اتباع نظام غذائي منخفض الدهون يسبب الموت في سن مبكر
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
لسنوات عديدة كنا نعتقد أن تقليل الدهون في نظامنا الغذائي له تأثير وقائي على صحتنا، ولكن الآن، وفي دراسة شملت 135 ألف شخص، وجد علماء من كندا أن اتباع نظام غذائي قليل الدهون يمكن أن يزيد من خطر الوفاة المبكرة. وفي الوقت نفسه، يؤكد مؤلفو الدراسة على أن الدهون يمكن أن يكون لها بالفعل آثار مفيدة على صحة الإنسان.
وتبين أن الأشخاص الذين تناولوا كميات قليلة من الدهون كانوا أكثر عرضة للوفاة في سن مبكرة بنسبة 23% مقارنة بأولئك الذين تناولوا الأطعمة الدهنية وبحسب الباحثين، يحتاج الإنسان إلى الاكتفاء بتناول الكربوهيدرات مثل البطاطس والخبز والمعكرونة والأرز.
وقال مؤلفو الدراسة من جامعة ماكماستر: "على مدى عقود، تعلمنا أن اتباع نظام غذائي قليل الدهون صحي، ولكن أجسامنا تحتاج إلى الدهون، وفهو يحمل الفيتامينات، ويزودنا بالأحماض الأساسية، ويلعب دورًا إيجابيًا كبيرًا جدًا في الجسم عندما نقوم بتقليل محتوى الدهون، فإننا أيضًا نقلل من كمية المعادن المهمة للصحة."
يقول العلماء الكنديون أننا لا نحتاج إلى تناول كمية غير محدودة من الأطعمة الدهنية؛ يكفي اتباع التوصيات الحالية بضرورة حصول الشخص على 35٪ من الطاقة اليومية من الدهون، ولكن علينا أن نتوقف عن التركيز على الأنظمة الغذائية قليلة الدهون، والتي يروج لها العديد من المشاهير وخبراء الصحة.
وتعمل هذه الأنظمة الغذائية على تقليل مستويات الدهون إلى الحد الأدنى، واستبدالها بالكربوهيدرات والسكر، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والعديد من المشاكل الأخرى التي تقلل من متوسط العمر المتوقع للشخص.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نظام غذائي الدهون الأطعمة الدهنية الكربوهيدرات الفيتامينات المعادن
إقرأ أيضاً:
تناول الجبن في المساء يسبب الكوابيس..ما القصة؟
تناول الجبن في المساء يسبب الكوابيس..ما القصة؟ تساؤل يبدو مطروحا بشكل جدي بعدما خلص باحثون كنديون إلى وجود صلة بين الأحلام المزعجة وحساسية اللاكتوز، ويعود ذلك على الأرجح إلى الأعراض الهضمية التي يُسببها.
لطالما كان معلوما حسب الحكم الشعبية بأن تناول عشاء خفيف يساعد على النوم الهانئ. لكنّ القليل من الأبحاث العلمية اكتشفت تأثير النظام الغذائي على الأحلام.
وفي دراسة نشرت نتائجها الثلاثاء مجلة "فرونتيرز إن سايكولوجي" Frontiers in Psychology، أجرى باحثون في علم النفس استطلاعا لآراء 1082 طالبا في "جامعة ماك إيوان" الكندية على مدى أربعة أشهر حول عاداتهم الغذائية ونومهم، وبشكل أكثر تحديدا، كوابيسهم، والرابط الذي وجدوه بين الاثنين.
شعر نحو 40% من المشاركين أن نظامهم الغذائي يؤثر على جودة نومهم، بينهم 24.7% قالوا إن تأثيره سلبي، فيما قال 5.5% إنه يؤثر على أحلامهم.
وذكر المشاركون في الدراسة أن الحلويات ومنتجات الألبان هي الأطعمة الأكثر تأثيرا على جودة نومهم (22.7% و15.7% على التوالي) وعلى أحلامهم (29.8% و20.6%)، إذ جعلتها تبدو "غريبة" أو "مزعجة".
في المقابل، حُددت الفواكه (17.6%) والخضر (11.8%) وشاي الأعشاب (13.4%) على أنها أكثر الأغذية التي تساعد في الحصول على نوم هانئ.
وقارن الباحثون هذه التصريحات بتلك المتعلقة بعدم تحمّلهم للطعام، ووجدوا ارتباطا وثيقا بين الكوابيس وعدم تحمل اللاكتوز.
إشارات خفية
ويقول المتخصص في علم وظائف الأعصاب والإدراك العصبي للأحلام والكوابيس بـ "جامعة مونتريال توري نيلسن"، المعد الرئيسي للدراسة، لوكالة "فرانس برس" إن كثيرين ممن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز "لا يزالون يتناولون منتجات الألبان"، وتتفاوت شدة عدم التحمل تبعا لكمية اللاكتاز (الإنزيم الذي يهضم اللاكتوز) التي ينتجها كل شخص في أمعائه الدقيقة.
لذلك، قد يشعر هؤلاء الأشخاص أثناء نومهم، سواء بوعي أو بغير وعي، "بإشارات جسدية وعضوية خفية" مرتبطة بأعراض الجهاز الهضمي (بينها الانتفاخ والتقلصات) بعد تناول منتجات الألبان.
"تسجل اضطرابات جسدية لا شعورية"
ومع ذلك، تشير الدراسات السابقة إلى أن بعض الأحلام "تسجل اضطرابات جسدية لا شعورية لا تظهر إلا لاحقا كأعراض مرئية". على سبيل المثال، "يمكن لرؤية حريق في الحلم أن تسبق الإصابة بالحمى".
ويمكن تفسير ذلك أيضا بالمشاعر السلبية، مثل القلق، المرتبطة بأعراض الجهاز الهضمي.
ويوضح نيلسن: "نعلم أن المشاعر السلبية التي نشعر بها أثناء اليقظة قد تمتد إلى الأحلام. وينطبق الأمر نفسه على الأرجح على تلك التي تنشأ بسبب اضطرابات الجهاز الهضمي أثناء النوم".
ومع ذلك، لم تُثبت الدراسة وجود صلة بين عدم تحمّل الغلوتين والكوابيس، ربما بسبب انتشاره المحدود في العينة، أو لأن عدم تحمل الغلوتين "يُنتج آثارا فسيولوجية أو عاطفية مختلفة"، حسب نيلسن.
وعلى الرغم من أن الصلة بين عدم تحمل اللاكتوز والكوابيس تبدو قوية، إلا أن الباحثين يتساءلون عن كيفية عملها:
ما لم يكن هناك عامل آخر يؤثر على كل من النظام الغذائي والنوم...
الحاجة "لإجراء المزيد من الدراسات"يقول نيلسن: "نحن بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات على عدد أكبر من الأشخاص من مختلف الأعمار والخلفيات وعادات الأكل لمعرفة ما إذا كانت هذه النتائج قابلة للتعميم".
ويفكر هو وزملاؤه بالفعل في أبحاث مستقبلية.
وتتضمن "التجربة المثالية" توزيع المشاركين، سواء كانوا يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أو لا، عشوائيا على مجموعات مُخصصة لتناول أطعمة مُحددة قبل النوم، ثم جمع بيانات أحلامهم وتحليلها.
ويُمكن لمجموعة تناول منتجات ألبان عادية قبل النوم، بينما تتناول مجموعة أخرى منتجات ألبان خالية من اللاكتوز، "لتحديد ما إذا كانت آثار الحليب تقتصر على المصابين بهذه الحالة"، وفق نيلسن.