كشفت الأمم المتحدة، اليوم، عن تراجع الطاقة الإنتاجية للآبار البلدية في قطاع غزة إلى العشر، محذرة من أن تراكم النفايات قد يؤدي إلى ظهور تهديدات صحية وبيئية خطيرة.

وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان، أن الطاقة الإنتاجية للآبار الحالية نحو 21 ألف متر مكعب يوميا، بعد أن كانت 255 ألف متر مكعب في اليوم قبل 7 أكتوبر الماضي، لافتا إلى أنه من المتعارف عليه أن مياه الآبار تلك دون المستوى المطلوب، نظرا لأنها شديدة الملوحة.

ولفت إلى أن المياه القادمة من الخطوط التي يديرها الكيان الإسرائيلي كانت أفضل مصدر لمياه الشرب الآمنة، لكن في الوقت الحاضر، واحد فقط من الخطوط الثلاثة يعمل وينتج أقل من نصف ما كان متاحا من قبل عندما كانت جميع الخطوط الثلاثة تعمل.

وأشار المكتب إلى أن توفر المياه، من خلال محطات تحلية المياه قصيرة المدى، يبلغ حاليا 7 % فقط من طاقتها قبل الحرب على غزة، مبينا أنه نظرا للقيود المفروضة على استيراد المواد الحيوية، فإن أدوات اختبار المياه والكلور لمعالجتها في جميع أنحاء غزة غير متوفرة.

ونبه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن تراكم النفايات الصلبة، والذي تفاقم بسبب الأمطار، يؤدي أيضا إلى ظهور تهديدات صحية وبيئية خطيرة.

ولايزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة متواصلا منذ 105 أيام، وأسفر عن استشهاد حوالي 25 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 62 ألف مدني آخرين.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة غزة الأمم المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة وشريعة الغاب

د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

 

بنهاية الحرب العالميّة الأولى تأسست عصبة الأمم المتحدة وتحديدًا في عام 1919م كأول منظمة دوليّة هدفت بشكل رئيس إلى الحفاظ على السلام العالمي؛ وذلك من خلال منع قيام الحروب، وضمان الأمن المشترك بين الدول، والحدّ من انتشار الأسلحة، وتسوية المنازعات الدوليّة عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها عصبة الأمم في تحقيق أهدافها إلا أنّها أخفقت في حلّ كثير من النزاعات الإقليميّة والدوليّة، وفرض هيبتها على جميع الدول بلا استثناء، وازداد ضعف هذه المنظمة بانسحاب أعضاء دائمين منها مثل اليابان وإيطاليا وألمانيا.

وفي نهاية المطاف أدّى ذلك إلى قيام الحرب العالمية الثانية عام 1939، وبالتالي حلّ عصبة الأمم رسميًا. ومن الأسباب الرئيسة لفشل هذه المنظومة الدوليّة أنّ أعضاء المجلس التنفيذي يتكون من الدول العظمى التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الأولى، وكانت ترفض التصديق على القرارات التي تصدر عن عصبة الأمم أو الخضوع لها أو حتى التجاوب معها بسبب تعارض مصالحها الحيوية مع تلكم القرارات.

وفي ظل الفراغ الدولي وعدم وجود منظمة دولية تُعنى بالحفاظ على السلام والأمن العالميين بات من الضروري سد هذا الفراغ، فولدت الأمم المتحدة عام 1945 لتحقيق ذات الأهداف التي فشلت عصبة الأمم في تحقيقها، وهي منع الحروب، ودعم القانون الدولي، وتسوية المنازعات بين الدول.

وفي سبيل تحقيق هذه الغايات تمارس الأمم المتحدة مسؤوليتها من خلال عدة أجهزة ووكالات متخصصة لعل أبرزها محكمة العدل الدولية التي "تتولى تسوية المنازعات القانونية التي تقدمها إليها الدول الأطراف وفقًا لأحكام القانون الدولي". وفي عام 2002 أُسست المحكمة الجنائية الدولية للنظر في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية إلى جانب جرائم الإبادة الجماعية. ومن الأجهزة الرئيسة كذلك في هذه المنظمة مجلس الأمن الذي تقع على عاتقه المسؤولية الأساسيّة في صون السلم والأمن الدوليين. وللمجلس خمسة عشر عضوًا، خمسة دائمين وهي: الصين، وفرنسا، وروسيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وعشرة غير دائمين. وبموجب ميثاق الأمم المتحدة على جميع الدول الأعضاء الامتثال لقرارات مجلس الأمن؛ إلا أن هذه الدول الخمس لها حق استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع أي قرار يصدر عن هذا المجلس.

حاولت الأمم المتحدة جاهدة ممارسة مهماتها رغم التحديات في السنوات الأولى من إنشائها، لا سيما مع اشتداد الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي آنذاك والولايات المتحدة. وبنشوء الصراعات الإقليميّة والدوليّة كان من الواضح أنّ هذه المنظمة تسيطر عليها الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن بما يتماشى مع مصالحها الخاصة، وتحالفاتها المرسومة. وتبعًا لذلك فقدت مصداقيتها لدى بقية الدول الأعضاء في المنظمة فضلًا عن الشعوب خاصة في قارتي آسيا وإفريقيا. ولعل طوفان الأقصى الذي اندلع في السابع من أكتوبر عام 2023 قد عرّى هذه المنظمة، حيث بات واضحًا وضوح الشمس اتباعها لسياسة الكيل بمكيالين بعيدًا عن الأهداف التي أنشئت من أجلها. وفي هذا السياق استخدمت الولايات المتحدة عدة مرات حق النقض ضد جميع القرارات التي دعت إلى وقف إطلاق النار في غزة رغم تأييدها من غالبية الدول، ولعل آخرها حتى اللحظة إيقاف قرار وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة بتاريخ 4 يونيو 2025 خدمةً للمشروع الصهيوني في المنطقة، وتثبيتًا للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. ورغم استمرار الاحتلال الإسرائيلي في تدمير غزة، وقتل النساء والأطفال والمدنيين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 56000 شهيد حتى كتابة هذه السطور وفقًا للإحصاءات الرسميّة، وتشريد السكان، والإمعان في تجويعهم على مرآى ومسمع العالم أجمع؛ حيث تشهد غزة إبادة جماعية، وتطهير عرقي لا مثيل له وسط صمت وخذلان وتواطؤ العالم المتحضر؛ بيد أنّ المنظّمة الدولية لا تحرك ساكنًا ما خلا إصدار بيانات الشجب والإدانة والقلق التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع؛ بينما أمريكا وهي عضو دائم في مجلس الأمن مستمرة في استخدام "الفيتو" ضد أي قرار أممي من شأنه إيقاف هذه المجازر اليومية.

وبعد هذا كله، وكل الشواهد تؤكد ازدواجية المعايير في تطبيق قرارات الأمم المتحدة ناهيكم عن نفوذ وسطوة الدول الخمس العظمى على المنظّمة؛ ألا يُشير ذلك إلى تشابه الأسباب التي أدت إلى نهاية عصبة الأمم سابقًا؟ وهل بقيت ثمة ثقة في المنظمة الحالية بعد أن فقدت مصداقيتها؟ وهل الكيان الاسرائيلي فوق القانون الدولي؟ ومع هذه المعطيات وفي ظل التكتلات الدولية الحاليّة ألا يُعد ذلك بمثابة المسمار الأخير الذي سيدق في نعش هذه المنظومة الدوليّة؟

 

 

 

 

 

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة وشريعة الغاب
  • بعد تراجع واشنطن.. ألمانيا تتحرك لحماية سماء أوكرانيا
  • تراجع السياحة بالولايات المتحدة وتوقعات بخسارة 29 مليار دولار هذا العام
  • الأمم المتحدة تعترف بفشلها في حماية الشعب فلسطين
  • لكنها الحرب !!
  • الأمم المتحدة: فشلنا في حماية الشعب الفلسطيني
  • وساطة الأمم المتحدة تعيد فتح المياه من مناطق الحوثيين إلى مدينة تعز
  • لأول مرة منذ 10 سنوات.. الأمم المتحدة تعلن عن اتفاق للسماح بوصول المياه لمدينة تعز من "الحوبان"
  • ارتفاع تلوث الطاقة بأميركا مع توسع استخدام الفحم
  • "نصيحة طبية" غيرت طريق ديوغو جوتا.. ثم كانت نهايته