اختبرت كوريا الشمالية طائرتها دون طيار الهجومية النووية تحت الماء، في طلقة تحذيرية مروعة للولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، أثناء إجراء تدريبات حربية، والتي أشارت إلى اختبار نظام «هايل-5-23»، الذي يقال إنه قادر على إحداث «تسونامي مشع»، ردا على 3 أيام من التدريبات الحربية المشتركة التي أجرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بحسب ما ذكرته صحيفة «ذا صن» البريطانية.

تفاصيل تجربة كوريا الشمالية 

وكشفت كوريا الشمالية أن التدريبات العسكرية تهدد بشكل خطير أمن البلاد، فيما يدعي النظام أنه يقوم بتطوير نظام الأسلحة في البحر الشرقي، أو بحر اليابان، وفقا لوكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يبدو أن الاختبار الأخير هو نموذج جديد للطائرة بدون طيار تحت الماء ذات القدرة النووية، والتي تسمى «هايل»، والتي تترجم إلى «تسونامي»، وتم اختبارها مرتين العام الماضي، وخلال أحد التدريبات، أفادت التقارير أن الطائرة بدون طيار، ظلت تحت الماء لأكثر من 59 ساعة، وانفجرت في المياه قبالة الساحل الشرقي.

قصة الطائرة هايل

وتزعم وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، أن «هايل» مصممة للقيام بهجمات خاطفة في مياه العدو، ويمكنها القضاء على سفن العدو، عن طريق خلق موجة إشعاعية كبيرة من خلال انفجارها تحت الماء.

وارتفعت التوترات في شبه الجزيرة الكورية إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، مع قيام «كيم» بتسريع تجاربه للأسلحة، والتهديد بحرب نووية شاملة، وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها الآسيويون، بتعزيز مناوراتهم العسكرية المشتركة، والتي يصفها كيم بأنها تدريبات على الغزو.

واتهم متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، بـ «الذعر» بسبب مناوراتها الحربية الأخيرة التي استمرت ثلاثة أيام، وحذر من «عواقب كارثية».

وقالت وزارة الدفاع الكورية الشمالية: «إننا ندين بشدة الولايات المتحدة وأتباعها، لتصرفاتهم المتهورة المتمثلة في تهديد خطير لأمن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية منذ بداية العام، ونحذرهم بشدة من العواقب الكارثية التي ستترتب على ذلك».

كيم جونغ أون يتخلى عن الوحدة السلمية مع كوريا الجنوبية

وتعد الطائرة «هايل»، من بين مجموعة من أنظمة الأسلحة التي تم عرضها في السنوات الأخيرة، مع قيام «كيم» بتوسيع ترسانته من الأسلحة ذات القدرة النووية؛ ليصر الجيش الكوري الجنوبي على أن الشمال بالغ في قدرات الطائرة بدون طيار.

وجاء اختبار الطائرة دون طيار بعد أيام من إعلان كيم جونغ أون، أنه سيتخلى عن هدف بلاده الطويل الأمد، المتمثل في الوحدة السلمية مع كوريا الجنوبية.

وتتصاعد التوترات مع استمرار كيم  في تكثيف الضغوط على سيول، معلناً أنها «العدو الرئيسي»، وهدد بـ«القضاء عليها» إذا تم استفزازها وتعهد بتعزيز قدرة بلاده على توجيه ضربة نووية إلى الولايات المتحدة، وحلفاء أمريكا في المحيط الهادئ.

وفي الأسبوع الماضي، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً جديداً متوسط ​​المدى، تفوق سرعته سرعة الصوت، ويعمل بالوقود الصلب، وهو ما أدانته واشنطن وسيول وطوكيو، باعتباره انتهاكاً خطيراً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوريا الشمالية نووي تجارب نووية واشنطن الولایات المتحدة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة تحت الماء

إقرأ أيضاً:

العقوبات النفطية قد تقوِّض نفوذ الولايات المتحدة

قبل 600 سنة تقريبا عندما فتح العثمانيون القسطنطينية تعلَّموا خطرَ الإفراط في التمدد الإمبراطوري.

