الخليج الجديد:
2025-05-11@09:53:15 GMT

العام الجديد: بين الماضي والمستقبل

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

العام الجديد: بين الماضي والمستقبل

العام الجديد: بين الماضي والمستقبل

نحتاج لجهة بحثية وفكرية عربية تضع استراتيجية انتقال سلس وصادق من إشكالات الماضي لرحاب المستقبل الذي كُتب عنه الكثير بمناسبة العام الجديد.

أليس الحديث عن اتخاذ خطوات مستقبلية دون مواجهة خطوات ماضية سبقتها ثرثرة بلا معنى؟ حتى الحديث عن انتقال الوطن العربي إلى أن يكون جزءاً من نظام بريكس.

هل حقاً يمكن الحديث عن المستقبل بينما الماضي يشير لألف قيد ستفرضه أمريكا المعادية لبريكس وهي التي تتحكم بالحياة الاقتصادية والسياسية العربية بأشكال لا تعدّ ولا تحصى؟

هل ستنبري جهات مدنية عروبية أو عروبية -إسلامية، بعمل استراتيجية انتقال وطرحها على الأمة؟ فلعل المستقبل آنذاك يصبح الحديث عنه قابلا للتحقق، وليس رغائبيا لا يقدم ولا يؤخر.

هل يمكن الحديث عن مزيد من الاندماج والتوحيد الخليجي وأداء دور أكبر في الجامعة العربية بينما يعيش مجلس التعاون مشكلة تطبيع بعض دوله مع الكيان الصهيوني بينما تمتنع دول أخرى؟

* * *

كانت أغلب الكتابات أو الأحاديث التي قرأتها أو سمعتها، بمناسبة حلول العام الجديد، تركزّ على تمنيات واقتراحات بشأن التغييرات المطلوبة في شتّى الحقول الحياتية، من أجل خروج الوطن العربي من الحالات المأساوية التي يعيشها الآن.

لكن باعتقادي أنه يجب أن تسبق ذلك، كتابات وأحاديث بشأن ما يجب أن يراجع من ماضٍ، فإما أن يترك أو يعدل، قبل الانتقال إلى مرحلة تلك المقترحات المستقبلية. تفرض ضرورة تلك المعادلة عظم التغيرات التي رانت على المشهد العربي برمّته خلال السنوات القليلة الماضية.

فمثلاً أن السّقم الذي حلّ بإرادة وكفاءة وفاعلية الجامعة العربية، والذي حتماً يبرر الحديث عن إصلاحات جذرية في وظائفها وأساليب عملها وأسس علاقاتها مع أعضائها من الدول العربية القطرية، يحتاج أولاً الحديث عن الغياب الكارثي لأهم أعمدة تلك الجامعة التاريخية المتألقة مثل مصر والعراق وسوريا، وعن وسائل وإمكانيات رجوعهم الفاعل السابق.

هذا لا يعني التقليل من أهمية الأعضاء الباقين، وإنما التأكيد على أن الجامعة لن تستطيع الخروج من أوضاعها الحالية، بينما بعض من مكوناتها الأساسية الكبرى ذات الوزن التاريخي والالتزامي الكبير تعاني الأمراض والفواجع التي تعيشها.

...

فاذا أضفنا، مثلاً، الأسقام التي يعاني منها لبنان والسودان وليبيا واليمن، وأضفنا الإمكانيات الكبرى للتلاعب بقضية فلسطين وبوجود شعبها في الحياة العربية، نستطيع أن نرى أن الحديث عن المستقبل الكلي، سيصبح هذراً إذا لم يسبقه حديث عن تفاصيل الماضي القريب، الذي منه سيولد المستقبل.

ويمكن أن نأخذ كمثل ثان من أجل المزيد في توضيح الصورة حديث البعض عن مستقبل مجلس التعاون الخليجي. فهل يمكن الحديث عن مزيد من خطوات الاندماج والتوحيد ولعب دور أكبر في الجامعة العربية بينما يعيش المجلس حالياً مشكلة قيام بعض دوله بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، بينما تمتنع بعض دوله الأخرى عن التطبيع.

فكيف الحديث عن تسهيل انتقال الأفراد ما بين أقطاره وتوحيد البطاقة الشخصية والاندماج الأقوى في اقتصاده وبناء منظومة أمنية متضامنة ما بين أقطاره، مع وجود حالة التطبيع تلك بكل ما تأتي به من تناقضات وتراجعات عن التزامات قومية، واستحالة وجود موقف واحد في السياسة الخارجية ومقاطعة اقتصادية، وفي التعاون مع هذا العدو أو ذاك للأمة العربية؟

باختصار، أليس الحديث عن أمنية اتخاذ خطوات مستقبلية، من دون مواجهة خطوات ماضية سبقتها هو ثرثرة لا معنى لها؟ حتى الحديث عن انتقال الوطن العربي إلى أن يكون جزءاً من نظام بريكس.

هل حقاً يمكن الحديث عن ذلك المستقبل بينما الماضي يشير إلى وجود ألف قيد ستفرضه دولة تعادي بريكس، هي الولايات المتحدة، التي تتحكم بالحياة الاقتصادية والسياسية العربية بأشكال لا تعدّ ولا تحصى؟

ما نريد أن نقوله أن هناك حاجة لجهة بحثية وفكرية عربية تضع استراتيجية انتقال بسلالة وصدق، وكأولويات متسلسلة، من إشكالات الماضي إلى رحاب المستقبل الذي كتب عنه الكثيرون بمناسبة العام الجديد.

سيكون من الأفضل لو أن الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أناطت تلك المهمة بجهة فكرية بحثية موضوعية صريحة لتقوم بذلك، إذا لم تقم مثل تلك الجهات بالمهمة فالسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنبري جهات مدنية شعبية، عروبية أو عروبية -إسلامية، بعمل تلك الاستراتيجية وطرحها على الأمة الرسمية والمدنية، فلعل المستقبل آنذاك يصبح الحديث عنه بشكل منطقي قابل للتحقق، وليس بشكل رغائبي لا يقدم ولا يؤخر.

*د. علي محمد فخرو سياسي بحريني، كاتب قومي عربي

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأمنيات الماضي المستقبل تطبيع الكيان الصهيوني الجامعة العربية بريكس العام الجديد مجلس التعاون الخليجي الجامعة العربیة یمکن الحدیث عن العام الجدید

إقرأ أيضاً:

جامعة الدول العربية: أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي

أدانت جامعة الدول العربية، الهجمات التي تعرض لها السودان مؤخرا ونتضامن معه لتأمين مقدراته وحماية أراضيه، حسبما افادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .

السفير ماجد عبد الفتاح: الجامعة العربية ترفض أي إدارة خارجية للأراضي الفلسطينيةمندوب فلسطين بالجامعة العربية: رؤية الرئيس طريق النجاة من الانقسامنقدّم الجزرة دون العصا..مندوب فلسطين بالجامعة العربية ينتقد قرارات القمم السابقةدعوة عراقية للعاهل السعودي لحضور قمتي الجامعة العربية والتنمية الاقتصادية ببغداد

وقالت جامعة الدول العربية، إن أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

وتابعت جامعة الدول العربية:" ندعو إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل إلى الشعب السوداني وإعادة تأهيل المرافق المتضررة".

وفي وقت سابق، قال مصدر عسكري إن طائرات بدون طيار نفذت اليوم الخميس هجمات في شرق وجنوب السودان، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف أمس الأربعاء قاعدة بحرية، متهمًا القوات شبه العسكرية التي تخوض حربًا مع القوات المسلحة السودانية بالوقوف وراءها .

وأفاد المصدر بأن هجومًا بثلاث طائرات بدون طيار استهدف مستودعات وقود في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض (جنوب السودان)، مما أدى إلى اندلاع حرائق.

واستهدف هجوم آخر القاعدة البحرية الرئيسية في بورتسودان (شرقي البلاد)، حسبما صرح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، وفقًا لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية في موقعها على الإنترنت.  

طباعة شارك السودان الخرطوم الجامعة العربية الدول العربية اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • اليوم.. بغداد تستقبل أول وفود القمة العربية
  • جامعة بنها الأهلية تحتفي بنجوم المستقبل في اليوم العلمي لكلية علوم الحاسب
  • الجامعة العربية تعترف بالفشل في الأزمة بين السودان والإمارات
  • بوتين: التبادل التجاري بين مصر وروسيا ارتفع بنسبة 30% العام الماضي
  • العباس يدعو البابا الجديد لمواصلة جهود السلام التي بدأها سلفه فرنسيس
  • مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية يستقبل الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
  • أستاذ بهارفارد: هجرة نصف خريجي الطب من مصر العام الماضي (فيديو)
  • مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يدين الهجمات التي استهدفت المنشآت الحيوية والاستراتجية بالسودان
  • جامعة الدول العربية: أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي
  • الجامعة العربية: تؤكد أهمية دور الإعلام في منظومة حقوق الإنسان