بوابة الوفد:
2025-05-15@16:16:45 GMT

ثلاثية الجوع والمرض والنزوح

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

انعدمت مقومات الحياة والصحة فى قطاع غزة مع استمرار الحرب فى ظل ارتفاع أعداد النازحين ومواصلة إغلاق المعابر وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود عن القطاع.

وشهد قطاع غزة 3 موجات مركزة من النزوح، الأولى من مدن شمال القطاع ومحافظة غزة إلى الجنوب، والثانية من شرق مدينة خان يونس إلى غربها ومدينة رفح أقصى الجنوب، والثالثة من المحافظة الوسطى باتجاه مدينة رفح.

وتتركز أعداد كبيرة من النازحين فى مدينة رفح، بإعلان رئيس البلدية «أحمد الصوفي» أن إجمالى الواصلين المدينة منذ بدء الحرب بلغ نحو مليون نسمة، فى حين أن عدد سكان المحافظة الأصلى هو 300 ألف نسمة.

وأضاف أن البلدية فقدت السيطرة على الخدمات الأساسية، خصوصاً عمليات جمع النفايات ومعالجة وتصريف مياه الصرف الصحى بسبب موجات النزوح.

ولا يختلف الحال فى المحافظات الوسطى ومحافظتى غزة والشمال، حيث تسبب نقص الوقود فى تراجع عمل البلديات فى جمع النفايات ومعالجة مياه الصرف الصحي، ما يتسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة بين السكان والنازحين، خصوصاً الأطفال.

وتسبب شح توافر المياه الآمنة للشرب أو اللازمة للنظافة فى كارثة النازحين والسكان فى الحفاظ على النظافة اللازمة للوقاية من الأمراض. 

وأعرب الرئيس الدولى لمنظمة أطباء بلا حدود، كريستوس كريستو، عن قلقه العميق من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة، وقال «كريستو»  إن عشرات الآلاف من سكان القطاع معرضون لهذه الأوبئة والأمراض المرتبطة بنقص المياه الصالحة للشرب والمواد الصحية.

كما حذرت مؤسسات حقوقية دولية من المجاعة وسط ندرة المواد الغذائية المتوافرة. وقالت منظمة اليونيسف إن الأطفال فى قطاع غزة يواجهون تهديداً ثلاثياً مميتاً مع ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية، وتصعيد الأعمال العدائية.

وأضافت: «قضى آلاف الأطفال بسبب العنف، فى حين تستمر الظروف المعيشية للأطفال فى التدهور السريع مع تزايد حالات الإسهال وارتفاع الفقر الغذائى بين الأطفال، مما يزيد خطر تصاعد وفيات الأطفال». وحسب المنظمة فقد ارتفعت حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة من 48 ألفاً إلى 71 ألفاً خلال أسبوع واحد فقط، بدءاً من 17 ديسمبر الماضي، أى ما يعادل 3 آلاف و200 حالة جديدة يومياً، مقارنة بألفى حالة شهرياً قبل الحرب.

واعتبرت المنظمة الدولية أن الزيادة الكبيرة فى الحالات فى مثل هذا الإطار الزمنى القصير مؤشر قوي على أن صحة الأطفال فى القطاع تتدهور بسرعة. وأعربت المنظمة الأممية عن مخاوفها جراء الوضع المتدهور فى قضية سوء التغذية الحاد والوفيات بشكل يتجاوز عتبات المجاعة.

ويأتى هذا التدهور المرعب فى وقت سجل فيه القطاع نحو 400 ألف إصابة بأمراض معدية، لا تجد الرعاية الطبية اللازمة والأدوية من المستشفيات القليلة العاملة، حيث تركز منذ بدء الحرب على استقبال الجرحى والشهداء، كما يعانى القطاع من شح فى توافر الأدوية والمستلزمات الطبية داخل الصيدليات والمراكز الصحية العاملة، بسبب إغلاق المعابر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجوع لمرض النزوح قطاع غزة القطاع

إقرأ أيضاً:

الجوع يفتك بحياة الغزيين واستمرار إغلاق المعابر يعمّق المأساة

غزة- يخوض الآباء والأمهات في قطاع غزة يوميا معركة صامتة لم تعد تتمحور حول الأمان أو التعليم أو الاستقرار، بل أصبحت تدور بالكامل حول إطعام أبنائهم.

فمنذ إغلاق إسرائيل للمعابر بداية مارس/آذار الماضي ومنع دخول المساعدات والمواد الغذائية الأساسية، دخلت غزة مرحلة حادة من انعدام الأمن الغذائي، حيث شحّ الطعام من الأسواق، وتوقفت برامج الإغاثة والمساعدات، وباتت الأسر اليوم تعيش على فتات التكايا التي لم تعد تصل بانتظام.

وأدى منع إدخال الطعام إلى تفاقم حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

سياسة التجويع الإسرائيلية أصابت ميسون بحالة من الاكتئاب (الجزيرة) بيوت بلا عشاء

داخل مركز إيواء (غربي مدينة غزة) تشكو ميسون حلّس، وهي أم 3 أطفال، من حالة اكتئاب وهزال جسدي أصابتها بسبب شح الطعام، وصعوبة تأمينه لأولادها.

وتقول ميسون للجزيرة نت "ابني الصغير عمره 5 سنوات، منذ 4 شهور ما ذاق لا الحليب ولا البيض، يعاني من هشاشة في أسنانه وتسوس، وصار يتلعثم بالكلام. وهذا كله من نقص التغذية، الاحتلال يمنع دخول الطعام، ونحن ننام بدون عشاء".

ولفتت إلى أن ابنها الأكبر الطالب في الثانوية العامة بحاجة لغذاء يعينه على التركيز، لكنه يضعف يوما بعد آخر، وصار هزيلا ولم يعد يحفظ دروسه ولا يركز، وذكرت أن ابنتها الوسطى تعاني من الأنيميا، مضيفة "كنت قبل الحرب أطعمها حليبا وبيضا ومكسرات، كانت تقوّي دمها شوي، اليوم ما في شيء، حتى الحليب صار حلما".

الجوع والعوز يخيمان على مراكز الإيواء بقطاع غزة مع استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر (الجزيرة)

وبخصوص حالتها، تتابع ميسون شارحة "أنا نفسي ما عدت مثل ما قبل، هذا الوضع أصابني بالاكتئاب والأزمات النفسية، وأثر بشكل شديد على سلوكي مع أولادي وسلوكهم معي، وأيضا أصابني بالدوخة وانخفاض ضغط الدم، وما عدت أقدر أشتغل زي زمان في الغسيل والطبخ وترتيب البيت".

إعلان

وتحدثت حول كيفية تمضية يومها باحثة عن طعام لأولادها، فتقول "نبدأ ندوّر على وجبة إفطار، لو لقينا شوية خبز يابس أو رز، نحمد ربنا. زمان كانت التكية تجيب الأكل يوميا. الآن قليل، وإذا جاءت مبكرا نفرح، ونعتمد عليها، وتسكت جوع الأولاد".

وذكرت أن أولادها غالبا ما ينامون دون عشاء، وهو ما يمثل مشكلة لابنها الصغير الذي يبكي طول الوقت لأنه تعوّد أن يشرب كأسا من الحليب، أو أكل "ساندويتش من الجبن" وهو أمر مفقود تماما الآن.

وسام السدودي: نعيش حالة تجويع حقيقية والأمراض تنتشر بسرعة بسبب ضعف المناعة (الجزيرة) قطعة خبز

"أمس شعرتُ أنني سأسقط من شدة الهزال. كنت سأقع، طلبتُ منهم فقط قطعة خبز حاف، وبعدها تحسنت شوي" بهذه الكلمات بدأت وسام السدودي، وهي أم 7 أطفال، حديثها داخل خيمتها في أحد مراكز الإيواء بغزة.

وسام، مثل غيرها من الأمهات في القطاع، لا تبحث عن الرفاهية أو التنوع في الوجبات، كل همها أن تُشبع أبناءها الجائعين. وتقول للجزيرة نت "أولادي يأكلون وجبة واحدة في اليوم. نعتمد على التكية، لكنها صارت نادرا لما تيجي (تأتي) وحين تحضر لا تكفي كل المركز".

وفي الوضع الطبيعي، كانت وسام تخبز يوميا قرابة 40 رغيفا لأسرتها، لكنها توقفت تماما قبل أسبوع بعد نفاد الطحين لديها، مضيفة "الآن لا يوجد لدينا أي خبز". وتكمل "نسينا طعم الخضار واللحمة، الأسعار نار، ومفيش شيء بالسوق أصلا، إحنا بنعيش تجويع حقيقي، صار الوضع أسوأ بكتير، هزال، ودوخة، وقلة تركيز، والأمراض صارت تنتشر بسرعة بسبب ضعف المناعة".

