حول الجهود الدولية المبذولة في قضية التغير المناخي

شهاب الدين عبد الرازق عبد الله

تعرف الأمم المتحدة تغير المناخ بأنه التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. ومنذ الثورة الصناعية تفاقمت ظاهرة الإحتباس الحراري الناتج من النشاط البشري، حيث يعيق تراكم غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي الإنعكاس الحراري من سطح الأرض إلى الفضاء الخارجي، وبذلك تظل الحرارة حبيسة الغلاف الجوي للأرض، مما يرفع درجة حرارة الكوكب.

ومع تزايد تركيز غازات الإحتباس الحراري في الجو، وأهمها غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن إحتراق الوقود الأحفوري (البترول والفحم الحجري والغاز الطبيعي ) تتزايد العلامات والكوارث المرتبطة بالتغير المناخي، وتبدو أبرز علامات التغير المناخي في إرتفاع درجات الحرارة في كل أنحاء العالم، وقد زادت درجة حرارة الأرض، وأصبحت أكثر دفئا بنسبة 1.1 درجة مئوية مما كانت عليه في القرن التاسع عشر، وتشمل عواقب وكوارث تغير المناخ الجفاف والحرائق والفيضانات وتقلص مساحة اليابسة والعواصف وتدهور التنوع البيولوجي  والإنتاج الغذائي.

وقد كانت أبرز الخطوات القانونية للأمم المتحدة بشأن قضية تغير المناخ هو إنجاز إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الموقعة في العام 1992 فيما يعرف بقمة الأرض والتي عقدت في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، وصادقت عليها حتى الآن 196 دولة إضافة للاتحاد الأوروبي، وتهدف الي منع  التدخل البشري الخطير علي النظام المناخي، وأنبثق من هذه الاتفاقية مؤتمر الأطراف وهو هيئة إتخاذ القرار، ويُعقد مؤتمر الأطراف الذي يضمُّ جميع الدول الأطراف في الاتفاقية كلَّ عام بهدف تقييم تطبيق  الإتفاقية، والتفاوض علي إلتزامات جديدة تدعم تنفيذ أهداف الإتفاقية الإطارية.

أعقب ذلك توقيع بروتوكول كيوتو للمناخ الموقع في العام 1997 والمصادق عليه من 195 دولة، وبروتوكول كيوتو في اليابان أول خطوه تنفيذية لانزال إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ علي أرض الواقع بهدف خفض إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري خاصة ثاني أكسيد الكربون، إلا أن بروتوكول كيوتو لم يحقق أهدافه لعدم توقيع الولايات المتحدة الأمريكية عليه، وانسحاب بعض الدول الاخري منه مثل روسيا وكندا واليابان وغيرها، وتمت الاستعاضة عن بروتوكول كيوتو الذي إنتهي أجله في 2020 بإتفاقية باريس للمناخ الموقعه في أبريل من العام 2016 والموقع عليها حتي الأن من قبل 194 دولة بالاضافة إلى الاتحاد الأوروبي  وتهدف الي تعزيز إستجابة العالم لخطر تغير المناخ من خلال تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي الحد من ارتفاع درجة الحرارة الي 1.5  درجه مئوية، ومراجعة التزامات الدول بشأن خفض الإنبعاثات كل خمس سنوات، وأخيرا توفير التمويل المتعلق بالمناخ للدول النامية.

وقد طالب تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الصادر في أكتوبر من العام 2018 العالم بضرورة الحد من الإحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية وأن ذلك بحسب نص التقرير “يتطلب تحولات سريعة وبعيدة المدى في الأرض والطاقة والصناعة والمباني والنقل والمدن”، وأنه يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية الصافية الناتجة عن إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 45% عن مستويات عام 2010 بحلول عام 2030، لتصل إلى “صافي الصفر” في حوالي عام 2050، وهذا يعني إزالة أي إنبعاثات متراكمة ومعلقه لثاني أكسيد الكربون في الهواء.

وقد أشارت إحصائيات الأمم المتحدة الي أن التحول للإقتصاد المراعي للبيئة يمكن أن يؤدي الي مكاسب إقتصادية تقدر بـ26 تريليون دولار حتي عام 2030 مقارنة بالاقتصاد المعتاد، كما يمكن أن تنتج 24 مليون وظيفة مقارنة بفقدان 6 ملايين وظيفة نتيجة للتحول الي الطاقة المتجددة والمباني الموفرة للطاقه وتصنيع المركبات الكهربائية.

