نعم هذا ليس خيالا، ولا حلما، ولكنه الواقع الحقيقي الذي أصبح حيز التنفيذ فى روسيا، وذلك مع إقرار قانون جديد للأسرة، حيث تم التوقيع على مرسوم بشأن حالة الأسر التي لديها العديد من الأطفال، وقد وقع الرئيس فلاديمير بوتين مرسوما بشأن الوضع الموحد للعائلات الكبيرة والضمانات التي تنطبق عليها في جميع أنحاء البلاد.

 

وبحسب صحيفة إزفيستيا الروسية، فإن هذه إحدى الخطوات المهمة الأولى التي تم اتخاذها كجزء من عام الأسرة في روسيا، فمن الآن، وفي جميع أنحاء البلاد، سيتم اعتبار الأسر التي لديها ثلاثة أطفال أو أكثر وأكبرهم تحت سن 18 أو 23 عامًا عائلات كبيرة، ويتم منح المناطق الحق في توسيع كل من تدابير الحالة والدعم، ولكن ليس تقليلها، وهنا نرصد تفاصيل هذا القانون الجديد. 

 

العائلات التي لديها العديد من الأطفال في روسيا

 

تم نشر المرسوم الذي وقعه الرئيس فلاديمير بوتين، صباح الثلاثاء، على البوابة الرسمية للأعمال القانونية، وقد دخل حيز التنفيذ منذ لحظة نشره، ولإثبات أن الأسرة الكبيرة في الاتحاد الروسي هي عائلة بها ثلاثة أطفال أو أكثر، ويتم تحديد وضعها إلى أجل غير مسمى، ويتم توفير تدابير الدعم الاجتماعي للأسر الكبيرة حتى يبلغ الطفل الأكبر سن 18 عامًا أو 23 عامًا، بشرط تعليمه في منظمة تقوم بأنشطة تعليمية في التعليم بدوام كامل. 

وينص المرسوم أيضا على الضمانات الأساسية التي ستحصل عليها الأسر التي لديها العديد من الأطفال في جميع أنحاء البلاد، وهذا هو توفير مزايا ومدفوعات الدولة فيما يتعلق بولادة وتربية الأطفال؛ توفير تدابير الدعم في مجال علاقات العمل؛ التعيين المبكر لمعاشات تأمين الشيخوخة للنساء فيما يتعلق بولادة وتربية ثلاثة أطفال أو أكثر؛ التدريب المهني للآباء والأمهات الذين لديهم العديد من الأطفال وحصولهم على تعليم مهني إضافي؛ الحق في زيارة المتاحف والمتنزهات الثقافية والترفيهية والمعارض مجانًا على أراضي الاتحاد الروسي، بغض النظر عن مكان الإقامة، ولكن وفقًا للشروط المحددة في المناطق.

 

 

تلك آلية تنفيذ القانون 

 

 

وبحسب الصحيفة الروسية، يجب على الحكومة الروسية إنشاء نموذج موحد للشهادة التي تؤكد حالة الأسرة الكبيرة، حيث سيتم الاحتفاظ ببنك بيانات حول هذه الأسر وتدابير الدعم الاجتماعي المقدمة لها على منصة رقمية مركزية واحدة في المجال الاجتماعي، كما أصدر الرئيس تعليماته إلى الحكومة لضمان مشاركة المنظمات الحكومية في توفير تدابير الدعم الاجتماعي.

 

وتم تعيين رؤساء الكيانات المكونة للاتحاد الروسي مسؤولين عن إصدار الشهادات للعائلات التي لديها العديد من الأطفال ومراعاة تدابير الدعم الاجتماعي المقدمة لهم، فيما ستقوم السلطات الإقليمية بإبلاغ العائلات بالمساعدة والخدمات التي يحق لهم الحصول عليها، بالإضافة إلى دعم "المنظمات العامة وغيرها من المنظمات التي تهدف أنشطتها إلى تعزيز مؤسسة الأسرة، وحماية مصالح الأسرة"، وما إلى ذلك.

