الجزيرة:
2025-05-31@16:33:14 GMT

عذرًا وائل الدحدوح

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

عذرًا وائل الدحدوح

الأمر جلل، لا يتعلق أبدًا بكونك تجيد الكتابة أم لا، فالأمر هنا سيّان، فلا كلمات تعبّر، ولا معانيَ تصف المصاب، لم أجد غير كلمة اعتذار أكتبها لك.

عذرًا وائل الدحدوح، فكلنا عاجزون، وكلنا مقصرون.

طوال الأشهر الثلاثة الماضية، ظلت أعيننا مُثبتة على شاشة قناة الجزيرة، نطالع تغطياتك المؤثرة والشجاعة التي تنقلها إلينا من قطاع غزة؛ لتوصل للعالم الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة بحقّ الفلسطينيين.

يوم عصيب

مرّ كل ذلك، حتى جاء ذلك اليوم العصيب، الأربعاء الموافق 25 أكتوبر/تشرين الأول، وهو عصيب علينا، نحن جموع المشاهدين العرب، فكيف كان عليك؟

وكيف تلقيت خبر استشهاد عدد من أفراد عائلتك، بمن فيهم زوجتك واثنان من أبنائك وحفيدك، إثر الغارة الجوية التي استهدفت مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، بينما كنت على الهواء مباشرة؟

طلب الاحتلال من السكان التوجه إليه؛ تحسبًا لهجوم محتمل ضد حماس، على اعتبار أنه منطقة آمنة حسب زعمه.

لن ينسى جمهورك- يا وائل- هذه المشاهد أبدًا، وأنت متكئ أمام جثمان ابنك محمود الملفوف بالكفن الأبيض، مرتديًا سترة الصحافة، أيضًا وأنت تلقي نظرة الوداع على زوجتك، وابنتك شام، وحفيدك آدم تودعهم الوداع الأخير.

هل ينتقمون منا بالأطفال؟

قلت ذلك للتعبير عن غضبك من الاعتداءات التي تستهدف الأطفال والنساء والمدنيين، كما أدنت- عبر قناة الجزيرة – الهجوم الوحشي على مخيم النصيرات، الذي أرسلت إليه عائلتك على أمل إيوائهم.

محارب صلد

في مواجهة المأساة التي حلَّت بعائلتك، قلت في مقطع فيديو: "إن دموعك لا ينبغي أن تفسر على أنها دموع الانهيار والخوف والجبن، وليخسأ جيش الاحتلال".

تلك الكلمات العظيمة، تصدر من صحفي يحمل ميكروفونًا وكاميرا في الظاهر، ومحارب صلد من الداخل يحمل سيفًا يحارب به، ظلمًا وقهرًا، عمالة ومصالح، فأنت لا تحارب عدوًا ظاهرًا فقط، وأنت تعلم ذلك يا وائل.

ما زلت تواصل- يا وائل- نقل الحقيقة والجرائم والمجازر المستمرَّة بحقّ الفلسطينيين في غزة، لإطلاق صرخاتهم إلى آذان العالم. حتى بعد أن أصيبت يدك اليمنى بشظايا، خلال غارة إسرائيليّة على بلدة خان يونس جنوب غزّة، في 15 ديسمبر/كانون الأوّل، أثناء تغطيتك الأحداثَ في مدرسة تؤوي النازحين، عقب تعرضها لقصف إسرائيلي سابق، تلك الغارة التي أودت بحياة زميلك المصور، سامر أبو دقة. على الرغم من ارتدائكما الخوذات والسترات الواقية من الرصاص، التي تدلُّ على أنكما من الصحافة.

لم تمنعك إصابتك البليغة من تشييع سامر ومواصلة عملك، وعندما سألك مذيع قناة الجزيرة جمال ريان عن حالتك الصحية، أجبت بحزم وثبات كعادتك: " إنه بغض النظر عن هذه الإصابة أو غيرها، فما دام أنه قادر على الوقوف أو حتى الجلوس أمام عدسة الكاميرا وامتشاق الميكرفون فلن يتردد ولن يتأخر أبدًا".

الاختبار الصعب

اليوم تفقد ابنًا آخر قرر أن يسير على خطاك.

وقد نقلت لنا رسالتك الثالثة المليئة بالألم والحزن، وأنت تنعى نجلك الصحفي حمزة ذا الـ 27 عامًا، بعد أن استشهد يوم الأحد على إثر غارة إسرائيلية، استهدفت السيارة التي كان يستقلها هو وزميله الصحفي المستقل مصطفى ثريا بمنطقة ميراج برفح جنوب قطاع غزة. وفيها: "ليس أصعب من آلام ووجع الفقد، فكيف إذا كان الفقد الولد البكر فلذة الكبد. حمزة ليس بضعة مني حمزة كان كلي. روح الروح وكل شيء".

مناشدًا العالم بوضع حد لهذه المجزرة، قائلًا: "أتمنى أن تكون دماء ابني حمزة آخر الدماء من بين الصحفيين والناس في القطاع".

إن فقدان الابن البكر، أول الأبناء- فرحة الوالدين الأولى، في مثل هذه الظروف- يعد اختبارًا صعبًا ومؤلمًا لأي إنسان.

أتمنى أن تجد في ذكرياتك مصدرًا للقوة والراحة. وفي كل كلمة تكتبها في المستقبل، ما يُبقي إرث أحبائك حيًا، يلهم الآخرين ويعكس قوة الروح التي تحملها بداخلك.

"إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله، وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت"، هذه هي تغريدة حمزة الأخيرة على موقع "إكس" والتي ستبقى اقتباسًا ملهمًا للصبر على الشدائد التي تواجهها في هذه الأوقات الصعبة وقوتك التي تتحلَّى بها.

وأنت حقًا وائل الصابر المحتسب الراضي دائمًا بقضاء الله وقدره، ومن رضي بقضاء ربه.. أرضاه الله بجمال قدره.

لا توجد كلمات يمكن أن تخفف الألم والحزن الذي تشعر به، ولكن لا يسعنا إلا أن ندعو لك بالصبر والمثابرة.

ونعلم جيدًا أنك ستستمر في مواجهة التحديات بكل شجاعة. ولا تنسَ أنك لست وحدك، بل أنت جزء من مجتمعٍ يقف إلى جانبك، جاهزٍ لدعمك، وتقديم يد المساعدة في أي وقت.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ا وائل

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تحصل على معلومات تفصيلية عن مقترح ويتكوف الجديد حول غزة

وافقت الحكومة الإسرائيلية على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة، في الوقت الذي تدرس فيه حركة حماس المقترح، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المقترح الجديد أكثر انحيازا لتل أبيب من المقترحات السابقة.

الجزيرة نت حصلت على معلومات مفصلة عن المقترح الأميركي الجديد، وهذا أبرز ما جاء فيه:

المدة: وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما يضمن الرئيس ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.

إطلاق سراح الرهائن: 10رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفين، من قائمة "الـ 58 رهينة " المقرر إطلاق س ارحهم في اليومين الأول والسابع. وسيتم إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء والمتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاق. أما النصف المتبقي من الرهائن (5 أحياء و9 متوفين) فسيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع.

المساعدات الإنسانية: سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار. وسيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق. وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

إعلان

الأنشطة العسكرية الإسرائيلية: تتوقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ.

وخلال فترة وقف إطلاق النار، يُوقف الطيران الجوي (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا، أو12 ساعة يوميا خلال أيام تبادل الأسرى والمفقودين.

إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي: في اليوم الأول، بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات) يتم إعادة انتشار في الجزء الشمالي من قطاع غزة وفي ممر نتساريم، وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وعلى أساس خرائط يُتفق عليها. في اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات) يتم إعادة الانتشار في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وفقا للمادة الثالثة المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وبناء على خرائط يُتفق عليها. تعمل الفرق الفنية على تحديد حدود إعادة الانتشار النهائية خلال مفاوضات القرب.

المفاوضات: في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم، بما في ذلك:

مفاتيح وشروط تبادل جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يُتفق عليه من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. قضايا تتعلق بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية وانسحابها، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل قطاع غزة. ترتيبات "اليوم التالي" في قطاع غزة التي سيُثيرها أيٌّ من الجانبين. إعلان وقف إطلاق نار دائم.

الدعم الرئاسي: يولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب اهتماما جادا لالتزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، ويصر على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة، إذا ما اختتمت بنجاح باتفاق بين الأطراف، ستؤدي إلى حل دائم للصراع.

إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين: مقابل إطلاق س ارح الأسرى الإسرائيليين العشرة الأحياء، ووفقا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 19  يناير 2025 بشأن الرهائن والأسرى، ستفرج إسرائيل عن 180 سجينا محكومًا عليهم بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023. ومقابل إطلاق سراح رفات 18 أسير إسرائيلي، ستفرج إسرائيل عن 180 غزيًا متوفى.

إعلان

وسيتم إطلاق سراحهم في وقت واحد وفقا لآلية متفق عليها، ودون عروض أو مراسم علنية. وسيتم نصف هذه العمليات في اليوم الأول، والنصف الآخر في اليوم السابع.

وضع الرهائن والأسرى: في اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات كاملة )إثبات حياة وتقرير طبي/إثبات وفاة) عن كل أسير متبقٍ. في المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وعدد الغزيين المتوفين المحتجزين في إسرائيل، وتلتزم حماس بضمان صحة ورفاهية وأمن الرهائن خلال فترة وقف إطلاق النار.

إطلاق سراح الرهائن المتبقين بالاتفاق: ينبغي استكمال المفاوضات بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم خلال ستين يومًا. وبعد الاتفاق، سيتم إطلاق الأسرى المتبقين (الأحياء والأموات) من "قائمة الـ 58 التي قدمتها إسرائيل. في حال عدم اختتام المفاوضات بشأن ترتيبات وقف إطلاق نار دائم خلال الفترة الزمنية المذكورة، يجوز تمديد وقف إطلاق النار المؤقت بشروط ولمدة يتفق عليها الطرفان، طالما أنهما يتفاوضان بحسن نية.

الضامنون: يضمن الوسطاء (الولايات المتحدة، مصر، قطر) استمرار وقف إطلاق النار لمدة ستين يوما، ولأي تمديد يُتفق عليه، ويضمنون إجراء مناقشات جادة حول الاتفاقات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، ويبذلون قصارى جهدهم لضمان استكمال المفاوضات المذكورة أعلاه.

رئاسة المبعوث: سيأتي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، إلى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. وسيرأس ويتكوف المفاوضات.

الرئيس ترامب: سيعلن الرئيس ترامب شخصيا اتفاق وقف إطلاق النار. وستكون الولايات المتحدة والرئيس ترامب ملتزمان بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى التوصل إلى اتفاق نهائي

مقالات مشابهة

  • الجزيرة يُتوج بكأس الإمارات تحت 21 سنة
  • صديق الطفولة.. مصطفى شوبير يوجه رسالة إلى حمزة علاء
  • كاميرا الجزيرة ترصد الوضع داخل مخازن الأونروا الرئيسية بمدينة غزة
  • أجمل ما قيل عن العيد في العيد الأضحى المبارك
  • حدث وأنت نائم | حريق في مستشفى قصر العيني.. وإصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالتجمع
  • عاجل | مراسل الجزيرة: شهيدان ومصابون إثر قصف إسرائيلي مركبة مدنية في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس
  • مؤتمر الجزيرة: نعرب عن بالغ أسفنا وحزننا جراء الإعلان عن خروج 45 ألف فدان بمشروع الجزيرة من دائرة الإنتاج
  • الجزيرة نت تحصل على معلومات تفصيلية عن مقترح ويتكوف الجديد حول غزة
  • الدكتور وائل بدر يوضح.. نسبة نجاح عملية تغيير مفصل الركبة في مصر
  • حدث وأنت نائم| طبيب يهتك عرض بناته الثلاثة.. وشاب يقتل زوجته بـ 21 طعنة