عربي21:
2025-06-11@05:20:32 GMT

ملحمة إعلامية تنافس العسكرية في غزة

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

ليست الملاحم العسكرية لكتائب المقاومة الفلسطينية وحدها المبهرة فيما يحدث في غزة، هناك ملحمة إعلامية تواكب تلك الملاحم العسكرية، وتسبقها أحيانا برفع الروح المعنوية للمقاومين وأنصارهم، وبث الرعب في نفوس عدوهم، وهو ما يسمى بالحرب النفسية.

الملحمة الإعلامية لطوفان الأقصى متشعبة، وتشارك فيها كتائب متعددة، سواء الإعلام العسكري لكتائب المقاومة الذي يرصد ويوثق العمليات العسكرية ويعيد بثها في قوالب تلفزيونية احترافية، أو المراسلين الميدانيين للقنوات والإذاعات، أو نشطاء السوشيال ميديا.

. تناغمت هذه الأطراف الثلاثة فصنعت في النهاية ملحمة إعلامية رفعت الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، ومعه بقية الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة في العالم بأسره من ناحية، وأوقعت الرعب في نفوس الإسرائيليين وحلفائهم من ناحية ثانية، وقلبت الرأي العام العالمي من الدعم للعدوان الإسرائيلي وإدانة المقاومة في الأيام الأولى؛ إلى إدانة العدوان الإسرائيلي والمطالبة بوقفه لاحقا كما ظهر في تلك المظاهرات العارمة التي جابت العواصم الغربية والشرقية.

تناغمت هذه الأطراف الثلاثة فصنعت في النهاية ملحمة إعلامية رفعت الروح المعنوية للشعب الفلسطيني، ومعه بقية الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة في العالم بأسره من ناحية، وأوقعت الرعب في نفوس الإسرائيليين وحلفائهم من ناحية ثانية، وقلبت الرأي العام العالمي من الدعم للعدوان الإسرائيلي وإدانة المقاومة في الأيام الأولى؛ إلى إدانة العدوان الإسرائيلي والمطالبة بوقفه لاحقا كما ظهر في تلك المظاهرات العارمة التي جابت العواصم الغربية والشرقية
ليس خافيا مدى سيطرة الصهاينة على كبريات وسائل الإعلام العالمية، وعلى شركات العلاقات العامة، وليس خافيا تلك القيود المتشددة التي وضعتها العديد من الدول الغربية على نشر الرواية الفلسطينية والاكتفاء بالرواية الإسرائيلية، وليس خافيا القيود التي وضعها مالكو شركات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وغيره) لمنع وصول الرواية الحقيقية للأحداث، ومع ذلك لم تصمد كل تلك القيود والسدود أمام إعلام المقاومة رغم ضعف إمكانياته.

ضعف الإمكانيات المادية لإعلام المقاومة عوضه بشكل كبير الروح التي تلبست المراسلين الميدانيين، فهم ليسو مجرد صحفيين باحثين عن سبق صحفي بهدف الشهرة والترقية، ولكنهم إلى جانب كونهم صحفيين ومصورين مهنيين فهم أيضا أصحاب قضية وهم أصحاب الأرض، ولذا وجدناهم يتحدون القنابل والرصاص والتهديدات المتكررة التي وصلتهم بشكل مباشر من العدو عبر هواتفهم.

لقد هرب الصحفيون الأجانب من التغطيات في غزة؛ إما التزاما بقواعد السلامة المهنية التي تتيح لهم منح الأولوية لسلامتهم الشخصية، أو تواطؤا مع العدو وهذا الأرجح، لكن المراسلين الفلسطينيين ظلوا مرابطين تحت القصف، وقد استشهد منهم حتى الآن مائة أو يزيد، فلم يفتّ ذلك في عضدهم، ولم يدفعهم للاستسلام والناي بأنفسهم عن أماكن الخطر.

رغم الترحيل القسري لنسبة كبيرة من أهل شمال القطاع إلا أن عددا من المراسلين والمصورين بقوا هناك فكانوا خير سند لمن تبّقى في الشمال، ينقلون معاناتهم، ويُظهرون صمودهم وتمسكهم بأرضهم وحقهم.. لقد حاول العدو بث دعاية خبيثة عن نجاحه في تفريغ الشمال تماما من ساكنيه، لكن أولئك المراسلين الفلسطينيين الأبطال دحضوا هذه الكذبة عمليا ببث صور المواطنين يتجولون في الشوارع، أو ينقلون شهداءهم وجرحاهم، او حتى يتفقدون بيوتهم المهدمة خلال فترات الهدنة الماضية، وأجهض هؤلاء المراسلون محاولة العدو صناعة صورة نصر زائفة بنقلهم الحقائق على الأرض صوتا وصورة.

صار حضور أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، وأبو حمزة، الناطق باسم سرايا القدس، أهم من غيره من الأحداث الكبرى، ترتفع نسب المشاهدة على البث الحي للقنوات خلال كلماتهما إلى حدها الأقصى، وينتظرها جمهور المشاهدين منذ اللحظات الأولى للإعلان عن موعدها.

اكتسب إعلام المقاومة مصداقية لم تتوفر للإعلام العسكري الرسمي العربي في الحروب السابقة، حين كان يعلن عن إسقاط عشرات أو حتى مئات الطائرات الإسرائيلية في حزب حزيران/ يونيو 1967؛ بينما كان جيش الاحتلال قد دمر سلاح الطيران المصري كاملا على الأرض، وحين كان يعلن أن القوات العربية على أبواب تل أبيب بينما كان جيش الاحتلال يجتاح سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.. أو في حرب الخليج الثانية حين كان الصحاف، وزير إعلام صدام، يعلن القضاء على "العلوج" الأمريكان بينما كانوا يطرقون باب غرفته في الفندق، أو حتى في عاصفة الحزم، حيث توالت البيانات العسكرية عن قرب القضاء على التمرد الحوثي فإذا بالحوثيين يسيطرون على صنعاء، ويضربون في عمق الأراضي السعودية والإماراتية.

المراسلون في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا يستحقون الدعم السياسي والقانوني من المنظمات والهيئات الصحفية العالمية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفهم بشكل مباشر، ويستهدف عائلاتهم بهدف إخضاعهم ومنعهم من مواصلة عملهم في نقل الحقيقة
نماذج تدرس في كليات الإعلام قدمها المراسلون والمصورون الفلسطينيون، والذين يستحقون أعلى الجوائز العالمية بل يستحقون أن تُنشأ جوائز خاصة تليق بهم.. لقد استشهد زملاؤهم أمام أعينهم، بل استشهد أبناؤهم وآباؤهم، وتمكنوا بأيديهم من انتشالهم من تحت الأنقاض، ونقلوهم إلى المشافي أو المدافن، ثم عادوا يحملون كاميراتهم ينقلون الحقيقة، وحتى من أصيب إصابات بالغة مثل الإعلامي وائل الدحدوح رفض أن يبقى تحت العلاج حتى تلتئم جراحه؛ فعاد فورا إلى الميدان.

هذه مشاهد لم نقرأها في أي من كتب الإعلام، ولم نر لها مثيلا في حروب سابقة، فكما ذكرت؛ عادة ما تطلب المؤسسات الإعلامية من مراسليها ومصوريها توخّي الحذر والحرص على سلامتهم الشخصية.

المراسلون في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا يستحقون الدعم السياسي والقانوني من المنظمات والهيئات الصحفية العالمية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستهدفهم بشكل مباشر، ويستهدف عائلاتهم بهدف إخضاعهم ومنعهم من مواصلة عملهم في نقل الحقيقة. وحسنا فعل الاتحاد الدولي للصحفيين بتقديم دعوى ضد الكيان للمحكمة الجنائية الدولية، وهو ما انضمت إليه نقابة الصحفيين المصريين، وينبغي أن يلحقها اتحاد الصحفيون العرب، وكل المنظمات المعنية بحرية الصحافة، كما ينبغي على تلك المنظمات الدولية التحرك لعزل الكيان دوليا في كل المحافل ومحاصرة روايته الكاذبة والمضللة.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة الإعلامية صحفيين غزة الإعلام المقاومة صحفيين فلسطيين مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی من ناحیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام فلسطيني: ارتفاع حصيلة الشهداء في خان يونس جراء القصف الإسرائيلي

أفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الإثنين، بأن القصف الإسرائيلي على خان يونس في قطاع غزة، تسبب في استشهاد 13 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء.

العدوان على خان يونس

أوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن سبعة شهداء ارتقوا، وأصيب آخرين، في قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، إلى جانب ارتقاء آخرين في قصف إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، في حين ارتقت مواطنة فلسطينية متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف إسرائيلي سابق على خان يونس.

انطلاق قافلة "الصمود المغاربية" من تونس باتجاه غزة في خطوة تضامنية لكسر الحصارصحة غزة: 47 شهيدًا خلال الساعات الـ24 الماضية.. وفرنسا تطلب حماية “مادلين”أسعد أبو شريعة.. من هو القائد المقاوم الذي اغتالته إسرائيل في غزة؟32 شهيدا في غزة بنيران الجيش الإسرائيلي منذ الفجرالعدوان الإسرائيلي على غزة

ذكرت وكالة وفا أن طفلة استشهدت بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الصناعة شمال غربي مدينة خان يونس، كما ارتقى آخران في قصف من مسيرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين الفلسطينيين في منطقة بطن السمين جنوبي المدينة.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أدى لاستشهاد 54,880 مواطنا فلسطينيا معظمهم أطفال ونساء، وإصابة 126,227 آخرين.

طباعة شارك الشهداء في خان يونس القصف الإسرائيلي العدوان على خان يونس شهداء غزة العدوان الإسرائيلي على غزة

مقالات مشابهة

  • مواطنون من مختلف المحافظات:الظروف المعيشية التي خلفها العدوان والحصار زادتنا تراحماً وألفة في العيد
  • نور الدين البابا: بعض الأسماء التي يسلط عليها الضوء اليوم وحولها الكثير من إشارات التعجب والاستفهام، ساعدت خلال معركة ردع العدوان على تحييد الكثير من القطع العسكرية التابعة للنظام البائد وهذا ما عجل النصر وتحرير سوريا
  • نور الدين البابا: بالنسبة لموضوع الموقوفين صرحت خلال معركة ردع العدوان أن هناك ضباطاً من جيش ومخابرات النظام يتعاونون معنا ويسلموننا القطع العسكرية وأفرع الأمن، ما سهل وصول قوات ردع العدوان إلى المناطق السورية لتحريرها
  • إعلام فلسطيني: ارتفاع حصيلة الشهداء في خان يونس جراء القصف الإسرائيلي
  • ابن سلمان يدعو المجتمع الدولي إلى انهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 54,880 شهيدًا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 54,880 شهيدًا
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54 ألفا و772 شهيدا
  • طالب: العدوان الإسرائيلي على الضاحية محاولة لإخضاع لبنان