صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-28@18:40:27 GMT

الآليات الوطنية ونجاعة الحلول

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

الآليات الوطنية ونجاعة الحلول

 

الآليات الوطنية ونجاعة الحلول

خالد فضل

أكثر من مبادرة طُرحت على الساحة الوطنية مؤخرا ، من أجل وقف الحرب ومواصلة عملية الإنتقال السياسي نحو نظام ديمقراطي .

بعضها انطلق فيما يبدو من نقطة مشتركة ؛ هي الإنتماء لثورة ديسمبر المجيدة لذلك أحاول إبداء بعض الملاحظات الأولية حولها في هذه الكلمة .

استمعت إلى إفادات د.

عائشة موسى السعيد عبر إحدى الفضائيات العربية، في الواقع لم تقدم السيدة المذكورة الكثير حول خارطة الطريق المطروحة من جانب الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي , وامتنعت عن الإفصاح عما تلقاه وفد الآلية الذي قابل الفريق البرهان ؛ قائد الجيش في بورتسودان (العاصمة المؤقتة للجيش ). في تلك المقابلة كانت د. عائشة تعمم الحديث بأكثر مما تفصّله،بيد أنّ ثم ملاحظات بدت لي من خلال ذلك , منها الحديث عن عزم الآلية مقابلة أو طرح خارطة الطريق تلك على كل القوى والكيانات السياسية ، وفي سبيل وقف الحرب لم تتردد في التصريح بأنهم بصدد مقابلة قيادة الدعم السريع .

لكنها استثنت من تلك المقابلات جماعة الحزب الإسلاموي المنحل (المؤتمر الوطني) هنا يتوقف المرء عند هذه المقطة تحديدا ، فمن المعلوم للعامة قبل الخاصة أنّ عناصر العهد المباد قد عادوا للظهور وتسيّد المشهد السياسي والوظيفي منذ إنقلاب البرهان /حميدتي في 25أكتوبر2021م، وإلى هذا الظهور أشار السيد حميدتي في خطابه عشية التوقيع على الإتفاق الإطاري بقاعة الصداقة _الخرطوم_ وهو يندد بذلك الإنقلاب ويعتبره خطأ أساسي .

وحينها كان حميدتي يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة الذي شكّله قائد الإنقلاب نفسه , وبالتالي فإنّ موقع الرجل يؤهله للحكم على نتائج إنقلاب كان هو نفسه شريكا فيه، هنا نصل إلى نقطة الإستثناء المطروحة من جانب الآلية الوطنية وهل بمقدور البرهان أن يتجاوز حلفاءه الإستراتيجيين من جماعة المؤتمر الوطني في سبيل وقف الحرب ومواصلة عملية الإنتقال المدني الديمقراطي السلمي ؟ كما أنّ خارطة الطريق المذكورة تتضمن تشكيل حكومة طوارئ مؤقتة بقيادة مدنية، هنا نعود إلى أطروحة تشكيل حكومة من جانب قائد الجيش، وهو الأمر الذي وصفه كثير من المراقبين بأنّه سيزيد من تعقيد الملف السوداني، فالأولوية تبقى دائما لوقف الحرب بين الفرقاء المتقاتلين، لأن تشكيل حكومة في بورتسودان في هذا الظرف يعني تشكيل حكومة مقابلة في الخرطوم من جانب قائد الدعم السريع ؛ وهو ما صرّح به في إحدى تسجيلاته الصوتية قبل فترة .

كما أنّ خارطة الطريق فيما يبدو تستند على منح الشرعية لقائد الجيش، وهو ذات الخطأ الذي جعل التحفظ والرفض التام لإتفاق ( البرهان حميدتي/ حمدوك) مما أضطر د. حمدوك لتقديم استقالته في خاتمة المطاف .

مبادرة أخرى طرحتها قوى ميثاق سلطة الشعب، وهي مبادرة تستند مباشرة على ذلك الميثاق الذي انتجته لجان المقاومة،  وهو طرح يبدو مثاليا أكثر منه عمليا،  فسلطة الشعب المرجوة لا تتحقق إلاّ عبر ممارسة سياسية مدنية سلمية، بينما واقع الحال يبدو مغايرا تماما للسلمية والحرية والمدنية نحن في واقع تحشيد عسكري رهيب يستغرق كل أرجاء الوطن، وفي أتون حرب ضروس لغتها القصف والمسيرات والدانات والقذائف والمضادات والإستنفار والإستهداف والفزع والاستقطاب وخطاب الكراهية والحرب والعنصرية والجهوية،خطاب يقع بين مفردتي ( جقم / بل) فأي سلطة للشعب تقع في هذا الموقع ؟ تظل الأولوية لوقف إطلاق النار والفصل بين المتحاربين وتحييد المستنفرين والمستقطبين، وتوصيل المساعدات الضرورية للإبقاء على حياة ملايين السودانيين الذين يتهددهم الجوع والمرض، وهذه الفرضية أي وقف الحرب لن تتحقق إلا بوجود الطرفين المتحاربين الرئيسين (الجيش/الدعم السريع) فكيف يتعامل ميثاق سلطة الشعب مع وضعية الدعم السريع _ الذي تستوجب ممارساته الإدانة _ بحسب ما تطرحه قوى الميثاق وهي تنتقد الأحزاب السياسية التي لم تقدم على هذه الخطوة .

ولعل هذا التقسيم بين قوى الثورة وشجب الأحزاب يعتبر واحاا من أهم أسباب وأد الثورة بالإنقلاب، ومن بعد نشوب الحرب كنتيجة أساسية للإنقلاب .

بقيت التحركات التي تتم في أديس أبابا وهي محاولة كذلك لخلق كتلة مدنية عريضة تناهض الحرب وتنشد التحول الديمقراطي،  ولكن تظل معظم الأطروحات الوطنية يعوزها بصراحة شديدة عنصر مهم للغاية ( الجدية والمصداقية ) فهلا نتجاوز حواجز عدم الثقة والإستهتار والسبهللية إلى أفق أرحب أصبح واجبا على كل سوداني/ة أن يرتاده للخروج من جب الحرب إلى فضاء السلم والعدالة والحرية كما هتفت الشوارع بالملايين في اطار الثورة العظيمة هلا !!

 

الوسومالبرهان الحلول المطروحة بورتسودان خالد فضل عائشة موسى مبادرات

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الحلول المطروحة بورتسودان خالد فضل عائشة موسى مبادرات

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع تعلن حالة الطوارئ جنوب دار فور وحركة نزوح جماعي في كردفان

أعلنت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا حالة الطوارئ والتعبئة العامة بولاية جنوب دارفور، عقب تقدمات لافتة للجيش السوداني في إقليم كردفان المتاخم.

وناشدت مفوضية "العون الإنساني" بجنوب كردفان المنظمات الوطنية والدولية بالتدخل العاجل لتقديم الدعم للنازحين الذين فروا من قرى بمحافظة الريف الشرقي والقطاع الغربي لكادقلي، عقب هجمات شنتها قوات تتبع للحركة الشعبية – جناح الحلو والدعم السريع.

وأكد المفوض فضل الله عبد القادر أبوكندي نزوح أكثر من 900 أسرة إلى مدينة كادقلي ومناطق أخرى، مشيرا إلى بدء تدخلات عاجلة لتوفير الغذاء والمأوى، بتنسيق مع حكومة الولاية والمنظمات وسط ترتيبات لمزيد من الاستجابة الإنسانية.

من جهته، قدم والي شمال دارفور حافظ بخيت محمد دعما إضافيا بقيمة 300 مليون جنيه لوزارة الرعاية الاجتماعية، مخصصا لتكايا الطعام بمدينة الفاشر، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة الناتجة عن الحصار المفروض من قوات الدعم السريع.

