دراسة تكشف العنصر السري للحصول على قهوة أفضل
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعتقد خبراء القهوة منذ فترة طويلة أن إضافة القليل من الماء إلى حبوب القهوة قبل طحنها يمكن أن يحدث فرقًا. ويبدو أن دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أوريغون تؤكد السبب.
واستكشف البحث هذه التقنية، التي بدأت كمحاولة لمعالجة عملية صنع القهوة التي غالبًا ما تكون فوضوية، وكيف أثرت على مذاق القهوة.
وأوضح كريستوفر هندون، المؤلف المشارك في الدراسة، والأستاذ المشارك في كيمياء المواد الحاسوبية بجامعة أوريغون، أنه "عندما تطحن القهوة، فإنها تتناثر إلى كل مكان، ويخرج الغبار من المطحنة كسحابة عمودية ويغطي كل شيء، ولكن إذا أضفت القليل من الماء، يبدو أن ذلك يساعد بعدم تناثرها بكل مكان. وكان ذلك السبب الرئيسي وراء قيام الناس بإضافة الماء".
ويتمثل سبب حدوث الفوضى في الكهرباء الساكنة، التي تنشأ نتيجة الاحتكاك عندما تُسحق حبوب القهوة معًا، وهذه الشحنة الساكنة تجعل جزيئات البن المطحون تتنافر، ما ينشرها في كل اتجاه.
ويعمل الماء كعازل، ما يخفف من هذا التأثير، وهي عملية تُعرف باسم تقنية "قطرة روس"، وقال هندون إن هذه الفكرة "اقتُرحت لأول مرة من قبل بعض عشاق القهوة في منتدى صانعي القهوة المنزلية".
وتابع:"لقد كانت الفكرة موجودة منذ عدة سنوات، وقد تم استعارتها في الأصل من صناعة إنتاج المواد، مثل صناعة لب الخشب".
ومع ذلك، فإن ما بدأ كوسيلة لتقليل الفوضى تحول تدريجيا إلى طريقة أكثر تعقيدًا للحصول على مشروب قهوة بمذاق أفضل - أو على الأقل هذا ما اعتقده الناس. وكانت النظرية تتمثل في أنه من خلال تقليل الكهرباء الساكنة، لم يمنع الماء القهوة المطحونة من التطاير أو الالتصاق بداخل المطحنة فحسب، بل منع أيضًا تشكيل كتل مجهرية من البن أثناء عملية التخمير.
لماذا تُعد كتل القهوة سيئة؟يتدفق الماء من حول كتل البن، تاركًا إياها خلفه من دون أن يمسها - ما يؤدي إلى عدم استخلاص النكهة بشكل كاف. وفي لغة صانعي القهوة، فإن ذلك يقلّل من إنتاجية الاستخلاص، أو كمية القهوة المذابة التي تنتهي في الكوب.
واختبرت الدراسة، التي نُشرت في 6 ديسمبر/ كانون الأول في مجلة "Matter"، هذا الأمر الأكثر دقة وصعوبة في رؤية الفائدة المحتملة لإضافة الماء إلى حبوب القهوة، أي التخلص من الكتل الصغيرة التي تسرق النكهة.
اختبار نظرية "قطرة روس"وضم فريق البحث اثنين من علماء البراكين، الذين أعادوا استخدام أداة تقيس الشحنات الكهربائية على حرائق الغابات والرماد البركاني، وقاموا بوزن القهوة قبل إضافة الماء - باستخدام ماصة للحصول على دقة تصل إلى ميكروغرام، ثم قاموا بطحنها في مطحنة متخصصة، وهي واحدة من أسرع المطحنات في السوق والخيار الشائع في المقاهي.
وقال هندون إن "إضافة كميات صغيرة من الماء، تتراوح من قطرة واحدة إلى أعلى، يؤدي إلى إبطال أو إيقاف الشحنة الساكنة، ويفعل ذلك بطريقة تجعل القهوة تخرج من المطحنة دون أن يتم شحنها مطلقًا".
وليس من الواضح ما الدور الذي تفعله المياه بالضبط، لكنه قال إنها ربما تمتص الشحنة أو تغير درجة الحرارة داخل المطحنة، ما يقلل من آثار الاحتكاك
وأضاف: "إذا أضفت كمية كافية من الماء، يمكنك أيضًا إزالة تكوين التكتلات. وستحقق من حيث المبدأ عمليات استخراج أعلى أو هدر أقل. وهذا بالضبط ما تفعله هذه التقنية، لأنك الآن توفر المزيد من المساحة السطحية المتاحة للكمية ذاتها من المياه".
تتلامس جميع مياه التخمير مع الحبوب المطحونة من دون تكتلات، ما يقلل من كمية القهوة التي لا يتم استخدامها بشكل فعال، ويعطي مشروبًا أكثر اتساقًا.
ويمكن أن تتغير الكمية المثالية من الماء بناءً على عوامل مثل نوع التحميص وخشونة الطحن، لذلك لا توجد قاعدة واحدة تناسب الجميع، ولكن في المتوسط، وجدت الدراسة أن إضافة الماء يزيد من إنتاجية الاستخلاص بنسبة 10%.
وحذر هندون من أن هذا لا يعني بالضرورة اختلافًا ملموسًا في النكهة، لكنه يؤكد فائدة تقنية "قطرة روس".
وأوضح هندون إنه منذ نشر الدراسة، تلقى الكثير من رسائل البريد الإلكتروني من أشخاص يخبرونه "بمدى امتنانهم، لأنه من جانب النظافة فقط، تعد هذه التقنية ترقية هائلة وضخمة".
وأضاف:"ما أوصي به للمستخدم المنزلي هو أن يبدأ بإضافة قطرة ماء واحدة ثم يزيد منها تدريجيا، إذ أنه هناك قدر كبير من الفروق الدقيقة في هذه العملية."
هناك أيضًا مسألة عمل المياه على تحسين جانب النظافة بغض النظر عن طريقة التخمير أو تحضير القهوة الخاصة بك، ولكن الفائدة التي تنعكس على التخمير تحدث فقط مع نوع قهوة الإسبريسو، وبدرجة أقل القهوة المفلترة.
السعي للحصول على مشروب قهوة أفضلمن جانبه، حاول لانس هيدريك، وهو خبير وصانع قهوة محترف لم يشارك في الدراسة، تكرار نتائج الدراسة، وناقش النتائج التي توصل لها في فيديو نشره على منصة "يوتيوب".
وقال إن الدراسة تقوم بمحاولة شجاعة لإزالة الغموض عما يحدث عندما يتم رش حبوب القهوة بالماء، ولكن للحصول على أدلة قاطعة يستلزم إجراء المزيد من الاختبارات مع نماذج مختلفة من مطاحن القهوة.
ومع ذلك، بناءً على اختباراته الخاصة، قال إنه يعتقد أن الفوائد معقولة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: حبوب القهوة إضافة الماء للحصول على من الماء
إقرأ أيضاً:
دراسة: الالتهاب المزمن في الجسم يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية
كشفت دراسة حديثة أعدتها المجلة الطبية البريطانية "بي إم جي للصحة العقلية" (British Medical Journal -The BMJ Mental Health") أن الالتهاب المزمن في الجسم، وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية، قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية.
وأفادت الدراسة الحديثة واسعة النطاق- حسبما ذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية في نشرتها الناطقة بالفرنسية اليوم الأربعاء، بأن الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الصحة النفسية بمرتين تقريبا.
وأكد تحليل الدراسة الذي شمل ما يقرب من 5ر1 مليون شخص في المملكة المتحدة، أن ما يقرب من 38 ألفا منهم تم تشخيص إصابتهم بأمراض مناعية ذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وداء الأمعاء الالتهابي والصدفية.
وأوضحت الدراسة أنه تم تشخيص 29% من مرضى أمراض المناعة الذاتية بحالات صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق أو الاضطراب ثنائي القطب في مرحلة ما من حياتهم، مقارنة بـ 18% من المرضى الآخرين.. مشيرة إلى أنه بشكل عام، يعاني نحو 26% من مرضى أمراض المناعة الذاتية من الاكتئاب و21% من القلق و1% من الاضطراب ثنائي القطب.
وكان المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية أكثر عرضة للإبلاغ عن تشخيص أحد والديهم باضطراب عقلي.
وعلى وجه الخصوص، كانت النساء أكثر عرضة من الرجال للإبلاغ عن مشاكل الصحة النفسية، حتى عندما كان كلاهما يعاني من أمراض المناعة الذاتية (32% مقابل 21%).
وأكد الباحثون المشاركون في هذه الدراسة أن الاختلافات في الهرمونات الجنسية، والعوامل الكروموسومية، والأجسام المضادة المنتشرة في الجسم قد تساهم في تفسير هذه الاختلافات بين الجنسين.
وأوضحت هذه النتائج على الصلة بين مشاكل الصحة النفسية والجسدية، وتلقي ضوء جديد على الدور الذي قد يلعبه الالتهاب الشديد والمستمر - وهو سمة مميزة لاضطرابات المناعة الذاتية - في الصحة النفسية.
من جانبه، قال الدكتور "دانيال سميث" رئيس قسم الطب النفسي بجامعة /إدنبرة/ والمؤلف الرئيسي للدراسة، خلال مؤتمر صحفي إن "العديد من الأطباء النفسيين لا يعتبرون الاضطرابات النفسية مجرد أمر ثانوي".. مضيفا أن "هذه اضطرابات تشمل الجسم بأكمله مع اعتلال مشترك كبير لمشاكل الصحة البدنية".
وصرح الدكتور سميث بأنه "إذا أردنا فهم هذه الأمراض، فعلينا مراعاة الجسم ككل"، وشكلت الدراسة بعض القيود، منها أن 57% من المشاركين كانوا من النساء، كما لم يكن واضحا ما إذا كانت اضطرابات المناعة الذاتية لدى المشاركين هي سبب مشاكلهم النفسية أم أنها مجرد تداخل. ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الالتهاب المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية، وهو ما يتوافق مع الدراسات السابقة.
ووفقا لمؤلفي الدراسة، ينبغي على الأطباء مراعاة إجراء فحوصات الصحة النفسية بانتظام للمرضى المصابين بأمراض المناعة الذاتية وخاصة النساء لإحالتهم إلى العلاج المبكر عند الحاجة.
يذكر أن مجلة "بي إم جي للصحة العقلية" هي مجلة طبية متخصصة في مجال الصحة العقلية، تقدم المجلة أبحاثًا وتقاريرا حول أحدث التطورات في مجال الصحة العقلية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالإدمان.