عربي21:
2024-06-02@20:33:26 GMT

عربي21 ترصد كوارث طبيعية مدمرة ضربت العالم خلال 2023

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

عربي21 ترصد كوارث طبيعية مدمرة ضربت العالم خلال 2023

بعيدا عن الحروب والتوترات السياسية والعسكرية المتصاعدة على الساحتين العالمية والإقليمية، شهد عام 2023 كوارث طبيعية مدمرة اجتاحت العديد من الدول عبر العالم، مخلفة مئات آلاف القتلى والمصابين فضلا عن الأعداد الكبيرة من النازحين والمدن المنكوبة، لا سيما في العالم العربي الذي تعرض لأحد أكثر النكبات الطبيعية إيلاما خلال أشهر قليلة في مشهد غير مسبوق بتاريخ المنطقة التي ترزح بالفعل تحت وطأة أزمات عنيفة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.



ومن الجفاف وحرائق الغابات إلى الفيضانات والأعاصير والزلازل المدمرة والانهيارات الأرضية، اختلفت أشكال الكوارث التي ضربت العالم خلال العام الجاري، بشكل أكد مجددا الأثر السلبي المتصاعد للتغير المناخي، في المتغيرات المرتبطة بالمياه وهطول الأمطار التي رفعت من مخاطر الفيضانات وشدتها بشكل ملحوظ، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة بمستويات غير مسبوقة.

"عربي21" رصدت في هذا الإطار أبرز الكوارث الطبيعية التي اجتاحت جميع أرجاء العالم خلال 2023، خصوصا في دول العالم العربي الذي مر منذ مطلع العام بأعنف تلك الحوادث المدمرة.

زلازل مدمرة
فجر السادس من شباط /فبراير، ضرب زلزال مدمر بلغت شدته 7.8 على مقياس ريختر مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا، تلاه زلزال آخر بعد ساعات بقوة 7.7، ما تسبب بتفاقم الكارثة التي صنفت على أنها أكثر الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة منذ سنوات، والأكبر في أوروبا خلال قرن، بحسب الأناضول.

وأسفر الزلزالان المدمران اللذان تركز أولها في ولاية قهرمان مرعش التركية جنوبي البلاد، عن مقتل ما يزيد عن 46 ألف شخص في تركيا بينهم المئات من السوريين اللاجئين، فضلا عن الدمار المادي الضخم الذي خلف ملايين النازحين بين عشية وضحاها، وفق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد".

وفي سوريا التي تعاني مناطقها الشمالية المكتظة بالنازحين من مختلف أرجاء البلاد، من أزمات متتالية على وقع تواصل الهجمات والغارات الجوية من قبل نظام بشار الأسد وحليفه الروسي، تسببت الكارثة بمقتل نحو 6 آلاف مواطن سوري، فضلا عن تشريد أعداد كبيرة في الخيام خلال شهور الشتاء القاسية، كما عززت من تدهور مستويات الفقر وانتشار الأمراض.

أما في المغرب الذي يقع في منطقة عدم استقرار زلزالي، فقد ضرب زلزال بلغت شدته 6.8 درجة على مقياس ريختر وسط البلاد، فيما اعتبر أعنف الزلازل التي شهدتها المملكة خلال قرن من الزمان.

ووقع الزلزال المدمر على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب غربي مراكش، وامتدت آثاره إلى أقاليم ومناطق الحوز وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان، وأسفر عن سقوط  2497 قتيلا و2476 مصابا بجروح مختلفة، بالإضافة إلى تشريد آلاف السكان جراء تدمر عشرات القرى والمدن بفعل شدة الكارثة.

وفي شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، تعرضت ولاية "هرات" في أفغانستان إلى سلسلة عنيفة من الزلازل بلغت قوة أحدها 6.3 على مقياس ريختر، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ولقي على إثر الكارثة نحو 2500 ألف أفغاني مصرعهم فيما بلغت حصيلة المصابين إلى ألفي شخص، وبات الآلاف بلا غذاء أو مأوى بعدما تدمر أكثر من 1300 منزل بشكل جزئي أو كلي، وفقا للسلطات المحلية.


وفي الصين، ضربت هزة أرضية منطقة قانسو-تشينغهاي الحدودية في 19 كانون الأول /ديسمبر، بشدة بلغت 6.1 درجة على مقياس ريختر، بحسب تقديرات مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي.

ولقي نحو 118 شخصا حتفهم جراء الزلزال الذي وقع عمق 35 كيلومترا ويقع مركزه على بعد 102 من الكيلومترات إلى الغرب والجنوب الغربي من لانتشو بالصين.

أعاصير وفيضانات كارثية
وفي حدث لا يقل فتكا عن الزلازل، ضرب إعصار "دانيال" المتوسطي مدن شرق ليبيا في العاشر من أيلول /سبتمبر، مصحوبا برياح قوية وأمطار غزيرة أدت إلى فيضانات هائلة ودمار كبير، كما تسبب في انهيار سدي مدينة درنة ما أدى إلى تفاقم الكارثة بشكل كبير.

وأسفر الإعصار، وهو أكبر كارثة طبيعية شهدتها البلاد منذ 40 عاما، عن مقتل 6 آلاف شخص على أقل تقدير، ونحو 40 ألف نازح، وفقا للأرقام الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وعلى إثر الكارثة المدمرة، أعلنت السلطات شرق البلاد مناطق درنة، وشحات، والبيضاء في برقة، منكوبة بسبب السيول التي اجتاحتها، كما طالب المجلس الرئاسي الليبي الدول "الشقيقة والصديقة" بتقديم المساعدة والدعم للمناطق المنكوبة.

أما في تنزانيا الواقعة في شرق القارة الأفريقية، فقد تسببت الفيضانات والانزلاقات الأرضية الناتجة عن هطول كميات كبيرة من الأمطار بمدينة كاتيش شمالي البلاد مطلع كانون الأول /ديسمبر، في مصرع ما لا يقل عن 65 شخصا ونزوح حوالي الـ5600 شخص من منازلهم، وفقا للسلطات المحلية.

وفي البرازيل، لقي 46 شخصا حتفهم وأصيب 924 آخرين في إعصار مداري تسبب بعواصف برد شديدة وهطول غزير للأمطار خلال شهر أيلول /سبتمبر الماضي، بحسب موقع "ReliefWeb".

كما تعرضت ولاية ميناس جيرايس البرازيلية في شباط /فبراير، إلى سيول عنيفة أدت إلى انهيارات أرضية أسفرت عن مقتل 54 شخصا وتدمير الكثير من المنازل.


وإلى شرق آسيا، تسببت الفيضانات والانهيارات الأرضية خلال شهر آب /أغسطس بمصرع أكثر من 12 شخصا في المناطق الجبلية الشمالية، كما تضررت عشرات المنازل بمقاطعة لاوكاي الوسطى، في حدث طبيعي أثر على أكثر من 30 ألف شخص، بحسب ما رصده موقع "ReliefWeb".

حرائق الغابات
مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق خلال أشهر الصيف، وجدت العديد من الدول حول العالم نفسها في مواجهة موجات واسعة من حرائق الغابات، التي أسفرت عن خسائر مادية واقتصادية وبشرية ضخمة.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، كشفت أن شهر تموز /يوليو الماضي كان الأكثر سخونة من أي شهر آخر وفقا لسجلها الذي يعود إلى عام 1880، مشيرة إلى أن هذا الارتفاع ليس طبيعيا، إنما يعود في المقام الأول إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.

وفي آب /أغسطس، شهدت الولايات المتحدة أحد أكثر كوارث حرائق الغابات فتكا في جزر هاواي الأمريكية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 110 حرقا، في مأساة اضطرت الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعلان "حالة الكارثة".

وأبادت الحرائق مدينة لاهينا التاريخية الواقعة في جزيرة ماوي، التي كانت عاصمة مملكة هاواي في القرن التاسع عشر، في حين تم إجلاء أكثر من 1400 شخص إلى الملاجئ، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

من جهتها، واجهت كندا هذا العام أكبر الحرائق في تاريخها، حيث اجتاحت النيران نحو 16 مليون هكتار من الأراضي وتسببت بنزوح نحو 200 ألف شخص، خصوصا في غرب البلاد وشمالها، حيث تسببت حرائق الغابات بأضرار واسعة طالعت قطاعات مختلفة مع تزايد كلفة مكافحة الحرائق والضرر الاقتصادي الذي تخلفه.

وأجبرت الحرائق التي بلغت ذروة شدتها في آب /أغسطس، السلطات على إجلاء سكان مدينة يالونايف عاصمة الأقاليم الشمالية، في واحدة من أكبر عمليات الإخلاء على الإطلاق التي شهدتها المناطق الشمالية الغربية.

وفي اليونان، اندلعت موجة من حرائق الغابات صُنفت على أنها الأكبر في البلاد خلال الأعوام العشرين الأخيرة، تركزت أضرارها على القطاع السياحي في البلاد بعدما استعرت النيران في العديد من الجزر السياحية.

واستهدفت الحرائق جزيرة "رودس" الشهيرة، التي شهدت أكبر عملية إخلاء في تاريخ البلاد على الإطلاق، وفقا للسلطات التي واجهت اتهامات بإلقاء اللوم على التغير المناخي دون أخذ احتياطات كافية.

كما أتت الحرائق على أكثر من 292 ألفا و587 هكتارا من مساحة الغابات، وأسفرت عن مصرع 20 شخصا.

وشهدت جزر الكناري الإسبانية، موجة من الحرائق العنيفة وصفها رئيس حكومتها، فيرناندو كلابيخو، بأنها الأكثر تعقيدا على مدى السنوات الـ40 الماضية، حيث استمرت نحو أسبوعين وأتت على نحو 10 آلاف هكتار من الأراضي، متسببة في إجلاء أكثر من 12 ألفا من منازلهم، بحسب الأناضول.

وفي الجزائر، لقي 34 شخصا بينهم 10 عسكريين مصرعهم جراء حرائق الغابات التي اجتاحت شرقي البلاد في تموز /يوليو، في ظاهرة بدأت في التفاقم عاما بعد عام في البلد الأفريقي جراء الجفاف وموجات الحر الشديد الناجمة عن التغير المناخي.

وتجددت الحرائق في أيلول /سبتمبر الماضي، إلا أن قوات الحماية المدنية الجزائرية تمكنت من إخمادها قبل أن تتسبب في خسائر بشرية.


أما في تونس، فقد شهدت سلسلة من الحرائق التي اجتاحت 8 محافظات شمال ووسط البلاد في يومين، وأتت على مساحات واسعة من الغابات، وذلك مع تجاوز درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة في العديد من المناطق.

كما تسببت درجات الحرارة المرتفعة في تشيلي أيضا في اندلاع المئات من حرائق غابات، التي تم تصنيف العشرات منها على أنها "خطيرة".

وأسفرت الحرائق المتطرفة التي أتت على نحو 270 ألف هكتار، عن مقتل نحو 24 شخصا وإصابة 100 آخرين خلال خمسة أيام.

















المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عام 2023 كوارث طبيعية المغرب ليبيا ليبيا المغرب كوارث طبيعية عام 2023 زلزال تركيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على مقیاس ریختر درجات الحرارة حرائق الغابات التی اجتاحت العدید من أکثر من فضلا عن عن مقتل

إقرأ أيضاً:

ذهب لبنان الأبيض.. مناجم طبيعية بحرية قد تدر ملايين الدولارات (صور)

على حوض البحر الأبيض المتوسط، تقع بلدة أنفه في قضاء الكورة التي اشتهرت بأنها منجم الذهب الأبيض وموطن الملاحات التقليدية التي كانت في ستينيات القرن الماضي تغطي مساحة مليون متر مربع تقريبا على شاطئها قبل أن تنحسر لتصل اليوم إلى أقل من 200 ألف متر إضافة إلى تميزها بطواحين الهواء وكنائسها القديمة، كما تحتضن دير سيدة الناطور الذي يعود تاريخ بنائه الى القرن السادس.
 
ملاحات أنفه تشكّل عاملا سياحياً جذابا وهي أيضا مصدر رزق للعديد من أهالي البلدة الذين يعيشون من استخراج الملح وبالتالي هي تشكل انتاجا صناعيا مهما يمكن الإستفادة منه.
 
وعلى الرغم من اجتياح المنتجعات السياحية لشواطئ البلدة وتلوث مياه البحر الناجم عن النشاط الصناعي في المنطقة لا تزال هذه الملاحات صامدة.
 
ولا بد من الإشارة إلى ان وزير البيئة وليد نصار أعلن في حزيران 2023 مناطق رأس الملاليح ورأس القلعة ومنطقة دير الناطور في بلدة أنفه على خارطة السياحة البيئية والثقافية والتراثية.
 
الباحث في شؤون البيئة ومؤلف كتاب "ملح لبنان" حافظ جريج اطلع "لبنان 24" على تاريخ هذه الملاحات وأهميتها سياحيا وبيئيا وصناعيا.
 
بداية يُشير جريج إلى ان "الملاحات انتشرت عبر التاريخ على طول الشاطئ اللبناني أي من الفينيقيين وصولا إلى الرومان والعثمانيين والانتداب الفرنسي حتى اليوم، ولكن بعد الحرب اللبنانية عام 1975 بدأت ظاهرة المنتجعات البحرية تغزو الشواطئ وبالتالي أصبحت الملاحات ومرافئ الصيد ضحية انتشار هذه المشاريع التي لوّثت الشاطئ".                   ملح لبنان الأفضل
وتابع جريج انه خلال الحرب توقف كل شيء في لبنان ومن ضمن ذلك الملاحات، وأوضح ان "لبنان كان ينتج قبل عام 1975 نحو 50 ألف ألف طن من الملح وكان يتم فرض ضريبة مرتفعة على الملح المستورد ولكن بعد الحرب توقفت الملاحات وبدأنا باستيراد الملح من الخارج".
 
وشدد على ان "قضية استخراج الملح اللبناني من القضايا الملحة ومن الموارد الطبيعية الأساسية وهذا المورد لم يأخذ حقه كما يجب".
 
وأكد جريج انه "لا يمكن القول بأن كل الشاطئ اللبناني ملوّث فالمركز الوطني للبحوث العلمية بيّن ان مياه البحر في موقع الملاحات في أنفه غير ملوّث كما ان بحر رأس الناطور من أنظف شواطئ لبنان".
 
وشدد جريج على ان "ملح لبنان من أفضل أنواع الملح البحري في العالم وفحوص المختبرات تؤكد ذلك".
 
وقال: "أكبر مساحة ملاحات تاريخيا وإلى اليوم هي ملاحات أنفه، وفي الوقت الذي كان فيه لبنان ينتج 50 ألف طن من الملح كانت أنفه وحدها تنتج 35 ألف طن أما الباقي فكان يُستخرج من القلمون وسلعاتا وكفرعبيدا والبترون وجزيرة النخل".
 
وأشار إلى ان "في دول انتاج الملح تنخفض الملاحات طبيعياً عن مستوى سطح البحر في حين انه في لبنان هي أعلى من مستوى البحر بنحو 5 أمتار والملاحات موجودة على الشواطئ الصخرية، وكانت تتميز هذه الشواطئ على طول الساحل اللبناني بأجران منحوتة وأقنية لانتاج الملح وكانت في البدء ملاحة صغيرة منزلية لحاجات المنزل".                        
تاريخ الملاحات
يلفت جريج إلى ان "الملاحات بدأت مع الفينيقيين الذين كانوا بحاجة ماسة للملح لأسفارهم عبر البحار وهم اشتهروا بالأسطول التجاري لديهم وعندما اكتشفوا الصباغ الأرجواني احتاجوا للملح بكثرة، وتطورت عبر العصور ومن خلال كل الشعوب التي مرت في لبنان".
 
أما في مرحلة الانتداب الفرنسي، فقد منع الفرنسيون اللبنانيين من استخدام هذه الملاحات الأثرية المحفورة في الصخر، وعندما أمروا بتكسير الأجران قام أبناء انفه نظرا للحاجة الماسة إلى الملح بحفر أجران في التلال الصخرية البعيدة عن البحر ولم يكن هناك حينها شبكة مياه الشفة فكانت النساء تحملن الأوعية على أكتافهن وتذهبن لتعبئة المياه ونقلها إلى المنازل".  
قانون الملاحات
يقول جريج ان "شواطئ البحر الصخرية كانت بمعظمها ملاحات ولم يكن هناك أي قانون والأملاك الخاصة المُتاخمة للشواطئ حوّلها أصحابها إلى ملاحات لأنها قريبة من البحر وهي بالتالي تكون أنظف. كما ان نقل مياه البحر إليها يكون أسهل".
 
ولفت إلى انه "بعد الاستقلال سمحت الدولة باستعمال الملاحات واستثمارها وبعد سنوات قامت وزارة المالية بطلب رسم سنوي على انتاج الملح، ثم في عام 1952 أصدر وزير المالية حينها خليل مكاوي قرارا طلب فيه ممن يريد استثمار ملاحة على الشاطئ ان يقدم تصريحا سنويا بذلك وان يذكر فيه اسم الملاحة ومساحتها وصاحبها وان يدفع ضريبة على المتر المربع واستمر هذا الأمر لعدة سنوات".
 
وأضاف: "يورد قانون الملاحات ان صاحب الملاحة يستمر في استثمارها سنويا ولا يمكن سحب هذا الإستثمار منه إلا إذا احتاجت الدولة ان تستردها منه للمصلحة العامة ودون تعويض في حال كانت على سبيل المثال تريد ان تبني نقطة عسكرية في المكان أو مرفأ صيد".
 
وأشار إلى ان "ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت المرحلة الذهبية للملاحات حيث توسعت وانتشرت على مساحة مئات آلاف الأمتار في انفه على طول الشاطئ وفي أماكن كثيرة من التلال والأحراش".
 
وتابع: "في هذه المرحلة جعلت البطريركة الأرثوذكسية 80 بالمئة من أملاك الوقف لاستثمار الملاحات أي آلاف الأمتار المربعة وأصبحت منطقة رأس الناطور مشهورة  بهذه الملاحات".                
ما هي الملاحة؟
بقول جريج: "الملاحة هي معمل طبيعي أي موجود في الطبيعة، تتألف من الأجران التي تنتج الملح ومن برك لسحب ماء البحر إلى البرك الغميقة التي هي بعمق متر أو متر ونصف المتر أما الأجران فهي بعمق 10 او 20 سنتمترا".
 
وشدد على ان "الملاحات ثروة وتراث وانتاج وصناعة لا تنضب ومورد أساسي يوفر فرص عمل عديدة ولاسيما في ظل الوضع الاقتصادي المتردي".                                    
مطالبات بتحويلها إلى محميات طبيعية
وطالب جريج بجعل الملاحات محمية طبيعية خاصة في رأس الناطور التي تحوي على ملاحات تمتد على مساحة آلاف الأمتار إضافة إلى الأحراش الخضراء التي تضم نباتات طبية وعطرية، وأيضا رأس الملاليح الأثري وهو يحوي على آلاف الأمتار من الأجران والأقنية المنحوتة في الصخر التي لا مثيل لها في العالم، داعيا إلى إزالة المخالفات الصناعية في المنطقتين.
 
ووجّه نداء إلى وزارة الثقافة لإعلان رأس الملاليح منطقة أثرية بكل معنى الكلمة، مشيرا إلى ان "منظمة الاونيسكو وضعت منطقتي رأس الملاليح ورأس الناطور على الجداول التمهيدية لإعلانهما ضمن قائمة التراث العالمي ولكنها بانتظار إعلانهما محميات طبيعية أولاً".
 
كما طلب من وزارة الأشغال إبطال القرار التعسفي الذي صدر قبل سنوات بتجميد أعمال الملاحات وإعادة الاستثمارات برسوم مالية وتنظيم الملاحات من جديد وتشجيع انتشارها وتشغيل الملاحات المهجورة لحماية الإنتاج الوطني وحماية ملح لبنان من الملح المستورد".
 
إذا لملاحات أنفه أهمية صناعية وسياحية وبيئية خاصة ويُشكّل رأس الملاليح ورأس الناطور نموذجين بيئيين لا مثيل لهما على حوض الأبيض المتوسط بشهادة العديد من الخبراء والعلماء.
  المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • تمتد بين «سان فرانسيسكو» و«كاليفورنيا».. أمريكا: رجال الإطفاء يكافحون حرائق الغابات
  • رجال الإطفاء بكاليفورنيا يكافحون حرائق الغابات بين سان فرانسيسكو وكاليفورنيا
  • أمريكا: رجال الإطفاء يكافحون حرائق الغابات بمنطقة تمتد بين "سان فرانسيسكو" و"كاليفورنيا"
  • ذهب لبنان الأبيض.. مناجم طبيعية بحرية قد تدر ملايين الدولارات (صور)
  • 377 حادثًا.. مخاوف من زيادة حرائق الغابات في باكستان
  • عربي21 تحاور عميد مسجد باريس بعد شنّ اللوبي الصهيوني حملة ضده
  • "أرضنا مستقبلنا".. المملكة تحتفي باليوم العالمي للبيئة بمشاركة 150 دولة
  • ببذور الحلبة.. وصفات طبيعية للتخلص من قشرة الحواجب
  • أكثر من 6100 كارثة طبيعية ضربت أمريكا في مايو.. وتحذير من القادم (فيديو)
  • تقرير حقوقي: تسجيل أكثر من 6 آلاف انتهاك وجريمة في إب خلال 2023