 

 

تدابير الدعم التي ستحصل عليها تلك الأسر

 

 

ويتم وصف تدابير الدعم الاجتماعي للعائلات التي لديها العديد من الأطفال الموصى بها في المناطق بشكل منفصل، حيث يُقترح على نطاق واسع توفير الأدوية المجانية للأطفال دون سن 6 سنوات (بوصفة طبية)، كما سيتم منح أطفال المدارس من العائلات الكبيرة الحق في السفر مجانًا في نقل الركاب، وسيحصلون أيضًا على وجبات مجانية في المدرسة، بالإضافة إلى ملابس لحضور الفصول الدراسية، بما في ذلك الزي الرياضي، طوال فترة الدراسة، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم تسجيل هؤلاء الأطفال في رياض الأطفال على أساس الأولوية.

وسيتم تزويد الأسر التي لديها ثلاثة أطفال أو أكثر بمزايا السكن والمرافق بمبلغ لا يقل عن 30٪ من مبلغ الدفعة المقررة، ومن المقترح مساعدتهم على تحسين ظروفهم المعيشية وتزويد قطع الأراضي بالبنية التحتية، ومن النقاط المهمة في المرسوم أنه يمكن لرؤساء الكيانات المكونة للاتحاد الروسي توسيع فئة العائلات الكبيرة "مع مراعاة الخصائص الوطنية والثقافية والديموغرافية"، والمناطق لها الحق في وضع تدابير مساعدة إضافية، علاوة على ذلك، فإن تنفيذ المرسوم "لا ينبغي أن يؤدي إلى خفض حجم ومستوى تدابير الدعم الاجتماعي للعائلات الكبيرة التي يتم تنفيذها على حساب مخصصات ميزانية الكيانات المكونة للاتحاد الروسي ".

 

 

لماذا كانت هناك حاجة لمرسوم جديد؟

 

 

أشارت النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما المعنية بحماية الأسرة وقضايا الأبوة والأمومة والطفولة، تاتيانا بوتسكايا، في مقابلة مع إزفستيا إلى أن اعتماد وضع الأسر الكبيرة في بداية عام 2024 تم تضمينه في خطة التدابير الرئيسية لعقد سنة الأسرة في الاتحاد الروسي، وكان الشيء الرئيسي هو تحديد عدد الأطفال في حالة عائلة كبيرة، وبالنسبة لمعظم المناطق، كان المعيار الرئيسي هو وجود ثلاثة أطفال، ولكن عندما درسنا الوضع حسب المنطقة، رأينا أنه في بعض الأماكن خمسة أطفال، وإنه يجب أن تتم تربيتها في أسرة ليتم الاعتراف بها على هذا النحو، وفي حالات أخرى "اثنان فقط".

 

ويشير مدير معهد الخبرة العلمية والعامة، رئيس لجنة الغرفة العامة المعنية بالديموغرافيا سيرجي ريبالتشينكو، إلى أنه وفقًا للمرسوم الرئاسي رقم 431 الصادر في 5 مايو 1992 "بشأن تدابير الدعم الاجتماعي للأسر الكبيرة"، فإن الكيانات المكونة كان على الاتحاد الروسي أن يحدد بشكل مستقل معايير الأسر الكبيرة، ووفقا له، كان هذا مبررا في أوائل التسعينيات، عندما كان النمو الطبيعي لا يزال مضمونا في معظم المناطق، ولم تتخذ جمهوريات شمال القوقاز، على سبيل المثال، نهج الأسر الكبيرة كأسرة لديها ثلاثة أطفال، ولكن الآن، تؤكد تاتيانا بوتسكايا، عند قبول الوضع، كان من المهم عدم إيذاء الناس في تلك المناطق التي يكون فيها وضع العائلات الكبيرة هو الأوسع.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

منسيّو الوطن صرخة أهالي أطفال التوحد ومتلازمة داون

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في عمق المجتمع العراقي، تعيش آلاف الأسر معاناة قاسية لا تُرى، ولا تُسمع، ولا تُحكى كثيرًا، لكنها تنهش قلوب الأمهات والآباء يومًا بعد يوم. إنها المعاناة الصامتة لأهالي الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد ومتلازمة داون، في بلدٍ يكاد يخلو من أي دعم رسمي حقيقي، وتغيب فيه الرعاية الصحية والنفسية والتربوية، وسط صمت حكومي ثقيل، وتجاهل مجتمعي مؤلم.
هذه العائلات تخوض معارك يومية على كافة الأصعدة؛ تبدأ من رحلة التشخيص التي قد تستغرق سنوات بسبب قلة الأطباء المتخصصين، أو بسبب جهل العائلة والمجتمع بهذه الحالات، إلى الصدمات النفسية التي يعيشها الأهل، ومن ثم رحلة البحث عن التعليم أو التأهيل أو العلاج، وكلها شبه معدومة في المؤسسات الحكومية.
الواقع يشير إلى فشل واضح في شمول هذه الفئة بخطط الدولة الصحية والتربوية. فلا توجد مراكز متخصصة كافية، ولا كوادر مؤهلة في المدارس الحكومية، ولا دعم مالي للعوائل ذات الدخل المحدود سوى راتب الرعاية المحدود ، ولا قوانين تُلزم الجهات المعنية بتوفير حقوق هذه الفئة. يتكفل الأهل وحدهم برعاية أبنائهم، من دون دعم نفسي أو مادي كافي ، فيضطر البعض إلى ترك العمل أو بيع الممتلكات أو الاستدانة لتوفير العلاج أو التعليم في مراكز خاصة، لا تتوفر إلا في بعض المدن الكبرى.
وعلى الرغم من الجهود الخجولة لبعض منظمات المجتمع المدني، والمشاريع الفردية لأشخاص مبادرين يملكون حسًا إنسانيًا عاليًا، إلا أن تلك الجهود تبقى محدودة وضعيفة، وغير قادرة على تغطية الكم الهائل من الحالات المنتشرة في أنحاء العراق. هذه المبادرات، رغم أهميتها، لا تُعفي الدولة من مسؤولياتها الدستورية والأخلاقية.
التوحد ومتلازمة داون حالتان تحتاجان إلى خطط شاملة متعددة الأبعاد تشمل الدعم الصحي والتربوي والاجتماعي والتشريعي. هؤلاء الأطفال قادرون على التعلم والعمل والاندماج في المجتمع إذا توفرت لهم البيئة المناسبة، لكن من دون رعاية ودعم، فهم وعائلاتهم يُدفعون إلى الهامش، وكأنهم خارج الحسابات الوطنية.
ان دور الحكومة في المستقبل يجب أن يتغير جذريًا، يبدأ من الاعتراف الرسمي بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والاندماج المجتمعي، من خلال ؛
• إنشاء مراكز تأهيل وعلاج متخصصة في كل محافظة.
• إدماج الأطفال من ذوي التوحد ومتلازمة داون في المدارس عبر كوادر تربوية مدرّبة.
• تخصيص إعانات مالية شهرية لعائلاتهم.
• سنّ قوانين لحمايتهم من التمييز والإهمال.
• إطلاق حملات توعوية شاملة لتغيير النظرة المجتمعية تجاههم.

ختاما هؤلاء الأطفال ليسوا عبئًا، بل طاقة محبة وإنسانية قادرة على إحداث فرق حقيقي في المجتمع. إنهم (منسيّو الوطن) الذين آن الأوان لنعيدهم إلى دائرة الاهتمام، ليس منّة، بل حقًا أصيلًا لهم ولكل من يحمل قلبًا في هذا البلد الجريح.

انوار داود الخفاجي

مقالات مشابهة

  • عمرو دياب يعود إلى أورنچ.. القصة التي بدأت منذ 1999
  • دراسة: 87% من المغاربة راضون عن الدعم الإجتماعي المباشر
  • أزمة شيرين عبد الوهاب في مهرجان موازين تتصدر التريند.. القصة كاملة
  • مرصد التنمية البشرية: مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم الاجتماعي المباشر يتجاوز 87 بالمائة
  • وفاة 3 أطفال أردنيين بحادث سير في السعودية
  • تعرف على موعد الجنازة.. صور تجهيز قبر الفنان أحمد عامر في مقابر العائلة بسمنود
  • القصة الكاملة لصدام ترامب وإيلون ماسك بين الدعم الحكومي والديون والسياسات المستقبلية.. تفاصيل
  • تحويلات مالية مهولة تستبق تغييرات مرتقبة داخل مجلس القيادة الرئاسي
  • منسيّو الوطن صرخة أهالي أطفال التوحد ومتلازمة داون
  • نجاة طفل من محاولة اختطاف مروعة في لحج (القصة كاملة)