الجزيرة:
2025-06-16@11:10:05 GMT

يوم الشهيد الفلسطيني.. قصص الموت الجماعي لا تتوقف

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

يوم الشهيد الفلسطيني.. قصص الموت الجماعي لا تتوقف

نابلس- لم يتسع زقاق مخيم الفارعة لجثماني الشقيقين الشهيدين حكمت ومحمد ملحم معا، وهو الذي كان رحبا بهما، يلعبان ويلهوان ويكبران، إلى أن قتلهما الاحتلال معا، ثم جيء بهما لوالديهما ولعائلتهما فوق أكتاف الرفاق كلا لوحده، فضيق المكان وحشود المشيعين تتطلب ذلك.

وفي "يوم الشهيد" الذي يصادف 7 يناير/كانون الثاني من كل عام، يستذكر الفلسطينيون شهداءهم الذين تجاوزوا بأعدادهم كل أيام السنة وساعاتها أيضا، بعد أن ارتقى خلال 2023 فقط 22 ألفا و349 في الضفة الغربية وقطاع غزة.

فيما سُجّل الآلاف مفقودين تحت أنقاض البيوت والمجمعات السكنية المقصوفة بأنحاء القطاع.

لكل شهيد قصة تعدت برمزيتها ذكرى استشهاد أحمد موسى سلامة، منفذ عملية "نفق عيليبون"، كأول شهيد في الثورة الفلسطينية المعاصرة، والذي حُدد "يوم الشهيد" بتاريخ استشهاده عام 1965.

وفي مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، استشهد الشقيقان حكمت (21 عاما) ومحمد (22 عاما) معا في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد أن قنصهما أحد جنود الاحتلال المقتحمين للمخيم، لتعيش عائلتهما فصلا جديدا من "الموت المزدوج" أو حتى "الموت الجماعي" الذي باتت فلسطين، ولا سيما قطاع غزة، تعيشه يوميا.

حتى آخر لحظة

وسط مخيم الفارعة، حيث الجماهير المحتشدة وصرخات المشيعين غضبا للثأر والانتقام، التف سمير ملحم (أبو إياد) وزوجته وأبناؤه يودعون الشهيدين حكمت ومحمد، ولا يفرغون من أحدهم، حتى يحتضنوا الآخر، لا يريدون إفلاتهم في موقف أفجع الحضور.

وبينما ظلت أم إياد تستقبل المعزين بأولادها في البيت، تتابعت خطى والد الشهيدين، وهو يستند على أقاربه، إلى ملعب المخيم الكبير للصلاة عليهما، ومن ثم إلى المقبرة، ليسجيا في قبرين متجاورين.

يقول أبو إياد (53 عاما) للجزيرة نت "أصيب حكمت برأسه فسقط أرضا، وعندما رآه شقيقه محمد فزع محاولا إنقاذه، لكن الجندي لم يمهله فأرداه برصاصة مماثلة، وفي المكان نفسه، فوقع بجانب أخيه ورحلا معا، وكذلك نقلا إلى المشفى وشيعا ودفنا سوية".

ويضيف الأب المكلوم أن ابنيه الشهيدين "قتلا بدم بارد" ولم يكونا مطلوبين أو مطاردين من قوات الاحتلال، وأن رحيلهما معا كان مفاجئا ومفجعا. لكن مشهد "الموت المزدوج" الذي عاشه مرة، كما يقول، يعيشه الفلسطينيون وخاصة أهالي غزة مرات كثيرة ويوميا، حيث عائلات بأكملها تُمحى من السجل المدني.

وبذل أبو إياد حياته ليمنع عن أولاده ما يؤذيهم، إلا رصاص الاحتلال لم يستطع صده، وهم أيضا كانوا سنده وعكازه في الحياة والعمل دون غيرهم من أبنائه. وقال "كنت أتخذهم أصدقاء، وليس أبناء فقط، ورسمت لهم مستقبلا بدآه بالتعاون مع بعضهما لبناء منازلهما وللزواج لاحقا".

