيراً يشمل صلاحيات واسعة للاحتجاز الوقائي، خارجياً، شاركت دول مثل فرنسا والمملكة المتحدة في عمليات عسكرية استباقية في مالي وسوريا والعراق، بهدف استهداف معسكرات التدريب وقيادات التنظيمات تحت مظلة تحالفات دولية.

قانونياً، تعتمد على القوانين الجنائية الصارمة التي تجرم التخطيط والانضمام والتحريض، مع التركيز على المحاكمات العادلة. بعد الإجراءات القضائية، تُولى أوروبا اهتماماً لبرامج "اجتثاث التطرف" وإعادة التأهيل. غير أن هذه البرامج تواجه تحديات مثل ارتفاع معدلات الانتكاس وصعوبة قياس فعاليتها، وضغط أعداد المقاتلين العائدين.

3. النموذج السعودي: استراتيجية شاملة من المواجهة الأمنية إلى المعالجة الفكرية

برزت المملكة العربية السعودية كنموذج رائد بعد سلسلة هجمات مطلع الألفية. لم تقتصر استراتيجيتها على المواجهة الأمنية والعسكرية، بل توسعت لتشمل بعداً فكرياً واقتصادياً، اعتمدت السعودية على العمليات الاستخباراتية الدقيقة والسرعة والحسم في الضربات الاستباقية، مُسفرةً عن إحباط عدد كبير من المخططات وتفكيك الشبكات الإرهابية، وشاركت في جهود دولية لمكافحة الإرهاب العابر للحدود.

قانونياً، تُطبق قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب وتمويله، وتُركز على تجريم كافة أشكال الدعم للإرهاب، مع محاكمات تتميز بالحسم. بعد الإجراءات القضائية، تُعد السعودية رائدة عالمياً في تطبيق برامج "المناصحة" الفكرية، والتي تستهدف السجناء المتورطين بهدف تصحيح المفاهيم وإعادة التأهيل والدمج الاجتماعي. رغم نجاحها، تواجه هذه البرامج تحديات تتعلق بنسبة الانتكاس وصعوبة التأثير على المتشددين.

4. النموذج المصري: استراتيجية شاملة متعددة الأبعاد لمواجهة التحديات

تُعد التجربة المصرية فريدة ومعقدة، نظراً لطبيعة التهديدات المتنوعة. طورت مصر استراتيجية شاملة تجمع بين المواجهة الأمنية والعسكرية الحازمة، والتجديد الفكري، والتعاون الإقليمي، مع التركيز على الضربات الاستباقية كعنصر حاسم. تعتمد مصر على قوة عسكرية وأمنية هائلة وقدرات استخباراتية عالية لتحديد الخلايا وتدميرها بعمليات واسعة النطاق (مثل "سيناء 2018")، يمتد المفهوم الاستباقي ليشمل العمق الاستراتيجي، حيث تعمل "أجهزة الظل" المصرية على القضاء على التهديدات في أماكنها الأصلية خارج الحدود لمنع وصولها.

قانونياً، تُطبق مصر قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب، وتشمل أحكاماً مشددة ضد مرتكبي الجرائم والمحرضين والممولين، مع سرعة البت في القضايا أمام المحاكم المختصة. بعد الإجراءات القضائية، تزيد الجهود لمكافحة التطرف الفكري من خلال مؤسسات دينية وعلمية كالأزهر الشريف ودار الإفتاء لنشر الخطاب المعتدل، كما تُسعى الدولة لتوفير بيئة اجتماعية واقتصادية عبر مشروعات التنمية لمنع استقطاب الشباب.

5. تحديات مشتركة ودروس مستفادة: الطبيعة المتغيرة للإرهاب، تحدي "الذئاب المنفردة" والمقاتلين العائدين، والموازنة بين الأمن والحريات. تبرز دروس قيمة: أهمية البعد الفكري والثقافي لمكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، وضرورة التعاون الدولي الفعال في تبادل المعلومات وتنسيق العمليات، وضرورة معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب كالحرمان واليأس.

والختام لا نملك الا قولا و رأيا واحدا: إنَّ استعراض نماذج مكافحة الإرهاب يُظهر أنَّ الضربات الاستباقية تمثل ركيزة أساسية، لكن فعاليتها لا تكتمل إلا بأطر قانونية واضحة وبرامج لمعالجة الفكر وتأهيل الأفراد.

لقد تغيرت قواعد اللعبة الإقليمية والدولية بفعل تعقيدات الإرهاب. وفي هذا السباق المحتدم، تتجلى التجربة المصرية كنموذج فريد يقدم دروساً قيمة، نجحت القاهرة في بناء استراتيجية متكاملة ومتوازنة، تجمع بين الضربات الاستباقية الحاسمة التي تقتلع الإرهاب من جذوره في عقر داره بفضل يقظة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية وعملياتها الدقيقة في الداخل والخارج، وبين المعركة الفكرية المستمرة لتجديد الخطاب الديني، وصولاً إلى مشاريع التنمية الشاملة التي تُحارب اليأس.

هذه الشمولية، المدعومة بتضحيات جسيمة لأبطال مصر المخلصين، تبرهن على فهم عميق لتعقيدات الظاهرة الإرهابية وقدرة فائقة على التكيف مع تحدياتها المتغيرة، إنَّ النصر على الإرهاب لا يأتي إلا من خلال استراتيجية شاملة ومتكاملة، تتطلب يقظة دائمة، وتكيّفاً مستمراً، وإيماناً بأنَّ مستقبل المنطقة سيُكتب بأيدي أبنائها المخلصين، الذين يعملون في العلن والخفاء، وليس بأيدي دعاة الكراهية والدمار.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تسعى للتفاوض مع إيران وترامب يطلب اجتماع الأمن القومي
  • ترامب يعقد اجتماعا عاجلا بمجلس الأمن القومي الأمريكي لبحث التصعيد الإيراني الاسرائيلي
  • هل يدخل الحرب؟ ترامب يطلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة عمليات
  • بسبب الحرب مع إيران.. إلغاء زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي إلى إسرائيل
  • كالكاليست: إسرائيل تضحي باقتصادها لصالح جبهات الأمن
  • "مجلس الأمن القومي" الإيراني: سنجعل هذه الليلة يوما يتذكره الإسرائيليون
  • حسين هريدي: يجب العمل على تطوير قوة الردع للحفاظ على الأمن القومي للعربي
  • لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني: حان وقت الانسحاب من معاهدة عدم انتشار النووي
  • العاهل الأردني يترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي لبحث هجوم إسرائيل على إيران
  • نقطة اللاعودة: استراتيجيات الضربات الاستباقية التي تُعيد تعريف الأمن القومي