قال الدكتور علي عثمان شحاتة، أستاذ ورئيس قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر الشريف، إن الله سبحانه يأمرنا بالعمل الصالح، وتكون الرقابة على هذا العمل الله ورسوله والمؤمنين، وهو ما جاء فى قوله سبحانه وتعالى: " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".

رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحان التخلفات ويتابع اختبارات الترقية للوعاظ بأصول الدين رئيس جامعة الأزهر وأمين البحوث الإسلامية يلتقيان وفدًا من نيجيريا

وأوضح أستاذ ورئيس قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر الشريف، خلال مداخلة تلفزيونية اليوم الخميس: "الإنسان يمكن أن يعمل عملا صالحا فى ظاهره رياء الناس، لكن فى باطنه يغضب الله سبحانه وتعالى، فكل ما يفعله الإنسان يراه الله ويراقبه وسيخبرنا ، يقول (وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)".

وأضاف: "الله يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات، فالإنسان الذى يتوب تجوب توبته ما قبلها، وهذا يحتاج إلى مضاعفة العمل الصالح ليجبر ما فاته، وعبارة سيرى الله عملكم فيه تحذير من التقصر وارتكاب المعاصي".

حكْم الرّياء

حكْم الرّياء.. بيّنت الشريعة الإسلاميّة أن الرياء محرم، وأن العمل المصاحب للرياء مردود وغير مقبول، والرّياء كذلك نوع من أنواع الشّرك بالله تعالى، ومن أدلّة تحريم الرّياء قال الله تعالى: (قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث القدسيّ فيما يرويه عن الله عزّ وجلّ: (أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ، مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي، تركتُه وشركَه).

ومن يجعل عمله لله وللرياء فقد أشرك مع الله في عمله، ومن أراد مِن عمله مدح الناس فقط رأى فيه بعض العلماء أنه دخل في النفاق والشرك ويخرج من الملّة، ومن أجل تجنّب الوقوع في ذلك هناك عدة أمور تساعد في الابتعاد عن الرياء أبرزها.

أنواع الرياء

يحاول العبد أن يحسن من نفسه أمام الناس، رغبةً في الحصول على الثّناء والإعجاب والحمد، ويسلك العبد عدّة طرق لتحقيق ذلك، منها الرّياء بالبدن؛ ويكون بإظهار التعب والإرهاق والمرض حتى يظن الناس بأن ذلك من كثرة العبادات والطّاعات، ويكون أيضًا بإظهار الحزن على الإسلام والمسلمين، وإظهار الخوف من الحياة الآخرة، الرّياء بالملابس والهيئة العامة بعدم الاهتمام بالشكل الخارجي كعدم الاهتمام بالملابس، وبالمشي في الطريق مع خفض الرأس، وعدم إزالة أثر السجود عن الوجه.

الرّياء منه  بالأقوال ومنه الرياء في النصح والوعظ والإرشاد، وتعمّد ذكر الله -تعالى- أمام الناس، وإظهار الحزن والأسف على ارتكاب النّاس للمعاصي والذّنوب والمنكرات، وإظهار العلم أمام النّاس.

الرّياء بالأعمال يكون من خلال القيام بالعبادات بنية مراءاة النّاس، ومنه: الإطالة في السجود والركوع، والجهاد في سبيل الله -تعالى- رياءً ، والرياء بالأصحاب والزوار وهو تعمّد زيارة العلماء والدّعاة والشيوخ ليُقال عنه إنه أخذ العلم عن كثير من الشّيوخ والعلماء ويتفاخر بهم. 
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة الازهر الشريف الرياء جامعة الأزهر الر یاء

إقرأ أيضاً:

حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود

يصطفي الله تعالى من عباده مَن يشاءُ زيادةً في حسناتهم ورفعًا لدرجاتهم وتكفيرًا لسيئاتهم، فيبتليهم بمصيبة في المال أو في النفس أو بفَقد عزيزٍ لديهم، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ» أخرجه الإمام مسلم.

صلاة الجنازة على الغريق المفقود

وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصبر والتسليم لأمر الله تعالى عند نزول البلاء وحدوث المصيبة مع التوجه إلى المولى عزَّ وجلَّ بالدعاء والرجاء بحصول عظيم الأجر ونيل جزيل الثواب، فعن أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156]، اللهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» أخرجه الإمام مسلم.

