كتب- محمد شاكر:
افتتح، مساء أمس، متحف تل بسطا بمحافظة الشرقية، معرض أثري مؤقت بعنوان "وب رنبت" والذي يلقي الضوء على التقويم الميلادي في مصر القديمة، والزراعة وأهم الآلهة التي ارتبطت بأعياد رأس السنة الميلادية، ويستمر المعرض حتى نهاية شهر يناير الجاري.

وأوضح إبراهيم حمدي مدير عام متحف تل بسطا، أن المعرض يسلط الضوء على بداية السنة الميلادية الجديدة في مصر القديمة والتي ارتبطت بالتقويم الزراعي، والعديد من المناسبات مثل عيد رأس السنة المصرية المعروف بعيد "وبت رنبت"، بالإضافة إلى الإله أوزيريس والإلهة إيزيس، وهما من أشهر الآلهة التي ارتبطت بفيضان النيل والزراعة والتي تجسد قوى البعث والخصوبة والموت بمصر القديمة.

ويضم المعرض 4 تماثيل من البرونز من بينهما تمثالين للمعبود أوزيريس من العصر المتأخر، وتمثالين للمعبودة إيزيس من عصر الدولة الحديثة والعصر المتأخر.

يصور تمثالي المعبود أوزيريس المعبود بشكل آدمي وعلى رأسه التاج الأوزيري، ممسكاً بيديه الصولجان والمذبة، أما تمثالي المعبودة إيزيس، يصور أحدهما المعبودة في هيئة امرأة متوجه بقرص الشمس بين قرنين بقرة، وهي ربة القمر لذلك ارتبطت بالأعياد الزراعية حيث تبدأ أول الأعياد مع مجيء الفيضان الذي نتج عن دموعها على زوجها أوزيريس حسب المعتقد المصري القديم. ويصور التمثال الأخر المعبودة وهي ترضع الطفل حورس من العصر المتأخر.

وعلى هامش المعرض، ينظم المتحف سلسلة من المحاضرات العلمية عن التقويم الميلادي والزراعة في مصر القديمة، وأهم الآلهة التي ارتبطت بأعياد رأس السنة الميلادية.

جدير بالذكر أن متحف تل بسطا هو متحف موقع يحتضن الكنوز الأثرية الموجودة بمحافظة الشرقية وعرضها للزائرين لرفع الوعي الأثري لديهم. بدأت فكرة إنشاء المتحف عام 2006، لكن جميع الأعمال توقفت به عام 2010، واستؤنفت مرة أخرى عام 2017 حتى تم افتتاحه عام 2018.
يتكون المتحف من طابق واحد يعرض مجموعة رائعة من تماثيل المعبودات المصرية القديمة، من أهمها تمثال المعبودة باستت والتي كانت المعبودة الرئيسية للمنطقة، أدوات الحياة اليومية والزينة، وتماثيل التراكوتا المصنوعة من الطينة المحلية والتي اشتهرت في العصرين اليوناني والروماني، فضلاً عن مجموعة من العملات والحلي وأدوات الإضاءة كالمسارج وأدوات الزينة التي تعكس مظاهر الحياة اليومية في مصر عبر العصور المختلفة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 القدماء المصريين أعياد رأس السنة متحف تل بسطا طوفان الأقصى المزيد السنة المیلادیة متحف تل بسطا مصر القدیمة التی ارتبطت رأس السنة فی مصر

إقرأ أيضاً:

لماذا ارتبطت المرآة بالسحر واُعتبرت بوابة لعوالم خفية ووسيلة للتكهن والنبوءة؟

لطالما اعتبرت المرآة أداة سحرية ذات قدرات خارقة، يغلب عليها الطابع الأسطوري، واُستخدمت كوسيلة للتكهّن والنبوءة، تتجلى وتنكشف فيها وعن طريقها خبايا النفس وخفايا المستقبل.

اعلان

ما من وسيلة لمعرفة الذات غير تلك المواجهة عبر المرآة، حيث يرى الإنسان نفسه وهو يرى نفسه، ويعرف نفسه كما يعرفه الآخرون، وجهاً لوجه، من خلال تقاطع النظرات.

وقبل صناعة المرآة الزجاجية، كما نعرفها اليوم، في مستهلّ القرن السادس عشر، في البندقية على وجه الخصوص، استخدم الرومان والعرب الزجاج لصنع المرايا، عن طريق طلاء سطحه بمزيج من الفضة والزئبق، لكن أرضية هذه المرايا كانت معتمة بحيث لا تظهر عليها الصور واضحة وضوحاً كافياً، فكانت بذلك أقرب إلى الصور المنعكسة على سطح المعادن المصقولة.

ورغم ذلك اكتسبت مكانة رفيعة باعتبارها أعجوبة العصر التكنولوجية، مثل آلة التصوير الفوتوغرافي في القرن التاسع عشر.

وقد تجلّى هذا الإحساس بالعجب إزاء المرآة في ميادين متعددة، إذ صارت تدريجياً من مستلزمات الموضة التي لا غنى عنها، توضع في علب أو حقائب من العاج أو المعدن النفيس، وكانت تربط في شريط من القماش أو سلسلة معدنية رقيقة وتعلق حول الخصر. أما المرايا الأكبر، فكانت تُصمّم مقابضها وقواعدها من الذهب أو الفضة أو القصدير، وتوضع في أطر مزخرفة ومطعّمة أحياناً بالأحجار الكريمة، نجدها اليوم مرسومة على هوامش المخطوطات والكتب النادرة، وفي الرسوم الدينية متعددة الموضوعات.

عُلّقت في البداية على حيطان الكنائس، ثم ظهرت بأحجام أكبر في المباني العامة والمنازل، وأخيراً أصبحت مركز جلب الأنظار في غرف وصالات المرايا التي كانت تملأ قصور وقلاع القرن السابع عشر.

المرآة... شغف العلماء والفلاسفة والفنانين

وأكثر من كونها أداة من أدوات الموضة، صارت المرآة موضوع الاهتمام أو البحث العلمي، وأثارت شغف العلماء والفلاسفة الطبيعيين. ليوناردو دافنشي على سبيل المثال، اعتبرها "دليلاً نافعاً لا بد أن يهتدي به الفنان في عمله الإبداعي"، أثانيسيوس كيرتشر كان معنيّاً ببيان الخصائص البصرية التي تتميز بها، أما ديلا بورتا فقد قام بتجارب على تلك المرايا التي تمسخ الأشكال وتُحوّلها، وصمّم تخطيطات لغرفٍ من المرايا تُضاعف وتكرّر الانعكاسات إلى ما لا نهاية. ومنذ ذلك الوقت نجد إشارات إلى خصائص المرآة و"أفعالها الغريبة"، مثل قلب الصورة أو عكسها، وتجميع أشعة الشمس في نقطة واحدة لإحراق ما يُراد إحراقه، وغير ذلك من أفعال كانت آنذاك مثيرة للخيال وتدخل في باب "سحر المرآة".

أصبحت المرآة أيضاً موضوعاً أثيراً لدى الفنانين، نجدها في النحت والتصوير والحفر على الخشب والمعدن، وأكثرها شعبية هي "مرآة الساحرة" أو"عين الساحرة" التي ظهرت في العديد من لوحات الرسامين الفلامنكيين في القرن الخامس عشر، رأوا فيها طريقة لتثنية الصور وإدخال زوايا جديدة ومناظر محيرة من خارج اللوحة أحياناً، تُعطي الوهم بمشهد يمتد. وتتحول "عين الساحرة" إلى عالم مجهري مستقلّ، يضغط ويضاعف المشهد في آن، في لوحات كلّ من جان فان إيك في الزوجين أرنولفيني (1434)، بيتروس كريستوس في صائغ الذهب في ورشته (1449) وكونتن ماتسيس في المرابي وزوجته (1514).

الزوجان أرنولفيالرسام فان إيك

وتختلف مرآة الساحرة عن غيرها من المرايا الدائرية بكونها مجهّزة بزجاج محدّب، يختزل الأشياء اختزالاً تصير معه بالغة الصغر والدقة. هذه الميزة ليس لها تأثير جمالي فحسب، ولكن وظيفي أيضاً، فقد سمحت لأصحابها برؤية شاملة للمكان دون الحاجة للتحرك أو الالتفات. وُضعت في الأماكن التي توجد فيها كاميرات المراقبة اليوم، وتحديداً في المصارف والمتاجر وسُمّيت "مرآة المصرفي".

وسرعان ما تبنتها الطبقة البورجوازية كأداة للردع ومراقبة الخدم المثيرين للشكوك، الذين كانوا أميين في غالب الأحيان وأكثر ميلاً للإيمان بالسحر والخرافة، وكانوا يعتقدون أن المرآة قوة عُلوية مفارقة لهذا العالم الأرضي وغريبة عنه وغير قابلة للإدراك أساساً، وأنها تظل تراقبهم وترصد تحركاتهم حتى في غياب الأسياد. ومع إدراك الأثرياء للقوة الرادعة لهذه المرايا، اتجهوا نحو اقتناء أخرى أكبر حجماً، مزخرفة بالذهب ومطعّمة بالأحجار الكريمة للتعبير عن البذخ وإثبات السلطة.

المرآة... للتكهّن والنبوءة

ولطالما اعتبرت المرآة أداة سحرية ذات قدرات خارقة، يغلب عليها الطابع الأسطوري، مثل مرآة نرسيس، مرآة ديونيسوس ومرآة ميدوزا. وضع الإغريق "علم المرايا" الذي ينطوي في آن واحد على دقة الرياضيات وشطحات التصوف، على قياس زوايا سقوط الضوء وانعكاسه عن أسطح المرايا، وما تسببه هذه المرايا وتثيره من أغلاط وأوهام، وكان المتصوف نصير الدين الطوسي، رياضياً ومحرراً لكتاب إقليدس في "علم المناظر".

اُستخدمت المرآة أيضا كوسيلة للتكهّن والنبوءة، تتجلى وتنكشف فيها وعن طريقها خبايا النفس وخفايا المستقبل. نقرأ عن محاربين يستشيرون المرآة قبل الذهاب لمحاربة إسبرطة، ويُروى عن الإمبراطور الروماني ديديوس جوليانوس، أنه لما انتابه القلق من التقدم العسكري الذي أحرزه غريمه، استدعى السحرة لكي يعرف منهم مصير الحرب. لكن الرواية تضيف أنه كان يلجأ أيضاً إلى التجليات التي تصدر عن مرآة، يحدّق فيها أطفال ويحكون ما يرونه من علامات وأسرار. شكسبير هو الآخر استعان بهذه المرآة السحرية في العديد من مشاهده الدرامية في "مكبث"، وألّف غولار، المؤرخ الفرنسي، كتاباً بعنوان "كنز الأخبار العجيبة"، ذكر فيه أن ملكة فرنسا كاترين دي مديتشي، كانت تلجأ إلى مرآة لترى فيها مصير آل بوربون، حيث يظهر كل شخص وهو يقوم بدورات على قدر السنين التي سيحكم خلالها: "قام الملك هنري الثالث بدوراته وعبرها دوق دو غيز بسرعة خاطفة كالبرق، وبعد ذلك قدّم أمير نافار نفسه في اثنين وعشرين دورة ثم اختفى".

مرايا المقريزي

مرايا سحرية من مختلف الأنواع نجدها أيضاُ في "خطط "المقريزي: مرايا دفاعية ضد الأخطار، تمنع الوحوش البحرية من إلحاق الأذى بالسكان، مرايا محرقة تستقطب أشعة الشمس وتسقطها على سفن الأعداء وهي آتية من جزر نائية، على نحو ما كانت تفعل مرايا أرخميدس في دفاعها عن أسوار سرقسطة، ومرايا تلسكوبية تتوجه إلى داخل البلاد وخارجها، تبيّن مُدناً قائمة على الجانب الآخر من البحر، ومرايا تكهنية تُري، مُقدماً وقبل سنة كاملة، الأقاليم التي ستصير خصبة وتلك التي ستصير قاحلة، وتكشف بالتالي أحداث البلاد ووقائعها المقبلة.

تمثيل المرايا المُحرقة لأرخميدس في مخطوط من القرن ال17Ars magna lucis et umbrae"مرآة الشمس"

هذه الروايات العجيبة جعلت المرآة أداةً تنتمي إلى الخرافة أكثر من انتمائها إلى العلم، ومن الطبيعي أن تثير "عين الساحرة" كل هذه الريبة، لكنها أصبحت تدريجياً من كلاسيكيات التصميم والديكور الداخلي، منحها المصمم جيلبير بوالورا، في الأربعينيات، اسماً جديداً هو "مرآة الشمس". صُنعت في الألب البحرية ودوّخت جامعي الفن الذين لا زالوا يتعقبونها بصبر في المزادات العلنية. وقبل بضعة أيام أصدرت دار "sentou" الفرنسية التي تتعاون مع العديد من المصممين الشباب، تصميماً جديداً ذا طابع مينيميالي، يحمل اسم "endora"، مثل الحماة المتلصصة في مسلسل "بيوتشد" الكوميدي.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "عين العاشق".. حكاية المجوهرات التي أسّست لغة مشفّرة للحب وباركت العلاقات السريّة أشهر لوحات "القُبلة" في تاريخ الفن.. الجانب المظلم وراء الرومانسية كيف نهزم إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ونتوقف عن مقارنة حياتنا بالآخرين؟ لوحات فن علوم اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة: توغل إسرائيلي في رفح وسط قصف مكثف وحزب الله يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية بصواريخ ومسيّرات يعرض الآن Next أبرز التعديلات التي وضعتها حماس على مقترح بايدن لوقف إطلاق النار يعرض الآن Next مجموعة السبع تمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 50 مليار يورو باستخدام الأصول الروسية المجمدة يعرض الآن Next مخاطر بيئية وصحية.. الأونروا تحذر من تراكم 330 ألف طن نفايات بمناطق سكنية في غزة يعرض الآن Next شاهد: عراك عنيف في البرلمان الإيطالي بعد التصويت على قانون الحكم الذاتي اعلانالاكثر قراءة مطالبة بـ"تعديلات".. حماس تسلم الوسطاء ردها على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة "العنصرية والانهيار الاقتصادي وضغوط السلطات" في لبنان تدفع بمئات اللاجئين السوريين للعودة إلى بلدهم شاهد: تدريجياً.. السجناء يملأون مركز احتجاز أفراد العصابات الكبير في السلفادور شاهد: تدليك وفيتامينات وصالونات فاخرة... تعرف على سلالة الأكباش المرفهة في السنغال تفاصيل تروى لأول مرة.. من وراء القضبان زوجة البغدادي تفضح أسرار زعيم داعش اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 إسرائيل غزة الشرق الأوسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس محكمة فلاديمير بوتين الإسلام السعودية مجموعة السبع الصحة Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • خروجه على قد الإيد.. معرض الزهور مستمر خلال إجازة عيد الأضحى
  • محكمة فرنسية تمنع الإسرائيليين من حضور معرض أسلحة
  • القضاء الفرنسي يمنع الإسرائيليين من حضور معرض "يوروساتوري" للأسلحة
  • ضربة موجعة.. القضاء الفرنسي يمنع مشاركة شركات الأسلحة والوفود الإسرائيلية بمعرض سلاح عالمي (وثيقة)
  • موعد انتهاء معرض الزهور 2024
  • "مصر القديمة.. فن الخلود".. معرض لقطع أثرية مصرية في سيبيريا
  • "أضغاث أحلام .. وأكثر" معرض تشكيلي للفنان أحمد جمال عيد بجامعة أبوظبي
  • متحف كفر الشيخ ينظم ورشة تدريبية لتعليم اللغة المصرية القديمة للأطفال
  • “تريندز” يناقش العلاقات الصينية ــ الخليجية خلال “معرض بكين للكتاب”
  • لماذا ارتبطت المرآة بالسحر واُعتبرت بوابة لعوالم خفية ووسيلة للتكهن والنبوءة؟