القصف العنيف لغزة يهدد بظهور جيل جديد من المتطرفين
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
تصدر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عناوين الصحف أخيراً بقوله إن "الدرس المُستفاد ليس قدرتك على الفوز في حرب الشوارع، ولكن أنه ليس بوسعك الفوز فيها دون حماية المدنيين".
سنقاتل أبناء القتلى في غضون أربع أو خمس سنوات
وأضاف أوستن"في هذا النوع من القتال، يُعدّ السكان المدنيون مركز الثّقل. وإذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فبدل النصر التكتيكي ستُهزم هزيمة استراتيجية".وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحافي الأمريكي برانكو مارسيتيك إنه لا بد أن تصريحات أوستن في منتدى ريغان للدفاع الوطني في ديسمبر (كانون الأول) واقعية لكثيرٍ من المسؤولين والمعلقين الإسرائيليين، والغربيين الذين يصرون على أن "الحل العسكري" ضد حماس هو السبيل الوحيد لتضمن إسرائيل أمنها على المدى البعيد.
ورغم أن عدد القتلى المدنيين المروع في الحملة العسكرية الإسرائيلية، أمر مؤسف، لكن أسلوب التفكير هذا مفاده أن تهديد حماس يعني أن لا خيار أمام إسرائيل غير مواصلة الحرب حتى تقضي على الحركة، مهما استغرق الأمر، وأياً كان الثمن. تؤجج المشكلة
وأضاف الكاتب في مقال بمجلة "Responsible Statecraft" لمعهد كوينسي البحثي الأمريكي "يعد أوستن صوتاً بارزاً في الأشهر الأخيرة، بين آخرين أشاروا إلى خطأ هذا المنطق، إذ ذكر العالم بأنه عندما تترك دولة تحارب الإرهاب، ثأراً من المذابح، فإن الغضب والمرارة واليأس الناتج عن ذلك، كلها مشاعر ستؤجج المشكلة التي تحاربها".
NEW: In Gaza, The Next Generation Of Radicalization Begins
Leadership in Tel Aviv claims that taking out Hamas will end its security problems. The evidence suggests the opposite, @BMarchetich writes in @RStatecraft https://t.co/LbICgdzL41
وعندما سُئل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون جوني، إذا كان يخشى أن يؤدي ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين إلى انضمام أعضاء جدد إلى حماس مُستقبلاً، أجاب "أجل، إلى حدٍ كبير". وقال رئيس شاباك السابق يعقوب بيري لصحيفة "نيويورك تايمز": "سنقاتل أبناء القتلى في غضون أربع أو خمس سنوات".
وجاء في عنوان عمود كتبه جدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" أنّ "إسرائيل تُفرز الجيل المقبل من أعدائها"، محذراً القراء "انظروا إلى الكراهية التي غُرست في قلوب جميع الإسرائيليين بسبب هجوم بربري واحد، وانظروا ما يمكن أن تفعله مذبحة أسوأ وأطول أمداً بالسكان الفلسطينيين".
وقال فلسطيني قتل الجنود الإسرائيليون ابنه الصغير، لليفي: "هؤلاء الأطفال لن يغفروا أبداً لجنودكم. فأنتم تُربون جيلاً جديداً من المقاومة".
وقال وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس أخيراً إن "التطرف يتبع القمع، والرد غير المتناسب من الدولة يمكن أن يكون أفضل عنصر تجنيد للمنظمات الإرهابية".
الدعم الأمريكي
ودعمت أجهزة الأمن في الولايات المتحدة وحول العالم هذه التحذيرات، حيث قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريس راي الشهر الماضي إنّ الدعم الأمريكي لإسرائيل دفع كثيرين من المنظمات الإرهابية إلى الدعوة إلى شن هجمات ضد الأمريكيين والغرب.
NEW @BMarchetich : Why is it that Lloyd Austin is the only US leader to clearly articulate what a strategic disaster it would be to try and obliterate Hamas amid a population of 2 million trapped civilians?
Must read today: https://t.co/sfJr3DBAVE
وحذرت النتائج الاستخباراتية التي توصلت إليها مختلف الهيئات الحكومية الأمريكية، من تهديدات موثوقة من جماعات مثل القاعدة، وحزب الله بسبب دعم الولايات المتحدة للحرب.
ودقّت وكالتا التجسس الألمانية والبريطانية ناقوس الخطر من الحرب التي يُحتمل أنها تُؤجج التطرف المُسلح، إذ أشارتا إلى تهديدات محددة تصدرها الجماعات الجهادية، والمتعاطفون معها.
ففي وقت سابق من الشهر الجاري، قَتَل فرنسي في الـ 26، رجلاً وأصاب اثنين آخرين في هجوم بسكين ومطرقة في وسط باريس، قبل أن يعترف للشرطة بأنه مُستاء لأن "الكثير من المسلمين يموتون في أفغانستان وفلسطين" وأنه يعتقد أن فرنسا متواطئة في الحرب على غزة.
وبعد يوم من دعوة حزب الله إلى "يوم غضب" رداً على تفجير المُستشفى الأهلي في 17 أكتوبر (تشرين الأول)، ألقى شخصان قنابل حارقة على كنيس يهودي في برلين. وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت السلطات الألمانية أعضاء من حماس يُزعم أنهم كلِّفوا بسرقة أسلحة من مستودع سري في أوروبا لشن هجمات على مواقع يهودية.
واستناداً إلى الرأي العام في تونس، بوصفها ممثلة للمنطقة العربية، وجدت سلسلة استطلاعات رأي أن نسبة التونسيين الذين يفضلون المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، ارتفعت ارتفاعاً كبيراً في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت هجوم حماس، وبداية الهجوم العسكري الإسرائيلي.
وتعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا للهجوم 97 مرة، منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول)، في حين شنَّ الحوثيون سلسلةً من الهجمات الناجحة على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ويشير الإرهابيون المحليون بانتظام إلى العمليات العسكرية للولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى في الشرق الأوسط لشرح دوافع عنفهم. وبعد عقد أو أكثر من اغتيال أسامة بن لادن، لا تزال القوات الأمريكية منخرطة في قتال بري ضد الإرهابيين في تسع دول على الأقل، وتشارك في التدريب على مكافحة الإرهاب في 73 دولة.
وفي الوقت ذاته، زادت الهجمات الإرهابية في إفريقيا 75% منذ أن بدأت الولايات المتحدة، عمليات مكافحة الإرهاب هناك منذ عقدين، وارتفع عدد الجماعات الإرهابية العابرة للحدود هناك من صفر، في 11 سبتمبر(أيلول) 2001، إلى عشرات الجماعات.
التسوية السياسية
كل ذلك يُفترض أن يثير شكوكاً شديدة في مزاعم القيادة الإسرائيلية، أن القضاء على عدد قليل من كبار قادة حماس على حساب أرواح آلاف المدنيين سيضع حداً لمشاكلها الأمنية. الواقع، في رأي الكاتب، أن الأدلة تشير إلى عكس ذلك، ما يعني أن الحل الحقيقي الوحيد هو التسوية السياسية طويلة الأجل التي يرفضها المسؤولون الإسرائيليون، ويتباهى نتانياهو بأنه عرقلها لعقود.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
المرحلة الثانية من اتفاق غزة تقترب ونتنياهو يقر بصعوبتها
القدس.غزة"وكالات":
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم أنه يتوقع الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة في غزة "قريبا جدا".
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس بعد اجتماعهما، قال نتانياهو :لقد أنهينا القسم الأول.. ونتوقع بعد ذلك الانتقال قريبا جدا إلى المرحلة الثانية، وهي أكثر صعوبة"مشيرا الى طموحات اسرائيلية تتضمن "تحقيق نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح".
وأضاف نتانياهو أنه سيلتقي ترامب في وقت لاحق هذا الشهر لمناقشة "فرص السلام" في المنطقة.
وقال أن الاجتماع سيناقش فرص السلام الممكنة وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في القطاع.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، أعادت حماس جميع الرهائن العشرين الأحياء الذين كانوا محتجزين منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.
كما أعادت 27 جثة من أصل 28 وفق بنود الاتفاق الذي أبرم بضغوط أميركية.
وبعد مرور شهرين على توقيع الاتفاق، لا يزال وقف إطلاق النار في غزة غير مستقر، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه وخرقه يوميا.
وتنص خطة ترامب على تثبيت وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية وتنصيب إدارة جديدة لغزة وإعادة إعمار القطاع المدمّر جراء الحرب.
وانتقد ميرتس، الذي تقلّد منصبه في مايو، مرارا الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرّت سنتين.
وفي أغسطس، فرض حظرا جزئيا على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل ردا على تكثيفها قصف غزة، لكنه عاود رفع هذا الحظر في نهاية نوفمبر بعد إعلان وقف إطلاق النار.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتانياهو اليوم ، أكد أن العلاقات الدبلوماسية مع الكيان المحتل لا تزال قوية،
وقال ميرتس "يمكن انتقاد الحكومة الإسرائيلية، وأحيانا ربما يكون ذلك ضروريا".
من جهة أخرى عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الى تصريحاته الإستفزازية وقال إن الضم السياسي للضفة الغربية لا يزال محل نقاش، وإن من المتوقع أن يبقى الوضع الراهن على حاله في المستقبل المنظور.
من جهة أخرى زار سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في الاردن اليوم لبحث تسريع عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال والتز عبر صفحته في موقع "إكس" عقب زيارة مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية "أتحدث إليكم من عمّان، الأردن، وتحديدا من خارج موقع اجتماعاتنا مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة".
وأضاف "نحن هنا اليوم لإزالة العقبات البيروقراطية ودفع العمل إلى الأمام".
وتنتقد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بطء دخول المساعدات إلى غزة، منذ دخول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، مع بطء في إزالة العقبات.
ودشن الأمير ووالتز "مركز العمليات اللوجستية في الأردن، الذي يعزّز قدرات الاستجابة الإنسانية ورفع الجاهزية".
وقال والتز في منشوره عبر "اكس" إن "وقف إطلاق النار أصبح ساريا أخيرا وتم الإفراج عن الرهائن ونحن مستعدون الآن للمضي قدما نحو إعادة إعمار غزة، وتوفير الأمن، وتقديم الدعم الإنساني اللازم".
وأوضح أن ذلك لا يعني "فقط المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة، بل (ما يلزم) للوصول في نهاية المطاف إلى مرحلة إعادة البناء التي نحتاج إليها بشدة".
ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم قتل فلسطينيين في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، زاعما أن أحدهما حاول دهس جنود بمركبته، في حين أن الثاني لم يكن "متورطا".
وأقرالجيش الإسرائيلي في بيان باطلاق النار على على الفلسطيني داخل المركبة، ما أدى إلى استشهاده".
وفي بيان مقتضب اليوم قالت وزارة الصحة الفلسطينية "الهيئة العامة للشؤون المدنية تُبلغ وزارة الصحة باستشهاد الفتى أحمد خليل أحمد الرجبي (17 عاما) برصاص جيش الاحتلال في منطقة باب الزاوية بالخليل، مساء أمس السبت".
وسبق ذلك إعلان وزارة الصحة الفلسطينية مساء السبت أن مستشفى الخليل الحكومي استقبل "جثمان الشهيد زياد نعيم جبارة أبو داود (55 عاماً)، وقد استشهد برصاص الاحتلال في مدينة الخليل مساء السبت".
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تسلمت "شهيدا واحدا من منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل وهو عامل نظافة".
وشهد الجمعة أيضا استشهاد شاب برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في قرية أودلا جنوب نابلس.
وارتفعت وتيرة العنف في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.