حين أتجاوز الأربعين.. نعم سأتغير
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
هي خبرة لرجل عرف معنى الحياة، رجل شارف على الخمسينات، سألوه قائلين: ما الذي تغير في حياتك بعد أن تجاوزت الأربعين..؟ فقال بنبرة واثقة ممزوجة بتنهيدة الحنين للماضي:
بعد أن كنتُ أحبّ والديّ وأشقائي وزوجتي وأولادي وأصدقائي فقط، بدأت الآن أحب نفسي معهم. بعد أن تجاوزت الأربعين أدركت أنني لست مثل “الأطلس” والعالم لا يقف على ظهري.
أتعلم يا صديقي، لقد توقفتُ منذ مدّة عن مساومة بائع الفواكه والخضار. فبالنهاية، لن تزيدني بعض الدنانير غنىً، لكنها قد تساعد ذلك البائع المسكين على توفير مستلزمات المدرسة لأبنائه.
صرتُ أدفع لسائق سيارة الأجرة من دون انتظار الباقي، فقد تضع المبالغ الإضافية ابتسامة على وجهه. على أيّ حال إنه يكدّ من أجل لقمة العيش أكثر مما أفعل أنا اليوم.
حين تجاوزت الأربعين، توقف عن القول لكبار السن بأنهم قد رَوَوا ذات القصة عدّة مرات. فلعل تلك القصة تجعلهم يستعيدون الماضي بالمرور في رواق الذاكرة الضرورية لديهم!.
بعد الأربعين، تعلمتُ عدم انتقاد الناس حتى عندما أدرك أنهم على خطأ، فالسلام مع الكل أفضل من الكمال الوهمي.
صرتُ أمارس فن المجاملات بسخاء وحرية بلا نفاق، إذ تعلمت بالخبرة أن ذلك يُحسّن المزاجَ ليس فقط لمن يتلقى المجاملة. ولكن خصوصا بالنسبة لي أيضا.
تعلمتُ ألا أنزعج عن تجعّد يحدث على قميصي، فقوة الشخصية أهم بكثير من المظاهر.
بعد الأربعين صرتُ أبتعد بهدوء من الناس الذين لا يقدروني، فهم في الأخير لا يعرفون قيمتي. لكنني أنا أعرف جيدا من أكون.
صرت باردا كالثلج عندما أواجه أحدهم يستفزني بعدوانية كي يدخلني في جدل عقيم، لا يسمن ولا يغني من جوع. فأنا لم أعد أتحمل ضياع وقتي.
تعلمت ألا أتحرّج من مشاعري، لأنها هي مم صنعت مني إنسان.
حين تجاوزت الأربعين تخليت عن الأنانية لأنني مع ذاتي سأبقى معزولا، بينما ضمن أشكال العلاقة لن أكون لوحدي.
تعلمتُ أن أعيش كل يوم بايجابية وإنتاج، وأن أعيش يومي كأنه آخر يوم لي. نعم، لقد تغيّرتُ وفهمتُ بأني أنا المسؤول عن سعادتي، وأنا مدين لي بذلك لنفسي.
فهل من معتبر..؟
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
جامعة قناة السويس تُسيّر قافلة طبية شاملة لخدمة أهالي حي الأربعين
وجّهت جامعة قناة السويس قافلة طبية شاملة إلى حي الأربعين بمحافظة السويس جمعية مرضى ضمور العضلات، ضمن جهودها المتواصلة لدعم المجتمع المحلي وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة للمواطنين، في إطار دورها التنموي الممتد في إقليم القناة وسيناء. جاءت القافلة تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس الجامعة، وبإشراف عام الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبمشاركة عدد من الكليات والتخصصات الطبية والتمريضية
وشهدت القافلة إقبالًا كبيرًا من الأهالي، حيث تم تقديم خدمات الكشف والعلاج المجاني لـ 711 مواطنًا في مختلف التخصصات، شملت: 50 حالة باطنة، 117 جلدية، 98 عظام، 100 جراحة، 40 مسالك بولية، 68 أنف وأذن وحنجرة، 38 أطفال، 46 طب أسرة، 100 أسنان، و54 أمراض النساء، مع توفير العلاج المناسب للحالات وصرف الأدوية بالمجان
وأكد الدكتور ناصر مندور أن الجامعة مستمرة في دعم المبادرات المجتمعية التي تلامس احتياجات المواطنين الصحية، مشيرًا إلى أن هذه القوافل تمثل رسالة إنسانية أصيلة تعكس دور الجامعة الوطني والتنموي، وأن الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا يأتي على رأس أولويات الجامعة.
وأضاف أن توسيع نطاق القوافل الصحية خلال الفترة المقبلة يأتي تعزيزًا لخطة الجامعة في خدمة المجتمع وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة دينا أبو المعاطي أن هذه القافلة تأتي ضمن برنامج سنوي متكامل تنفّذه الجامعة للوصول لأكبر عدد من المناطق في مدن القناة وسيناء، مؤكدة أن تنوع التخصصات داخل القافلة يحقق استفادة طبية شاملة، وأن فرق العمل المشاركة تُقدّم خدماتها بروح عالية من المسؤولية والالتزام. ولفتت إلى أهمية دمج الجانب التوعوي مع الخدمات العلاجية في كل قافلة لضمان تحقيق أثر صحي مستدام.
وقدمت كلية التمريض خدمات توعوية مميزة من خلال ندوة تثقيفية استهدفت 60 حالة، تناولت مجموعة من الموضوعات الصحية المهمة، منها: أضرار الإفراط في استخدام الهاتف للأطفال، والعادات الصحية السليمة لرفع المناعة ومقاومة الأمراض، ومواصفات الغذاء الصحي لمرحلة الدراسة، وطرق التعامل مع الالتواءات وآلام العظام داخل عيادة العظام، إضافة إلى التوعية بأساليب الوقاية من الأمراض المعدية والطريقة الصحيحة لغسل الأيدي.
وقد حظيت الندوة بتفاعل كبير من الأهالي خاصة أن معظم الأطفال المترددين كانوا من الفئة العمرية المدرسية.
تم تنظيم أعمال القافلة وإدارتها ميدانيًا بقيادة المهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ خالد مطرود مدير إدارة القوافل.