نضال حلّس: غزة دخلت مرحلة الجوع الحقيقي مع توقف غالبية التكيات عن العمل (الجزيرة)

كان صوت نضال حلّس، مدير مركز إيواء يقع داخل مدرسة في حي الرمال الجنوبي، مليئا بالعجز بعدما انتهى من توزيع كمية من العدس على النازحين. ويقول للجزيرة نت "10 قدور كبيرة من العدس، انتهت خلال 10 دقائق فقط، تتخيل؟ كان هناك الكثير من الناس، والأغلبية لم يحصلوا على شيء".

إعلان

وأشار إلى بوابة المدرسة، وقال "الناس تأتي من مناطق بعيدة، وليس فقط من مركزنا، يمشون كيلو واثنين، من أجل لتر عدس لإشباع أولادهم".

وبكثير من الأسى، ذكر نضال أن التكيات أصبحت نادرة وتقلصت بنسبة تصل إلى 90% بسبب عدم توفر المواد الغذائية في الأسواق، بعد أن كانت تأتي لمركز الإيواء بشكل يومي. ويضيف "يأتي الكثير من الناس يريدون الأكل، وليس عندنا ما نعطيهم.. حاليا نغطي فقط 30% من احتياج الناس".

جوع حقيقي

وبحسب مدير مركز الإيواء، فإن غزة دخلت مرحلة الجوع الحقيقي قبل نحو أسبوعين، مع توقف غالبية التكيات عن العمل، ونفاد غالبية البضائع من الأسواق، وارتفاع أسعارها بشكل فاحش.

ويكمل "الهزال ظاهر على الكل، البعض يسقط والبعض يغمى عليه، الوضع الصحي والنفسي صعب، والناس تحضر قبل أفراد التكية بساعتين، ويمكن أن تذهب بدون أن تأخذ أي أكل".

وتقول المؤسسات الإغاثية المحلية والدولية إن مخزونها من الطعام قد نفد بشكل تام، وهو ما دفع برنامج الأغذية العالمي إلى وقف تشغيل مخابز القطاع، كما توقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) عن توزيع الطحين على العائلات.

إبراهيم إرشي: وقف توزيع المكملات الغذائية يهدد حياة الفئات الضعيفة في ظل نقص الغذاء (الجزيرة)

ويكشف إبراهيم إرشي مدير برنامج التغذية في مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (آي إتش إتش) أنهم سيتوقفون، اليوم الاثنين، عن توزيع المكملات الغذائية المخصصة للأطفال والحوامل والمرضعات، بعد نفاد المخزون.

ويضيف للجزيرة نت "في السابق كنا نوزع حليبا للأطفال ومواد غذائية أساسية، وعندما نفدت، حاولنا الصمود على الأقل بتوزيع المكملات، لكن حتى هذه نفدت". وتابع "لم نستطع إدخال أي مساعدات جديدة بسبب استمرار إغلاق المعابر".

وحذر إرشي من أن وقف توزيع المكملات الغذائية على الفئات الضعيفة فيه تهديد مباشر لحياة الأطفال. مؤكدا "سوء التغذية صار واقعا يوميا، والأطفال في غزة الآن يواجهون خطرا حقيقيا على صحتهم، بل على حياتهم".

إعلان

مقالات مشابهة

  • عشرات الشهداء في قطاع غزة: “مجازر كأنها أيام الحرب الأولى”
  • مأساة رضيعة تلخص تفاقم أزمة حليب الرضع في غزة
  • إسرائيل.. خسائر قطاع السياحة تجاوزت 3.4 مليارات دولار منذ 7 أكتوبر
  • وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/82 إلى أرض المهمة
  • الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية في غزة مستهدفا مناطق الاكتظاظ السكاني
  • الجوع يفتك بحياة الغزيين واستمرار إغلاق المعابر يعمّق المأساة
  • لازاريني: غزة تُواجه إبادة صامتة والاحتلال الإسرائيلي يستخدم الجوع كسلاح حرب
  • نتنياهو: الجيش سيدخل غزة بكل قوته.. الصحة العالمية تحذر من الجوع
  • عيدان ألكسندر يعود من غزة.. هل تفتح الحرية بابها لسكان القطاع؟
  • تقرير دولي: تغير المناخ يفاقم الجوع وانعدام الأمن والنزوح في أفريقيا