وقد أسفرت الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف، التي عقدت في نوفمبر من العام 2021 في مدينة غلاسكو باسكتلندا، علي الإتفاق على قواعد تطبيق إتفاق باريس للمناخ أو ما يعرف بلائحة قواعد باريس، والتفاصيل التشغيلية للاتفاق.

وأكدت كل الدول المشاركة علي ضرورة الالتزام بخفض درجات الحرارة العالميه الي اقل من درجتين مئويتين والسعي للحد منها إلى 1.5. كما تعهدت الدول المشاركة في الالتزام بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45% للوصول إلى صافي صفري في 2050م، كما  أتفقت الدول المشاركة علي أهمية التخلص التدريجي من الاعتماد على الوقود الأحفوري المسبب للإحتباس الحراري، وإن شكك ناشطون في مجال البيئة علي صدق وجدية إلتزام هذه الدول في الايفاء هذا الالتزام.

كما توافقت الدول المشاركة على ضرورة الحوار لمناقشة الترتيبات الخاصة بتمويل الأنشطة المكافحة لتقليل الأضرار السالبة لتغير المناخ. وقد كان موضوع التمويل أحد نقاط الخلاف الرئيسية في مؤتمر غلاسكو، حيث تراجعت دول الشمال عن تعهدات إتفاق باريس للمناخ الذي ينص على دعم مالي يقدر بـ100 مليار دولار سنويا لدول الجنوب بداية من عام 2020 في إطار دعم دول الجنوب للتحول لمصادر الطاقة النظيفة ومعالجة أضرار التغير المناخي، وقد دعا المؤتمر الدول الغنية لمضاعفة تمويلها المالي للتعامل مع تغير المناخ بحلول عام 2025م.

وقد أثمر المؤتمر عن تعهدات واتفاقات بين عدد من الدول فيما يخص الحفاظ علي الغابات والغطاء النباتي وقد التزمت 137 دولة بذلك، كما التزمت مؤسسات مالية بالقضاء علي كل الاستثمارات المرتبطة بإزالة الغابات، كما التزمت 103 دولة بالحد من إنبعاثات غاز الميثان أحد الغازات المتسببة في الإحتباس الحراري، وتخفيضه بنسبة 30% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2020، كما تم الالتزام بين أكثر من 30 دولة وست شركات تصنيع سيارات علي أن تكون جميع مبيعات السيارات خالية من الانبعاثات علي مستوي العالم بحلول عام 2040. كما أنشئ تحالف في غلاسكو بين مؤسسات القطاع الخاص والبنوك المركزية بأصول مالية تقدر 130 تريليون دولار بهدف تحقيق صافي إنبعاثات صفرية علي مستوي العالم استثمارا في المعرفة والعلم والتقنيات للوصول لتحقيق هذا الهدف.

كما تم عقد شراكة بين دولة جنوب أفريقيا وعدد من الدول المتقدمة للانتقال بجنوب أفريقيا من الإعتماد علي الفحم الي مصادر طاقة بديلة منخفضة الكربون وقد رصدت لذلك ميزانية تقدر بثمانية ونصف مليار دولار.

وبرغم ماتحقق من تعهدات في مؤتمر غلاسكو للمناخ في قمة الأطراف ٢٦  ، الإ أن رئيس قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي كوب 26 السيد (ألوك شارما) وصف ما تحقق في غلاسكو بأنه: “انتصار هش”.

وفي مؤتمر  المناخ كوب 27 المنعقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نوفمبر 2022 تم إقرار صندوق الخسائر والاضرار لمساعدة البلدان الفقيرة على معالجة آثار التغيرات المناخية كما تم اضافة مصطلح الحلول المستندة للطبيعة كتعزيز  الغابات وحمايتها  حيث تعهد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بالتوقف عن إزالة غابات الأمازون بحلول عام 2030 كما تم مناقشة ازمات التنوع البيولوجي وعلاقتها بأزمات التغير المناخي، وزادت عدد من الدول والمنظمات تعهداتها المالية لمواجهة مخاطر التغير المناخي. لكن يبقى المحك الحقيقي هو مدي التزام هذه الدول والمنظمات بما وعدت به، والوفاء بهذه الإلتزامات المالية التي يمكن أن تساهم  في تخفيف آثار التغيرات المناخية. أيضاً تم مناقشة ضرورة التخفيف من الانبعاثات الكربونية وضرورة ان تتحول الشركات والدول الي مصادر الطاقه المتجددة.

