لبنان ٢٤:
2025-05-18@05:17:03 GMT

قرار واضح.. هكذا ستعود سوريا إلى لبنان!

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

قرار واضح.. هكذا ستعود سوريا إلى لبنان!

الكلامُ الإيجابيّ الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد باتجاه لبنان قبل أيام ليس عادياً أبداً، فالرسائل التي تأتي في سياقه مهمة جداً ويمكن أن تصبّ في خانة العديد من الأطراف المناوئة لدمشق.

في مضمون كلام الأسد أمام وفد حزب "البعث العربي الإشتراكي" 5 نقاطٍ أساسيّة وهي: لا إلغاء لأحد في لبنان - التعاطي والإنفتاح على كافة المكونات اللبنانية من دون تميز لاسيما من له تمثيل شعبي في مجلس النواب - سوريا لا تقف ضدّ أحد في لبنان - من وقع في الخطأ وتراجع عنه فلا مشكلة معه - سوريا قلبها كبير وتتسع للجميع.



ماذا يعني كلّ ذلك؟

ما يقوله الأسد يعني أنّ دمشق مستعدة لفتح أبوابها أمام أي طرفٍ سياسي لبنانيّ كان ضدها خلال الفترة السابقة. المسألةُ هذه ليست صعبة وحصلت في أوقاتٍ سابقة، وأبرزُ من قام بخطوات تجاه سوريا رغم "الخصومة" معها هما الرئيس السّابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. أيضاً، كان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون أول المبادرين تجاه سوريا قبل أكثر من 10 سنوات، وذلك رغم المواجهة المباشرة التي خاضها ضدّها في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وقبيل إتفاق الطائف عام 1989.

المُفارقة الأبرز هنا هي أنّ الأسد يظهر وكأنهُ يُبدي استعداداً لإستقبال أي جهة سياسية لبنانية "قامت بعملية نقدٍ بناء لمسارها السياسي"، على حدّ تعبيره. هنا، قد يكون أول المستفيدين من هذا "العرض" هو جنبلاط الأب الذي باستطاعته الإستفادة من تموضعه السياسي "الوسطي" حالياً لفتحِ خطوط تواصل جديدة مع سوريا عبر بوابة نجله تيمور. واقعياً، ما الذي يمنع ذلك طالما أنّ جنبلاط على تنسيقٍ مع حليف سوريا الأول في لبنان، أي "حزب الله"؟ ما الذي يجعل جنبلاط بعيداً عن دمشق طالما أنّ كل الطرق باتت توصل إليها سعودياً وعربياً؟

أن يقول الأسد إنّ سوريا لا تقف ضدّ أحد في لبنان وإنها ضدّ إلغاء أي طرف، فإنّ ذلك يعني أن أغلب الأطراف مقبولة بالنسبة لدمشق. ولكن، أين تكمن الرسالة الأعمق في ظل هذ الظرف؟ ماذا يقصد الأسد من كلامه وسط حرب غزة وأحداث جنوب لبنان التي قد تُغير خارطة المنطقة؟ ماذا يعني حينما ينطقُ بهذا الموقف ومعركة رئاسة الجمهورية في لبنان على أشدّها؟

إلى جانب جنبلاط، أول من يمكن الإستفادة من مواقف الأسد هو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي كان يطمحُ لزيارة سوريا أواخر العام الماضي لكنه لم يتمكّن من ذلك حتى الآن. بالنسبة لرئيس "التيار"، فإنّ التنسيق مع سوريا الآن بات أسهل طالما أن الأسد فتح الأبواب العريضة أمام ذلك، وقد يكون الظرف مناسباً لباسيل لتقديم أوراق اعتماد سياسية لدى دمشق قد تساهم في التمهيد نحو مكاسب أكبر له في لبنان.

المسألة أيضاً لا تقف عند هذا الحد.. فتأكيد سوريا انفتاحها على أيّ طرف يعني أن قد تعودُ إلى لبنان من بوابة التنسيق، ومن بوابة تثبيت نفسها مُجدداً كمؤثر وكـ"قِبلة" للسياسيين الراغبين بالتعامل معها بغض النظر عن مسيرة الخصومة. الأمرُ هذا يعني أن الأسد يتحدث من موقعٍ قوي، وما حظيَ به من دعمٍ عربيّ خلال الفترات القليلة الماضية، جعلهُ يعطي لبنان مساحةً أيضاً من الإهتمام بعدما كان هناك إبتعادٌ واضح.
في الواقع، إن كان الأسدُ يطمحُ لأن تكون العلاقات مع لبنان جيدة، فأول ما يمكن فعله، بحسب مصادر سياسية، هو الضغط باتجاه طرح ملف النازحين على الطاولة. الدورُ هنا يبدأ من جهة "حزب الله" وحلفائه قبل أيّ شيء، علماً أن الحزب قد يكونُ الراعي الأول لأي علاقة بين سوريا وأي طرفٍ آخر في لبنان، لأنه سيكون السبيل الأول للتلاقي مع دمشق.

في خلاصة القول، يمكن أن يكون لبنان في صُلب الإهتمام السوري خلال المرحلة الآتية، وقد تساهم الظروف الإقليمية الحالية رغم التوترات، في تقوية  سوريا أكثر وجعلها أمام ترتيبات مرتبطة بتحالفات جديدة داخل لبنان.. والسؤال الأبرز: من سيكون الزائر اللبناني الجديد إلى سوريا؟ من سيسبق الآخر إلى دمشق؟ فلننتظر ونُراقب!!!

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان یعنی أن

إقرأ أيضاً:

البنك الدولي يبحث تأهيل قطاعات في سوريا بعد رفع ترامب العقوبات

بحث وزير المالية السوري محمد يُسر برنية مع وفد من البنك الدولي سبل التعاون في إعادة تأهيل القطاعات ذات الأولوية في البلاد.

جاء ذلك خلال اجتماع في دمشق، هو الأول بين الجانبين منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل يومين، رفع العقوبات عن دمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن الاجتماع، الذي عُقد بمقر وزارة المالية في دمشق الخميس، تناول أبرز المساهمات والدعم الفني الذي يعتزم البنك الدولي تقديمه للبلاد خلال المرحلة المقبلة.

وأشارت إلى أن اللقاء شهد استعراضا مشتركا للقطاعات الحيوية التي ستخضع لإعادة التأهيل، بإشراف وتنسيق بين الجانبين.

وقبيل قرار ترامب، كانت المؤسسات المالية الدولية لا تستطيع تقديم الدعم المالي لسوريا، في ظل العقوبات المفروضة على دمشق.

وفي 27 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت وزارتا المالية في السعودية وقطر سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، والتي تبلغ نحو 15 مليون دولار.

 رفع العقوبات الأميركية

والثلاثاء، أعلن ترامب خلال "منتدى الاستثمار السعودي- الأميركي 2025" في الرياض، اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وأكد ترامب أن الهدف من ذلك "منح الشعب السوري فرصة للنمو والتطور".

إعلان

وأوضح أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

والخميس، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات الرئيس ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا.

وأضافت في منشور على حسابها بمنصة إكس: "نتطلع إلى تطبيق التصاريح اللازمة التي ستكون حاسمة لجلب استثمارات جديدة إلى سوريا".

ورجحت وزارة الخزانة أن "إجراءاتها قد تساعد في إعادة بناء الاقتصاد والقطاع المالي والبنية التحتية في سوريا، ويمكن أن تضع البلاد على طريق مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر"، وفق ما أفادت وكالة الأناضول.

نتائج رفع العقوبات عن سوريا

وفي السياق، أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية أن الشعب السوري سيلمس نتائج رفع العقوبات الأميركية خلال فترة تتراوح بين 6 أشهر وسنة.

‏وقال "بدأنا العمل للتحضير لتفعيل نظام التحويل العالمي سويفت"، موضحا أن إعادة تفعيله سيسهّل التصدير ويخفض أسعار المستوردات.

وأوضح حاكم مصرف سوريا المركزي أن العقوبات وضعت سوريا خارج المنظومة العالمية ورفعها يعتبر حدثا بالغ الأهمية ولحظة مفصلية، لأنه "سيمكننا من فكّ الحظر عن أموال المصرف والدولة في الخارج"، بحسب ما نقلت وكالة سنا السورية.

‏وأكد أنه سيتم العمل وفق المعايير العالمية للاندماج بالنظام المالي العالمي.

وعلى خلفية انتهاكات نظام بشار الأسد ومجازره في قمع الثورة بسوريا منذ عام 2011، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بينها بريطانيا عقوبات على سوريا، شملت تجميد أصول، ووقف التحويلات المالية، والحرمان من التكنولوجيا، وحظر التعامل مع نظامه.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، تطالب الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع برفع تلك العقوبات، لأنها تعيق جهود إعادة الإعمار.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. فيديو للشرع وهو يتجول بسيارته في أحد أحياء دمشق
  • إزالة صورة بشار الأسد من فئات الليرة
  • بعد غلقها عام 2012.. المغرب يعلن إعادة فتح سفارته في سوريا
  • جنبلاط: لتحقيق التوازن الوطني وبيروت عاصمة كل اللبنانيين
  • البنك الدولي يبحث تأهيل قطاعات في سوريا بعد رفع ترامب العقوبات
  • رفع ترامب العقوبات عن سوريا.. إجراء سريع أم مسار طويل؟
  • سوريا تخطط لوقف طباعة عملتها في روسيا
  • كيف كان تأثير الحرب والعقوبات على اقتصاد سوريا؟ 7 نقاط تشرح ذلك
  • دمشق تعلن ضبط 9 ملايين حبة كبتاغون كانت معدّة للتهريب إلى تركيا
  • محافظ دمشق.. سوريا تستعيد مكانتها ونشكر كل من وقف إلى جانبها