الاحتلال الإسرائيلي يكثف قصفه لجباليا وإعلامه يتحدث عن منطقة عازلة
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أفاد مراسل الجزيرة بأن قصفا إسرائيليا كثيفا يستهدف منطقة الجرن في جباليا البلد شمال مدينة غزة، وسط اشتباكات ضارية بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي وتعطل جميع خطوط الاتصال بالمنطقة، وذلك في الوقت الذي ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاحتلال يستعد لإنهاء العدوان البري على قطاع غزة وإقامة منطقة عازلة.
وقد استهدف القصف الإسرائيلي خلال ساعات الليل مناطق عدة في القطاع أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مسلحة منذ أمس الخميس مع قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة، وأنها استخدمت خلال العمليات عبوات العمل الفدائي وقذائف الياسين 105 المضادة للدروع وقذائف "تي بي جي" المضادة للأفراد والتحصينات، مؤكدة أنها أوقعت عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح.
وبثت الكتائب صورا قالت إنها لاستهداف قوة راجلة من 5 جنود إسرائيليين بقذيفة مضادة للتحصينات والاشتباك معها شمال غرب مدينة بيت لاهيا، كما بثت صورا قالت إنها لالتحام مقاوميها مع قوات العدو في قرية المغراقة وسط قطاع غزة.
تعزيز قوات الاحتلال
من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه عزز قواته في خان يونس بـ5 ألوية جديدة، وجاء ذلك بعد ساعات من كشف وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال سحب كتيبة في لواء غولاني من غزة بعد 60 يوما من القتال تكبدت فيها خسائر كبيرة.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن جنود الكتيبة في لواء غولاني -الذي يصنف ضمن قوات النخبة الإسرائيلية- غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم. وكان 42 من جنود وضباط غولاني -بينهم قائد الكتيبة الـ13- قد قتلوا في معارك حي الشجاعية بغزة.
وفي سياق متصل، تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية من منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة ومحيط المستشفى الإندونيسي في جباليا خلال الليلة الماضية.
وذكر شهود عيان أنه تم العثور على عشرات الجثامين لفلسطينيين -بعضهم نساء وأطفال- ملقاة بالطرقات بعد أن قتلتهم القوات الإسرائيلية بالقذائف وصواريخ الطائرات المسيرة والقنص بالرصاص الحي.
ووصف الشهود مشاهد الجثامين المتحللة في الطرقات بالفاجعة والمأساة، حيث نهشت الكلاب والقطط أجزاء منها، فيما تحللت أجزاء أخرى.
منطقة عازلة وإنهاء العدوان البري
وفي سياق متصل، رصد فريق الجزيرة -في وقت سابق- جنوب شرق مدينة غزة قرب معبر كارني-المنطار تفجير قوات الاحتلال عددا من المباني الفلسطينية القريبة من السياج الأمني للمرة الثانية خلال أيام.
وأفاد مراسل الجزيرة في منطقة غلاف غزة بأن جيش الاحتلال تعمد تدمير مئات المباني السكنية والمرافق العامة القريبة من السياج الأمني في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما شرق مدينة غزة وجباليا شمالا، في إطار خطة لإنشاء منطقة عازلة تمنح البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة عمقا أمنيا.
وكشف الإعلام الإسرائيلي النقاب عن خطة لإقامة ثكنات عسكرية قرب كل المستوطنات الإسرائيلية القريبة من السياج الأمني.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي أصبح بالفعل في خضم الانتشار للمرحلة الثالثة على عكس ما يعلنه صناع القرار، مضيفة أن مراكز القيادة المختلفة تستعد بالفعل لتغيير كبير في يناير/كانون الثاني المقبل، وأن الجيش الإسرائيلي يخطط لتسريح عدد من جنود الاحتياط بسبب العبء على الاقتصاد وعلى الجنود وعائلاتهم.
من جهتها، قالت القناة الـ11 الإسرائيلية إن الجيش يستعد لإنهاء العملية البرية في غضون أسابيع، مؤكدة أن المرحلة الثالثة تشمل تقليص عدد القوات وتشكيل منطقة عازلة والاستمرار في هجمات مركزة.