وفي مؤتمر المناخ كوب 28 الذي أنعقد في  نوفمبر من العام الماضي في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى مدار اسبوعين، وبحضور أكثر من 80 الف شخص، حيث تم إنشاء صندوق “ألتيرا” للتمويل المناخي من قبل دولة الإمارات برأس مال قدره 30 مليار دولار، وصندوق ألتيرا صندوق إستثماري خاص صمم لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة معقولة، ويهدف إلى جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030. بالاضافة إلى ذلك تعهد مؤتمر كوب 28 بأكثر من 85 مليار دولار كالتزامات مالية تجاه قضايا المناخ. كما تم تفعيل صندوق الخسائر والاضرار الذي تم إقراره في قمة شرم الشيخ للمناخ (كوب 27) بتعهدات مالية لا تقل عن 792 مليون دولار مساعدة للبلدان الفقيرة  للتعامل مع الآثار الكارثية لتغير المناخ.

كما تم التوصل إلى اتفاق يقضي بضرورة الانتقال من استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة متدرجة وفعالة وعادلة، لتحقيق هدف صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.

كما انتقد مؤتمر المناخ كوب 28 الدول الغنية لعدم التزامها بتعهداتها المالية السابقة والتي قطعتها على نفسها منذ سنوات خلت وتقدر بـ100 مليار دولار سنويا. حيث تقدر حاجة دول الجنوب لمبلغ 2.4 تريليون دولار سنويا للتعامل مع تحديات تغير المناخ.

ما سبق محاولة لعرض أبرز المحطات والجهود الدولية المبذولة في قضية التغير المناخي التي تمثل أكبر تحد يواجه كوكبنا ويهدد إستمرار الحياة فيه ، وقضية التغير المناخي قضية ذات طبيعة عالمية، وتحتاج الي أكبر تعاون وتضامن دولي ممكن، وهي إمتحان صعب يواجه المنظومة الدولية من أجل تلافي الآثار الكارثية لتغير المناخ علي حاضر ومستقبل الحياة والناس في كوكب الأرض، والمقال دعوة لكل الناشطين ولصناع الرأي للاهتمام والتنوير بقضية التغير المناخي وقضايا البيئة على وجه العموم، ووضعها في صدارة إهتمامات الرأي العام المحلي والعالمي، خاصة مع إرتفاع أصوات التيارات التي تدعو للنمو الإقتصادي الذي لايراعي ضمان سلامة البيئة والمحافظة علي صحة وحياة كوكب الأرض.

الوسومالأمم المتحدة الاحترار العالمي الاقتصاد المراعي للبيئة تغير المناخ خفض الانبعاثات شهاب الدين عبد الرازق عبد الله كوب 28

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاحترار العالمي تغير المناخ خفض الانبعاثات كوب 28 قضیة التغیر المناخی ثانی أکسید الکربون الإحتباس الحراری الدول المشارکة الأمم المتحدة بحلول عام 2030 ملیار دولار تغیر المناخ فی مؤتمر من العام کما تم

إقرأ أيضاً:

محى الدين : على الحكومات العربية والقطاع الخاص مواجهة المتغيرات الدولية فى الصناعة

دكتور محمود محى الدين أمام  قمة سلطنة عمان لصناع الصلب العرب :

 

 محى الدين :  على الحكومات العربية والقطاع الخاص مواجهة المتغيرات الدولية فى الصناعة 

دول مجموعة الآسيان هى أكبر قوه إقتصادية قادمة ..والإتحاد الاوروبى يعيد إكتشاف نفسه  

 

قدم الدكتور محمود محى الدين المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل خطط التنمية المستدامة 2030 خارطة طريق لصناع القرار بالحكومات العربية والقطاع الخاص  لمواجهة التحديات والحروب الإقتصادية سواء الموجودة فى الوقت الراهن أو المستقبلية أمام قمة صناع الصلب العرب والتى يعقدها الإتحاد العربى للصلب برئاسة المهندس أحمد عز حاليا فى مدينة مسقط بسلطنة عمان .أكد "محى الدين " أن ثورة المعلومات والبيانات أصبحت هى الوقود الجديد وفقاً لدراسات أجراها صندوق النقد الدولى  مع إحترامنا للدول المنتجة والمصدرة  للنفط ،وأصبحت البيانات والمعلومات تشكل إنعكاساً كبيرا على صناع القرار فى الحكومات والقطاع الخاص  .كما أكد أن العالم يواجه الآن ثوره فى المعلومات والبيانات بجانب الثورة الصناعية الجديدة فى ظل السياسات الحمائية والحروب الإقتصادية والتجارية الدائرة حالياً والتى كانت سببا فى تراجع معدلات النمو .

وأوضح الدكتور محمود محى الدين أن هناك معوقات دولية فى حركة التجارة والإستثمار والعمالة والهجرة والدراسة  فى الخارج ونقل التكنولوجيا وتشكل كل هذه الأمور قنوات تعاون دولى بين الدول ،وهذا يتطلب أن نواجه كل هذه التحديات ،إما أن نبكى على اللبن المسكوب ونقول :"ليت البشر يتعاونون من اجل الإستقرار والسلام والإستدامة ".

 

دكتور محمود محى الدين خلال كلمته أمام قمة صناع الصلب العرب 18 بعمان

وأضاف "محى الدين " ، إن أفضل أبناء الارض قاطبةً فى الوقت الحالى فى التعاون والبراجماتية ووضع مكان تحت الشمس لأنفسهم هم دول آسيا خاصة مجموعة الآسيان ولا نقصد هنا الصين واليابان والهند ولكن نقصد دول مثل سنغافورة وفيتنام وإندونيسيا وغيرها  ،وهذه الدول لديها قدرات كبيرة على المناورة بين بين القوه الإقتصادية العظمى فى الغرب ،والقوه الصاعدة فى الشرق ،وعلى صناع الصلب العرب الإطلاع على نتائج أعمال القمة الأخيرة التى عقدتها مجموعة دول الآسيان مع دول مجلس التعاون الخليجى بحضور الصين منذ عدة أسابيع ومن هذه النتائج مايتعلق بالإستثمار والتمويل والتجارة البينية .

كما أضاف الدكتور محمود محى الدين فى الكلمة  التى ألقاها فى القمة رقم 18 للإتحاد العربى للصلب ولاقت إستحسان الجموع الحاشدة من صناع الحديد والصلب العرب والأجانب ،أن الحكومات أصبحت تمنح السياسات الصناعية أهمية قصوى  ،وأذكر أننى عندما كنت أعمل بالبنك الدولى عام 2020 وقبل إلتحاقى للعمل بصندوق النقد كان الحديث عن أى سياسة صناعية وكأنه "رجسُ من عمل الشيطان "،وتغيرت النظرة وأصبح هناك  إعادة إكتشاف لهذه السياسات وأولويات المشاركة بين القطاع الحكومى والقطاع الخاص خاصة فيما يتعلق بالإستثمار فى البشر ،والبنية الأساسية ،وتلقى الصدمات مشيراً إلى أن كثيرا من الدول تجاوزت السياسة الصناعية وأصبحت لا تكتفى  بحماية المنافسة العادلة والتصدى للمارسات التجارية غير المنصفه ،أو الإغراق .

وأكد الدكتور محمود محى الدين أن الحكومات العربية لا بد ان تزيد من قدراتها للتعاون مع هذا العالم الجديد ،فالإتحاد الاوروبى يعيد إكتشاف نفسه ،وأمريكا اللاتينية تجمع صفوفها من جديد ،والآسيان قادمون بقوة ،والأولى للعرب ان يقوموا بذلك خاصة أن الكيانات موجودة ،والإتحادات موجودة ،ومنظومة التعاون الإستثمارى والتجارى موجودة -أيضا- ،وعلى الإتحاد العربى للصلب ان يواجه المتغيرات الدولية فى الصناعة خاصة مع دور الحكومات والسياسات الصناعية .كما أكد أن هناك عدة متغيرات تشكل العالم الجديد منها ،إرتفاع تكلفة التمويل للبلدان النامية والأسواق الناشئة وهى المشكلة التى ستناقشها  وستركزعليها قمة المناخ القادمة والتى ستعقد فى البرازيل فى نوفمبر القادم ،كما ستناقشها إجتماعات مجموعة العشرين التى ستستضيفها دولة جنوب أفريقيا 

.أكد محى الدين أيضا  ،أن صناعة الصلب العربية  تتعرض لضغوط كبيرة للغاية لأنها تعتمد على تدفقات عالمية من المواد الخام وأيضا للطلب الصناعى ،وتفترض الصناعة أن هناك عمليات دفع ستأتى من إرتفاع معدلات النمو الإقتصادى  العالمى والتى بلغت خلال العامين الماضيين وفقاً لتقديرات صندوق النقد والبنك الدوليين وكذا منظمة التعاون الإقتصادى والتنمية حوالى 3 % مشيرا إلى أن متوسطات النمو العربية خلال الثلاث سنوات الاخيرة والمتوقع لها فى السنوات القادمة ضعيفة للغاية ،وإذا أرادت الدول العربية تحقيق معدلات نمو مثل الدول الآسيوية فلابد من تحقيق نمو مرتفع  مرتبط بتوطين التنمية بما لا يقل عن 7 % ،وغالبية الدول العربية تمتلك الإمكانيات لتحقيق هذه المعدلات وقد وصلت الدول العربية دون إستثناء إلى مشارف هذا الرقم  فى أوقات سابقة ولكنها لم تستطع الحفاظ عليها   .وتحدث الدكتور محمود محى الدين عن الإجراءات التى سيطبقها  وبعدها إنجلترا  والمتعلقة بإنتاج وتصدير منتجات الصلب  الخالية  من الكربون وتطبيقه لنظام "السيبام" بداية من العام القادم  على 6 منتجات فى مقدمتها الصلب والأسمنت والأسمده مشيرا إلى أهمية تفعيل سوق الكربون المحلى والحصول على شهادات محلية  مع  إنتباه الدول العربية المنتجة للصلب وبقية الصناعات الأخرى  لهذه الإجراءات وأخذها  مأخذ الجد .

 وكان رئيس الإتحاد العربى للصلب المهندس أحمد عز قد أكد  أمس خلال الجلسة الإفتتاحية لقمة صناع الصلب العرب أن  الإتحاد العربي للصلب مثله مثل كافة المنظمات الإقليمية والدولية النظيرة يهدف إلى رعاية مصالح أعضائه وزيادة معدلات النمو فى الصناعة  وإبراز دورها والدفاع عن مصالحها أمام الاتحادات المناظرة، في ظل تحديات كبرى تواجهها ..

 

 كما أكد على  أن الاتحاد ليس له وظيفة سياسية، ولكنه لم يجد بداً من التعليق على الشأن العربي العام، ودعا لإيقاف آلة القتل والتشريد والتهجير القسري لإخواننا في غزة، مشدداً على أن الأمل يحدو الجميع لإنهاء هذه المأساة قريباً بحل سلمي، يمثل تتويجاً للمواقف العربية الرائدة والقوية لإيقاف مشروعات التهجير وطمس الهوية، لاسيما الموقف المصري الصلب الذي مثل الخبرة المصرية التي تمتد لآلاف السنين في الدفاع عن مقدراتها ومقدرات الشعوب المجاورة، وأنه لولا تلك المواقف لانحاز العالم لمشروعات التهجير القسري.

 وشدد "عز" على أن صناعة الصب العربية ركيزة رئيسية  للنمو والتطور، ومصدر كبير للوظائف وتطوير القدرات، وأن هناك دور كبير للاتحاد لاستغلال الفرص الناشئة والتغلب على التحديات التي تواجه القطاع،مشيرا إلى أن العالم العربى رائد فى صناعة الصلب ،وأن  

‏        أن عدد السكان يتزايد بشكل مستمر وهو ما يعطي آفاق إيجابية للطلب على منتجات الصلب.

وأضاف ،أننا شارفنا على 60 مليون مستهلك للحديد،كما أن إجمالى الناتج المحلى فى الدول العربية فى زيادة مضطردة، وهناك كثير من الدول العربية تمتلك الموارد والقدرات اللازمة للنجاح والنمو،ومعظم النمو 

‏        المتحقق  كان نمواً حقيقياً .

 

قمة إتحاد الصلب العربى بعمان تشهد حضورا مكثفا

وشدد المهندس أحمد عز على ان قطاع الصلب مهم للنمو، وأنه لا يوجد مجال واسع لهذا النمو من خلال الإنتاج من أجل التصدير بل يجب أن يتم تنشيط الطلب المحلي على منتجات الصلب عبر التوسع في النمو الصناعي، وتسهيل إعطاء التصاريح والأراضي للمستثمرين، والتوسع وتسهيل تصاريح البناء للأفراد والقطاع الخاص.

كما شدد على تصاعد الاتجاهات الحمائية في صناعة الصلب وأن هناك قواعد تجارية عالمية شارفت على الإنهيار في ظل طغيان  السياسات الحمائية في العالم، بل وأن هناك تحالفاً بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتنسيق الحمائي، وفرض المزيد من القيود التجارية على الدول الصغيرة، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  جاء بخطة دعم بقيمة 700 مليار دولار لدعم قطاع السيارات في بلاده مثلاً، بينما أخضع عشرات الشركات لتحقيقات دعم وإغراق بلا سند تجاري حقيقي واتهمها – دون دليل – بوجود علاقات تجارية لها مع الصين تبرر القيود الحمائية عليها

وأشار "عز"إلى ضرورة الانتباه عند توقيع الاتفاقيات الثنائية والانتباه لشروطها، والاستعانة بالخبرات في هذا المجال لتجنب التوقيع على اتفاقيات ثنائية ملزمة لا تتوافق مع الوضع التجاري والتنموي للدول الموقعة عليها

كما أشار إلى  أن شركات الصلب العربية تواجه عدة  تحديا أثرت على هياكل التكلفة لديها، فالأوبك- مثلاً -فرضت نظام تسعير قائم على نظام مناقصة مبهم للغاية.

 

 

و أكد رئيس الإتحاد العربى للصلب  على عدة نقاط  تسهم في دعم صناعاتنا العربية منها،

إعادة التوازن بين المشروعات الحكومية المخططة مركزياً ومبادرات القطاع الخاص لاسيما في قطاعات التشييد والبناء، ومنح الرخص، وتأسيس الشركات ،

والتخطيط الدقيق لرفع استهلاك الصلب من خلال الصناعات المساندة مثل صناعة السيارات وصناعة الأجهزة الكهربائية المعمرة، والسفن، وغيرها ويمكن هنا ان تكون هناك مبادرات شراكة بين القطاع الخاص والحكومة لدعم هذا التوجه مع العناية الشديدة بالموارد البشرية العربية القادرة على النمو والإبتكار .

وأشار "عز "إلى  أن الفرص في المنطقة العربية لازالت أمامنا وليست خلفنا ، وأن الوضع مهيأ لكثير من التطوير والنجاح في المستقبل، وأنه لابد من الاستثمار الخلفي والتطوير المستمر في مواصفات منتجات الصلب العربية للتغلب على الممارسات الحمائية والقيود التجارية المتصاعدة.

مقالات مشابهة

  • وزارة النفط تشارك بفاعلية في اجتماعات «أوبك» حول الطاقة والمناخ
  • وزير التنمية الدولية النرويجي: نثمن الجهود المصرية لإدخال المساعدات إلى غزة
  • البرلمان العربي يرحب بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويثمن الجهود الدولية لتحقيق السلام في المنطقة
  • السعودية تدعو إلى تعزيز تقاسم الأعباء الدولية وتكثيف الجهود الإنسانية
  • المملكة تشدد على أهمية معالجة جذور الأزمات الإنسانية لضمان استجابة أكثر استدامة وتدعو لتعزيز تقاسم الأعباء الدولية
  • استعرض الجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن.. أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل وزير الحج والعمرة
  • محافظ الدقهلية يثني على الجهود المبذولة بمستشفى الصدر
  • معلومات الوزراء يستعرض تقرير منظمة العمل الدولية حول أبرز مؤشرات العمل عالمياً
  • محى الدين : على الحكومات العربية والقطاع الخاص مواجهة المتغيرات الدولية فى الصناعة
  • منال عوض: نستهدف مواجهة التغير المناخي من خلال زراعة «100 مليون شجرة»