مدى اعتبار الغريق من الشهداء

وقد عَدَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يموت في الماء غريقًا من الشهداء، حيث قال: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي لفظ عند مسلم: «وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ».

قال الإمام أبو الوليد الباجي في "المنتقى" (2/ 27، ط. مطبعة السعادة): [وهذه ميتات فيها شدة الأمر فتفضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم، وزيادةً في أجرهم حتى بلَّغهم بها مراتب الشهداء] اهـ.

وقد اتفقت كلمة العلماء وشراح السُّنَّة النبوية المطهرة على أن المراد بـ"الشهادة" الواردة في هذا الحديث الشريف وأمثاله من الأحاديث والآثار ما أطلق على صاحبها "شهيد الآخرة"، بمعنى أن الذي مات بأحد هذه الموتات المذكورات له مثل أجر الشهيد في الآخرة فقط، فهو كالشهيد حقيقةً عند الله تعالى في وُفور الأجر وعظيم الثواب دون أن تجري عليه أحكام الشهيد حقيقةً في الدنيا، ولهذا يُغسَّل ويُكفَّن كسائر الموتى.

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (13/ 63، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال العلماء: المراد بشهادة هؤلاء كلهم غير المقتول في سبيل الله أنهم يكون لهم في الآخرة ثواب الشهداء، وأما في الدنيا فيُغَسَّلون ويُصلَّى عليهم] اهـ.

حكم صلاة الجنازة على الغريق

ومَن غَرق في الماء فإن أحكام الجنائز في حقِّه على صورتين:

الصورة الأولى: إذا عُثِر على جثته وتحقق موته؛ فإنه في هذه الحالة يُعامل كسائر الموتى: يُغسَّل -إذا أمكن تغسيله- ويُكفَّن ويُصلى عليه.

قال العلامة أكمل الدين البابرتي الحنفي في "العناية شرح الهداية" (2/ 110، ط. دار الفكر): [لو أُخْرِج الغريقُ وجب غسله] اهـ.

وقال الإمام ابن البراذعي المالكي في "التهذيب في اختصار المدونة" (1/ 341، ط. دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث): [مات بغرق أو هدم، فإنه يُغسل ويُصلى عليه] اهـ.

والصورة الثانية: ألا يعثر على جثته ولا يعلم حاله من حياة أو وفاة: وحينئذٍ لا يعتبر الشخص ميتًا بمجرد فقده أو غيابه، وإنما يجب الرجوع إلى الجهات المختصة المنوط بها مهمة التحري واستظهار القرائن التي يترجح بها موته بجميع الطرق والوسائل الممكنة، ولا يكون المفقود ميتًا بحالٍ من الأحوال إلا بعد صدور قرار من الجهة المختصة أو حكم قضائي بموته، بحسب ما تقتضيه المادتان (21، و22) من المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929م، والتعديلات عليهما المضافة بموجب القانون 140 لسنة 2017م، ومن ثمَّ فلا تصلى الجنازة قبل الحكم باعتباره ميتًا؛ إذ من المقرر شرعًا أن صلاة الجنازة لا تكون إلا بعد موت الشخص حقيقة أو حُكْمًا، أما إذا عُلِمَ حياته أو شك فيها فلا يُصلى عليه.

قال العلامة شهاب الدين الرملي في "فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان" (ص: 412، ط. دار المنهاج) في أحكام صلاة الجنازة: [فإن شُك في موته؛ بأن احتمل عروض سكتة أو ظهرت أمارات فزع أو غيره وجب التأخير إلى العلم بموته] اهـ.

 

مقالات مشابهة

  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يستعرض دلائل حديث الإعجاز القرآن عن الخيل
  • هل الساحر لا توبة له عند الله ؟
  • 6 خصال تضمن لك الجنة بوعد من النبي.. اغتنمها وداوم على فعلها
  • الغردقة تحتضن قادة مكاتب الخدمة الاجتماعية بالأزهر بمؤتمر «رؤى معاصرة في ضوء رؤية مصر 2030»
  • التنظيم والإدارة يعلن نتيجة مسابقة شغل 4474 وظيفة معلم مساعد بالأزهر الشريف.. ويفتح باب التظلمات غدًا
  • دعاء قضاء الحاجة
  • تفسير قوله تعالى صم بكم عمي فهم لا يعقلون.. علي جمعة يوضح
  • الكبار فقط يفعلون ذلك
  • قوافل الأزهر في الواحات البحرية.. برامج توعوية تدعم استقرار الأسرة
  • حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود