توصلت دراسة حديث إلى أن أحد أنواع بكتيريا الأمعاء تلعب دورا في تقليل مقاومة الإنسولين، وبالتالي الحماية من السكري من النوع الثاني.

وبكتيريا الأمعاء هي مجموعات من البكتيريا (gut microbiota) تعيش في الأمعاء، تشمل أنواعا متعددة، ويؤثر وجودها وتوازنها على صحة الشخص.

وتعيش في الأمعاء المليارات من البكتيريا، ومنها بكتيريا صديقة تشكّل أكثر من 85% من مجموع بكتيريا الأمعاء، مثل العصيات والبايفيدو بكتيريا موجبة الغرام (Gram-positive Lactobacilli and Bifidobacteria)، فضلا عن بكتيريا قادرة على التسبب بالأمراض.

وتحدث مقاومة الإنسولين (Insulin Resistance) عندما لا تستجيب الخلايا في العضلات والدهون والكبد بشكل جيد للإنسولين، ولا يمكنها بسهولة امتصاص الغلوكوز من الدم. نتيجة لذلك، ينتج البنكرياس المزيد من الإنسولين لمساعدة الغلوكوز في دخول الخلايا.

بارباكتيرويدس ديستاسونيس

والسكري من النوع الثاني أحد أنواع مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، ويحدث نتيجة حدوث مقاومة في خلايا الجسم لهرمون الإنسولين أو عدم كفاية كمية الإنسولين المنتجة في البنكرياس، وذلك نتيجة لعدة عوامل، أهمها زيادة الوزن وقلة النشاط البدني. ويطلق عليه أيضا اسم السكري غير المعتمد على الإنسولين وسكري البالغين.

وأجرى الدراسة باحثون في الصين، ونشرت في مجلة نيتشر كومينكيشينز.

واسم البكتيريا التي وجد العلماء أنها ترتبط بتقليل مقاومة الإنسولين هي بارباكتيرويدس ديستاسونيس Parabacteroides distasonis.

وقال الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة حديثا إن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء تلعب دورا رئيسيا في مقاومة الإنسولين.

ووجد العلماء أن بكتيريا بارباكتيرويدس ديستاسونيس ترتبط عكسيا مع مقاومة الإنسولين (كلما زادت في الأمعاء قلت مقاومة الإنسولين). كما وجدوا أن العلاج باستخدامها يحسن مقاومة الإنسولين ويحسن صحة الأمعاء ويقلل الالتهاب في الفئران.

كما اكتشف الباحثون أن حمض النيكوتينيك الذي تنتجه بارباكتيرويدس ديستاسونيس هو جزيء حيوي نشط يعزز وظيفة الحاجز المعوي، مما يقلل مقاومة الإنسولين.

كما وجد العلماء أن مستويات بكتيريا بارباكتيرويدس ديستاسونيس كانت منخفضة لدى مجموعة من البشر المصابين بداء السكري من النوع الثاني والمشاركين في البحث.

الدَّنْدَرُوب

وبحث العلماء تأثير التغذية على هذه البكتيريا، ووجدوا أن نوعا من السكر المتعدد (عديد السكرايد) polysaccharide الموجود في نوع من نبات الدَّنْدَرُوب اسمه Dendrobium officinale يحفز نمو بكتيريا بارباكتيرويدس ديستاسونيس.

وعديد السكرايد هو سلاسل طويلة من جزيئات الكربوهيدرات، وتتكون من عدة سكريات أحادية أصغر.

وتفتح الدراسة أفقا لاستخدام بكتيريا بارباكتيرويدس ديستاسونيس وعديد السكرايد من نبات الدَّنْدَرُوب لتقليل مقاومة الإنسولين أو علاج السكري من النوع الثاني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: السکری من النوع الثانی مقاومة الإنسولین بکتیریا الأمعاء فی الأمعاء

إقرأ أيضاً:

هذا هو السبب الرئيسي لمرض التهاب الأمعاء!

يمانيون – منوعات
في خطوة مهمة للمساعدة في علاج مرض التهاب الأمعاء المعروف بـ “آي بي دي – IBD”، اكتشف باحثون خلال دراسة سبباً رئيسياً لهذا المرض، إضافةً إلى إمكانية استخدام مجموعة من الأدوية المتوافرة لعلاج هذه الحالة المرضية.

المعروف أنّ مصطلح “آي بي دي – IBD” جامع يشمل مرض “كرون” و”التهاب القولون التقرحي”، وقد صار المرضان أكثر انتشاراً اليوم، إذ يكابد أكثر من نصف مليون شخص من التهاب الأمعاء في المملكة المتحدة مثلاً منذ عام 2022، أي قرابة ضعف العدد المقدر سابقاً والبالغ 300 ألف حالة.

ثمّة مرضى لا تنفع معهم العلاجات المعتمدة حالياً للأسف، وفي الغالب تخفق محاولات تطوير أدوية جديدة بسبب عدم معرفة الأسباب وراء داء التهاب الأمعاء.

خلال الدراسة، وجد الباحثون في “معهد فرانسيس كريك” في العاصمة البريطانية لندن، الذين يتعاونون مع “كلية لندن الجامعية” و”إمبريال كوليدج لندن”، أنّ جزءاً من “الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين DNA”، لا ينشط سوى في بعض الخلايا المناعية المعروفة بتسببها بالتهاب الأمعاء.

وفي حين أنه لا توجد أدوية تستهدف هذا القسم من الحمض النووي على وجه التحديد، إلا أنه من المتوقع أن تثبت الأدوية الموصوفة لحالات أخرى غير التهابية فعاليتها.

وجد الباحثون عند اختبار الحمض المذكور، أنّ الدواء لم يكتفِ بخفض حجم الالتهاب في الخلايا المناعية، بل خفّض أيضاً الالتهاب الموجود في عينات من الأمعاء مأخوذة من مصابين بالتهاب الأمعاء. ولكن يترك هذا الدواء تأثيرات جانبية في أعضاء أخرى من الجسم، ويعكف الباحثون الآن على إيجاد سبل تسمح بوصوله مباشرة إلى الخلايا المناعية.

في عام 2018، شخّصت الفحوص الطبية إصابة لورين غوليتلي (27 عاماً) بداء “كرون” بعدما عانت تقلصات في المعدة، وظهور دم في برازها، وتغيرات في عادات إفراغ أمعائها.

وفي الحديث عن تجربتها قالت غوليتلي: “كان لمرض كرون تأثير كبير على حياتي، فقد عانيت الكثير من الصعاب والتحديات منذ التشخيص، مع كثير من حالات الدخول إلى المستشفى، وتناول عدد كبير من الأدوية المختلفة، وحتى اللجوء إلى الجراحة للحصول موقتاً على كيس الفغرة” – (كيس صغير يوضع في أي مكان على طول الجهاز الهضمي بحسب الحالة ويُستخدم للتخلص من فضلات الجسم).

وأضافت: “ما زلت أعاني من نوبات تمزق تجتاح أمعائي وما زلت اضطر إلى المكوث في المستشفى لبعض الوقت. لذا فإنّ المعرفة بشأن هذا البحث مثيرة للاهتمام ومشجعة جداً”،و”آمل بأن يصنع هذا البحث تغييراً ما بالنسبة لي ولمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون مرض التهاب الأمعاء”.

المعروف أنّ الخلايا المناعية التي تسمى “البلاعم” – نوع من الخلايا التي تبتلع وتقتل أو تخرب الكائنات الحية الدقيقة الدخيلة على الجسم، وخلايا أخرى، والفضلات الخلويَّة – تؤدي دوراً مهماً في مرض التهاب الأمعاء. وقد وجد الباحثون الجزء من الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين المرتبط بالالتهاب في هذه الخلايا، ما يضع بين أيدي الأطباء هدفاً محتملاً في العلاج.

قائد البحث جيمس لي، رئيس “مجموعة مختبر الآليات الوراثية للأمراض” في معهد “فرانسيس كريك”، واستشاري في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى “رويال فري” و”كلية لندن الجامعية”، قال إنّ “مرض التهاب الأمعاء يظهر عادة لدى الشباب، ويسبب أعراضاً حادة تجعلهم عاجزين عن متابعة تحصيلهم العلمي، وتزعزع علاقاتهم الاجتماعية وحياتهم الأسرية، ومسيرتهم في العمل. لذا تبقى الحاجة ماسة إلى علاجات أفضل”.

وأضاف لي: “لكن باستخدام علم الوراثة كنقطة انطلاق، اكتشفنا المسار الذي يبدو أنه يضطلع بدور رئيس في مرض التهاب الأمعاء وغيره من أمراض التهابية”، مشيراً إلى أنّ “هذا المرض يمكن استهدافه علاجياً”، و”نعمل الآن على سبل تسمح لنا بالتأكد من أننا إزاء طريقة آمنة وفاعلة لعلاج الناس في المستقبل”.

الجدير ذكره أنّ مشاركين متطوعين من مؤسسة “بيوريسورس” BioResource التابعة لـ”المعهد الوطني لبحوث الصحة والرعاية NIHR”، مصابين وغير مصابين بالتهاب الأمعاء، قدموا عينات الدم التي ساعدت في النهوض بهذه الدراسة.

وحصل البحث، الذي نُشر في مجلة “نيتشر” Nature العلمية، على تمويل من المؤسسة الخيرية “كرون والتهاب القولون في المملكة المتحدة”، و”مجلس البحوث الطبية” و”معهد بحوث السرطان في المملكة المتحدة”، وتعاون الأكاديميون الذين تولوا البحث مع زملاء من مختلف أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا.

مقالات مشابهة

  • لجان مقاومة مدني: الدعم السريع تحاصر مدينة العزازي بالجريرة
  • اكتشاف مضاد حيوي "يغيّر" قواعد اللعبة في علاج العدوى المزمنة
  • بنك التنمية الجديد: ديون إفريقيا تقلل قدرتها على الاستدامة والنمو والتنمية
  • أعراض تظهر على اللسان تمنعك من تناول القهوة.. اعرفها
  • خمسة أطعمة صحية تخفض ضغط الدم وتحمي قلبك
  • تقلل الوفاة المبكرة بنسبة الثلث.. ما الأغذية الصديقة للأرض؟
  • فيدان: مقاومة الاحتلال بفلسطين باتت صراعًا بين المستضعفين والظالمين
  • هذا هو السبب الرئيسي لمرض التهاب الأمعاء!
  • علماء يبتكرون قطرات من الإنسولين تعطى عن طريق الفم
  • هل وجد العلماء حلا لعدوى مقاومة مضادات الميكروبات؟