كاتب إسرائيلي: نحن بحاجة لأكاذيب هاغاري لنؤمن أننا منتصرون
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
في إسرائيل تعتبر الأكاذيب صناعة، وهي سلعة رائجة للغاية، فأي شخص يريد أن يقول الحقيقة يعتبر جزءا من صانعي الاكتئاب المثبطين، من أمثال اليساريين وهآرتس ومن على شاكلتهم من متصيدي الأخطاء.
هذا ما قاله كاتب إسرائيلي بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من ظهور المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري هو "وضع أحمر الشفاه على الهراء"، وعلى من يصدقه أن يتذكر "النشوة التي شعرنا بها بعد أن ضربنا أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة في مايو/أيار 2021″.
وذكّر حاييم ليفينسون بذلك القصف قائلا "بعد ظهر أحد أيام مايو/أيار من عام 2021، وخلال عملية في قطاع غزة، نشرت رسالة صوتية على مجموعة كبيرة جدا على تطبيق واتساب، ونُسبت هذه الرسالة إلى قائد القوات الجوية الإسرائيلية آنذاك، عميكام نوركين، وصف فيها، كما يُزعم، عملية قصف أنفاق حماس في غزة".
كذب
وتابعت الرسالة تقول: "الليلة الماضية، قلب الجيش الإسرائيلي كل شيء رأسا على عقب. لقد مزقناهم وحولناهم إلى أشلاء في واحدة من أكبر عمليات القوات الجوية على الإطلاق، حيث أرسلنا 160 طائرة في أقل من نصف ساعة إلى مساحة ضيقة جدا، وهي واحدة من أكثر المناطق ازدحاما في العالم. قضينا على 450 مقاتلا مسلحا ودمرنا جميع أنفاقهم وحفر إطلاق النار، وما زالوا لم يفيقوا من هول ما فعلنا بهم".
وعلق الكاتب على ذلك بقوله إنهم يريدون إقناعنا بأن جيشنا هائل، وأن قوتنا الجوية ليس لها مثيل في العالم، وأن "حماس" تلقت ضربة قاتلة، وهذه كلمة يحبها الإسرائيليون، وهم يحبون أيضا كلمة أخرى وهي "الردع" كما في قولهم: "لقد حققنا الردع".
وأبرز الكاتب أن السياسيين وجنرالات الاحتياط والصحفيين كلهم أجمعوا على تأكيد تلك الأكاذيب إلى أن جاءت عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول لتفند كل ذلك، "لكن لا يمكننا أن نلوم إلا أنفسنا، فنحن الإسرائيليين شعب يحب أن يُكذب عليه"، وفقا للكاتب.
وهذا ما جعل ليفينسون يحدد المهمة الأساسية للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في "وضع أحمر الشفاه على الهراء"، إذ "في نهاية المطاف، لا أحد يريد أن يسمع أن لدينا جيشا متواضعا ذا أجهزة استخباراتية فاشلة، جيش ركَّعته مجموعة إرهابية"، على حد زعمه.
هلوسة
وتساءل الكاتب "ما الذي لم يقولوه لنا وأي هلوسة لم يرووها عن قصف الأنفاق في مايو/أيار 2021؟"، ليضيف أن المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تلك العملية بأنها رائعة بشكل لا يضاهى.
وهنا نصح الكاتب إسرائيل بإعادة تأهيل نفسها من أشياء كثيرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخاصة "الكذب على أنفسنا"، قائلا: "نحن نستمتع بحملات العلاقات العامة ومقاطع الفيديو والرسائل، لكننا نتجاهل أننا الجمهور المستهدف الوحيد، وليس من في الخارج".
ولمدة 15 عاما، يقول الكاتب، ظل لدينا رئيس وزراء يتفنن في الكذب، ويمكن للإنسان أن يتفهم الميل البشري إلى الاعتقاد بأن كل شيء جيد، وليس سيئا، ورغبة الناس في السماع عن طائرات القوات الجوية المذهلة، والذكاء الاصطناعي، وقراصنة الإنترنت، والقوات الخاصة.
ومن المطمئن، يضيف ليفينسون، أن نحلم باغتيال الموساد لرئيس البرنامج النووي الإيراني، كما أنه من الممتع أن نستيقظ على محللين سعداء أكثر من أن نستيقظ على النقاد المتشائمين الذين يخبروننا أن الجيش الإسرائيلي غير مستعد للتصعيد، وأننا لسنا أقوياء بالطريقة التي نود أن نكون بها، وأن قادتنا في مكان ما بين المستوى المتوسط والفشل.
لكنه يؤكد أن تعاطي المخدرات له ثمن، ففي اليوم الذي تنتهي فيه مادة الاستهلاك تبرز فيه الحاجة لإعادة التأهيل، في إشارة إلى أن الكذب حبله قصير وبيع الأوهام لا بد أن ينفضح يوما ما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كاتب بريطاني: دعاة الحرب أخطؤوا في العراق وأفغانستان والآن إيران
قال الصحفي البريطاني أوين جونز إن إسرائيل هي المصدر الأول للإرهاب وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، ولكن الغرب يواصل تجاهل هذه الحقيقة، وسيؤدي ذلك إلى كارثة جديدة في إيران.
وأضاف كاتب العمود في صحيفة غارديان البريطانية أن "الواحد منا يشعر وكأنه يفقد صوابه" وهو يقرأ بيان مجموعة السبع بأن "إيران هي المصدر الرئيسي للإرهاب في المنطقة"، وأن "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: نجاح القنبلة الأميركية الخارقة في إيران غير مؤكدlist 2 of 2جدعون ليفي: إسرائيل ليست أسدا صاعدا وإنما هي أسد مريضend of listوتساءل الكاتب عن "حالة الجنون التي تسيطر على السياسيين وأصحاب القرار" بسبب تبرئتهم إسرائيل، مضيفا أنها ارتكبت كل جريمة حرب ممكنة في غزة، وشنت حملة تطهير عرقي في الضفة الغربية، وهاجمت إيران دون دليل أو تبرير، وقصفت المدنيين في لبنان وبيروت، واحتلت أجزاء من سوريا وزعزعت استقرارها.
وأكمل متعجبا من أن من "صفقوا بحماس للمجازر في العراق وليبيا وأفغانستان" ما زالوا يطالبون بسفك المزيد من الدماء، وكأنهم لم يخطئوا بشأن كل ما دعوا له من دمار وعنف في هذه البلاد.
ولفت إلى أن حروب الغرب في الشرق الأوسط -والتي يشجعها الكثيرون الآن مرة أخرى- بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 راح ضحيتها أكثر من 4.5 ملايين إنسان ولم يدفع مروجو هذه الحروب أي ثمن مقابل ذلك.
العراق وإيران والنوويوانتقد جونز المذيع البريطاني السابق أندرو نيل، والمعروف بدعمه غزو العراق، بعد أن قال الأخير "بكل صفاقة" -وفق المقال- إن دعاة السلام في إيران متطرفون ويقفون في صف "ديكتاتورية دينية من العصور الوسطى".
وادعى نيل، قبل غزو العراق بـ6 أشهر، أن المدارس والمشافي في ضواحي بغداد تخفي منشآت سرية لأسلحة كيميائية وبيولوجية، وثبت عدم صحة هذه الادعاءات لكن بعد فوات الأوان، حسب المقال.
وقارن الكاتب هذا الخطاب الدعائي بالموقف من إيران اليوم، إذ تتهم إسرائيل والغرب طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، في حين تؤكد تقارير الاستخبارات الأميركية العكس.
إعلانوأشار الكاتب إلى ازدواجية المعايير الغربية، موضحا أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ثبت امتلاكها لترسانة نووية ضخمة، ومع ذلك ترفض التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، كما ترفض الخضوع لأي عمليات تفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إسرائيل مصدر الإرهابويرى جونز أن "وقاحة إسرائيل لا تُصدق"، فهي تدعي أن مقتل 24 إسرائيليا بهجمات إيرانية يعد دليلا مباشرا على شر النظام الإيراني، بينما قتلت هي أكثر من ضعف هذا العدد من الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات في مجزرة واحدة.
وأشار المقال إلى تقرير حديث بشأن تغطية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للمجازر في غزة، كشف أن كل وفاة في صفوف الإسرائيليين حظيت بتغطية إعلامية تزيد بـ33 ضعفا مقارنة بمقتل كل شهيد فلسطيني.
وبينما أكد الكاتب وجوب تجنّب إيران استهداف المدنيين الإسرائيليين، أشار إلى تصريح كينيث روث، المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، الذي قال إن "خلط إسرائيل بين المواقع العسكرية والمدنية يصعّب تحديد أهداف الصواريخ الإيرانية".
وخلص الكاتب إلى أن الإرهاب بات يعني أي عنف يمارسه أعداء الغرب، وحذر من أن عدم محاسبة السياسيين ومن يدعون إلى الحرب سيؤدي بالجميع إلى الهاوية.