ووجه الوالي ببدء التوزيع الفوري للدعم، داعيا المنظمات الدولية للتدخل العاجل وفك الحصار.

إجراءات أمنية مشددة: 

ألقت حملة نفذتها السلطات الأمنية بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان القبض على 30 أجنبيا بالمدينة دون مستندات رسمية وفتح في مواجهتهم بلاغ تحت المادة 30 من قانون الجوازات والهجرة بالقسم الأوسط.

انتهاكات مروعة في دار فور: 

كشفت شبكة "صيحة" عن توثيق 14 حالة اغتصاب و64 حالة اختطاف لنساء وفتيات في مخيم زمزم شمال دارفور، بعد اجتياح قوات الدعم السريع للمنطقة في أبريل الماضي.

وشملت الانتهاكات اغتصابا جماعيا، تعذيبا، وطلب فدية مالية، وفق شهادات مباشرة للناجيات وشهود عيان.

توضيحات رسمية حول نبأ تشكيل حكومة تضم كتائب "البراء" و"درع السودان":

قال رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس: في خطاب رسمي وجهه إلى "كافة وسائل الإعلام والشعب السوداني": "تابعت ببالغ الدهشة والاستغراب البيان الذي صدر عن قناة "سودانية 24" والذي نسب إلي فيه أنني، بصفتي رئيسا للوزراء، سأقوم بتشكيل حكومة تضم كتائب البراء ودرع السودان، وإني أؤكد أنني لم أدل بأي تصريح من هذا النوع".

وأضاف: "أود أن أوضح أنني حتى الآن لم أقم بأداء القسم الرسمي، ولم أبدأ أي خطوات عملية في مشاورات تشكيل الحكومة، وكل ما أُشيع خلاف ذلك، لا أساس له من الصحة، وصولي إلى السودان قد تأخر لأسباب تتعلق بإجراءات الخروج، وليس لأي أمر سياسي أو تنظيمي".

وتابع: "كما أنني أذكر بأن رئيس مجلس السيادة قد منحني كافة الصلاحيات في تشكيل الحكومة دون فرض أو إجبار على إشراك أفراد أو جهات بعينها، ومع ذلك، فإنني لا أنكر ولا أقلل من دور كتائب البراء ودرع السودان، ولا من تضحياتهم الكبيرة إلى جانب القوات المسلحة".

وأردف: "أشير إلى أن عملية تشكيل الحكومة حاليا ستتضمن إتفاقية سلام جوبا، مما يفرض علينا التزامات واضحة يجب احترامها في هذه المرحلة الدقيقة".

مقالات مشابهة

  • "أطباء السودان" تتهم الدعم السريع باعتقال 178 شخصا بشرق دارفور
  • الدعم السريع تعلن حالة الطوارئ جنوب دار فور وحركة نزوح جماعي في كردفان
  • مصدر عسكري: «الدعم السريع» قصفت بمسيَّرة مستودعاً للوقود ومقراً للجيش جنوب السودان
  • مليشيا الدعم السريع تعلن التعبئة العامة والاستنفار الكامل لجميع شرائح ومكونات المجتمع بولاية جنوب دارفور
  • هجمة بمسيرة.. الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين في جنوب السودان
  • اتهامات للدعم السريع باختطاف وقتل فتيات بالفاشر
  • مسيرات الدعم السريع تهاجم للمرة الثالثة على التوالي المنشآت الحيوية جنوبي البلاد
  • مليشيا الدعم السريع تنهب أكثر (5) الاف محلا تجاريا و (16) فرعا للبنوك بالسوق المحلي بالخرطوم
  • قوات الدعم السريع تضرب هدفين استراتيجيين جنوب البلاد
  • هل استخدم جيش السودان الأسلحة الكيميائية ضد الدعم السريع؟