لبنان ٢٤:
2025-07-03@23:22:28 GMT

قرار واضح.. هكذا ستعود سوريا إلى لبنان!

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

قرار واضح.. هكذا ستعود سوريا إلى لبنان!

الكلامُ الإيجابيّ الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد باتجاه لبنان قبل أيام ليس عادياً أبداً، فالرسائل التي تأتي في سياقه مهمة جداً ويمكن أن تصبّ في خانة العديد من الأطراف المناوئة لدمشق.

في مضمون كلام الأسد أمام وفد حزب "البعث العربي الإشتراكي" 5 نقاطٍ أساسيّة وهي: لا إلغاء لأحد في لبنان - التعاطي والإنفتاح على كافة المكونات اللبنانية من دون تميز لاسيما من له تمثيل شعبي في مجلس النواب - سوريا لا تقف ضدّ أحد في لبنان - من وقع في الخطأ وتراجع عنه فلا مشكلة معه - سوريا قلبها كبير وتتسع للجميع.



ماذا يعني كلّ ذلك؟

ما يقوله الأسد يعني أنّ دمشق مستعدة لفتح أبوابها أمام أي طرفٍ سياسي لبنانيّ كان ضدها خلال الفترة السابقة. المسألةُ هذه ليست صعبة وحصلت في أوقاتٍ سابقة، وأبرزُ من قام بخطوات تجاه سوريا رغم "الخصومة" معها هما الرئيس السّابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. أيضاً، كان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون أول المبادرين تجاه سوريا قبل أكثر من 10 سنوات، وذلك رغم المواجهة المباشرة التي خاضها ضدّها في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وقبيل إتفاق الطائف عام 1989.

المُفارقة الأبرز هنا هي أنّ الأسد يظهر وكأنهُ يُبدي استعداداً لإستقبال أي جهة سياسية لبنانية "قامت بعملية نقدٍ بناء لمسارها السياسي"، على حدّ تعبيره. هنا، قد يكون أول المستفيدين من هذا "العرض" هو جنبلاط الأب الذي باستطاعته الإستفادة من تموضعه السياسي "الوسطي" حالياً لفتحِ خطوط تواصل جديدة مع سوريا عبر بوابة نجله تيمور. واقعياً، ما الذي يمنع ذلك طالما أنّ جنبلاط على تنسيقٍ مع حليف سوريا الأول في لبنان، أي "حزب الله"؟ ما الذي يجعل جنبلاط بعيداً عن دمشق طالما أنّ كل الطرق باتت توصل إليها سعودياً وعربياً؟

أن يقول الأسد إنّ سوريا لا تقف ضدّ أحد في لبنان وإنها ضدّ إلغاء أي طرف، فإنّ ذلك يعني أن أغلب الأطراف مقبولة بالنسبة لدمشق. ولكن، أين تكمن الرسالة الأعمق في ظل هذ الظرف؟ ماذا يقصد الأسد من كلامه وسط حرب غزة وأحداث جنوب لبنان التي قد تُغير خارطة المنطقة؟ ماذا يعني حينما ينطقُ بهذا الموقف ومعركة رئاسة الجمهورية في لبنان على أشدّها؟

إلى جانب جنبلاط، أول من يمكن الإستفادة من مواقف الأسد هو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الذي كان يطمحُ لزيارة سوريا أواخر العام الماضي لكنه لم يتمكّن من ذلك حتى الآن. بالنسبة لرئيس "التيار"، فإنّ التنسيق مع سوريا الآن بات أسهل طالما أن الأسد فتح الأبواب العريضة أمام ذلك، وقد يكون الظرف مناسباً لباسيل لتقديم أوراق اعتماد سياسية لدى دمشق قد تساهم في التمهيد نحو مكاسب أكبر له في لبنان.

المسألة أيضاً لا تقف عند هذا الحد.. فتأكيد سوريا انفتاحها على أيّ طرف يعني أن قد تعودُ إلى لبنان من بوابة التنسيق، ومن بوابة تثبيت نفسها مُجدداً كمؤثر وكـ"قِبلة" للسياسيين الراغبين بالتعامل معها بغض النظر عن مسيرة الخصومة. الأمرُ هذا يعني أن الأسد يتحدث من موقعٍ قوي، وما حظيَ به من دعمٍ عربيّ خلال الفترات القليلة الماضية، جعلهُ يعطي لبنان مساحةً أيضاً من الإهتمام بعدما كان هناك إبتعادٌ واضح.
في الواقع، إن كان الأسدُ يطمحُ لأن تكون العلاقات مع لبنان جيدة، فأول ما يمكن فعله، بحسب مصادر سياسية، هو الضغط باتجاه طرح ملف النازحين على الطاولة. الدورُ هنا يبدأ من جهة "حزب الله" وحلفائه قبل أيّ شيء، علماً أن الحزب قد يكونُ الراعي الأول لأي علاقة بين سوريا وأي طرفٍ آخر في لبنان، لأنه سيكون السبيل الأول للتلاقي مع دمشق.

في خلاصة القول، يمكن أن يكون لبنان في صُلب الإهتمام السوري خلال المرحلة الآتية، وقد تساهم الظروف الإقليمية الحالية رغم التوترات، في تقوية  سوريا أكثر وجعلها أمام ترتيبات مرتبطة بتحالفات جديدة داخل لبنان.. والسؤال الأبرز: من سيكون الزائر اللبناني الجديد إلى سوريا؟ من سيسبق الآخر إلى دمشق؟ فلننتظر ونُراقب!!!

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان یعنی أن

إقرأ أيضاً:

تحول في الرهان الأميركي في سوريا من قسد إلى دمشق

دمشق – تشهد السياسة الأميركية تجاه سوريا تحوّلا كبيرًا تجلى في تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى تولي الحكومة السورية مسؤولية مراكز احتجاز عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، تزامنًا مع توقيع أمر تنفيذي برفع جزئي للعقوبات عن دمشق.

وتعكس هذه الخطوة توجها لإعادة رسم أولويات واشنطن وموازين القوى في شمالي شرقي سوريا، وتوجهًا جديدا في مقاربة الوجود الأميركي هناك.

ويهدف الأمر التنفيذي الذي وقع عليه ترامب والذي يتضمن بقاء العقوبات على الرئيس السابق بشار الأسد ومساعديه وبعض الفصائل المدعومة من إيران، إلى دعم الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع بما يعزز استقرار سوريا، ويعيد ترتيب الأولويات الإقليمية مع التركيز على مكافحة الإرهاب.

كما يهدف رفع العقوبات الأميركية عن سوريا أيضًا إلى إزالة العقبات أمام التعافي الاقتصادي للبلاد، ودعم وحدة البلاد، وأن لا توفر ملاذًا للإرهابيين.

الرهانات الأميركية

أوضح الباحث محمود علوش للجزيرة نت أن هذا التوجه يعكس أهمية دور الدولة السورية الجديدة في "مكافحة الإرهاب"، ويتقاطع مع المصالح التركية التي تطالب بأن تكون الدولة السورية هي الجهة الوحيدة المسؤولة في هذا الملف، مما يسحب ورقة مهمة من يد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي استثمرت في ملف مكافحة الإرهاب للحصول على الدعم الأميركي والغربي.

وأكد علوش أن الولايات المتحدة تراهن اليوم على الحكومة السورية الجديدة في رسم مستقبل سوريا ضمن رؤية إقليمية أوسع، مع تقليص الدعم لـ"قسد"، التي لم تعد تحتل مركز التحالف كما في السنوات الماضية.

وأشار علوش إلى أن واشنطن تدفع باتجاه دمج "قسد" ضمن الدولة السورية، وهو أمر يتعارض مع مصالح القوات الكردية وأهدافها، مما يخلق تحديات كبيرة للمرحلة المقبلة.

ويقول علوش إن الولايات المتحدة تسعى إلى تنفيذ اتفاقية الدمج التي تم التوصل إليها بين الرئيس السوري وقائد "قسد" مظلوم عبدي في مارس/آذار الماضي، والتي تعتبر الخيار الأفضل للحفاظ على وحدة سوريا، وتمكين الدولة من مواجهة الإرهاب، ويقول "رغم بطء تنفيذ الاتفاق، فإن واشنطن حريصة على إنجاحه سياسيا وعسكريا".

إعلان

وأضاف أن "معالجة غير صحيحة لقضية قسد قد تخلق فراغات أمنية تستغلها الجماعات الإرهابية، مما يعرض جهود سحب القوات الأميركية للخطر"، كما أكد وجود انسجام بين السياسات الأميركية والتركية في سوريا، أسهم في إنجاح اتفاقية دمشق-قسد، والتوافق في التعامل مع الوضع السوري بشكل عام، بما في ذلك التحديات الإسرائيلية.

مقاتلون من "قسد" في مناورة عسكرية مشتركة بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية عام 2022 (الفرنسية) إعادة تقييم

ينعكس هذا التحول الكبير في السياسة الأميركية بشكل خاص على قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت الحليف الميداني الأساسي لواشنطن في شمالي شرقي سوريا، خصوصا مع دعوة ترامب دمشق لتحمّل مسؤولية مراكز احتجاز عناصر تنظيم الدولة، وبذلك تضع واشنطن "قسد" تحت ضغط غير مسبوق للاندماج في مؤسسات الدولة السورية.

وكشف مصدر عسكري داخل الجناح العربي لـ"قسد"، في حديث للجزيرة نت، عن وجود مهلة من دمشق حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل لتنفيذ اتفاق سياسي وأمني شامل، مع تحذير من فرض الاتفاق بالقوة إذا تأخرت "قسد" أو رفضته.

وأشار المصدر إلى انقسامات واضحة داخل قيادة قسد بين من يدعم التسوية السلمية ومن يفضل المواجهة المسلحة، كما ذكر أن مسؤولين أميركيين نقلوا للقيادة الكردية رسالة مفادها أنه لا بديل عن الالتزام بالاتفاق مع دمشق، وأن واشنطن لن توفر أي غطاء عسكري لقسد في حال نشوب صراع، مؤكّدين دعمهم الكامل للحكومة السورية باعتبارها الجهة الشرعية الوحيدة.

وأضاف أن المقاتلين العرب ضمن صفوف قسد سيلتحقون مباشرة بهياكل وزارة الدفاع السورية، في حين يُنتظر دمج العناصر الكردية في كيان عسكري مستقل داخل الجيش السوري شرقي البلاد، كما تحدث عن خطة لتسليم مدينتي الرقة والطبقة وحقول النفط للنظام خلال الفترة القادمة.

كما أشار عضو منظمة "مواطنون لأجل أميركا آمنة" الدكتور بكر غبيس، في حديثه للجزيرة نت، أن هناك توجهًا أميركيا لإعادة تموضع الدور العسكري في سوريا، مع احتمال انسحاب تدريجي من مناطق الشمال الشرقي بسبب تراجع مبررات البقاء المرتبطة بمحاربة تنظيم الدولة.

وبيّن غبيس أن العلاقة بين واشنطن وقسد لم تكن تحالفًا إستراتيجيًا بقدر ما كانت "ترتيبات مؤقتة لخدمة هدف محدد"، ومع تلاشي هذا الهدف بدأت إعادة تقييم دور قسد، مع توجهات لإدماجها ضمن مؤسسات الدولة أو تقليل دورها ككيان منفصل.

