مفتي الجمهورية في كلمته بندوة "جيل ضد الشائعات":

- قضية بناء الوعي ومواجهة الشائعات من أهم القضايا التي تفرضها علينا مستجدات الواقع
- توجد جهات وجماعات مغرضة متطرفة تعمل من أجل تغييب وعي المواطن ونشر الشائعات
- علماء الشريعة والإفتاء والقانون مسؤولون أمام الله عن وضع حلول لمشكلات وقضايا العصر 
- ديننا الحنيف وضع منهجًا واضحًا دقيقًا لتكوين العقلية الواعية التي لا تقبل ألسنة المغرضين
- ناشر الأخبار الكاذبة والشائعات دون تثبت لا يقل إثمًا وجرمًا عمَّن يختلقها ويروجها
- فقدان الثقة بالمؤسسات الرسمية يحدث خللًا لدى المواطن في قضية تكوين المرجعيات
- بناء الوعي بالمنهجية التي دعا إليها الرئيس  يعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة
 

 

 

تحدث فضيلة الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، فى ندوة بعنوان "جيل ضد الشائعات" التي عقدتها كلية الدراسات الإسلامية بدمنهور، وقال إن علماء الشريعة عامة وعلماء الإفتاء بصفة خاصة، وكذلك علماء القانون كلهم معنيون بمتابعة المستجدات التي تدور في الواقع، ومسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى عن وضع الحلول الناجعة لكافة مشكلات وقضايا العصر المتأزمة، وهم جميعًا بفضل الله تعالى على قَدْر تلك المسؤولية، ولديهم الاستعداد الكامل والتكوين الدقيق والعقلية الواعية التي تسهم بشكل فعَّال في مواجهة كافة التحديات والصعوبات التي تواجه الوطن من قِبل مروجي الشائعات وصانعي الأكاذيب.

 

وأضاف أن قضية بناء الوعي ومواجهة الشائعات تُعَدُّ من أهم وأخطر القضايا التي تفرضها علينا مستجدات الواقع، ومجريات الأحداث، وما يدور حولنا من أحداث جسام متتالية، موضحًا أنها قضية تتعلق بالوعي وبمحاولة اختراق وتغييب هذا الوعي وبالعمل الدؤوب من قِبل جهات وجماعات مُغرضة متطرفة تعمل ليلَ نهار من أجل تغييب وعي المواطن وجعله آلة تستقبل بلا تفكير ولا تأمُّل ولا رَوِيَّة ما يُلقى لها من شائعات وأفكار.

وأكَّد فضيلة المفتي أنَّ صانعي حروب الجيل الرابع يستغلون ثورة الاتصالات والمعلومات والتقدم التقني الهائل من أجل تزييف الوعي وزعزعة الأمن العام بترويج الشائعات ونشر الأكاذيب بطريقة احترافية قد يغفل عنها كثير من الناس إن لم نقم بواجبنا نحوهم بتوعيتهم وتعليمهم المنهجية الصحيحة التي وضعها الإسلام في هذا الشأن.

وأكد مفتي الجمهورية أن ديننا الحنيف قد وضع -ممثلًا في كتاب الله وفي سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- منهجًا واضحًا دقيقًا لتكوين العقلية الصحيحة الواعية التي لا تتقبَّل كل ما يُلقى إليها ويشاع على ألسنة المغرضين، فقد قال الله تعالى موضحًا لنا أهم مبدأ في هذا الصدد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].

وأشار فضيلته إلى أنه بناء على هذا المبدأ استخلص علماء السنة الكرام معايير قبول الأخبار والتثبت منها إذا استوفت شروط الصحة، أو ردها وعدم البناء عليها إن كانت بضد ذلك، ويعد ما أنتجوه في هذا الصدد طفرة علمية كبيرة شهد بفضلها على البشرية كبار علماء الغرب من المستشرقين وغيرهم. 

وأوضح أن مبدأ التثبت في الآية الكريمة الذي بني عليه هذا المنهج الشريف هو التبين من مصدر الخبر أولًا؛ يعني مدى صدق راويه أو مروِّجه، وثانيًا التبين من غايته ومقصده إصلاحًا كان أو إفسادًا؛ فالخبر الكاذب مرفوض وإن كانت غايته ومقصده في زعم من يروجه غاية صحيحة ومقصدًا نبيلًا، فإن نُبل الغاية لا يبرِّر فساد الوسيلة، فما بالنا وقد اجتمعت لدى هذه الجماعات المتطرفة الإرهابية خستان؛ فساد الغاية وفساد الوسيلة؟

وأشار فضيلته إلى أن الأخبار كذلك قد تكون صادقة لكنها مغرضة أو مشوشة أو مجتزأة أو منتزعة من سياقها وموضوعة في سياق آخر وموظفة في عكس ما قيلت فيه ومن أجله، وكل هذا يؤدي إلى الإفساد في الأرض كما هو مشاهد ومعلوم لدى لجميع.

وأكَّد مفتي الجمهورية أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قد حذرنا من قبول وترويج كل ما يلقى إلينا ويقال لنا، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع"، مشددًا على أن هذا الحديث الشريف يدل دلالة واضحة على أن المتساهل في تلقِّي الأخبار والشائعات أيًّا كانت، وأن المجازف بترويجها ونشرها دون تثبت، لا يقل إثمًا وجرمًا عن الذي يختلق الشائعات ويروج الأكاذيب؛ وذلك لخطورة التساهل والتهاون في هذا الشأن، وهذا يدل على منهجية الإسلام الفائقة التي سبقت بها جميع الأمم في مجال تكوين العقول الواعية التي تبني فكرها ومعارفها وعملها على هذا المنهج الإسلامي السديد.

وبيَّن فضيلة المفتي أن من أخطر الآثار المترتبة على تلك الحروب الحديثة هي زعزعة الثقة بين المواطن وبين مؤسسات الدولة التي يتعامل معها المواطن في كافة شؤونه، وإن فقدان الثقة بالمؤسسات الرسمية من شأنه أن يحدث خللًا لدى المواطن في قضية تكوين المرجعيات الدينية والثقافية والعلمية والتعليمية والإعلامية بحيث يكون الأصل عنده أن يستقي المعلومة من غير مصدرها الصحيح، وهنا يقع المواطن دون أن يدري في براثن وشِباك هذه الجماعات الخبيثة التي لا ترتجي له خيرًا ولا نفعًا.

وتابع مفتي الجمهورية: "لقد منَّ الله علينا في دار الإفتاء المصرية من سنوات فوضعنا أيدينا على المشكلة ومكمن الخطر، ووضعنا لها الحلول النظرية العلمية، وطبقناها عمليًّا على أرض الواقع، فأسسنا المراصد التي تتابع هذا الأفكار المتطرفة، ووضعنا البرامج العملية في صور ونماذج مختلفة بلغة وطريقة عصرية تصل بسهولة إلى كل مواطن، بل إلى كل إنسان في المعمورة، عن طريق إنشاء المنصات التعليمية والإعلامية والتوسع في ساعات البث المباشر والتواصل والتفاعل مع الجماهير على أرض الواقع، وتقبل كافة الاستفسارات والأسئلة والرد عليها، وهذا كله فضلًا عن عقد المؤتمرات العالمية التي تُعنى بهذه الشؤون على مستوى العلماء والباحثين والمفكرين وأهل الرأي والنظر".

وأكد فضيلة المفتي أن من أشد ما اعتنى به فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يدعو إلى تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع الواقع المعاصر، هو قضية بناء الوعي والعقل الحر المستنير الذي لا يرضى أن يبقى أسيرًا لدى أفكار مغلوطة أو متطرفة، موضحًا أن بناء الوعي بالمنهجية التي دعا إليها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الذي سوف يعيد الثقة بين المواطن والدولة والمؤسسات.

وقال مفتي الجمهورية: "لقد رأينا في كافة المعارك والتحديات أن وعي المواطن المصري كان على قدر التحديات التي تواجه الوطن، فلم ننتصر إلا بالتعاون والتكاتف ولن نبني وطننا ونتقدم به نحو آفاق التنمية والتحديث إلا بذلك"، مؤكدًا أن غاية هذا كله أن نقدم لأجيالنا القادمة دولة حضارية قوية جذورها تمتد في أعماق الحضارة وفروعها بازغة في سماء التقدم والرخاء.

واختتم فضيلة المفتي كلمته بقوله: "هذه هي مصر الجديدة التي يعمل فخامة الرئيس ونعمل جميعًا معه من أجل تشييدها حرة قوية لا تزلزلها الأحداث ولا تؤثر فيها الشائعات، فهي مصر الأزهر والعروبة والحضارة، داعيًا الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها ورئيسها وأزهرها وجيشها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الشائعات الرئيس السيسي دار الإفتاء المصرية مفتی الجمهوریة فضیلة المفتی بناء الوعی الله تعالى من أجل فی هذا

إقرأ أيضاً:

أبو هميلة: مدينة السيسي الطبية باكورة اتحادنا في الجمهورية الجديدة

 

اسفر "اليوم" المؤتمر التأسيسي لاتحاد صحة شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، المنبثق عن منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، والتي تشرف عليها وزارة الخارجية المصرية..عن انتخاب الدكتور تامر ابوهميلة رئيسا للاتحاد بالتزكية..وسط حضور كوكبة من المختصين وسفراء بعض الدول الافريقية والعربية..

.بدات الفاعليات بكلمة لرئيس منظمة الاتحاد الافرواسيوي الدكتور حلمي الحديدي القاها نيابة عنه،  الإعلامي نزار الخالد، مساعد رئيس المنظمة، ورئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي،

وفي تصريحات خاصة "للوفد " اكد الدكتور تامر أبو هميلة، الفائز برئاسة الاتحاد،واستشاري العظام الشهير ...جرت الانتخابات لجميع اللجان علي مستوي دول الاتحاد.واتحادنا معني بكل مايخص صحة الإنسان بصلة سواء من مستشفيات أطباء  مستلزمات طبية بيئة أو مصانع أدوية أو زراعة .وأكد علي اتفاقه مع السفراء الحاضرين علي عمل بروتوكولات تعاون بناء علي طلبهم للاستفادة من الاتحاد لصالح دولهم وشعوبهم..وسيتم  عمل بروتوكولات مع هيئات الدواء العالمية.للاعتراف بشهادات بعضها البعض..كالاعتراف بالشهادات المصرية بموافقة هيئة الدواء المصرية بكل هذة الدول الافريقية والاسيويةوامريكا اللاتينية..وسيتم ايضا عمل بروتوكولات لهذة الدول مع هيئات الشراء الموحد للدول.الاعضاء

 

..وصرح ابوهميلة..بتبني مشروع بناء مدينة طبية متكاملة علي الأراضي المصرية تحت اسم مدينة السيسي الطبية..تضم مستشفيات ومراكز متخصصة وتضم كليات طب ومعهد تمريض ومصانع للأدوية.والمستلزمات الطبية. ومقرها  الجمهورية الجديدة ..وسيكون أكبر مشروع طبي علي مستوي العالم...وأكد  تامر ابو هميلة علي قرب الجلوس مع بنك التنمية الافريقي وعدد من البنود الاخري لامكانية التمويل..وأكد علي اشادة الحضور بالاتحاد وانتخاب ابوهميلة..وتعهدوا بالتعاون الفوري مع اتحاد صحة الافرواسيوي وأمريكا اللاتنية.

و أكد ابو هميلة  علي إنه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الرئاسة، في 3 يونيو 2014، حققت مصر نجاحات غير مسبوقة في العديد من المجالات.

وقد حظي الملف الصحي بالنصيب الأوفى من اهتمام القيادة السياسية؛ نظرا لأهميته البالغة.

ومن بين الإنجازات التي تحققت في هذا الشأن؛ القضاء على بعض الأمراض والأوبئة وبناء المشروعات الصحية وفق المعايير الدولية.

هذه النجاحات دفعت مصر للاتجاه نحو الأشقاء، وخاصة نحو القارة الأفريقية التي تواجه حاجة ماسة إلى المساندة في

الجانب الصحي، فركزت مصر على دعم دول الجوار الإفريقي، وأطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة "دعم القطاع الصحي بإفريقيا" بتكلفة 11.726 مليون جنيه و572 ألف دولار أمريكي، فضلًا عن مشاريع ومبادرات أخرى، لعلّ أبرزها "المعرض والمؤتمر الإفريقي الطبي" بنسختيه الأولى والثانية والذي يأتي تحت عنوان "صحة إفريقيا Africa Health ExCon".

وشدد د. تامر أبو هميلة على أن المبادرات الرئاسية في مجال الصحة كانت الدافع الأساسي الذي استلهم من خلاله فكرة إنشاء الاتحاد، معربا عن طموحه في أن يعمل، بكل قوة، على تكرار التجربة المصرية في بلدان القارات الثلاث، التي تمثل نصف العالم؛ آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية.


 

..شارك في المؤتمر وانتخابات  اليوم سفراء اوغندا.. والسودان.وجيبوتي و.رئيس اتحاد الاعلامين  للشعوب الافرو اسيوية..الدكتور نزار الخالد...و المستشارة نهلة الصعيدي مستشار شيخ  الأزهر لشئون الوافدين...ومن اليمن عدد من رجال الاعمال منهم د عادل البالوس ودنصر الغنام.دمصطفي عبد العال رئيس مجلس ادارة شركة دودرا..واللواء محمود الهادي رئيس شركة البركة والعقيد

فرانك باكونزي الملحق العسكري بسفارة روندا بالقاهرةوعمر نتيز يمبيريه سفير بولندي.. وسفير فوق العادة لدولةغانا الفريق عبيد بواما اكوا.وعبد الغفار كمال زادة مستشار سفارة تاجيكستان ولفيف من

الأطباء والاعلاميين والصحفين

 

مقالات مشابهة

  • المفتي: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر
  • المفتي: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر بل هو مستحب
  • بلدهم أولى.. المفتي يدعو المصريين بالخارج لإرسال زكاتهم وأضاحيهم لوطنهم
  • أبو هميلة: مدينة السيسي الطبية باكورة اتحادنا في الجمهورية الجديدة
  • تنفيسة | قرارات محدودي الوعي لنسف حياة محدودي الدخل
  • طارق سعدة يهنئ الإعلاميين في عيدهم الـ90: نثمن دوركم الوطني
  • مفتي الجمهورية: المذاهب الفقهية المعتبرة حفظت لنا الدين
  • "فلوس حرام"| مفتي الجمهورية يكشف حكم عدم توثيق الزواج للحصول على المعاش
  • المفتي: عدم توثيق الأرملة زواجها الجديد لأخذ معاش زوجها المتوفي حرام شرعا
  • مفتي الجمهورية: الأرملة التي ترفض توثيق زواجها الجديد لتستمر في الحصول على المعاش «تأكل مالا حراما»