هل اسقط جواب كولونا المرشح فرنجية من الحسابات الفرنسية؟
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار":حرصت الديبلوماسية الفرنسية على عدم الخوض في اي نقاش حول الاستحقاق الرئاسي بعدما شعرت باريس بأنها فقدت مبادرتها في هذا الشأن، لكن أثير الموضوع الرئاسي أمام وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته، عندما سئلت عن استمرار دعم بلادها للمرشح سليمان فرنجية.
في مراجعة لكل المواقف الفرنسية، حرصت باريس على عدم الدخول علناً في التسميات. هي عملت عند إطلاق مبادرتها على تسويق معادلة فرنجية للرئاسة مقابل السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، من منطلق ان تكون الرئاستان ممثلتين للفريقين السياسيين الابرزين في البلاد. لكن المبادرة التي عملت عليها باريس لأشهر طويلة وحاولت تسويقها لدى المجموعة الخماسية اصطدمت بالرفض، ما أدى إلى تعثّرها، وتراجع فرص نجاح فرنسا في إرساء حل سياسي للازمة الرئاسية في لبنان.
وكان واضحاً حرص كولونا على عدم الدخول في الملف الرئاسي الذي يتولى ادارته الموفد الخاص للرئيس ايمانويل ماكرون، الوزير السابق جان - ايف لودريان، اذ تحصر كولونا مهمتها بملف الجنوب والوضع الامني وتطبيق القرار الدولي، فيما يتفرغ لودريان، الذي يعمل بتوجيهات ايضاً وبالتنسيق معها، على مواكبة ملف انتخاب رئيس الجمهورية.
ولكن، هل اسقط جواب كولونا المرشح فرنجية من الحسابات الفرنسية؟ تجيب اوساط قريبة من الاخير ان فرنسا لم تعلن يوماً دعمها لفرنجية بالاسم، وان كانت مبادرتها قامت على دعم هذا الترشيح، مضيفة ان اكثر من عامل دخل على خط خربطة كل المشهد المتصل بالاستحقاق الرئاسي والمعادلات التي تحكمه، اهمها اندلاع حرب غزة، ومن ثم التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون. وتكشف ان فرنجية كان من اول الداعمين للتمديد لعون، وقرن قوله بالفعل، رغم ادراكه ان قرارا كهذا سيقلص حظوظه الرئاسية، باعتبار ان عون لن يخرج من السباق الرئاسي، كما ان حظوظه سترتفع كخيار ثالث يجري العمل عليه. وينطلق دعم فرنجية، بحسب تلك الأوساط، من اقتناعه بأهمية بقاء عون على رأس المؤسسة العسكرية هو القادر على صون الاستقرار الامني في البلاد، مع تأكيد القدرة على التعاون والتفاهم في ما بينهما، على قاعدة ان الرئاسة ليست نهاية المطاف في المسيرة السياسية لرجل إذا لم تتوافر فرصة انتخابه، ان يكون من القادرين او الفاعلين في صناعة الرئيس. وقد حرص الرجلان على تظهير تفاهمهما في العشاء الذي جمعهما مساء الخميس الماضي، والذي عكس علاقات ودية بينهما، وإنْ كانا على مسافة واحدة في السباق إلى بعبدا.
قد تكون اوساط بنشعي لمست ان فرص فرنجية ربما تضاءلت، لكنها حتماً لم تنتفِ، ما دام الثنائي الشيعي لا يزال متمسكاً بمرشحه، ولا يزال يعطل جلسات الانتخاب، قبل حصول التفاهم على الرئيس. لكن الثابت انه لم يعد لباريس الدور الفاعل في هذا المسار بعد تعثّر مبادرتها، كما ان لا كلام اليوم في هذا الملف، اقله ليس قبل ان تستأنف اللجنة الخماسية اجتماعاتها المرتقبة مع مطلع السنة الجديدة، عندما تكون صورة غزة قد تبلورت، كما صورة المشهد الجنوبي، ليبنى على الشيء مقتضاه!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفرنسية تجدد إشارتها إلى إمكانية الاعتراف بدولة فلسطينية
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، أن اعتراف بلاده بدولة فلسطين ليس من المحرمات، قائلا: "يجب أن يتم ذلك في الوقت المناسب والمفيد على طريق إيجاد حل سياسي بشأن الأراضي الفلسطينية".
وقال لوموان خلال مؤتمر صحفي أسبوعي للخارجية الفرنسية الخميس: "هذه المسألة ليست من المحرمات، يجب أن يتم ذلك في الوقت المناسب والمفيد على طريق إيجاد حل سياسي بشأن الأراضي الفلسطينية".
وأشار إلى أن الصراع الذي بدأ على خلفية الهجوم الإسرائيلي ضد إيران لا يجب أن يطغى على ما يحدث في غزة، قائلا: "لا نزال حذرين للغاية بشأن الوضع في غزة"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد صرح في 16 شباط/ فبراير 2024 أن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين ليس من المحرمات بالنسبة لباريس.
وكان من المخطط عقد "مؤتمر فلسطين الدولي" بمشاركة رفيعة المستوى في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك بين 17 و20 حزيران/ يونيو، برئاسة مشتركة بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، لمناقشة الأوضاع في غزة، وبحث سبل التوصل إلى حل الدولتين في فلسطين، بالإضافة إلى تشجيع الدول على اتخاذ خطوات نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وعقب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر.
وفي نهاية آذار/ مارس الماضي، اعتبر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "إسرائيل" ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية، غداة إعلانها إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة.
وأضاف كاتس في بيان صادر عن مكتبه حينها "هذا رد قاطع على المنظمات الإرهابية التي تحاول إيذاءنا وإضعاف قبضتنا على هذه الأرض"، على حد وصفه.
وقال إن هذا التوجه رسالة واضحة أيضا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأصدقائه: هم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض".
ويذكر أن كاتس كان يشغل منصب وزير الخارجية خلال الشهور الماضية، قبل أن يعود العضو المنشق عن حزب الليكود جدعون ساعر ويكلف بحقيبة الخارجية، ويتولى الأول وزارة الحرب خلفا للمقال يوآف غالانت.
وقبل ذلك أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، هذا التصعيد في الاستيطان لأول مرة، قائلا "اتخذنا قرارا تاريخيا لتطوير الاستيطان: 22 تجمعا استيطانيا جديدا في يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، وتكثيف الاستيطان في شمال السامرة وتعزيز المحور الشرقي لدولة إسرائيل".