يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو الانتقال من التهديدات العسكرية إلى الدبلوماسية،  لكن يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التمسك بهدف “النصر الكامل” في غزة ولبنان وسوريا، بما يشمل نزع سلاح حماس وحزب الله. 

ويحدث ذلك في لحظة سياسية شديدة الحساسية، إذ يسعى ترامب لترسيخ إرثه عبر اتفاقيات سلام جديدة وحصد نفوذ اقتصادي واسع لشركات عائلته، في حين لا يزال مسار نتنياهو الاستراتيجي غامضاً حتى لمقربيه.

نتنياهو والمستشار الألماني يلتقيان في القدسمصادر إسرائيلية: ترامب يوصي نتنياهو بالتحول للدبلوماسيةالكشف عن لقاء سري بين نتنياهو ورئيس وزراء بريطاني سابقإعلام إسرائيلي: نتنياهو أجري لقاء سريا مع توني بلير .. وخطة دولية لإدارة غزة قبيل نهاية 2025


دخلت إسرائيل فعلياً مرحلة “غسق الحرب”، حيث يسود وقف إطلاق النار المؤقت بينما تُبنى التفاهمات الأمنية والسياسية التي ستشكّل أسس المرحلة المقبلة. ورغم استمرار إمكان اللجوء للقوة العسكرية، إلا أنّ مركز الثقل ينتقل تدريجياً إلى المفاوضات وصياغة ترتيبات طويلة الأمد.


كان ترامب أول من دفع بهذا الاتجاه، ففي محادثة أجراها مساء الإثنين مع نتنياهو، أوصى الرئيس الأمريكي بالتحول من النهج الهجومي إلى خطوات دبلوماسية وإجراءات بناء الثقة على الجبهات الثلاث: غزة، لبنان، سوريا، ويهدف هذا التحول إلى تمهيد الطريق لوقف نار شامل وتنفيذ “خطة ترامب ذات العشرين نقطة” في غزة، إضافة إلى فتح الباب أمام مسارات تطبيع جديدة.


الجيش الإسرائيلي يدعم الانتقال إلى الدبلوماسية

مصادر أمنية إسرائيلية تؤكد لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية،  أن كبار مسؤولي الجيش يفضلون نهج ترامب، رغبة في إعادة بناء الجيش بعد عامين من القتال، وتعزيز قدراته المستقبلية، وترى هيئة الأركان أننّ الأهداف المتبقية في غزة ولبنان وسوريا يمكن تحقيقها الآن عبر ترتيبات دبلوماسية تُرسّخ ما تحقق عسكرياً خلال الحرب.
 


تأتي التحركات في ظل انتهاء المهلة التي منحها ترامب للحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله في 31 ديسمبر، وفي الوقت نفسه، أعلن نتنياهو فتح معبر رفح لخروج الجرحى من غزة بإشراف السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي  خطوة رفضتها مصر بشكل قاطع حيث أنه من الممكن  أن تتحول إلى بوابة لـ“الهجرة الطوعية” التي روج لها بعض وزراء اليمين الإسرائيلي.


اختراق دبلوماسي غير مسبوق مع لبنان


شهد الأربعاء تطوراً لافتاً: تعيين ممثلين مدنيين من إسرائيل ولبنان لبدء محادثات مباشرة في إطار لجنة التنسيق العسكرية. هذه المرة الأولى منذ أوائل التسعينيات التي يجتمع فيها دبلوماسيون من البلدين مباشرة، في خطوة تعكس رغبة مشتركة وإن كانت هشة  في تجاوز المواجهة العسكرية.


كما زارت مبعوثة ترامب الخاصة، مورغان أورتاغوس، القدس وبيروت، في إشارة إلى دخول واشنطن مرحلة وساطة نشطة لمنع التصعيد.


قواعد اللعبة الجديدة التي يحاول ترامب فرضها وفق تقديرات أمنية، يحاول ترامب رسم ثلاث قواعد:


نقل المواجهة إلى المسار الدبلوماسي في غزة ولبنان وسوريا.
إبقاء الضغط العسكري الإسرائيلي لكن عبر ضربات دقيقة من الجو، لا عمليات برية واسعة، بالإضافة إلى خطوات متبادلة لبناء الثقة بين الأطراف.


رغم هذا التوجه  يتمسك نتنياهو بسقف أعلى، انتصار كامل يعني عملياً تفكيك حماس وحزب الله ونزع السلاح الثقيل من غزة وجنوب لبنان وسوريا، ويبدو أنه يحتفظ بخططه الاستراتيجية سرية للغاية، إذ لا يطلع عليها سوى دائرة ضيقة جداً، كما يشدد نتنياهو على:
منع عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة؛ و إقصاء تركيا وقطر عن ملف إعادة الإعمار.
و الإصرار على أن أي تأخر في تفكيك حماس سيقود إلى عملية برية جديدة داخل المناطق التي لا تزال الحركة تسيطر عليها.


رغم الخسائر الكبيرة التي وقع بها حزب الله، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أنه بدأ بإعادة بناء قوته البشرية والبنية التحتية شمال الليطاني وفي البقاع، ما دفع إسرائيل إلى تصعيد عملياتها ضده، ومنها اغتيال رئيس أركانه الجديد قبل أيام.


ماذا يريد ترامب؟ وماذا يريد نتنياهو؟

ترامب يريد شرق أوسط مستقرا يسمح له بقطف ثمار سياسية (نوبل للسلام) واقتصادية (استثمارات ضخمة)، وتقليل الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.


نتنياهو يريد تثبيت واقع أمني وسياسي يضمن سيطرة إسرائيل الواسعة، ويمنع أي مسار يفضي إلى دولة فلسطينية.
وبين هذين المسارين المتناقضين، تدخل إسرائيل مرحلة دقيقة للغاية، حيث يتقاطع الضباب الاستراتيجي مع حسابات السياسة الداخلية الأمريكية والإسرائيلية، ومع احتمالات انفلات الجبهات في أي لحظة.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التهديدات العسكرية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التهديدات العسكرية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإسرائيلي يرد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو 

قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، مساء السبت، 06 ديسمبر 2025، في ردّه على طلب نظيره الأميركي منح العفو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو : "أحترم ترامب لكن إسرائيل دولة ديمقراطية".

ووفق الإعلام العبري، فإن الرئيس ترامب "كثف خلال الأسابيع الأخيرة"، ضغطه على نظيره الإسرائيلي هرتسوغ، لدفعه لمنح عفو لنتنياهو، في قضايا الفساد التي يحاكم فيها.

وأفادت القناة 12 العبرية الخاصة، بأن ترلمب "كثّف خلال الأسابيع الأخيرة رسائله المباشرة، بدءاً من خطابه أمام الكنيست الذي دعا فيه هرتسوغ للعفو عن نتنياهو، مروراً بمواقف إعلامية وتصريحات في شبكات التواصل، وصولاً إلى رسالة رسمية وجّهها لرئيس إسرائيل يحثّه فيها على إنهاء الملفات القضائية ضد نتنياهو".

وأشارت إلى أن "تدخل ترلمب بات جزءاً من حملة ضغط سياسية وإعلامية واسعة، مدعومة أيضاً من شخصيات بارزة في اليمين الإسرائيلي، لدفع هرتسوغ لاتخاذ قرار قد يوقف محاكمة نتنياهو بملفات الفساد".

 

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال عمليّة "خمسة أحجار" شمال الضفة الغربية رئيس الأركان الإسرائيلي يدعو إلى لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر الحكومة الإسرائيلية تصادق على ميزانية العام 2026.. كم حصة الجيش؟ الأكثر قراءة حماس: استيلاء إسرائيل على الباحة الداخلية للمسجد الإبراهيمي اعتداء صارخ بالصور: سبب وفاة توم ستوبارد الكاتب المسرحي البريطاني - Tom Stoppard محافظ طوباس يوجه ببدء إصلاح الدمار الذي أحدثه الاحتلال حماس: الاحتلال لن يحصل على صورة استسلام من مقاتلي المقاومة في رفح عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صحافة عالمية: ضغوط دولية على نتنياهو لتنفيذ خطة ترامب
  • نتنياهو: لقاء قريب مع ترامب وفرصة لسلام قابل للتطبيق مع الفلسطينيين
  • تقرير إسرائيلي يحذر من صاروخ مصري “قد يغير قواعد اللعبة”
  • عفو نتنياهو و القرار الرئاسي.. هرتسوج يحدد أولويات إسرائيل وسط ضغوط أمريكية
  • الرئيس الإسرائيلي يرد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو 
  • الرئيس الإسرائيلي: احترام المؤسسات والقوانين أولوية رغم طلب ترامب العفو عن نتنياهو
  • ويليامز: الموقف الأمريكي يعيد صياغة قواعد اللعبة داخل الناتو
  • ضغوط دولية لتوسيع التفاوض.. وحزب الله: لا نقاش في السلاح قبل وقف الحرب وانسحاب إسرائيل
  • Neo يغير قواعد اللعبة.. نورتون تكشف عن المتصفح الأكثر أمانا وذكاء في العالم