المبادرات رُحّلت الى العام الجديد.. الراعي: إنتخبوا رئيساً وطبّقوا الـ1701
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يحتفل اللبنانيون اليوم بعيد الميلاد المجيد في اجواء يغلب عليها الحذر من تطورات الاوضاع الامنية في الجنوب التي شهدت امس تصعيدا جديدا للعمليات بين حزب الله واسرائيل.
وعمليا بات كل شيء مجمّدا وعالقا حتى مطلع السنة الجديدة في انتظار ترجمة صدقية ما يتردَّد عن تحركات او وساطات او مبادرات داخلية وخارجية لم تُثبت حيالها بعد أي جدية، علماً أنّ الكلام الكثير الذي تردَّد عن تحرك ما منتظر لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد الميلاد ورأس السنة في شأن الأزمة الرئاسية لا يزال كما تبيَّن في إطار التمنيات اكثر منه في اطار معطيات ثابتة ومؤكدة.
وفي إطار المواقف من الوضع في غزة، وربط الواقع الميداني في الجنوب بهذه الحرب، كان ثمة موقف بارز جديد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس عاد فيه الى التركيز على موضوع حياد لبنان.
وممّا قال في عظته عشية عيد الميلاد: "ندين أشدّ الإدانة كلّ حرب، على الأخصّ هذه الحرب الإباديّة الوحشيّة الدائرة على سكّان غزّة، الرافضة لأي هدنة، وأي وقف للنار وللتفاهم. ونرفض رفضًا قاطعًا تداعياتها أو امتدادها على قرى جنوب لبنان. ونقول باسمنا وباسم كلّ لبنانيّ: لا للحرب . كفانا حربًا أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم من إنحطاط وبؤس وخسارات على كلّ صعيد. ليس لبنان أرضًا للحرب أو أداة لها، بل هو أرضٌ للحوار والسلام".
وأضاف: "في سياق امتداد الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزّة، إلى جنوب لبنان خلافًا لقرار مجلس الأمن 1701، ووقوع ضحايا لبنانيّة، وهدم منازل، واتلاف بساتين وأحراش، وتهجير أهلنا هناك، نعود فنكرّر وجوب عودة لبنان إلى ذاته، أي إلى حياده الإيجابيّ الناشط في رسالته، كأرض للتلاقي والحوار، وكصاحب دور في حلّ النزاعات بالطرق السلميّة، وكمدافع بالطرق الديبلوماسيّة عن الحقوق المسلوبة في أي بلد عربيّ، وفي طليعتها حقوق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه، وبإقرار دولة خاصّة به. ليس حياد لبنان أمرًا جديدًا أو ابتكارًا. بل هو من صميم هويّته. فيرقى إلى سنة 1860، زمن المتصرّفيّة، فإلى ما قبل إعلان دولة لبنان الكبير بشهرين، وتحديدًا في 10 تمّوز 1920، إذ أعلنه مجلس إدارة المتصرّفيّة "حيادًا سياسيًّا بحيث لا يحارِب ولا يحارَب، ويكون بمعزلٍ عن أيّ تدخّل حربيّ. ثمّ تكرّس الحباد في الميثاق الوطنيّ (سنة 1943) بحيث "ينعم لبنان بالإستقلال التام عن الدول الغربيّة والعربيّة. فلا وصاية ولا حماية، ولا امتياز، ولا مركزًا ممتازًا لأيّ دولة من الدول ..." (الشيخ بشارة الخوري). ومذ ذاك الحين ظهر "الحياد" أو "التحييد" في جميع البيانات الوزاريّة. ويجد حياد لبنان جذوره أيضًا في ميثاق جامعة الدول العربيّة سنة 1945، وفي مجمل أعمالها الإعداديّة ومداخلات اللبنانيّن. فكان الإجماع على ان يكون "لبنان دولة مساندة لا دولة مواجهة"، وأن يكون لبنان عنصر تضامن بين العرب، وليس عامل تفكيك وتغذية للنزاعات العربيّة، وخروجًا عن التضامن العربيّ لصالح استرتيجيّات لا تخدم المصالح العربيّة المشتركة". ثمّ كان "بيان بعبدا" في 11 حزيران 2012 الذي وافقت عليه بالإجماع الكتل السياسيّة مؤكّدًا حياد لبنان بتعبير "النأي بالنفس"، واعتمده مجلس الأمن من بين وثائقه (A/66/849, S2012/477). وفي 19 آذار 2015، طالب الفئات اللبنانيّة بتطبيقه نصًّا وروحًا (راجع دراسة البرفسور أنطوان مسرّة: التزام حياد لبنان في إطار جامعة الدول العربيّة)".
وفي تصريح لقناة "الجديد"، شدّد البطريرك الراعي على أنه "يجب تطبيق القرار 1701 كي نتجنب تداعيات الحرب على غزة، وكي لا نعطي إسرائيل ذريعة حتى تدخل إلى لبنان" معتبرا أن "المطلوب هو اليقظة لنحمي أنفسنا". وأشارإلى أن "حرب إسرائيل على غزة غايتها قتل القضية الفلسطينية، ونحن ننادي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وحل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل" لافتا إلى أن "هناك خوفًا على لبنان إذا بقينا في هذه السطحية".
وفي الملف الرئاسي، رأى الراعي أن "عدم إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان جرم تتفاقم معه الأزمات والحقّ ليس على الموارنة بل على المجلس النيابي" مضيفًا: "كان يجب على البرلمان استكمال جلسات الانتخاب لحين وصول إما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الرئاسة" .
وقال: "الأسماء موجودة وكلن أسماء مرتبة وليس مسموحاً عدم إنتخاب رئيس للجمهورية، والمجلس النيابي أصبح هيئة إنتخابية لا يمكنه أن يّشرع، والحكومة هي حكومة تصريف أعمال لها حدود".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العربی ة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر
قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن معظم الدول الأوروبية تتفق على أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار ويتدهور بسرعة.
وجاء حديث كالاس خلال اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول التكتل في بولندا.
وفي سياقٍ متصل، قال وزيرا خارجية النرويج وأيسلندا، "إن خطط إسرائيل لإجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة تصل إلى حد التهجير القسري غير القانوني"، وستؤدي إلى مزيد من العنف وتقوض الجهود المبذولة لإقامة دولة فلسطينية.
والبلدان ضمن مجموعة من دول أوروبا الغربية، تضم أيضا أيرلندا وإسبانيا وسلوفينيا ولوكسمبورج، نددت أمس الأربعاء بخطط إسرائيل لتكثيف عملياتها العسكرية في غزة في إطار ما تقول إنه "مساع للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس )".
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي هذا الأسبوع على خطة قد تشمل السيطرة على القطاع بأكمله، والذي يقطنه 2.3 مليون شخص، بالإضافة إلى التحكم في مرور المساعدات التي منعت إسرائيل دخولها إلى غزة منذ مارس آذار.
وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي في مقابلة "نشعر بقلق وانزعاج مما سمعناه من مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي حول خطط لتصعيد الحملة العسكرية في غزة بشكل أقوى والقيام بما يسمونه إخلاء".
وأضاف "سيصل الأمر إلى حد التهجير القسري للشعب الفلسطيني، من الشمال إلى الجنوب أولا، وربما إلى خارج البلاد. من الواضح أن هذا مخالف للقانون الدولي… سيقوض الأمل في إقامة دولة فلسطينية… (وسيكون) سببا لمزيد من إراقة الدماء".
وقالت وزيرة خارجية أيسلندا، وهي أول دولة في أوروبا الغربية تعترف بدولة فلسطين في عام 2011، إن على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية لمساعدة المدنيين.
وقالت ثورجيردور كاترين جونارسدوتير في مقابلة مشتركة عبر الهاتف "المطلوب بشكل عاجل أكثر من أي وقت مضى هو استئناف وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن".
وذكرت رويترز أمس الأربعاء أن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا إمكانية أن تقود واشنطن إدارة مؤقتة في غزة بعد الحرب، إذ أشارت مصادر إلى إدارة أمريكا للعراق بعد حرب عام 2003 كنموذج محتمل.
وكانت النرويج قد اضطلعت بدور وساطة في محادثات 1992-1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي قادت إلى اتفاقات أوسلو عام 1993، ودعمت الجهود العربية في الآونة الأخيرة لوضع خطة لما بعد الحرب في غزة.
وقال الوزير بارث إيدي إن هناك حاجة إلى حكم فلسطيني في غزة، لا تديره حماس، بل "حكم فلسطيني يكون مسؤولا عن غزة والضفة الغربية على حد سواء".
وأضاف "السلطة (الأمريكية) التي تشكلت في العراق بعد الحرب هناك، بعبارة أدق، لم يتم الاعتراف بها عالميا كفكرة جيدة جدا… لم تكن ناجحة".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أفرج عنه ونقل بالخطأ إلى غزة: استشهاد باسل القرعان من النقب بقصف على القطاع "التعاون الإسلامي" تدين فتح الإكوادور مكتبا بصفة دبلوماسية في القدس تفاصيل اجتماع ولي العهد السعودي مع نائب رئيس دولة فلسطين الأكثر قراءة عدالة القضية صحة غزة : 91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية السيطرة على الحرائق في جبال القدس غيبريسوس : سكان غزة يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025