ففي محاولة لمعاقبة التجار الأوروبيين الذين كانوا يكرهونهم فرض العثمانيون رسوما وعقوبات على سلوكهم طريق الحرير المشهور. رد البرتغاليون بتطوير طرق بحرية إلى آسيا. وقاد الصراع الذي نتج عن ذلك إلى تدهور طويل الأمد لطريق الحرير. لقد أتى الإفراط في ممارسة النفوذ بنتيجة عكسية.

هل يحدث هذا الآن مرة أخرى؟ يجدر بنا أن ننظر في ذلك.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يفرض تعريفات جمركية شديدة التقلب فقط ولكنه يطبق عقوبات أيضا. بالمناسبة كلمة تاريف (تعريف) الإنجليزية والتي تعني الرسم الجمركي مُقترضة من اللغة العربية.

في الأسبوع الماضي فقط وأثناء جولته الشرق أوسطية أعلن ترامب عن عقوبات على الشركات الآسيوية التي تنقل النفط الإيراني إلى الصين. كما يدرس أيضا فرض عقوبات جديدة ضد روسيا في أعقاب تحرُّك من أوروبا.

يقينا، ترامب ليس أول رئيس أمريكي يفعل هذا. فأسلافه من الرؤساء الأمريكيين تبنوا باطراد فكرة العقوبات منذ عام2001. لكن البيت الأبيض يبدو متلهفا وبشدة لاستخدام هذه الأسلحة الآن ليس فقط في مجال النفط ولكن أيضا في التقنية الحساسة كالرقائق الإلكترونية وفي المال (بإقصاء البلدان عن نظام سويفت للمدفوعات). أو كما كتب إدوارد فيشمان في كتابه الجديد الذي صدر تحت عنوان نقاط الاختناق: النفوذ الأمريكي في عصر الحرب التجارية «القوى العظمى قديما نهضت وعاشت بالسيطرة على نقاط الاختناق الجغرافية كمضيق البسفور. النفوذ الأمريكي في الاقتصاد المعولم يعتمد على نقاط اختناق من نوع مختلف».

على أية حال هنالك مفارقة معيَّنة هنا. فكما رد البرتغاليون على قيود العثمانيين بتطوير طرق تجارية بديلة قوضت نفوذهم، تهدد أهداف ترامب اليوم بفعل نفس الشيء (إيجاد بدائل تقوِّض نفوذ أمريكا- المترجم) وبأسرع من ذلك.

لننظر في أمر النفط. في عام 2022 بعد غزو أوكرانيا فرضت أمريكا وأوروبا عقوبات على صادرات النفط الروسية بأمل ضرب اقتصادها. تماما كما فعلت العقوبات قبل ذلك مع إيران. لكن الحلفاء الغربيين خشوا أيضا من أن يرفع فرضُ حظرٍ كامل أسعارَ النفط. لذلك حاولوا أنصاف الحلول. فقد سمحوا لروسيا بالبيع للبلدان غير الغربية لكن عند أسعار أدنى من السوق أو أقل من 60 دولارا مع فرض العقوبات على المخالفين.

ألْحَقَ ذلك الإجراءُ بعضَ الضرر بروسيا. ويشير بحث اقتصادي صدر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي بولاية دالاس أن روسيا عندما حولت وجهة صادراتها النفطية إلى الهند لزمها «قبول خصم حوالي 32 دولارا في مارس 2023 من سعر نفط «أورالز» في يناير 2022 بسبب ارتفاع تكاليف الشحن البحري وقوة المساومة الجديدة التي حصلت عليها الهند.

لكن هذا الضرر خفَّ مع شروع روسيا في استخدام «أساطيل الظل» لنقل النفط. وهي الناقلات التي تتجنب الرصد بإغلاق أجهزة الإرسال والاستقبال.

وفي حين كانت مثل هذه الأساطيل صغيرة في السابق إلا أنها تكاثرت الآن وأوجدت «نظاما دائما وموازيا لتجارة النفط لا يخضع للسياسات والضوابط المعترف بها دوليا»، حسب تقرير للمعهد الملكي للخدمات (الدفاعية) المتحدة.

في الواقع، يشير تحليل اقتصادي حديث استخدم نماذج تعلُّم الآلة إلى أن السفن المظلمة (سفن التهريب التي تتخفَّى عن التتبُّع) نقلت ما يُقدَّر بحوالي 9.3 مليون طن متري من النفط شهريا في الفترة بين 2017 و2023 أو ما يقارب نصف صادرات النفط العالمية عن طريق البحر. وتشكل واردات الصين 15% من هذه التجارة.