وأوضح غبيس أن ملف سجون تنظيم الدولة استُخدم كورقة ضغط من قبل قسد على المجتمع الدولي، مما أثار انزعاجا داخل دوائر صنع القرار الأميركي، وبيّن أن الطرح التركي لتسليم هذه السجون لدمشق يتقاطع مع رغبة أميركية وإقليمية أوسع لإنهاء هذا الملف بشكل نهائي.

يؤكد الكاتب والباحث في العلاقات الدولية فراس علاوي، في حديثه للجزيرة نت، أن تصريحات ترامب تعكس اعترافًا ضمنيا بشرعية الحكومة السورية على كامل الأراضي السورية، وسعيًا لدمج "قسد" في الدولة السورية، وأوضح أن هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين الجانبين، رغم الوتيرة البطيئة بسبب رفض تيار قوي داخل قسد أي تقارب مع دمشق.

إعلان

وشدد علاوي على أن الولايات المتحدة تضغط على قسد لتسوية قد تؤدي إلى تسليم تدريجي للجغرافيا التي تسيطر عليها، وأن الحكومة السورية ستكون البديل الأبرز في حال انسحاب القوات الأميركية.

وعلى الرغم من نفي قسد وجود تحضيرات لحملة أمنية ضد فلول تنظيم الدولة، فإن أنباء التحركات العسكرية والتصعيد الميداني تثير تساؤلات عن مستقبل قسد المدعومة أميركيا، خاصة مع اقتراب تسوية محتملة مع دمشق.

الرؤية التركية

يقول الصحفي والباحث التركي إسماعيل جوكتان للجزيرة نت إن ترامب عبّر عن رغبة باستقرار سوريا، وأن البديل الوحيد للقوات الأميركية في المنطقة لمواصلة ملاحقة تنظيم الدولة هو تركيا، مضيفا أن الأخيرة طالبت منذ البداية أن تكون شريكا لأميركا في محاربة التنظيم بدلًا من قسد، التي تعتبرها منظمة إرهابية.

وذكر جوكتان أن التوجهات الأميركية الحالية تصب في مصلحة تركيا، خصوصًا مع استمرار مسار السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، وأوضح أن واشنطن ترى في الحكومة السورية الجديدة شريكًا في جهود السلام وعدم مهاجمة الأكراد، بل ودمجهم في المجتمع والسياسة السورية.

وأشار جوكتان إلى أن هذا التوجه يتماشى مع سياسة ترامب، التي تركز على استقرار سوريا، مع إعادة توجيه الاهتمام نحو تحديات إقليمية وعالمية أكبر مثل الصين وحروب إسرائيل.

ولفت إلى أن لقاء ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع وقرار رفع العقوبات يعكسان اعترافًا أميركيا بالحكومة السورية الجديدة، ويفتحان الباب أمام حل العديد من المشاكل العالقة بين واشنطن ودمشق.

مقالات مشابهة

  • مصدر رسمي سوري: توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل سابق لأوانه ويجب الالتزام باتفاق فك الاشتباك أولاً
  • NYT: كيف أحدث احتضان ترامب لنظام سوريا الجديد ضربة لإيران؟
  • سوريا.. ضجة يثيرها إعلان القبض على العقيد الركن ثائر حسين وماذا كان يعمل بعهد بشار الأسد
  • تواصلٌ بين جنبلاط وبوغدانوف.. وهذا ما شمله البحث
  • نيويورك تايمز: ما الذي تتوقعه واشنطن من حكومة الشرع في سوريا؟
  • في ظل حديث “التطبيع” .. رئيس أركان إسرائيل ينتهك أراضي سوريا
  • تحول في الرهان الأميركي في سوريا من قسد إلى دمشق
  • شيخ العقل زار جنبلاط وعقد اجتماعات عمل في دار الطائفة
  • بعد 46 عاماً… سوريا تتخلص من ثقل العقوبات الأمريكية
  • واشنطن ترفع 518 فردا ومؤسسة من قائمة العقوبات على سوريا