قنابل مدمرة
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن إسرائيل استخدمت مئات القنابل من طراز "إم كيه-84" ذات القوة التدميرية العالية -بعد حصول تل أبيب عليها من واشنطن- في مناطق صنفتها آمنة للمدنيين، وذلك استنادا إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحليل الحفر الضخمة المتشكلة جراء سقوط القنابل على مناطق في جنوب غزة، حيث تبين بعد مسح صور الأقمار الصناعية أن قُطر كل حفرة يزيد على 12 مترا.
وبحسب خبراء الذخائر، لا تتشكل حفر بهذا الحجم في التربة الرميلة الخفيفة في غزة إلا إذا تم استخدام قنابل يبلغ وزنها ألفي رطل.
وردا على سؤال نيويورك تايمز بشأن هذا الموضوع، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي (لم تذكر اسمه) إن أولوية إسرائيل القضاء على حماس، وسيتم تناول هذه الأسئلة في مراحل لاحقة.
وقال محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة مارك غارلاسكو إن شدة القصف الإسرائيلي على غزة في الأسابيع الأولى لم يشهد لها مثيل منذ حرب فيتنام، مؤكدا أن القصف بهذه الكثافة في حربي العراق الأولى (1991) والثانية (2003).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی قوات الاحتلال جیش الاحتلال منطقة عازلة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ثلث جنود جيش العدو الإسرائيلي يواجهون مشاكل نفسية منذ 7 أكتوبر2023
الثورة نت /..
أقرت نائبة رئيس قسم إعادة التأهيل في وزارة الحرب للعدو الإسرائيلي، تمار شمعوني، بوجود ارتفاع كبير في أعداد الجنود الصهاينة الذين يعانون من اضطرابات نفسية منذ بدء جريمة الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر 2023.
وقالت شمعوني لإذاعة جيش العدو الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن الوزارة “عالجت مساء السابع من أكتوبر 2023 نحو 62 ألف حالة نفسية، فيما يبلغ العدد اليوم حوالي 85 ألف حالة”، واصفة الزيادة بأنها “غير مسبوقة”.
وذكرت أن “ثلث جنود الجيش يواجهون مشاكل نفسية بعد أحداث 7 أكتوبر”، بحسب وكالة الأناضول.
وأضافت أن “المعالج النفسي الواحد يتعامل مع ما يصل إلى 750 مراجعًا، وفي بعض المناطق أكثر من ذلك، ما يصعّب الوصول إلى جميع المحتاجين للعلاج بالسرعة المطلوبة”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، قد حذرت في نوفمبر الماضي من “أزمة نفسية واسعة” في الكيان الإسرائيلي، لافتة إلى تزايد حالات الإدمان على المخدرات، ووجود ما يقارب مليوني شخص بحاجة إلى دعم نفسي، بينهم عدد كبير من الجنود.
فيما أشارت تقارير إعلامية صهيونية مؤخرًا إلى ارتفاع حالات الانتحار في صفوف الجيش.
وذكرت صحيفة “معاريف” الصهيونية أمس السبت، أن الجندي نهوراي رافائيل بارزاني انتحر بعد معاناته من اضطراب ما بعد الصدمة جراء مشاركته في القتال.
كما انتحر الأسبوع الماضي الضابط الاحتياط توماس إدزغوسكس (28 عاما) من لواء “غفعاتي” بعد صراع نفسي، وفق الإعلام العبري.
وبحسب معطيات رسمية في الكيان الإسرائيلي نُشرت في أكتوبر الماضي، سجّل جيش العدو 279 محاولة انتحار خلال 18 شهرًا، بينها 36 حالة وفاة.
وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي على مدى عامين متواصلين منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 70,360 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 171,047 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، غير أن جيش العدو الإسرائيلي يمارس خروقات يومية للاتفاق، وما يزال يمنع دخول غالبية المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن إجمالي عدد الشهداء بنيران جيش العدو منذ وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، بلغ 373، وإجمالي الإصابات 970، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار.