تترقب الأوساط السياسية الحراك الخارجي والفرنسي – القطري تحديداً على خط رئاسة الجمهورية والذي سيواكبه محلياً رئيس مجلس النواب نبيه بري في إجراء مروحة مشاورات مع الكتل النيابية لمحاولة فتح حوار فيما بينها كمقدمة للدعوة الى جلسة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس.   إلا أن مصادر مواكبة للحراك في هذا الملف تشير لـ"البناء" إلى أن المسؤولين الرسميين لم يتلقوا أي اتصالات من مسؤولين خارجيين لزيارة لبنان، لكن المعلوم أن الاستحقاق الرئاسي سيتحرّك مطلع العام الجديد، لا سيما أن مراجع سياسية لمست لدى جميع الأطراف نيات إيجابية وتحسساً بالمسؤولية وخشية من تداعيات الحرب في غزة والحدود الجنوبية على الداخل اللبناني على كافة المستويات، ما يستدعي أن تتحمل القوى السياسية والكتل النيابية مسؤوليتها بانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تحريك عجلة الدولة وانجاز كافة الاستحقاقات وملء الشغور في المؤسسات لا سيما في رئاسة الأركان والمجلس العسكري".

وقالت مصادر مطلعة لـ "الديار" ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ممثلا اللجنة الخماسية سيزور بيروت في شهر كانون الثاني للتهدئة او لتخفيف وتيرة الاشتباكات على الحدود الجنوبية اللبنانية بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة. وسيتطرق لودريان الى الشغور الرئاسي ايضا خلال زيارته، ولكن ليس معلوما اذا كان سيطرح اسماء جديدة لرئاسة الجمهورية كخيار ثالث. وبدوره، يزور الموفد الاميركي اموس هوكشتاين بيروت قريبا للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في الجبهة الجنوبية المشتعلة وكيفية منع التصعيد لعدم الوصول الى حرب شاملة بين لبنان و"اسرائيل".

وكشفت أوساط ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" أنّ "حزب الله" أرسل أخيراً عن طريق رئيس مجلس النواب نبيه بري وغيره الى اللجنة الخماسية والدوائر الديبلوماسية، أنه على استعداد لتنفيذ القرار 1701، لكنّه لا يقبل تنفيذ القرار تحت سلطة معادية له، بل يطالب بسلطة تشكّل ضمانة له فلا يكون خروجه من جنوب الليطاني على قاعدة وجود سلطة ورئيس للجمهورية يطعنانه في ظهره، وهو يطالب بتطمينات سياسية مقابل تنفيذ القرار 1701". كذلك، تبلّغ لبنان مجدداً نيّة حكومة بنيامين نتنياهو فتح الجبهة اللبنانية والذهاب إلى تنفيذ عملية عسكرية ضد "حزب الله". ووصلت رسائل إلى الجهات الرسمية مفادها أنّ الضغوط التي تمارسها الدول الغربية على إسرائيل، لم تفلح حتى الآن في إسقاط احتمال ذهاب إسرائيل إلى حرب مفتوحة مع لبنان. وكتبت" النهار": الخواء السياسي الداخلي ترك لبنان في حالة سلطوية وسياسية لم يعرف مثيلا لها حتى في تجارب الحرب، اذ تأفل سنة وتحل سنة جديدة ولا من مسؤول او سلطة يملكان التوجه الى اللبنانيين بما يضيء على ما ينتظرهم او بما يشكل الحد الأدنى من ضمانات مطمئنة الى حلول آتية. بل ان الأنكى من هذا الخواء الرسمي والسياسي المسؤول، ان وجهي الازمة الداخلية والحدودية ينتظران سواء بسواء تدخلا خارجيا من هنا ووساطة خارجية من هناك لكي يصار الى تحريك الجهود الآيلة الى منع انزلاق غدا اكثر من خطير في الأيام الأخيرة نحو اتساع المواجهة على الحدود الجنوبية، كما الى احياء "رميم" الوساطات حيال ازمة الفراغ الرئاسي وتداعياتها المختلفة.   ولعل الجديد الوحيد الذي يعتد به في هذا السياق برز مع معلومات ترددت في الساعات الأخيرة، وان لم تتأكد رسميا بعد، حيال اعتزام البيت الأبيض إعادة ايفاد كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت في منتصف كانون الثاني المقبل لإحياء جهوده في شأن ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل علما ان هذه المهمة تأتي في عز تصاعد المواجهات الميدانية بين إسرائيل وحزب الله، وربما تشكل محاولة أميركية متقدمة لتبريد المواجهات والشروع في وساطة جدية تعيد زمام الأمور الى الديبلوماسية. وبرز في هذا السياق تحذير جديد اطلقه امس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من ان "تبادل إطلاق النار عبر حدود إسرائيل ولبنان ينذر بتصعيد أوسع ويؤثر على الاستقرار". ومع انتهاء مهمة السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا والاستعدادات لوصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون قبل منتصف الشهر المقبل، كتب هوكشتاين على حسابه عبر منصة "أكس": "نودع اليوم دوروثي شيا، إحدى أفضل الديبلوماسيين لدينا وأفضل سفيرة للولايات المتحدة في لبنان". وتوجّه هوكشتاين إلى شيا، قائلاً: "بطلة عظيمة لعلاقة القوية بين الولايات المتحدة ولبنان، كان شرفًا وامتيازًا أن يكون لدينا شريكة متميزة في بيروت، لقد حققنا الكثير وسنفتقدك".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الأمن من بيروت: ندعم وحدة أراضي لبنان وسيادته

بيروت – أعرب رئيس مجلس الأمن الدولي صاموئيل جبوغارد، امس السبت، عن دعم وحدة أراضي لبنان وسيادته، داعيا إلى “ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية” الموقع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

​​​​​​​جاء ذلك في مؤتمر صحفي بختام زيارة وفد أعضاء مجلس الأمن إلى بيروت ولقائه بالمسؤولين اللبنانيين، تخللتها جولة على طول الخط الأزرق الحدودي المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000.

وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.

ومنذ سريان الاتفاق ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.

ولا تزال إسرائيل تتحدى الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن “مجلس الأمن يجدّد التزامه باستقرار لبنان والمنطقة ككل ويواصل عقد مشاورات منتظمة حول الوضع في لبنان وعلى طول الخط الأزرق”.

وأضاف: “جئنا إلى بيروت في هذا الوقت الدقيق، ولتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في 26 (نوفمبر) تشرين الثاني من العام الماضي”.

ومؤخرا، أعلنت هيئة البث العبرية الرسمية أن إسرائيل “تستعد لتصعيد عسكري” لمواجهة احتمال تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان على خلفية ما وصفته بـ”تعاظم قدرات حزب الله”، وفق ادعائها.

وأشار جبوغارد إلى أن “هذه الزيارة تشكّل دليلاً على دعم المجتمع الدولي القوي للبنان ولشعبه (..) وقد جدّدنا دعم المجلس لوحدة أراضي لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي، كما أكدنا التزامنا بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، دعماً لأمن لبنان واستقراره واستقرار المنطقة”.

وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية، بعد حرب استمرت 33 يوما آنذاك بين الفصائل اللبنانية والجيش الإسرائيلي.

ودعا رئيس مجلس الأمن إلى “ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف الأعمال العدائية الصادر في نوفمبر 2024، ونحن نُقرّ بالتقدم الذي حققَه لبنان هذا العام”، مشددا على “ضرورة احترام سلامة قوات حفظ السلام وعدم استهدافها”.

وحث على “تعزيز الدعم الدولي للبنان وللجيش اللبناني، بما في ذلك دعمه في انتشاره المستدام جنوب نهر الليطاني”، معرباً عن “تأييده قرار الحكومة اللبنانية ضمان حصر السلاح بيد الدولة”.

وعلى وقع ضغوط أمريكية إسرائيلية، قررت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي، تجريد الفصائل اللبنانية من سلاحها، ووضع الجيش خطة من 5 مراحل لسحب السلاح.

لكن الحزب سارع إلى رفض الخطة، ووصف القرار بأنه “خطيئة”، وشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

والجمعة، بدأ الوفد الأممي زيارة للبنان قادما من سوريا، حيث التقى رئيس البلاد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، وقائد الجيش رودولف هيكل.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • سلام استقبل رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمرفأ بيروت
  • انفجار مأساوي في الضاحية الجنوبية: جريمة قتل وانتحار تهز بيروت
  • سلام: نعمل على إعادة تنظيم المجال العام في بيروت
  • جريمة مروعة في بيروت.. إبن بلدة البابلية قتل طليقته ثم نفسه!
  • بعيد إقلاعها من مطار بيروت.. هذا ما حصل مع طائرة للميدل ايست
  • لودريان في بيروت غداً.. هذا ما يحمله
  • رئيس مجلس الأمن من بيروت: ندعم وحدة أراضي لبنان وسيادته
  • قصة الفتاة التي بكت وهي تعانق البابا لاوون في بيروت
  • مجلس سلام نهاية العام وقوة استقرار مطلع 2026.. غزة على أعتاب «إدارة دولية»
  • عفو نتنياهو و القرار الرئاسي.. هرتسوج يحدد أولويات إسرائيل وسط ضغوط أمريكية