بابكر فيصل لـ «التغيير»: البرهان وحميدتي وافقا على عقد لقاء مباشر
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
قطع القيادي بتحالف قوى الحرية والتغيير بابكر فيصل، بموافقة قائدي الجيش والدعم السريع على عقد لقاء مباشر مشيرا إلى أن 9 أشهر من الحرب أنهكت الأطراف المتحاربة والشعب السوداني.
وأضاف: “يجب أن يستمعوا لصوت العقل ويجلسوا للوصول لحل”
وأكد فيصل أن الطرف الذي يحرز تقدما عسكريا على الأرض ستكون شروطه مختلفة على طاولة التفاوض.
واصفا سيطرة الدعم السريع على عاصمة ولاية الجزيرة مدني تعد بمثابة نقلة كبيرة في مسار الحرب.
وعلق القيادي بالحرية والتغيير على حديث القيادي بالنظام البائد علي كرتي بمحاولة توريط الشباب اليافعين في معركة خاسرة.
وقال في حواره مع (التغيير) من العاصمة الكينية نيروبي إن كرتي يمثل الجهة التي أشعلت الحرب وهي الجهة الوحيدة صاحبة المصلحة الحقيقية في استمرارها.
سيطرة الدعم السريع على ودمدني نقلة كبيرة في مسار الحرب
بعد سيطرة الدعم السريع على مدني؛ هل اختل توازن الضعف الذي كان قائما بين طرفي النزاع؟الدعم السريع على أرض الواقع يسيطر على أجزاء كبيرة من العاصمة وسيطر على نيالا ثاني مدن السودان من حيث العدد السكاني والنشاط التجاري والآن سيطر على مدني والتي أصبحت بعد الحرب في العاصمة بمثابة الشريان لولايات كثيرة في السودان وما حدث يعتبر نقلة كبيرة في مسار الحرب قد تترتب عليها نقلات ثانية في المستقبل القريب
ولا يحبذ في ظل الوضع الحالي أن تستمر الحرب، ولا أعتقد أن الحل العسكري من طرف واحد سيؤدي إلى استقرار السودان في المستقبل ولابد أن تكون الاولوية بعد وقف الحرب لاستعادة التحول الديمقراطي الذي بدأت به الثورة في ٢٠١٨ وتم فقده بسبب الانقلاب أولا وحاليا بسبب الحرب.
هل هذا التغيير في مناطق السيطرة سيؤثر على أي طاولة تفاوض مقبلة؟عملنا على الضغط منذ اليوم الأول للحرب للوصول لحل متفاوض حوله يجمع عليه السودانيين. خصوصا وأن التعقيدات الحالية لا تنحصر في الأزمة العسكرية فقط بل امتدت إلى قبائل ومناطق وجهويات الأمر الذي يهدد بتمزيق البلد والنسيج الاجتماعي بشكل أكبر ولا يهدد وحدة السودان فقط إنما الاقليم ككل، ودول الجوار حتى منطقة الساحل في الغرب وهذه هي خطورة استمرار العمليات السياسية ونتمنى ان تستمر الجهود في جدة والإيقاد.
الطرف الذي يحرز تقدما على مستوى الأرض يضع شروطا أكبر على طاولة التفاوض
لكن هل تعتقد أن سيطرة الدعم السريع على مدني ستؤثر على مسار التفاوض؟الطرف الذي يحقق تقدما على مستوى الأرض بدون شك ستكون شروطه مختلفة عما يكون عليه الحال في وجود التوازن. وكلما امتدت الحرب وتقدم طرف أكثر من الآخر أصبح موضوع إيقاف الحرب أكثر صعوبة.
