«أبيض وأسود».. فضاءات عابرة للمسافات والثقافات
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
مجموعة من المقالات تربو على المئة يضمها كتاب «أبيض وأسود» تأليف الكاتب الإماراتي راشد الحمادي، ويتناول فيها حزمة واسعة من شؤون الحياة الفكرية والنفسية والعلاقات الاجتماعية والإدارية، على مستوى الفرد والمجتمع، والأسرة والمؤسسة. ومن البداية، جاء الإهداء لافتاً إلى الهدف الأسمى من الحياة فكراً وعملاً حيث اقتبس الكاتب من ستيفن جوبز قوله: «نحن هنا لكي نضع بصمتنا في هذا الكون، وإلا ما فائدة مجيئنا إليه؟!».
وفي المقدمة يشير الحمادي إلى أهمية عالم الكتاب والقراءة في الحياة، مبيناً أنه «وسيلتنا للحصول على المعرفة، ومصدر مهم للاطلاع على ما يحدث في هذا العالم». والكاتب ينطلق من تجربته العلمية والعملية في كثير من الموضوعات التي تضمنها الكتاب، قائلاً: «جمعت فيه شغفي، خبرتي، رغبتي في المعرفة، فضولي». ويوضح أنه كتب عن الكثير من القضايا والهموم التي كان يسمعها من الأصدقاء والأقرباء والمحيط الذي يعيش فيه، منطلقاً من أهمية الفكر ويؤكد على قوة الفكرة لأنها «تتجاوز المسافات والأماكن والعقول»، ويستشهد بقول الفيلسوف سقراط: «بالفكر يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورود أو الشوك». ويمتاز الكتاب بأن كل مقالة تستعرض حالة أو مشكلة من مشكلات العصر الراهن، سواء في البيت أو العمل، في السوق أو السفر، في البيت أو المؤسسة، كما أن كل مقالة تضم حكمة أو أمثولة مقتبسة من أعلام الأدب والعلم والتربية والفلسفة في التراث العربي والعالمي. ويعالج الكاتب موضوعات مختلفة، مؤكداً أهمية الإدارة والتخطيط والتنظيم، إلى جانب القراءة والتسامح وتبادل الأفكار في الأمور، وأحوال الزواج ومشاكل الطلاق، مبيناً أن الشباب هم «عصب الحياة» وأن القيادة الرشيدة عملت على «تفعيل مجالس الشباب وتعزيز مواهبهم في جميع الإمارات».
وحول أهمية القراءة واكتساب المعرفة، يشير إلى أن جمعية القراءة العالمية في مدينة سان دييغو الأميركية جعلت عنوان مؤتمرها الرابع عام 1999 «اكتب الماضي واقرأ المستقبل»، كما يستشهد بمقولة للعقاد تبين أن الكتب كالناس في كثرة اختلافهم، ليؤكد أن «المكتبة لن تكون كاملة إلا إذا كانت مثلاً كاملاً للدنيا». وفي الختام يتوقف الكاتب عند مقالة «طقوس الكتابة» لدى العديد من الأدباء. والمؤلف راشد الحمادي شاعر وكاتب في التنمية البشرية وتطوير الذات، والكتاب صادر عن منشورات «جدل».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: راشد الحمادي أبيض وأسود
إقرأ أيضاً:
رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان أحد أبرز مؤرخي الشتات في سوريا
توفي صباح أمس الأحد الكاتب والمفكر الفلسطيني علي سعيد بدوان في العاصمة السورية دمشق عن عمر ناهز 66 عاما بعد حياة حافلة بالعمل السياسي والإنتاج الفكري الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية، خاصة ملف اللاجئين في سوريا والعراق.
وينتمي علي بدوان إلى الجيل الفلسطيني الذي نشأ في مخيم اليرموك قرب دمشق، وهو من أبناء مدينة حيفا الذين هجّرتهم نكبة عام 1948.
ترعرع بدوان في مدارس وكالة الأونروا، وشق طريقه الأكاديمي بجامعة دمشق حيث درس العلوم الأساسية (فيزياء وكيمياء)، ثم حصل على دبلوم في التربية وشهادة بالعلوم العسكرية من كلية المشاة أثناء خدمته في جيش التحرير الفلسطيني.
واعتبر بدوان شاهدا حيا ومؤرخا للتجربة الفلسطينية في الشتات، شارك مبكرا في العمل السياسي ضمن صفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ عام 1974، وكان من الذين واجهوا الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث أصيب إصابة خطيرة استدعت لاحقا عملية زراعة كبد خارج البلاد.
بعد انسحابه من العمل الفصائلي عام 2003 تفرغ بدوان للكتابة والبحث، فكان قلمه صوتا للعشرات من القصص المسكوت عنها في حياة الفلسطينيين بسوريا.
شغل منصب مدير مكتب الإعلام لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، وكان من أبرز المساهمين في النقاشات العامة بشأن التحولات الاجتماعية والسياسية في مخيمات اللجوء.
إعلانألّف بدوان نحو 20 كتابا تنوعت بين التوثيق السياسي والتحليل التاريخي، من بينها "القدس واللاجئون والمفاوضات غير المتوازنة" (1997)، و"اليسار الفلسطيني" (1998)، و"اللاجئون الفلسطينيون في سوريا والعراق.. من الاقتلاع إلى العودة" (2000).
كما نشر مئات المقالات في صحف عربية بارزة عالجت مختلف جوانب القضية الفلسطينية وتقاطعاتها مع أوضاع المنطقة، وقدّم كتابات ساهمت برسم صورة اللاجئ كفاعل تاريخي وفي الدفاع عن سرديات الفلسطينيين ببلاد اللجوء.
تميزت كتاباته بمزج التحليل السياسي بالسرد التوثيقي، وسعى من خلالها إلى حفظ الذاكرة الجمعية الفلسطينية، خصوصا في مراحل التهجير والنضال والبحث عن هوية وسط مخيمات يأكلها النسيان والتهميش.