كتبت راجانا حمية في "الأخبار": أقفل عدد كبير من شركات الدواء العالمية مكاتبه التمثيلية في لبنان. إلى جانب العدد الكبير من المصروفين من هذه المكاتب، ثمة تداعيات أخطر على موقع لبنان العلمي وعلى ريادته الطبية التي جعلته يوماً «مستشفى الشرق الأوسط»

مع بداية الأزمة الاقتصادية، لجأت المكاتب العلمية التمثيلية لشركات الأدوية العالمية في لبنان إلى «إعادة الهيكلة» عبر تقليص عدد الموظفين في كل أقسامها والتخفّف من بعض المصاريف للحفاظ على وجودها في السوق اللبناني.

اليوم، وصلت هذه الشركات إلى نهاية الطريق، ليس فقط بسبب اشتداد الأزمة المالية، وإنما أيضاً لأن لبنان لم يعد «priority market» بالنسبة إليها. ويوضح نقيب مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات جوزف غريب أن لبنان بعد إقفال هذه المكاتب «لا يعود جزءاً من خارطة الدواء العالمية، فتتوقف الشركات عن إعطائه الأولوية في الحصول على الأدوية الجديدة والمتطورة لمراقبة جودة الدواء، كما لا يعود شريكاً في التجارب السريرية للأدوية الحديثة، وتحديداً في الأمراض السرطانية والمستعصية والمزمنة». كما أن لذلك تداعيات أخرى، منها وقف الاستثمار في مجال الأبحاث العلمية والسريرية وتطويرها، وتوقف تدريب الأطباء في المؤتمرات العلمية التي كانت تقام في لبنان وخارجه، ما يؤثر على موقع لبنان كمرجع في مجال الطب والأبحاث العلمية المتطورة، وعلى الأطباء الذين يفقدون دور الريادة كـ «key opinion leaders»، وقد بدأت تظهر مفاعيل تراجع اهتمام الشركات بلبنان، مع وصول أدوية جديدة إلى دولٍ مجاورة، كانت سابقاً تصل إليه قبل عامٍ تقريباً من وصولها إلى هذه الدول.
  ومثال على ذلك دواء mounjaro لعلاج داء السكري والتنحيف، وهو علاج جديد، موجود في دبي منذ عام، فيما لم يصل بعد إلى لبنان. وأضف إلى ذلك كله التأثير الذي يتركه غياب المكاتب التمثيلية على الحركة الاقتصادية لناحية توقف المؤتمرات الطبية والحجوزات في المطاعم والفنادق.
اليوم، أكثر من نصف المكاتب العلمية التمثيلية لم يعد لها وجود مباشر في لبنان. وتقدر كارول حسون، رئيسة Lebanon pharma group، وهو تجمع يضم 20 شركة عالمية، عدد المنسحبين بـ60% «فيما صار الوكيل هو المسؤول عن شحن الأدوية». وبعيداً عن الشركات التي حسمت أمرها سابقاً، ومنها «نوفارتس» و«سانوفي» و«ميدا» و«غلاكسو» و«حكمة» و«تبوك» وغيرها وهي شركات باتت شبه غائبة، صرفت شركة eli lilly and company مؤخراً 8 موظفين من كل الأقسام ضمن مكتبها، أكثرهم من قسم التسويق. وقال بعض المصروفين «إن الشركة لم تعد تنوي التسويق لمستحضراتها الطبية في لبنان». كذلك قامت شركة «فايزر» بعملية صرف جديدة طالت 19 موظفاً وأبقت على 15 تقريباً، وذلك بعد جولتين سابقتين من الصرف طالت الأولى 40 موظفاً والثانية 30. وعزت المصادر السبب إلى «الأزمة التي راكمت مستحقات لفايزر، إضافة إلى تراجع عملية التطعيم، إذ لم يعد اللقاح هاجساً للدول ومنها لبنان». ويضاف إلى شركات التجمع العشرين، نحو 20 شركة صغيرة تخففت هي الأخرى من الأعداد إلى الحد الأدنى أو أقفلت مكاتبها نهائياً.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان لم یعد

إقرأ أيضاً:

رئيس شركة المستقبل لصناعات الأنابيب لـ«الاتحاد»: «اصنع في الإمارات» تدعم توسع الشركات الوطنية وتعزز الابتكار

يوسف العربي (أبوظبي)
أكد عمر البوسعيدي الرئيس التنفيذي لشركة المستقبل لصناعات الأنابيب «FPI» أهمية الاستراتيجية الصناعية الوطنية «مشروع 300 مليار» في تعزيز مكانة القطاع الصناعي، مؤكداً أن نمو القطاع الصناعي في الإمارات في إطار هذه الاستراتيجية سيعود بالفائدة على جميع الشركات العاملة في هذا القطاع، وأنه مع تطور المشهد الصناعي، ستتمكن الشركات من الوصول إلى البنية التحتية المحسنة والتقنيات المتقدمة وبيئة أعمال أكثر تنافسية، وسيمكن ذلك الشركات من الابتكار والتوسع والازدهار في سوق ديناميكي.

أخبار ذات صلة 462 ألف نزيل في المنشآت الفندقية بأبوظبي خلال فبراير حشر بن مكتوم يفتتح معرضي «كابسات» و«إنتيغريت ميدل إيست»

وقال البوسعيدي لـ«الاتحاد» بمناسبة المشاركة في فعاليات الدورة الرابعة من «اصنع في الإمارات» التي تقام من 19 إلى 22 مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض: في شركة المستقبل لصناعات الأنابيب ننظر إلى «مشروع 300 مليار» على أنها مبادرة أساسية تمكن الشركات الوطنية من التوسع والمنافسة دولياً، ومن خلال التركيز على تعزيز سلاسل القيمة، ودعم التكنولوجيات المتقدمة، وتمكين الوصول إلى التمويل والبنية التحتية، تخلق الاستراتيجية بيئة مواتية للغاية للنمو الصناعي.
وأضاف: المشاركة في مبادرة «اصنع في الإمارات» لها أهمية استراتيجية لصناعات الأنابيب، وبصفتنا شركة صناعية عالمية رائدة في دولة الإمارات، فإنها تعزز التزامنا بالنمو الصناعي الوطني، وخلق القيمة المحلية، والتميز في التصنيع المستدام، وتتماشى مبادرة «اصنع في الإمارات» بشكل وثيق مع رؤيتنا المتمثلة في تصنيع أنظمة أنابيب مركبة عالمية المستوى محلياً مع خدمة أسواق البنية التحتية والطاقة الدولية، وتمكننا من تعميق تعاوننا مع أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص، وجذب الاستثمارات التكنولوجية المتقدمة، وتوسيع مساهمتنا في أجندة التنويع الاقتصادي لدولة الإمارات.

المنتجات الإماراتية
وقال البوسعيدي: القدرة التنافسية العالمية للمنتجات الإماراتية قوية وتتسارع بشكل مطرد، وقد أسهم الاستثمار الاستراتيجي لدولة الإمارات في الابتكار ومعايير الجودة والممارسات الصناعية المستدامة في وضع منتجاتها على أنها عالمية المستوى في مختلف القطاعات.
وأضاف، أن السلع الإماراتية تتميز بشكل متزايد بتطورها التكنولوجي وموثوقيتها وتوافقها مع المعايير الدولية، ويتضح ذلك بشكل خاص في صناعات مثل التصنيع المتقدم والبتروكيماويات وحلول البنية التحتية، وهي قطاعات اكتسبت فيها الشركات التي تتخذ من الإمارات مقرا لها سمعة قوية على مستوى العالم.
وتابع: من إن نجاح المنتجات الإماراتية على الساحة الدولية انعكاس للقيادة الحكيمة للدولة والسياسات الصناعية، بما في ذلك مبادرة «اصنع في الإمارات»، حيث تدعم هذه الجهود المصنعين المحليين في توسيع نطاق الأسواق العالمية وتصديرها والمنافسة بفعالية، ونحن فخورون بالمساهمة في هذه الرؤية الوطنية من خلال تقديم حلول أنابيب مركبة عالية الأداء حاصلة على شهادات الجودة الدولية وتلبي احتياجات مشاريع البنية التحتية العالمية الكبيرة للطاقة والمياه.

بيئة جاذبة
وحول رؤيته لدولة الإمارات كبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الصناعي، قال البوسعيدي: إن الإمارات تعد بيئة جذابة للغاية للاستثمارات في القطاع الصناعي، وكنظرة عامة، من المتوقع أن تحافظ الدولة على نمو اقتصادي قوي في السنوات المقبلة، ويعزز هذا الاستقرار والتوسع المستمران بيئة مواتية للاستثمارات الصناعية، مما يعزز إمكانية تحقيق عوائد موثوقة.

أسواق دولية
تأسست شركة المستقبل لصناعات الأنابيب (FPI) في عام 1984 في دبي، وأصبحت شركة عالمية رائدة في حلول الأنابيب المركبة. 
وبصفتها شركة عالمية رائدة في مجال حلول الأنابيب المركبة، تواصل شركة المستقبل لصناعات الأنابيب توسيع عملياتها وتعزيز قدراتها لتقديم خدمة أفضل للعملاء عبر القطاعات.
عززت FPI بصمتها العالمية من خلال 11 موقعاً للتصنيع في جميع أنحاء العالم، كما تستكشف الشركة أسواقاً جديدة وتوسع محفظة منتجاتها لتلبية متطلبات العملاء المتطورة.
وقال البوسعيدي: تدير شركة المستقبل لصناعة الأنابيب واحدة من أكبر شبكات تصنيع الأنابيب المركبة في العالم من مقرها في الإمارات، وتعمل منشآتنا في الإمارات كمراكز إنتاج عالمية، حيث تصدر أنظمة أنابيب الألياف الزجاجية إلى أكثر من 25 دولة حول العالم في عام 2024.
تتمتع شركة المستقبل لصناعات الأنابيب بحضور عالمي كبير مع 11 موقعاً على أحدث طراز في جميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • توطين صناعة الأدوية والذكاء الاصطناعي في الصحة.. توجيهات رئاسية لتعزيز القطاع
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح على متن الطائرة التي تقله إلى دولة قطر: رفع العقوبات عن سوريا أمر مهم لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والرئيس السوري رائع ولديه الكثير من الفرص
  • الرئيس السيسي يطلع على جهود الدولة في توطين صناعة الأدوية والأجهزة الطبية
  • ترامب فهم اللعبة.. صفقات لا حروب من غزة إلى كييف
  • رئيس شركة المستقبل لصناعات الأنابيب لـ«الاتحاد»: «اصنع في الإمارات» تدعم توسع الشركات الوطنية وتعزز الابتكار
  • ترامب يصل السعودية في مستهل جولته الشرق أوسطية
  • ترامب يوقع أمر تنفيذي يطالب شركات الأدوية بخفض الأسعار
  • ترامب: زيارتي إلى الشرق الأوسط ستكون تاريخية
  • حساب الخارجية الأمريكية بالعربية يغرّد عن زيارة ترامب للشرق الأوسط وأبرز الملفات التي ستناقش
  • هل يعود ترامب إلى الشرق الأوسط بمفاجآت؟