بعد سقوط مدني يتوقع سقوط مدن أخرى، وتمدد الدعم السريع يجعل من الضروري طرح سؤال مهم: هل الشعب السوداني مواجه بقيام دولة آل دقلو؟يستبعد تماما حدوث استقرار لأحد الطرفين حتى في حال حدوث انتصار عسكري، وهذا الأمر كان واضحا منذ الانقلاب العسكري في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١ وكان قد قام به الجيش والدعم السريع سويا وخلال عام واحد فقط بات لهم جليا عدم قدرتهما على حكم السودان لذلك لجأوا للتفاوض والاتفاق الإطاري والتواصل مع القوى المدنية، وحال لم يتمكنا سويا من ذلك في حالة السلم بالضرورة لن يتمكن أحد الطرفين من حكم السودان منفردا.
ولن يحكم السودان عسكريا بعد اليوم بقرار من الثورة السودانية والتغيير الكبير الذي حدث. لذلك من مصلحة الطرفين والسودان ككل أن تتوقف الحرب عبر التفاوض وتتم عملية سياسية تعالج كل مشاكل السودان التي استصحبته منذ الاستقلال ونؤسس لسودان جديد تلعب فيه المؤسسة العسكرية الموحدة دورها في حماية البلد وحدوده ودستوره وتلعب فيه القوى المدنية دورها السياسي المنوط بها.
من مصلحة الطرفين والسودان أن تتوقف الحرب عبر التفاوض
هل مازالت الحرية والتغيير تعول على البرهان في قيادة المفاوضات لوقف الحرب بعد ما حدث في الإيغاد؟نحن لا نملك رفاهية أو خيار تغيير قيادة الجيش بل نتعامل مع الأمر الواقع وهو وجود قائد للجيش وقائد للدعم السريع نسعى ونضغط بشدة لأن يلتقوا خصوصا وأننا نعتقد بأن هذا اللقاء سيوفر فرصة لإحداث نوع من الاختراق يجب ما حدث في منبر جدة والذي توقف بسبب عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه
هل تتوقع أن البرهان وحميدتي يمكن أن يلتقوا مباشرة؟نعم اتوقع. لأنه في قمة الايغاد أبدى الطرفان استعداد لهذا اللقاء. وحتى إن أتى هذا الاستعداد خضوعا للرؤساء الذين كانوا موجودين لكن اعتقد أنه وبعد ٩ أشهر من الحرب باتت جميع الأطراف منهكة والشعب منهك والمهددات كبيرة على البلد لذلك يجب أن يستمعوا لصوت العقل ويجلسوا للوصول لحل
معلوم عنك أنك الرجل الذي يتحدث إلى العسكريين، هل تحدثت إليهم حول هذا اللقاء؟هناك تواصل مع قائدي الجيش والدعم السريع عبر عدد من أعضاء الحرية والتغيير وهي اتصالات ظلت مستمرة من قبل الحرب وحتى الآن
مقاطعة.. نريد معرفة هل تم التواصل والحديث عن قبول اللقاء المباشر وما هو ردهما؟البرهان وحميدتي لا يمانعان بعقد لقاء مباشر، وكان هذا اللقاء مقررا حتى قبل أن تطرحه الإيقاد.
كرتي يسعى لتوريط اليافعين في معركة خاسرة
ما رأيك في التسجيل الصوتي المتداول للقيادي الإسلامي علي كرتي؟من الواضح أن علي كرتي يمثل الجهة التي أشعلت الحرب ومن مصلحتها استمرار الحرب. هي ذات الجهة التي ترفع شعار فالترق منهم دماء، او منا دماء أو ترق كل الدماء!
وهي الجهة التي هددت بأنه لن يكون هناك أي اتفاق سياسي إلا على أجسادهم وهي الجهة الوحيدة صاحبة المصلحة الحقيقية في استمرار الحرب لذلك جاء خطابه محاولة لشحن اتباعهم لتحريض مزيد من السودانيين لحمل السلاح وتوريط الشباب اليافعين في معركة خاسرة لن يكون فيها منتصر والخاسر الأكبر البلد والشعب والمواطن البسيط
كيف تعلق على مواصلة البرهان الإنكار بضلوع الإسلاميين في الجيش وواقع الحرب؟واقع الأمر يقول إن أي مواطن بسيط غير مسيس يطالع وسائل التواصل الاجتماعي ويرى كتائب البراء وكتائب البنيان المرصوص، وبيانات الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني يوقن أنهم الفصيل المتقدم في هذه الحرب وبالتالي دورهم واضح في إشعالها وفي استمرارها والآن يقاتلوا على الأرض
هناك ضغوط دولية وإقليمية لمشاركة الإسلاميين في العملية السياسية المقبلة إلى جانب أصوات من داخل الحرية والتغيير نفسها تطالب بذات الشيء هل يمكن أن ترضخوا لها؟نحن لسنا ضد التيار الإسلامي العريض والدليل على ذلك انه عندما وقعنا الإتفاق الاطاري كان ضمن الموقعين حزب المؤتمر الشعبي وهو حزب الدكتور الترابي عليه الرحمة عراب الأخوان المسلمين في السودان وبالتالي موقفنا هو الموقف الذي أقرته ثورة ديسمبر بحظر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وبحلهم واعتبارهم حزب وحركة غير شرعية بالقانون. هذا قرار الثورة اما الحرية والتغيير ظلت تقول بوضوح في جميع اجتماعاتها تلك التي تمت في القاهرة وفي بياناتها إنها مستعدة للجلوس مع جميع الفرقاء السودانيين عدا المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وواجهاتهم. هذا الموقف مستمر ولا توجد علينا ضغوط من أي جهة لتغييره نحن منفتحين على جميع الإسلاميين الذين وقفوا ضد الانقلاب والواقفين ضد الحرب والمؤمنين بضرورة التحول المدني الديمقراطي.
اذا لماذا لا يشارك المؤتمر الشعبي في اجتماعات تقدم بينما كان شريكا في الإطاري؟نحن في هذا الاجتماع الذي عقد في نيروبي ناقشنا جلسة توسيع تقدم وضم أحزاب ولجان مقاومة وأطراف أخرى وتم مناقشة موضوع مشاركة المؤتمر الشعبي والتأكيد على ضرورة التنسيق معه في المرحلة المقبلة
هل نتوقع مشاركته في المؤتمر التأسيسي؟حتى الآن هذا الأمر لم يحسم لأنه هناك أطراف داخل تقدم لديها تحفظ على هذا الأمر لكن المؤكد مشاركته في ورش العمل وسيكون هناك تنسيق بين تقدم وبينهم في قضايا سياسية في المرحلة القادمة
دعنا نمضي نحو العلاقات الخارجية، وهنا نريد أن نعرف رأيكم فيما حدث دبلوماسيا مع تشاد والإمارات؟دولة مثل تشاد فيها مئات الآلاف من السودانيين منذ حرب السودان الأولى والان استقبلت عشرات الآلاف وتقدم مساعدات كبيرة وأي نوع من التوتر وطرد الدبلوماسيين لا يمكن أن يؤثر إيجابا في وقف الحرب وذات الأمر مع الإمارات وجميع الدول التي نعتقد أنه يجب أن يتم التعامل معها والضغط عليها لترمي بثقلها لوقف الحرب سواء كانت تشاد أو الإمارات أو دول الجوار مصر واثيوبيا اريتريا وجنوب السودان جميع هذه الدول لابد من استثمار العلاقات معها من أجل وقف الحرب وليس من أجل استمرارها.
كيف تقيم علاقات الحرية والتغيير مع الدول الخارجية بالنظر إلى إلغاء اجتماعات معلنة سابقا مع دولة الكويت ودولة جنوب السودان في وقت ما بدون توضيح الأسباب؟في الكويت كانت زيارة تمت برمجتها لقطر والكويت في شهر سبتمبر الماضي وتم تحديد الجدول لمقابلة المسؤولين هناك لكن رئيس وزراء الكويت ذهب في مهمة طارئة أثناء استعدادنا للسفر من الدوحة للكويت فتم تأجيل الزيارة لكنها لا تزال قائمة في أجندة الحرية والتغيير نفس الشيء حدث مع جنوب السودان لكن في الشعر الماضي تمت زيارة لجوبا بوفد رفيع من الحرية التغيير وقابل سلفاكير.
كيف تنظر للمجتمع الدولي الآن هل يشعر بالإحباط بعد ما حدث في جدة والإيغاد وما هي خطوتهم المقبلة؟من المؤكد أنهم استثمروا كثيرا في منبر جدة من أجل وقف الحرب، امريكا والسعودية والترويكا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والإيغاد. لكن للأسف الشديد منبر جدة عمل جولتين من المباحثات في أغسطس وأكتوبر وتم توقيع مواعيد للعمل الإنساني بين الطرفين لكن لم يتم الوفاء بها لذلك توقف المنبر لكن المؤكد ان جهودهم مستمرة. ومن خلال تواصلنا معهم يتحدثوا الآن عن عقد اللقاء المباشر بين برهان وحميدتي كخطوة أولى لتسهيل بقية الخطوات المتعلقة باستئناف منبر جدة
في إطار التدخلات الدولية كيف تنظر للعقوبات الأمريكية التي طالت الأسماء التي شاهدناها؟واضح انه حتى الآن العقوبات لم تؤثر في مسار الحرب وهي مازالت مستمرة وفي كل يوم تتسع رقعتها لكن السؤال هل فعلا العقوبات لديها جدوى كبيرة من الواضح أن هناك تباين في الآراء حولها لكن نتفق جميعا على أن الدور الأهم للمجتمع الدولي ممارسة الضغوط بوسائل مختلفة تؤدي آخر الأمر إلى إيفاء قيادات الجيش والدعم السريع بالتزاماتهم في التفاوض لوقف إطلاق النار الدائم.
ولا توجد دولة تستخدم أداة واحدة لتصل بها لنتائج مؤكد هناك نوع من العصا والجزرة
من خلال معلوماتك هل اقترب تعيين مبعوث أمريكي خاص بالسودان؟هناك حديث حول اقتراب تعيينه، وهناك مطالبات من أعضاء في مجلس الشيوخ للإدارة الأمريكية بتعيين مبعوث خاص للسودان وهذا يعزز فرص الوصول لسلام لأنه قضية الحرب في السودان تراجعت في أجندة الاهتمام و طغت عليها قضايا أخرى مثل حرب غزة واوكرانيا ومؤكد أن تعيين مبعوث أمريكي رفيع المستوى سيؤدي إلى عودة السودان تدريجيا للاهتمام وبالتالي الضغط من أجل الوصول لنتائج إيجابية.
لن يحكم السودان عسكريا بعد اليوم بقرار من الثورة السودانية
ماذا عن الداخل السوداني والجبهة المدنية لوقف الحرب إلى أين وصلتم في توحيد الصفوف؟الاجتماعات التي تم عقدها في نيروبي أقرت عمل لجنة اتصالات خلال ١٠ ايام قادمة سنتواصل عبرها مع الأطراف التي ليست جزءا من تقدم وهي الحزب الشيوعي وتحالف التغيير الجذري والبعث عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو ومختلف القوى الأخرى من أجل شرح الفكرة ودعوتهم للانضمام لتقدم قبل الشروع في موضوع الورش والمؤتمر العام بحيث يكونوا جزء من المؤتمر العام
كيف هي العلاقات الآن مع لجان المقاومة الذين صاروا جزءا من تقدم مع مقاربة الخلافات السابقة بينكم والفجوة الكبيرة التي حدثت بعد تشكيل حكومة حمدوك؟الظروف السياسية في ذلك الوقت لعبت دورا في صناعة هذه الفجوة، لكننا منذ ذلك الوقت في حوارات متصلة معهم، الآن هناك تباينات في الآراء معهم، “سخونة” أحيانا في النقاشات لكن نشعر مع مرور أي يوم في العمل المشترك يتطور التفاهم بيننا. وأعتقد مع انضمام.
بقية لجان المقاومة من الولايات الأخرى ستعطي دفعة كبيرة لتوسيع الجبهة.
“حمدوك” إضافة كبيرة للجبهة المدنية
كيف تقيم عودة عبد الله حمدوك للمشهد وأن يكون جزءا من الجبهة المدنية؟بعد الحرب هناك حاجة ماسة ان تضم الجبهة المدنية جميع السودانيين، وكل من يملك شيئا يضعه على الطاولة من أجل وقف الحرب وجلب السلام والعودة للمسار الديمقراطي والدكتور عبد الله حمدوك هو رئيس وزراء حكومة الثورة ونعتقد أن وجوده معانا في الجبهة إضافة للرمزية التي يمثلها وعلاقاته الخارجية وايضا يمتلك مؤيدين في الشارع السوداني وبالتالي يعتبر وجوده إضافة كبيرة.
الوسومآثار الحرب في السودان البرهان الجيش السوداني بابكر فيصل تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير حرب الجيش والدعم السريع حميدتي قوات الدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان البرهان الجيش السوداني بابكر فيصل حرب الجيش والدعم السريع حميدتي قوات الدعم السريع سیطرة الدعم السریع على الجیش والدعم السریع الحریة والتغییر فی مسار الحرب هذا اللقاء فی السودان الجهة التی وقف الحرب منبر جدة من أجل ما حدث
إقرأ أيضاً:
حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً
وافقَ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان يوم الجمعة الماضي على هدنة إنسانية مدتها أسبوع واحد في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق ما أعلن عن ذلك مجلس السيادة الانتقالي في بيان صحفي.
ووفق البيان الصحفي فإن البرهان تلقى اتصالًا هاتفيًا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر فيه عن ترحيبه بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء للفترة الانتقالية، ودعا خلال الاتصال البرهان إلى إعلان هدنة إنسانية مؤقتة مدتها أسبوع في مدينة الفاشر، وذلك دعمًا لجهود الأمم المتحدة الرامية لتسهيل وصول الإغاثة للآلاف من المواطنين المحاصرين هناك من قبل مليشيا الدعم السريع منذ أكثر من عام.
موافقة البرهان على الهدنة الإنسانية المؤقتة جاءت سريعة لكنها مشروطة، حيث شدد البرهان على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة في هذا الخصوص، وأشهرها القرار (2736) الذي يدعو فيه المجلس مليشيا الدعم السريع صراحة لوقف حصارها الذي تضربه على مدينة الفاشر، ووقف قصف معسكرات النازحين واستهداف المدنيين والمرافق الحيوية.
إلى جانب دعوة الأطراف لوقف فوري للقتال وخفض التصعيد في الفاشر ومحيطها، وسحب كل القوات.
لكن مليشيا الدعم السريع لم تلتزم بتنفيذ القرار، واستمرت في إحكام حصارها على الفاشر واستمرارها في قصف المدينة والمرافق الحيوية بها.
وتصر مليشيا الدعم السريع على حصار الفاشر من أجل الاستيلاء عليها؛ حيث إنها المدينة الوحيدة في إقليم دارفور التي يسيطر عليها الجيش السوداني والقوات المساندة له ولم تستطع مليشيا الدعم السريع إسقاطها.
إن موافقة الحكومة السودانية على الهدنة الإنسانية المؤقتة تعتبر تطورًا إيجابيًا في موقفها ويحسب لها ويضيف ثقلًا مهمًا سيؤدي حتمًا لترجيح كفتها.
فالوضع الإنساني الصعب بالمدينة والذي استمرّ لأكثر من عام وصل إلى ذروته بحيث وضع هذا الحال الإنساني المزري الحكومة السودانية أمام مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية باعتبارها الجهة الشرعية التي تدير البلاد، مما يفرض عليها القبول بأي صيغة تتيح لها القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها بضمان توصيل المساعدات الإنسانية إليهم والحيلولة دون تفاقم الوضع حد الانهيار.
إعلانوهذا الموقف من جانب الحكومة السودانية موقف طبيعي ومفهوم، ولكن ولما كان إنجاح الهدنة وتحقيق أهدافها رهينًا بموافقة وتعاون الطرفين مع الأمم المتحدة، فإن الموقف من الهدنة التي دعا لها غوتيريش على صعيد مليشيا الدعم السريع غامض حتى الآن، حيث لم يصدر عن المليشيا أي رد فعل لا بالرفض أو بالموافقة.
وهو ما يثير العديد من التساؤلات بشأن هذا الموقف الغامض من قبل المليشيا، ويثير كذلك المخاوف من أن يكون ذلك مؤشرًا لرفضها الهدنة، وبالتالي وضع العصا في الدواليب.
ويمكن التكهن بموقف مليشيا الدعم السريع حيال الهدنة بناءً على معطيات وحيثيات عديدة تفضي إلى أنها ستكون للرفض أقرب منها إلى الموافقة، أو على أحسن الفروض أن تقيد المليشيا موافقتها بشروط هي الأخرى، على غرار موقف الحكومة السودانية التي اشترطت تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بهذا الخصوص.
والذي يحملنا على ترجيح رفض مليشيا الدعم السريع الهدنةَ أو تقييدها بشروط مانعة عدة أسباب:
أولًا؛ أقدمت على حصار الفاشر عمدًا من أجل (إنتاج) وضع إنساني مزرٍ يستدعي تدخل قوات أممية وليس قوافل مساعدات إنسانية، وذلك على أساس الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يخدم أجندتها السياسية التي على رأسها تدويل القضية والتمهيد لإعلان حكومة موازية بإقليم دارفور بما يفضي في نهاية المطاف إلى فصل الإقليم، ومن ثم إدارته من قبل الدعم السريع وحاضنتها السياسية المتمثلة في جماعة (صمود) بقيادة رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك. ثانيًا؛ مليشيا الدعم السريع بحصارها الفاشرَ تريد كسر القوة الصلبة للقوى المناوئة لها، حيث تعتبر الفاشر معقلًا رئيسيًا لمن تراهم أنهم خصومها التاريخيون في إقليم شمال دارفور، بجانب إنهاك الجيش والقوات المساندة له التي تتحصن داخل المدينة، وتعمل على صد هجمات مليشيا الدعم السريع، ومحاولاتها المتكررة اقتحامَ المدينة. ثالثًا؛ إسقاط الفاشر سيمكّن المليشيا من بسط سيطرتها على إقليم دارفور بكل ولاياته، وبذلك تعوض المليشيا خسارتها ولايات الخرطوم والجزيرة وأجزاء من ولايتي النيل الأبيض، وسنار التي كانت تسيطر عليها في وقت سابق، قبل أن يتمكن الجيش من إخراجها منها. رابعًا؛ تعتقد مليشيا الدعم السريع أن الهدنة ستتيح للجيش السوداني والقوات المساندة له التقاط أنفاسه، وإعادة التموضع بما يمكنه من شنّ هجمات كبيرة على قواتها، وفكّ الحصار الذي تفرضه على المدينة.ولهذا السبب يتوقع أن تسعى مليشيا الدعم السريع إلى الحيلولة دون استغلال الحكومة السودانية، الهدنةَ لتعزيز قدراتها الهجومية، واستكمال حملتها الهادفة إلى طرد المليشيا من الفاشر ومحيطها، ومن ثم الهجوم على بقية مدن الإقليم التي تسيطر عليها المليشيا.
إن دعوة الأمم المتحدة للهدنة الإنسانية، وموافقة الحكومة السودانية عليها وضعتا مليشيا الدعم السريع في محك صعب، وبين خيارين أحلاهما مر، فإن هي وافقت على الهدنة كان ذلك معززًا لموقف الجيش السوداني والقوات المساندة له، بحسب تقديرها هي، وإن هي رفضت الهدنة كان ذلك إدانة لها وإضعافًا لموقفها على الصعيد الدولي؛ باعتبارها الجهة المعيقة للجهود الدولية التي تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين من قِبلها، في وقت هي أكثر حاجة فيه إلى كسب الدعم والسند الدوليَين.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline