لماذا قتل العدو أسراه في الشجاعية؟
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
لماذا قتل العدو أسراه في الشجاعية؟
ما حصل يدل دلالة واضحة على مدى الرعب والارتباك الذي يعيشه جنود العدو في القطاع ولا سيما في الحي الأكثر رعبا: حي الشجاعية.
لكم أن تتخيلوا لو أن العدو تصرف بحكمة وقيّم الوضع بشكل صحيح وأنهم أسرى فعلا؟ تخيلوا كيف كان العدو سيسوق هذا الإنجاز!!
نتنياهو ومجلس حربه يصر على استمرار العدوان ومنطقه أن العملية العسكرية هي التي ستجلب الأسرى وليس وقف إطلاق النار.
تخيلوا ذلك الإنجاز الذي كان سيحققه نتنياهو!!
* * *
اعترف جيش العدو أنه قتل ثلاثة من الأسرى الصهاينة يوم الجمعة في حي الشجاعية في قطاع غزة.
في التفاصيل، فقد خرج ثلاثة أشخاص من أحد البنايات في حي الشجاعية، وكانوا عاري الصدور يرفعون أيديهم للأعلى ويلوحون بخرقة بيضاء ويصرخون بالعبرية: النجدة النجدة.
كان المشهد في وضح النهار، لكن جنديا اعتبر أن الثلاثة يشكلون تهديدا، وصاح برفاقه "إرهابيون" وبدأ بإطلاق النار تجاههم. فقتل اثنان على الفور وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى الذي خرج منه ورفاقه مرة أخرى.
توقف إطلاق النار، وبدأ الأسير المصاب بالصراخ من داخل مخبئه "أنقذوني.. أنقذوني" باللغة العبرية.
ما إن سمع صراخ الثالث حتى أعطى القائد العسكري وهو برتبة رائد الأوامر بوقف إطلاق النار، خرج الأسير الجريح مطمئناً من المبنى، فعاجله جندي بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلا مخالفا بذلك أوامر القائد الميداني.
بعد قتل الثلاثة كانت الشكوك تراود جنود العدو بشأن هوية القتلى، ليتبين أنهم أسرى لدى المقاومة.
الحادثة نزلت كالصاعقة على الجميع؛ نتنياهو ومجلس حربه وجيشه وعلى عائلات ذوي القتلى وعلى عائلات ذوي الأسرى، ورغم تهويل المسؤولين الصهاينة للحادثة معتبرين أن هذه أخطاء تقع في الحروب، شنت وسائل إعلام هجوما حادا، واعتبرت أن ما جرى جريمة وليس خطأ، فيما قال والد أحد القتلى إن ما جرى هو إعدام وليس خطأ.
لنعد إلى أصل القصة، وهي بالمناسبة رواية العدو، فإن ما حصل يدل دلالة واضحة على مدى الرعب والارتباك الذي يعيشه جنود العدو في القطاع ولا سيما في الحي الأكثر رعبا: حي الشجاعية.
ومع ذلك فإن ما حدث له دلالات أخرى هي أكبر وأعظم؛ فلكم أن تتخيلوا لو أن العدو تصرف بحكمة وقيّم الوضع بشكل صحيح وأنهم أسرى فعلا؟ تخيلوا كيف كان العدو سيسوق هذا الإنجاز!!
نتنياهو ومجلس حربه يصر على استمرار العدوان ومنطقه أن العملية العسكرية هي التي ستجلب الأسرى وليس وقف إطلاق النار. تخيلوا ذلك الإنجاز العظيم الذي كان سيحققه نتنياهو!! كان سيضرب عدة عصافير بحجر واحد!!
لقد جاءت له ولجيشه فرصة من ذهب تمشي على قدميها، لكنها تحولت إلى كرة لهب قد تحرقه وجيشه ومجلس حربه!! لم يكن الأمر يحتاج سوى إلى بعض الحكمة والشجاعة، وكثير من التوفيق الذي يبدو أنه يعاند العدو، للقبض على هؤلاء الثلاثة والتحقيق معهم، قد يحتاج الأمر إلى إطلاق رصاصة على القدم وشلهم جزئيا للسيطرة عليهم، ليخرج العدو بإنجاز عظيم لم يفعل مثله طيلة سبعين يوما من العدوان!!
تخيلوا لو أن ذلك الجندي التزم بالأوامر ولم يطلق النار على الأسير الثالث، لكان تحقق إنجاز أيضا، لكن حتى هذا الحلم لم يتحقق لنتنياهو وعصابته وتحول لكابوس.
لم يحدث هذا ولا ذاك، ولكأني أتخيل أن أبا عبيدة هو الذي كان يعطي الأوامر وليس العدو لتحصل هذه النتيجة المأساوية التي سقطت على رأس العدو.
تخيلوا مدى الإحراج الذي كانت ستقع فيه المقاومة، ومدى الإحباط الذي كان سيجثم على صدور أنصارها ومحبيها، لكن الله أراد غير ذلك، فهو الذي يريد وهو وحده القادر على فعل ما يريد.
*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين غزة نتنياهو العدو الأسرى الصهاينة الشجاعية حی الشجاعیة إطلاق النار الذی کان
إقرأ أيضاً:
غضب عالمي غير مسبوق لإطلاق الاحتلال “الإسرائيلي” النار تجاه دبلوماسيين أجانب في جنين
الثورة نت/..
فجرت حادثة إطلاق قوات العدو الإسرائيلي النار باتجاه وفد من الدبلوماسيين الأجانب، كانوا يقومون بزيارة إلى مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأربعاء، غضباً عربياً وعالمياً غير مسبوق، توازت معه صرخات عالمية، تنادي لوقف العدوان الإسرائيلي البربري واللاإنساني على قطاع غزة، في سياق ما تشهدة المظلومية الفلسطينية من تضامن عالمي تتسع دائرته كل يوم.
في ضوء التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جاءت حادثة إطلاق النار التي استهدفت وفدًا دبلوماسيًا في مخيم لتفتح الباب أمام موجة جديدة من الغضب الدولي، خصوصًا من العواصم الأوروبية، التي باتت أكثر جرأة في التعبير عن استيائها من السلوك “الإسرائيلي” المتصاعد تجاه القانون الدولي والمعايير الإنسانية.
محاسبة “إسرائيل”
وفي هذا السياق، طالب الاتحاد الأوروبي، الاحتلال الإسرائيلي بـ”محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار باتجاه الوفد الدبلوماسي الأوروبي في الضفة الغربية”، معتبرًا أن ما حدث يمثل انتهاكًا واضحًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تضمن حماية البعثات الدبلوماسية.
وفي تطور لافت، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها جيش الاحتلال باتجاه الدبلوماسيين تهديدات “غير مقبولة”.
وطالب تاياني في منشور على منصة “إكس” من حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” توضيحات فورية لما حصل.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية الإيطالية، بأن تاياني استدعى السفير “الإسرائيلي” بشأن الواقعة.
إسبانيا من جانبها “نددت بشدة” بإطلاق النار خلال زيارة الدبلوماسيين، وجاء في بيان مقتضب للخارجية الإسبانية: “الوزارة تحقق في كل ما جرى. كان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنية بالمسألة لتقديم رد مشترك على ما حصل، وهو أمر نندد به بشدة”.
وفي ذلك طالب وزير الخارجية البلجيكي، مكسيم بريفو، الاحتلال “الإسرائيلي” بـ “توضيحات مقنعة” حول الحادث، موضحًا عبر منصة “إكس” أن الدبلوماسي البلجيكي “بخير لحسن الحظ”، مؤكدا أن “هؤلاء الدبلوماسيين كانوا يقومون بزيارة رسمية ضمن موكب يضم عشرين مركبة يمكن تحديد هويتها بوضوح”.
كما طالبت الخارجية الألمانية من الاحتلال “الإسرائيلي”: “بتوضيح الملابسات على الفور”، معبرة عن “إدانتها الشديدة لإطلاق النار غير المبرر”.
الحصانة الدولية
وأعلن، بدوره، وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن باريس ستستدعي السفير “الإسرائيلي” عقب إطلاق نار “غير مقبول”.
وكتب بارو على منصة “إكس”: “زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود “إسرائيليين”. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير “الإسرائيلي” لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة”.
كما عبر وزير خارجية إيرلندا، سيمون هاريس، عن صدمته من استهداف الدبلوماسيين ومن بينهم إيرلنديان.
وفي الإطار نفسه، قال نائب وزير الخارجية النرويجي، أندرياس كرافيك، إنه يتعين حماية الدبلوماسيين، مضيفًا أن بلاده تتوقع من “إسرائيل” احترام حصانتهم الدولية .
أيضًا، أعلن وزير الخارجية البرتغالي، باولو رانجيل، أن بلاده استدعت السفير “الإسرائيلي” للاحتجاج على إطلاق جيش الاحتلال النار خلال زيارة دبلوماسيين أجانب للضفة الغربية المحتلة.
وقالت الوزارة في بيان “في أعقاب هذه الواقعة التي تتحدى القانون الدولي، اُستدعي السفير “الإسرائيلي” في البرتغال'”، مضيفة أنها تدين بشدة إطلاق النار. وأكدت أن برتغاليا كان بين مجموعة الدبلوماسيين الأجانب.
كذلك، نددت هولندا بالحادثة، مطالبة الاحتلال “الإسرائيلي” بـ”توضيحات”.
وكتب وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، على منصة “إكس”: “ندين إطلاق النار وقد طلبنا توضيحات من السلطات “الإسرائيلية” وننظر في (اتخاذ) إجراءات أخرى”، موضحًا أن دبلوماسيًا هولنديًا كان ضمن الوفد الزائر.
كما نددت الأمم المتحدة بإطلاق قوات الاحتلال النار بشكل مباشر تجاه دبلوماسيين أجانب وعرب خلال زيارتهم لجنين في الضفة الغربية المحتلة، مطالبة سلطات الاحتلال بإجراء “تحقيق دقيق”.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية، ستيفان دوجاريك، إن “هؤلاء الدبلوماسيين، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول”.
التهديد الحقيقي
ومن فلسطين، قالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إن إطلاق جنود العدو الإسرائيلي النار بشكل مباشر تجاه 25 سفيراً ودبلوماسياً عربياً وأوروبياً، هو إمعان في عنجهية الاحتلال وغطرسته وانتهاكه لكافة الأعراف والمواثيق الدولية.
وأوضحت الحركة، في بيان لها، اليوم الأربعاء، أن استمرار العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها للشهر الخامس على التوالي، بالتزامن مع عدوانه المتواصل على طولكرم ونابلس وغيرها من محافظات الضفة، يمثل محاولة محمومة لتنفيذ مخططات الضم والتهجير عبر تكثيف الاستيطان وسرقة الأراضي من أصحابها الأصليين.
وأكدت الحركة “أن العدو الاسرائيلي مهما أوغل في إجرامه، سيفشل في تحقيق أهدافه في الضفة وغزة وكل شبر من أرضنا المحتلة، بصمود شعبنا وثبات مقاومته الباسلة”.
وطالبت المجتمع الدولي بتصعيد ضغطه لوقف جرائم العدو الاسرائيلي، ودعم صمود الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
كما اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينيين، أن “إطلاق النار تجاه المجموعة الدبلوماسية خلال زيارتها لجنين يكشف جلياً أن الكيان الصهيوني هو مصدر عدم الاستقرار والتهديد الحقيقي للعالم أجمع”، مشيرة إلى أن ذلك “يضع دول العالم أمام مسئولية العمل على محاسبته وملاحقته دون تأخير”.
كما اعتبرت، في بيان، مساء اليوم “إطلاق جنود جيش العدو الصهيوني النار تجاه 25 سفيراً ودبلوماسيا عربيا وغربيا في مخيم جنين تعبيرا فاضحا عن الاستخفاف بالمجتمع الدولي”، مؤكدة أن ذلك “نتيجة الصمت والعجز وعدم الملاحقة والمحاسبة الدولية على جرائمه الوحشية ضد الإنسانية”.
وقالت إن “تواصل العدوان الصهيوني للشهر الخامس على جنين ومدن شمال الضفة يأتي في إطار الحرب المفتوحة ضد شعبنا والتي تستهدف وجوده وضمن مخططات التهجير وتصفية القضية والتي يجب أن تواجه بصلابة من كل مكونات الشعب الفلسطيني “.
ودعت “أحرار العالم بتكثيف فعالياتهم الضاغطة على كيان العدو وداعميه حتى وقف جريمة الابادة الجماعية والعدوان وانهاء الاحتلال الفاشي عن ارضنا”.
انتهاك واضح
عربياً؛ أدانت وزارة الخارجية الأردنية، إطلاق قوات العدو الإسرائيلي النار الذي جرى بالقرب من مدينة جنين ومخيمها.
واعتبرت الوزارة في بيان، على لسان الناطق الرسمي باسمها السفير سفيان القضاة، أن ذلك يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تخالف جميع الأعراف الدبلوماسية.
وأعرب عن رفض الأردن المطلق، وإدانته لهذا الاستهداف، الذي يُعد انتهاكا للاتفاقيات والأعراف الدبلوماسية، خصوصًا اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961، التي تحدد الإجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي، وتمنح الحصانات للبعثات الدبلوماسية.
ودعا القضاة، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام العدو الإسرائيلي وقف عدوانه على غزة بشكل فوري وتصعيده الخطير في الضفة الغربية المحتلة، ووقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي رفض آخر على المستوى العربي، شددت مصر على رفضها المطلق للاعتداء، الذي اعتبرته منافياً للأعراف الدبلوماسية كافة، مطالبة العدو الإسرائيلي “بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة”.
انتقادات غربية
ويأتي ذلك في وقت تصاعدت نبرة الانتقادات الغربية للعدو الإسرائيلي بسبب استمرار عدوانه على غزة وفرضه حصارا خانقا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع منذ نحو 20 شهرا.
وطالبت عدة دول أوروبية بوقف العمليات ضد المدنيين في غزة وفتح المعابر فورا لإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء البلجيكي، الأربعاء، إن 17 دولة أوروبية درست عقوبات على “إسرائيل”، مشيراً إلى أن أغلب الدول تدعم ذلك.
وأكد الوزير في تصريحات له، أن من غير المقبول رؤية نساء وأطفال يموتون جوعا وعطشا في غزة، داعياً إلى التحرك بأي ثمن لرفع الحصار الذي تفرضه “إسرائيل” على غزة.
وأعلنت بريطانيا أمس فرض عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة ومفاوضات للتجارة الحرة.
واستدعت الحكومة البريطانية السفيرة “الإسرائيلية” لإبلاغها موقفَ لندن الرافض لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة.
كما صوّت البرلمان الإسباني، أمس الثلاثاء، على مقترح قدمته أحزاب يسارية وقومية يدعو إلى حظر بيع الأسلحة إلى الدول المتورطة في ارتكاب إبادة جماعية، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي.