#سواليف

باتت #القبور #العشوائية تنتشر في أماكن عدة بقطاع #غزة، مع اشتداد وتيرة القصف الإسرائيلي الدموي، ومحاصرة #المستشفيات والاستهداف المباشر للنازحين ومراكز إيوائهم.

ويخشى الفلسطينيون من انتشار #الأوبئة والأمراض في ظل مجاورة الأحياء للقبور العشوائية، إلى جانب وجود عدد كبير من #المفقودين تحت #الأنقاض.

ولجأ الفلسطينيون في كافة محافظات قطاع غزة، إلى إنشاء #مقابر_جماعية وفردية عشوائية، في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية والمستشفيات، بسبب محاصرة الاحتلال للمناطق التي يتوغل فيها، وقطع الطرق أمام الوصول إلى المقابر الرئيسية والمنتظمة.

مقالات ذات صلة عطية: اضرب ياحنيطي .. اقصف يا حياصات .. واكشف يا ابو ساره 2024/01/24

وطالت استهدافات الاحتلال وعمليات النبش والتجريف المقابر الفلسطينية في مناطق عدة، بينها مقبرة بالحي النمساوي غرب خانيونس.

ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنساني، إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية بمحافظات غزة، لدفن شهداء الحرب.

دفن الجثامين
المواطن رائد ضيف الله، قال إن بناء القبور العشوائية الفردية والجماعية لدفن القتلى، باتت السمة الرائجة لمحافظتي غزة والشمال.

وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول: “دفن جثامين الشهداء في الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والشوارع العامة، يأتي لتعذر دفنها في المقابر”.

وأوضح أن المواطنين يتخوفون من التوجه للمقابر لدفن شهدائهم، خشية من استهدافهم برصاص الجيش الإسرائيلي.
واستكمل قائلا: “نحن اليوم لا نستطيع دفن الموتى في المقابر، المكان يحيطه قصف ودمار، فضلا عن تجريف الجيش للقبور ورفات الأموات، الوضع قاس هنا”.

ونفى وجود أي مكان أو منطقة آمنة في محافظتي غزة والشمال، قائلا: “الجميع مستهدف هنا، أطفال أو نساء أو كبار في السن”.

ووصف الحياة بين القبور بأنها “مأساة كبيرة”، معربا عن آماله في إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار وإعمار المنازل المدمرة والعودة القريبة إليها.

بدورها، قالت سها نصير (36 عاما)، وهي تجلس إلى جانب قبر والدها في مستشفى “اليمن السعيد”، في بلدة جباليا شمال القطاع: “والدي كان يجلس في المدرسة (مركز الإيواء) حينما سقط عليه صاروخ إسرائيلي أرداه شهيدا”.

الدفن داخل المستشفى
وتضيف وهي تبكي: “نزح والدي من بلدة بيت حانون (شمالا) نحو مركز الإيواء، ولاحقوه في المكان الآمن وقتلوه هناك”.

وأوضحت أن عائلتها لم تجد مكانا لدفنه إلا داخل المستشفى، وذلك لتعذر الوصول إلى المقابر بسبب الاستهداف المتكرر للمواطنين.

وحول طبيعة الحياة في الشمال، قالت نصير: “لا يوجد شكل للحياة، خاصة مع عدم توفر أي طعام أو شراب أو مكان دافئ أو آمن”. وأضافت: “نحن أيضاً أموات، لكننا نحاول أن نواسي أنفسنا للبقاء”.

وفي مستشفى “اليمن السعيد”، أعرب نازحون عن تخوفهم من انتشار الأوبئة في المكان جراء دفن القتلى بشكل عشوائي وبلا معايير صحية.

وقالوا لوكالة الأناضول إن الأوضاع الصحية والمعيشية سيئة للغاية، وهناك تخوفات من تدهورها عند تحلل الجثث المدفونة، موضحين أن المكان تنبعث منه روائح كريهة، في ظل شح المياه اللازمة للتنظيف، فضلا عن عدم توفر مستلزمات النظافة الشخصية.
وترتفع احتمالية انتشار هذه الأوبئة في ظل وجود جثث مفقودة تحت ركام المنازل المدمرة، وفق قولهم.

فيما تزداد إمكانية الإصابة بالأمراض وانتشارها في ظل عدم توفر الغذاء السليم ما يسبب ضعفا في مناعة المقيمين بمحافظتي غزة والشمال.

ولأكثر من مرة، حذرت منظمة الصحة العالمية ومؤسسات أممية من احتمال انتشار الأوبئة في مناطق مختلفة من القطاع، مع استمرار الحرب الإسرائيلية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الصحية.

وسبق أن حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، من أن “الأمراض المعوية في غزة انتشرت بمعدل 4 أضعاف ما كانت عليه سابقا، والجلدية 3 أضعاف”.

وأكدت الوكالة الأممية وجود “تقارير عن انتشار التهاب الكبد الوبائي في القطاع، إلى جانب بدء تفشي أوبئة أخرى، مثل الكوليرا”.

وكان مدير شؤون “أونروا” بغزة توماس وايت، قال في ديسمبر، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن “إحدى مدارس الوكالة الأممية بالقطاع الفلسطيني، تشهد تفشيا لمرض التهاب الكبد الوبائي أ”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف القبور العشوائية غزة المستشفيات الأوبئة المفقودين الأنقاض مقابر جماعية

إقرأ أيضاً:

من الركام إلى المقابر الجماعية.. رحلة مجهولي الهوية في غزة

تحت أطنان الركام الصامت، تُدفن قصص آلاف الفلسطينيين الذين حوّلتهم الحرب إلى مجرد أرقام في خانة المجهول. هنا، في قطاع غزة، حيث الدمار يمتد على مد البصر، تتحول المباني المنهارة إلى قبور جماعية، والذكريات إلى صور باهتة تُقلّب بين أيدٍ مرتجفة، وأسماء الأحبة إلى همسات تضيع وسط صدى الخراب.

في وسط هذا المشهد الكارثي، يقف مراسل الجزيرة غازي العلول ليروي قصة 9 آلاف و500 مفقود، جرح نازف لا يندمل، وملف مفتوح يؤرق ذويهم الذين يتوقون لمعرفة مصير أبنائهم، فعلى الرغم من انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلا أن مصير معظم هؤلاء ما زال لغزا محيّرا، ومأساة إنسانية تتجدد كل يوم.

بخطوات ثقيلة محملة بالحزن، يسير فادي عساف فوق أكوام الحجارة والحديد الملتوية، متجها نحو أقرب نقطة يُسمح له بالوصول إليها عند حدود "المنطقة الصفراء" التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي شمال القطاع.

من هناك وعلى بعد مئات الأمتار من منزله المدمر، يجلس فادي فوق الركام ويخرج صورا فوتوغرافية قديمة لعائلته، يقلبها بين يديه بحسرة، وكأنه يحاول استعادة ملامح بدأت تتلاشى من ذاكرته.

"نفسي أوصل لكم.. نفسي أطلعكم"، يهمس فادي لنفسه وهو ينظر للأفق. فقد فادي 54 فردا من عائلته في لحظة واحدة، دُفنوا جميعا تحت ركام منزلهم الذي قصفته قنابل من بين الأضخم والأشد فتكا في العالم.

حلم فادي الآن بسيط لكنه بعيد المنال: أن يصل إلى منزله ويقف فوق ركامه، ويتحدث إلى أطفاله وأبيه وأمه وأخته وزوج أخته وابن أخته والعمة والخال والخالة، فهم جيمعا يرقدون تحت الرفات، وهو عاجز عن الوصول إليهم.

مأساة متكررة

المأساة نفسها بتفاصيل مختلفة يعيشها المسن شريف العسلي الذي يجلس على كرسيه المتحرك وسط الركام في حي الصحابة بمدينة غزة، فقد نجا شريف بمفرده وفقد جزءا من جسده، في حين بقي تحت الركام أكثر من 50 فردا من عائلته.

إعلان

تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل القصف لا تغادر مخيلته، حين اقترح على ابنه توزيع العائلة بين الطوابق لتخفيف الزحام، فأجابه ابنه بكلمات مؤلمة: "يابا ما أنت شايف، إن شاء الله كلنا بنموت وبنرتاح وبنروح عالجنة".

آلمته الكلمات، فعاتبه قائلا: "يابا ليش بتدعي هيك؟ قول يا رب الله يحفظنا"، بكى الابن واعتذر قائلا إنه مضغوط ثم رحل، ولاحقا، عندما فتح شريف صفحة فيسبوك ابنه عماد، وجد منشورا مؤثرا كتبه الابن بعد تلك المحادثة: "سامحني يا تاج راسي، أنا مضغوط وأنا ما كنتش بوعيي، وسامحني ع اللي بدر مني تو بس انحكى إلك".

كانت تلك رسالة الوداع الأخيرة قبل أن يصبح عماد وإخوته الثلاثة، الذين كان لكل منهم 3 أو 4 أطفال، جميعا تحت الردم.

ملف المفقودين لا يقتصر على منطقة واحدة، بل يشمل كامل القطاع من شماله إلى جنوبه، يقول المركز الفلسطيني للمفقودين والمغيبين قسرا إن محافظة غزة تحتل النسبة الأعلى بـ32.22%، تليها شمال غزة بـ20.76%، في حين لم يتم تحديد الموقع الجغرافي لـ16.78% من الحالات بسبب الظروف الميدانية والنزوح الدائم.

وتشير الإحصائيات إلى أن 77% من منازل القطاع دُمرت أو تضررت، أي ما يعادل 436 ألف منزل، خلفت وراءها 50 مليون طن من الركام. رفع هذا الركام لاستخراج الرفات قد يتطلب ما بين 15 و20 عاما، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

واقع معقد

في هذا الواقع المعقد، يحاول رجال الدفاع المدني القيام بمهامهم بإمكانيات شحيحة، حيث رافقهم فريق الجزيرة في إحدى المهام داخل شاحنة قديمة متهالكة إلى موقع تنقيب جديد، فقد دمّر الاحتلال 56 مركبة إطفاء وإسعاف وإنقاذ، و13 مركزا ومقرا تابعا للدفاع المدني، ما جعل مهمة الوصول إلى جثامين المفقودين صعبة للغاية.

حاولت الفرق في تلك المهمة انتشال جثامين عائلة النواصرة التي استُهدفت في 24 ديسمبر/كانون الأول 2023 في وسط القطاع، لكن المحاولة لم تكلل بالنجاح، يقول ضابط الدفاع المدني رامي العايدي: "منذ بداية الحرب ونحن نناشد جميع المؤسسات الدولية والحقوقية توفير المعدات والآليات الثقيلة حتى نتمكن من إخراج جميع ما يتم استهدافه".

وتزداد المأساة قسوة داخل غرف "الأدلة الجنائية"، حيث تحول التعرف على الأحباب إلى عملية بصرية بدائية وموجعة عبر شاشات تعرض صورا لملابس ممزقة أو مقتنيات شخصية، وأمهات يصرخن بحثا عن أي دليل.

تقول إحداهن بقلب محترق: "بديش ملامحه.. ع القليلة أعرف شبشبه، أواعيه.. نفسي أدفنه"، وفي ظل غياب فحوصات الحمض النووي (DNA)، يصبح التعرف على الابن من خلال "دم ناشف" أو قطعة قماش أقصى أماني الأم الثكلى.

محمود عاشور، المتحدث باسم الأدلة الجنائية، يشرح الوضع: "نحن الآن نعاني من عجز كامل في المعدات والإمكانات الفنية التي تساعدنا في التعرف على هويات جثامين هؤلاء الشهداء، وبالتالي نحن نستخدم الآن فقط آلية التصوير الجنائي".

تنتهي هذه الرحلة المروعة في مقبرة جماعية بدير البلح، حيث تُوارى الجثث مجهولة الهوية الثرى، وهناك، لا توجد شواهد رخامية تحمل الأسماء، بل طوب أسمنتي كُتبت عليه أرقام صماء وتواريخ.

إعلان

تلك الأرقام هي كل ما تبقى من حياة بشر كانوا يملؤون الدنيا ضجيجا وحياة، وكما اختتم العلول تقريره، فإن شواهد قبورهم باتت من ركام منازلهم، ليبقى ملف المفقودين مفتوحا، شاهدا على حرب حولت البشر إلى أرقام، والمدن إلى مقابر.

مقالات مشابهة

  • مدرب الوحدة الإماراتي ينتقد اختيارات حلمي طولان: القائمة جاءت عشوائية
  • السودان: ترتيبات عاجلة لاحتواء تفشي الحصبة وتأهب لحمى «ماربوغ» في الولايات الحدودية
  • مفوضية اللاجئين: نقص التمويل الأممي يهدد برامج الإيواء والمساعدات الشتوية
  • من الركام إلى المقابر الجماعية.. رحلة مجهولي الهوية في غزة
  • يونيسف تعلن استشهاد 165 طفلاً في غزة بسبب سوء التغذية
  • سنن اشتداد المطر عن النبي
  • يونيسف: 165 طفلا في غزة استشهدوا بسبب سوء التغذية منذ أكتوبر 2023
  • حالات حددها القانون تجيز التحفظ على الحيوانات الخطرة في أماكن الإيواء
  • قلق من استقالات واسعة بين ضباط جيش الاحتلال بسبب خلافات كاتس وزامير
  • جندي بجيش الاحتلال يتخلص من حياته بسبب اضطرابات ما بعد الصدمة