موقع النيلين:
2025-12-15@01:13:46 GMT

محاكمة على طريقة «أيخمان»

تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT


نعم، الموازين مختلفة، لكن المواقف متشابهة، فجنوب إفريقيا التى اُتهمت فى الماضى بارتكاب إبادة جماعية، هى التى تجر إسرائيل الآن إلى محكمة العدل الدولية فى لاهاى بهذه التهمة بالذات..

كان بوسع إسرائيل أن تتجنب المحاكمة، التى وفقًا لقواعد هذه المحكمة يجب أن تكون مقبولة لدى المدعى عليه «إسرائيل»، لكن إسرائيل اختارت أن تخوض هذه المواجهة لسبب واحد ومهم، وهو أن لديها ما تقوله، ولديها أيضًا ما تريد أن تظهره.

والحقيقة عكس ما يُقال فى إسرائيل بأن هذه المحكمة معادية لإسرائيل، ففى حين ينحدر زوج واحد من أعضائها الخمسة عشر من لبنان والصومال المناهضين لإسرائيل بشكل واضح، ويمثل الزوج الآخر روسيا والصين المناهضتين لإسرائيل بشكل براجماتى، فإن بقية القضاة من الولايات المتحدة، إلى جانب الهند وجامايكا والبرازيل، وأوغندا وهم محايدون بشكل واضح.

أما فيما يخص التهمة وهى «الإبادة الجماعية»، فشرطها أن تكون هناك نية مخططة لتنفيذها، فبإمكان إسرائيل أن تثبت عدم وجود نية لارتكاب إبادة جماعية، وأن ما تم ارتكابه فى غزة جرائم تنتهك القانون الدولى «ربما هذا سيكون المسمى الذى ستنتهى إليه المحاكمة»، ولإثبات التهمة على إسرائيل يجب إثبات نية ارتكاب «الإبادة الجماعية»، كيف سيفعلون ذلك: هل لدى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا قرار بروتوكولى صادر عن مجلس الوزراء الإسرائيلى يقضى بذبح المدنيين الفلسطينيين؟

أما بالنسبة للقتال فى غزة، فستقول إسرائيل إنها تستهدف أهدافًا عسكرية- القوات، ومستودعات الأسلحة، والأنفاق، وقاذفات الصواريخ- وعندما تضرب المدنيين، فتقول إسرائيل إن ذلك حدث لأن حماس تختبئ بينهم عمدًا، يعتبر مثل هذا السلوك فى زمن الحرب قانونيًا، وفقًا لقوانين الحرب، ما هو غير قانونى هو استخدام الدروع البشرية، وستسأل إسرائيل المحكمة: مع إطلاق النار على مواطنيكم، وخطف النساء والأطفال وإحراق منازلهم، ماذا كنتم ستفعلون بدلًا من إسرائيل؟

ليس فقط لأن إسرائيل لديها الرد على الادعاءات قبلت التوجه للمحاكمة.. بل إن الجزء الآخر من القصة لم يبدأ بعد.. وهو أن إسرائيل تريد أن تستغل المحاكمة لتظهر تفاصيل أكثر عن هجوم ٧ أكتوبر الذى قامت به حماس على مستوطنات غلاف غزة.. فلديها الصور والفيديوهات التى توثق الهجوم العنيف الذى أسفر عن مقتل ١٢٠٠ إسرائيلى، واختطاف قرابة ٢٤٠ آخرين إلى القطاع.

ففى الوقت الذى كانت فيه جنوب إفريقيا تستعد للدعوى ضد إسرائيل، كانت الأخيرة تستعين بأفضل محققيها لجمع أدلة ووثائق لواحدة من أكبر المحاكمات فى إسرائيل منذ محاكمة «أدولف أيخمان» مهندس الهولوكوست بعد عملية الموساد لاختطافه من الأرجنتين فى أوائل الستينيات.

وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال فإن محققين فى الشرطة الإسرائيلية ومحامى الادعاء يجمعون العديد من الأدلة، بما فى ذلك شهادات عن الاعتداءات والقتل والحرق التى جرت فى هجوم ٧ أكتوبر، كما تقوم الشرطة الإسرائيلية بفحص شهادات حوالى خمسين شخصًا من المختطفين، واللقطات التى تم الحصول عليها من كاميراتهم ووسائل التواصل الاجتماعى والإشارات وكاميرات المراقبة من المركبات فى جميع أنحاء جنوب إسرائيل. حيث تخطط إسرائيل لأن تكون المحاكمة علنية على غرار محاكمة «أيخمان».

ولأنه ليس بإمكان إسرائيل أن تجرى المحاكمة فى المحكمة الجنائية الدولية لأنها ليست دولة عضوًا فيها، الآن أصبح بإمكان إسرائيل أن تستخدم ساحة محكمة العدل الدولية لطرح الملفات التى بحوزتها حول هجوم ٧ أكتوبر، ولهذا قبلت إسرائيل بالذهاب إلى لاهاى.

وبإحالة إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، فإن جنوب إفريقيا ستوفر لإسرائيل أخيرًا منصة وفرصة لسماع صوتها، وعلى الرغم من ذلك- ولن تسير الأمور كلها فى صالح إسرائيل، وستكون هناك أيضًا تصريحات ستنعكس سلبًا على بعض الوزراء الإسرائيليين- ستكون هناك حوادث حرب قبيحة. وسيكون هناك فضح المعاناة الفلسطينية الرهيبة. ومع ذلك فإن جنوب إفريقيا ستوفر منصة طالما سعت إليها إسرائيل.

سارة شريف – جريدة الدستور

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جنوب إفریقیا إسرائیل أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله يحذر من الاستسلام للاحتلال

قصف الجيش الإسرائيلي -اليوم السبت- بقذائف الهاون أطراف بلدة الضهيرة في قضاء صور جنوب لبنان، بالتزامن مع إلقاء طائرة مسيرة قنبلة صوتية على بلدة رأس الناقورة، وتحليق مكثف لمسيرات إسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الرئيسي.

ولم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار فورية جراء هذه الهجمات، التي تأتي كجزء من سلسلة انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ويأتي هذا التصعيد بعد يوم من كشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي تحذيرات عربية ودولية من استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة، مع تأكيد هيئة البث الإسرائيلية اكتمال خطة هجوم إسرائيلي إذا فشل نزع سلاح حزب الله قبل نهاية 2025.

وأقرت الحكومة اللبنانية في أغسطس/آب الماضي خطة لحصر السلاح بيد الدولة، لكن حزب الله يرفض ذلك، مطالبًا بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.

نعيم قاسم يحذر

وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم -اليوم السبت- إن الصيغة المطروحة لحصر السلاح "هي إعدام لقوة لبنان" مؤكدا استعداد المقاومة للتعاون مع الجيش اللبناني ولكن ليس في أي إطار يؤدي للاستسلام لإسرائيل.

وخلال الأسابيع الأخيرة، صعدت إسرائيل عمليتها العسكرية تجاه الأراضي اللبنانية بما يشمل عمليات قصف مكثفة لمناطق شرق وجنوب البلاد، إضافة لتنفيذ عمليات اغتيال لعناصر تدعي أنهم من حزب الله.

وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوانها على لبنان الذي بدأته في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن تحوله في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة.

كما عمدت إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 4500 مرة، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، فضلا عن احتلالها 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تزعم اغتيال عنصرين من حزب الله في غارات على جنوب لبنان
  • جنوب لبنان.. إسرائيل تغتال عنصراً بارزاً في حزب الله
  • إحالة الشاب الكويتي المتهم بالتحرش بإحدى الفتيات على كورنيش النيل إلى المحاكمة
  • إسرائيل تعلق "ضربة" على جنوب لبنان.. وتوضح الأسباب
  • إسرائيل تعلن تجميد ضربة مزمعة في جنوب لبنان
  • البابا تواضروس: الهاتف المحمول أنهى عصر «الإنسانية».. والجماهير تصفق لـ«شخصيات فارغة»
  • إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله يحذر من الاستسلام للاحتلال
  • إسرائيل تتحدث عن قيادي بالقسام - شهداء في قصف إسرائيلي لمركبة جنوب غزة
  • «فخ» كأس العرب
  • إسرائيل تستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان