رئيسة وزراء الدنمارك تتطلع إلى فصل جديد لبلادها بعد تنازل الملكة مارجريت عن العرش
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
سرايا - تتطلع رئيسة الوزراء الدنماركية مته فريدريكسن إلى فصل جديد لبلادها بعد أن أعلنت الملكة مارجريت تنازلها عن العرش. وقالت فريدريكسن في خطابها بمناسبة العام الجديد مساء الاثنين: "سنفتقد الملكة مارجريت التي نحبها كثيرا".
وأوضحت أنه بفضل الملكة /83 عاما/ لا يزال البيت الملكي موجودا كمؤسسة.
وأضافت رئيسة الوزراء الاشتراكية الديمقراطية: "أنا متأكدة من أن ولي العهد سيكون ملكا جيدا وقويا للدنمارك والمملكة بأكملها".
جاء إعلان مارجريت الثانية تنازلها عن العرش في خطابها السنوي بمناسبة العام الجديد مساء الأحد بمثابة مفاجأة كاملة.
وقالت إنها اتخذت القرار بسبب عملية أجرتها في ظهرها العام الماضي، والتي تعافت منها بشكل جيد، لكنها جعلتها تفكر.
وأضافت: "لقد قررت أن الوقت مناسب الآن"، وأعلنت أنها ستسلم الصولجان قريبا إلى ابنها ولي عهد فريدريك.
ثم قررت رئيسة الحكومة مته فريدريكسن تغيير خطابها بالكامل وبدلا من التركيز على إصلاحات النظام الاجتماعي والرعاية الصحية، ركزت على إرث الملكة المنتهية ولايتها.
إقرأ أيضاً : "القسام": الإجهاز على 5 جنود إسرائيليين بالأسلحة شرق مخيم البريجإقرأ أيضاً : “الأورومتوسطي” يطالب "إسرائيل" بالكشف عن مصير أطفال اختطفهم جنودها من غزةإقرأ أيضاً : دخول 87 شاحنة مساعدات متنوعة إلى غزة عبر ميناء رفح
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
دعم جلالة الملكة مهم: الصندوق الأخضر للمناخ (GCF)؛ لحظة الأردن الاستراتيجية للتمكين الأخضر والريادة المناخية
صراحة نيوز-كتب أ.د. محمد الفرجات
في عصر تتشابك فيه الأزمات البيئية مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يتزايد إدراك العالم لخطر التغير المناخي بوصفه التهديد الوجودي الأول للبشرية. ومع تسارع التصحر، وندرة المياه، وارتفاع درجات الحرارة، وتقلص الأراضي الصالحة للزراعة، تجد الدول النامية والفقيرة نفسها في عين العاصفة، تتحمل الأثر الأكبر رغم أنها الأقل مسؤولية عن انبعاثات الكربون.
الأردن، بحكم موقعه الجغرافي الحساس وشح موارده الطبيعية، يُعد من أكثر الدول تأثراً. لكنه اليوم أمام فرصة تاريخية لتوظيف هذا التحدي كمحفز للنمو، عبر تمكين موقعه في المنظومة المناخية الدولية من خلال دعم جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله.
الملكة رانيا: صوت مبكر للتغيير البيئي العالمي
منذ أكثر من عقد، حذرت جلالة الملكة رانيا من مخاطر استمرار نمط الحياة الاستهلاكي في الدول الصناعية، داعية إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه الكوكب والإنسانية. وبدلاً من الخطابات التقليدية، كانت جلالتها تقدم رسائل ذكية، إنسانية، واقتصادية تعكس التداخل بين المناخ والتنمية، الفقر والتعليم، المياه والطاقة، والسياسة والأمن.
وفي عام 2023، عُينت الملكة رانيا رئيسًا مشاركًا عالميًا لمبادرة “GAEA” (العطاء لتعظيم العمل من أجل الأرض)، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، لتكون بذلك من القادة العالميين القلائل الذين يقودون الحوار البيئي من منابر النخبة المؤثرة، ومن قلب النظام العالمي المتغير.
لماذا دعم جهود الملكة اليوم؟ ولماذا الأردن تحديداً؟
يستعد العالم لتوجيه تريليونات الدولارات في العقد القادم نحو مشاريع الاقتصاد الأخضر والتكيف مع المناخ. وقد خصص “صندوق المناخ الأخضر” (GCF) وحده عشرات المليارات، ويمتلك مكاتب إقليمية، لكن لا يوجد حتى الآن تمثيل مباشر في الأردن. وجود مثل هذا التمثيل سيعزز القدرة الوطنية على جذب التمويل الأخضر، لا سيما في ظل طرح المملكة لمشاريع حيوية مثل الناقل الوطني للمياه، ومزارع الطاقة الشمسية، وتحديث المدن.
من هنا تبرز أهمية بلورة استجابة وطنية تقنية ودبلوماسية خلف جهود جلالة الملكة، تتضمن:
1. تشكيل مجلس خبراء وطني للمناخ بقيادة علمية وتقنية فاعلة (مقترح قائم بالتعاون بين الباحثة دانية العيساوي والبروفيسور محمد الفرجات).
2. إعادة تحديث المخططات الشمولية والتنموية للمدن لتكون قادرة على الصمود والتكيف.
3. تقديم مقترحات رسمية مدروسة لمبادلة جزء من ديون الأردن بمشاريع خضراء (debt-for-climate swaps)، بدعم سياسي ودبلوماسي.
4. مطالبة “صندوق المناخ الأخضر” بفتح مكتب إقليمي في عمان أو على الأقل إيجاد نقطة تنسيق رسمية ومؤسسية داخل المملكة.
الرهانات الكبرى: الاقتصاد الأخضر والمجتمع المنتج
في ظل تباطؤ الاستثمار العالمي وتغير سلاسل التوريد، فإن تحويل الأردن إلى بيئة جاذبة للاستثمارات الخضراء (في المياه، الطاقة، الزراعة الذكية، السياحة البيئية، النقل النظيف…) سيمكنه من:
خلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء.
تحسين أمنه المائي والغذائي.
خفض كلفة الاستيراد وزيادة القيمة المضافة المحلية.
تعزيز صمود المجتمعات المحلية وخاصة في المحافظات والبوادي والمناطق الأقل حظاً.
دعوة للمسؤولية الوطنية:
تتحرك القيادة السياسية الأردنية، ممثلة بجلالة الملك وولي العهد، بخطى واثقة في المحافل الدولية نحو التكيف المناخي والعدالة البيئية. وفي هذا السياق، فإن دعم جلالة الملكة رانيا محليًا لا يجب أن يكون عملاً رمزياً، بل استراتيجية وطنية مُمَأسسة، تقوم على:
التشبيك بين الجامعات والبلديات وقطاعات الإنتاج.
إدماج الشباب والمجتمع المدني في مشاريع التكيف.
إطلاق حملات توعية مناخية تربط بين المناخ وأمن الأسرة وفرص العمل.
في النهاية، لا نملك ترف الانتظار، فالمناخ يتغير… والحل ليس بيئياً فقط، بل سياسي واقتصادي وتنموي شامل. ودعم جهود جلالة الملكة رانيا هو بوابة الأردن الحقيقية ليكون جزءًا من الحل، لا الضحية.