يحاول المسؤولون الأمريكيون الحيلولة دون ذلك. ولهذا الغرض صدرت العقوبات الأخيرة ضد الشركات التي تتخذ مقرها في هونج كونج. لكن وكما ذكرت أغات ديماري الباحثة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في كتابها «رد الفعل العكسي» توحي التجارب السابقة بأن العقوبات تنجح حقا عندما تُطبَّق بسرعة وتكون أهدافها واضحة ومدعومة بواسطة الحلفاء (وهذا الشرط الأخير حاسم في أهميته).

ليس واضحا ما إذا كان في مقدور ترامب تحقيق ذلك. فسياسة الرسوم الجمركية التي يتّبعها قضت على ثقة الحلفاء. ومساعي الإدارات الأمريكية السابقة للحد من صادرات التقنية إلى الصين ترتبت عنها جزئيا نتائج عكسية. فبكين تطوّر تقنياتها الخاصة بها وتستخدم أطرافا ثالثة لتهريب الرقائق الإلكترونية.

نفس الشيء حدث مع التمويل. فعندما أقصت أمريكا روسيا من نظام «سويفت» للمدفوعات «قللت بقدر مهم من حجم التجارة الروسية مع الشركات في الغرب». لكنها كانت غير فعالة في خفض التجارة الروسية مع البلدان غير الغربية، حسب ورقة غير منشورة أعدها اقتصاديون ببنك التسويات الدولية. السبب في ذلك «ازدياد استخدام عملات الشركاء في تجارة روسيا مع البلدان النامية». فقد ساعد على التخفيف من آثار عقوبات نظام «سويفت».

كالعادة، لجأ ترامب إلى التشدد. فقد هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البلدان التي تطور أنظمة مدفوعات غير دولارية. ربما سينجح في ذلك على ضوء الهيمنة الحالية للدولار. لكن وكما أشارت أغات ديماري في حين توضح التجارب السابقة إلى أن العقوبات قد تكون فعالة أحيانا إلا أن ذلك يستلزم استخدامها على نحو حاسم ومع الحلفاء. حتى مع ذلك يمكن أن تترتب عنها عواقب غير مقصودة.

لذلك كل الأبصار مصوَّبة نحو النفط الإيراني. ربما يسحب ترامب تهديداته. فأسعار النفط هبطت يوم الأربعاء الماضي عندما قال إنه يحرز تقدما في محادثاته مع طهران. لكن إذا لم يحدث ذلك سيشكل نشاط سفن التهريب اختبارا حاسما للتحقق مما إذا كانت لدى فريق ترامب حقا القدرة على تقييد صادرات النفط الإيرانية كما يعتقد. لقد حان الوقت لأخذ العبرة مما حدث لطريق الحرير.

جيليان تيت كاتبة رأي ورئيسة هيئة التحرير بصحيفة الفاينانشال تايمز

عن الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • واقعة خطيرة: تحليق طائرة تقل 200 راكب بلا طيار لمدة 10 دقائق
  • رحلة مرعبة.. 10 دقائق في الجو دون طيار| ما القصة؟
  • كارثة في الجو.. تحليق طائرة بـ200 راكب بلا طيار لمدة 10 دقائق
  • طائرة تقل 200 راكب تحلق بدون طيار لمدة 10 دقائق
  • العقوبات النفطية قد تقوِّض نفوذ الولايات المتحدة
  • «من ألمانيا إلى إسبانيا».. طائرة تقل 200 راكب تحلق وحدها لمدة 10 دقائق دون طيار
  • وسط تفاؤل حذر وتوترات مستمرة.. إيران والولايات المتحدة تقتربان من اتفاق نووي مشروط
  • طهران تُشعل أجواء التفاوض: لا اتفاق نووي إذا أصرّت واشنطن على هذا الشرط الحاسم
  • إغماء مساعد طيار يترك طائرة في الجو من دون ربّان لـ10 دقائق
  • زعيم كوريا الشمالية يزور "الأب الروحي": سيظل خالدا بأذهاننا