وهو كأمهما، فلم يعودا يستطيبان شيئا بعد الفقد، ولم يدخلا إلى غرفة الشهيدين حكمت ومحمد. ويرفض أبو إياد أن يضع صورة للشهيدين داخل البيت، مكتفيا بما تعج به ذاكرته من صور وحكايات جميلة لهما، ويصبرهما حال واحد يعيشه مخيم الفارعة الذي ارتقى فيه 13 شهيدا فقط خلال أقل من أسبوعين.

تشييع أحد شهداء مخيم الفارعة القريب من طوباس بالضفة الغربية (الجزيرة) قلب الأم لا يتسع

وخلال العامين الماضيين، عاش مخيم جنين شمالا "الموت المزدوج" في أكثر من حالة، وهناك ما لا يقل عن 10 عائلات فقدت اثنين على الأقل من أبنائها شهداء.

ولم تكد شمس "يوم الشهيد" تشرق حتى أفاقت مدينة الشهداء (جنين) الأحد، وفي قرية "مثلث الشهداء" جنوب المدينة على حدث أفجع قلب أم علاء درويش بأبنائها الأربعة (علاء وهزاع ورامي وأحمد) بقصف إسرائيلي استهدف 7 شبان بينهم أبناؤها.

وراحت أم علاء تجوب أروقة مشفى جنين الحكومي، وهي تبحث عن أبنائها الذين حولهم القصف إلى أشلاء، وتقول وكأنه ذهب بعض عقلها "مظلش (لم يبق) حدا عندي"، ثم تضيف "لسنا أفضل من أهل غزة، ومن يريد وطنا عليه أن يتحمل".

الفقد عزيز.. لكن المقاومة أعز

وعاش جمال الزبيدي (أبو أنطون) في مخيم جنين ذات المأساة، إذ فقد الرجل نجليه الشهيدين المقاومين نعيم (33 عاما) ومحمد (27 عاما) خلال أقل من عام، و7 آخرين من أقاربه، واعتُقل عدة مرات في سجون الاحتلال، كما اعتقل جميع أبنائه وأصيب معظمهم برصاص الاحتلال.

ويقول أبو أنطون للجزيرة نت، إن الفقد صعب جدا لشهيد واحد فكيف باثنين و3 و4، أو كل العائلة كما في غزة، لكنه أشد إيلاما لعائلة تفقد ولديها الوحيدين شهيدين كحال أيسر وأيهم العامر، ويضيف "تبقى لي ولدان و3 بنات، ولكن غيري فقد كل شيء".

الشعور بالحزن عميق ولا يوصف، يقول أبو أنطون، لكنه يشعر بالفخر بأن أولاده غدوا شهداء من أجل قضية عادلة، وأن ادخارهم وغيرهم للمقاومة "ليس عبثا، بل لرسم طريق الحياة لشعبهم والأجيال من بعدهم".

وللمفارقة، فقد أنجب الشهيد نعيم طفلته الأولى وهو بالمعتقل، بينما رزق بالثانية بعد استشهاده، أما محمد فرفض الزواج، وطوع نفسه للمقاومة. وقال والدهما "بيوت فلسطينية كثيرة تتشابه بالفقد والأسر والجرح، أو تجمع بينها كلها، لأن هذه حياة الفلسطيني ومصيره، والاستشهاد متوقع بأي لحظة".

ويزيد الاحتلال مأساة عائلة الزبيدي باستمرار احتجاز جثمان نجله الشهيد، بينما يرقد نعيم في مقبرة المخيم بجانب رفاقه الشهداء، ولعل هذا ما يصبر العائلة التي تقصد القبر لزيارته بين الحين والآخر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مخیم الفارعة یوم الشهید أبو إیاد

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإسرائيلي: طهران ستحترق إذا لم تتوقف الصواريخ

صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن طهران ستحترق إذا استمرت إيران في إطلاق الصواريخ.

الجيش الإسرائيلي يزعم: غاراتنا على إيران قتلت تسعة علماء نوويينحرب إيران وإسرائيل.. مصرع 3 أعضاء بالاتحاد الإيراني للتايكواندوإسرائيل تغلق مطار بن جوريون حتى إشعار آخرإيران : أضرار محدودة أصابت منشأة فوردو النووية

وفي تصريحات أدلى بها خلال تقييم مع مسؤولين عسكريين، قال كاتس: "الديكتاتور الإيراني يحوّل مواطني إيران إلى رهائن، ويخلق واقعًا يدفعون فيه، وخاصة سكان طهران، ثمنًا باهظًا لهجومهم الإجرامي على المدنيين الإسرائيليين".

أفادت تقارير إعلامية بمقتل 60 شخصا، بينهم 20 طفلًا، في غارة إسرائيلية على مبنى سكني بالعاصمة الإيرانية طهران.

عرض التلفزيون الإيراني صورًا حية لعمال يزيلون الأنقاض من موقع مبنى مكون من 14 طابقًا في مجمع "شهرك شهيد شمران" السكني في طهران، بحسب ما أوردته شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.

وذكرت سي إن إن، أن 20 طفلًا قُتلوا في المبنى السكني، بينهم رضع لا تتجاوز أعمارهم 6 أشهر وأفادت التقارير بوجود عشر جثث تحت الأنقاض.

وصرح مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرفاني، يوم الجمعة، بأن 78 شخصًا على الأقل قُتلوا في غارات إسرائيلية. 

ولم يتضح على الفور ما إذا كان عدد القتلى الستين في المبنى السكني قد أُدرج ضمن حصيلة الضحايا.

إسرائيل تدمر مبنى في طهران من 14 طابقا وتقتل 60 شخصاإيران تهدد: سنستهدف كل من يعترض طريقنا في الهجوم على إسرائيلأمنيون: سلاح الجوي الإسرائيلي يعمل دون عوائق في إيران بعد تدمير الدفاع الجويسماع دوي انفجارات في مدن إيرانية بصواريخ إسرائيلية

اشتعلت المواجهة بين إسرائيل وإيران، بعد الهجوم الذي شنته دولة الاحتلال فجر أمس، الجمعة، ضد عدد من المنشآت العسكرية الإيرانية، وتسبب في مقتل كبار قادة الجيش والحرس الثوري، إلى جانب عدد من العلماء، وأطلقت على العملية اسم "الأسد الصاعد"، لترد طهران بموجات صاروخية أسفرت عن دمار عدد من البنايات في تل أبيب إلى جانب مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين، في عملية "الوعد الصادق 3".

طباعة شارك وزير الدفاع الإسرائيلي طهران ستحترق إسرائيل كاتس إطلاق الصواريخ غارة إسرائيلية

مقالات مشابهة

  • 11 شهيداً بقصف الاحتلال منزلا جنوب مخيم النصيرات
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. قافلة الأمل تحمل سكان مخيم الهول الى حلب
  • الدرقاش: الحرب لن تتوقف قريباً وأتوقع أن تتسع وتضم أطرافاً أخرى
  • صفارات الإنذار لا تتوقف.. إسرائيل تعلن مقتل 3 وإصابة 125
  • 55 ألف شهيد حصيلة الإبادة الجماعي في غزة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: طهران ستحترق إذا لم تتوقف الصواريخ
  • كامل الوزير يتابع تطوير الدائري والنقل الجماعي قبل افتتاح المتحف الكبير
  • المجلس الوطني الفلسطيني: مجزرة الاحتلال ضد «الجوعى» في غزة جريمة حرب دموية
  • صافي أصول هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة يتجاوز 787 مليار درهم بتاريخ 6 يونيو الجاري
  • شاف الموت