رغم الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية رفيعة المستوى، بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن عبور مدمرة أمريكية عبر مضيق تايوان، قبل يومين، أثار حفيظة بكين، التي اتهمت واشنطن بإثارة التوترات في شرق آسيا، ومرت السفينة الحربية الأمريكية "يو إس إس جون فين"، أول أمس الأربعاء، عبر مضيق تايوان، الممر المائي الذي يفصل جزيرة تايوان عن البر الرئيسي للصين الشعبية.

واتهمت الصين الجيش الأمريكي بـ"إساءة استخدام القانون الدولي" ومواصلة نمط من "الاستفزازات الخطيرة" في شرق آسيا، بعد أن عبرت المدمرة الأمريكية مضيق تايوان. وفي تقرير عرضته قناة «القاهرة الإخبارية»، فإن وزارة الدفاع الصينية، قالت أمس الخميس، إن واشنطن تخاطر بأنشطتها العسكرية في المنطقة، قائلة إن تغيير السلوك "ضروري لتجنب الحوادث البحرية والجوية"، وفق ما ذكرت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان، إن قضايا الأمن البحري والجوي تكمن في المضايقات والاستفزازات التي يقوم بها الجيش الأمريكي على عتبة الصين، والانخراط في أنشطة طويلة وواسعة النطاق وعالية التردد في المناطق البحرية والجوية المحيطة بالصين، وحث الجانب الأمريكي على التوقف عن انتهاك القانون الدولي، ووقف جميع الاستفزازات الخطيرة، وفرض الانضباط الصارم على قواته على الأرض.

وردًا على الاستفزازات الأمريكية، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها ستنفذ المزيد من المناورات والدوريات حول جزيرة تايوان بشكل دوري ومنتظم، وقال المتحدث باسم الأسطول السابع للبحرية الأمريكية ميجان جرين، في بيان يوم الأربعاء، إن عبور المدمرة الأمريكية "يو إس إس جون فين" عبر المضيق تم "وفقًا للقانون الدولي".

وأضاف المتحدث إن السفينة الحربية مرت عبر ممر في المضيق يقع خارج البحر الإقليمي لأي دولة ساحلية، وتابع إن عبور "جون فين" عبر مضيق تايوان يظهر التزام الولايات المتحدة بدعم حرية الملاحة لجميع الدول كمبدأ، بينما كان عبور "جون فين" لمضيق تايوان هو الأول من عام 2024، فإن السفن الحربية والطائرات الحربية الأمريكية تمر بانتظام عبر الممر المائي.

ونقلت الشبكة عن المحلل كولين كوه، زميل البحث في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إنه في عام 2023، قامت سفن تابعة للبحرية وخفر السواحل الأمريكية وطائرات استطلاع تابعة للبحرية بعبور المضيق 11 مرة، وقال كوه إن بكين قد تكون "منزعجة" بعض الشيء من واشنطن في الوقت الحالي، خاصة بعد الموافقة على استئناف المحادثات العسكرية في ديسمبر.

وأضاف: "بالنظر إلى أن بكين تعتقد على الأرجح أنها مدت غصن الزيتون بالموافقة على إعادة فتح الاتصالات بين الجيشين وغيرها من التبادلات رفيعة المستوى، فربما تكون قد لاحظت عدم وجود المعاملة بالمثل من جانب الولايات المتحدة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين الولايات المتحدة تايوان بكين اسيا عبر مضیق تایوان

إقرأ أيضاً:

البروفيسور فيكتور غاو: واشنطن تعيش كابوسين وترامب يفضل ارتداء قبعة صنعت في الصين



ويعتبر غاو -الذي حل ضيفا على برنامج " المقابلة- أن حرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية وحرب الرسوم لن تحقق هدفها، وأن الصين قد تجاوزت الولايات المتحدة بالفعل في مجالات عدة.

وعن خصوصية الشعب الصيني، يقول إنه ليس انطوائيا، كما يوصف، بل هو "شعب تعبيري جدا، فقد قدم بعضا من أروع القصائد والمسرحيات والروايات"، ويذكر أن الحضارة الصينية موجودة منذ أكثر من 5 آلاف سنة.

كما يعد الشعب الصيني أكثر تحفظا، فهو يتمسك بالبروتوكولات وقواعد اللياقة والآداب، ولذلك يبدي أحيانا -يضيف البروفيسور غاو- اهتماما كبيرا بالسلوكيات الاجتماعية والتراتبية والاحترام المتبادل، ومن هذا المنطلق ربما يختلفون عن كثير من شعوب العالم.

النموذج الصيني

وعن النموذج الصيني، يوضح أن بلاده ومنذ عام 1978 تبتكر بشكل يومي، وهي ليست راضية عن الوضع القائم، بل تقوم بإصلاحات متواصلة على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية والعلمية والتقنية والتعليمية وغيرها. وما يميز الصين عن بقية دول العالم أنها تستخدم الإبداع والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجهها.

ومن جهة أخرى، يرى الأكاديمي الصيني أن واشنطن تعيش كابوسين، الأول أنها قلقة من أن الصين ستلحق بها اقتصاديا، بل ستتجاوزها لتصبح أكبر اقتصاد في العالم، مشيرا إلى أن "هذا الكابوس لا يقوم على أساس متين، فالصين تتفوق على الولايات المتحدة في نواح كثيرة، مثل إنتاج السيارات والأسمنت والخرسانة والحديد والصلب والكثير من الموارد والأجهزة الإلكترونية من مختلف الأنواع".

إعلان

أما الكابوس الثاني فهو أسوأ، كما يقول ضيف برنامج "المقابلة"، حيث يخشى الأميركيون أنه بمجرد أن "تصبح الصين أكبر من الولايات المتحدة، فإنها ستهيمن عليها وستقصيها وتهمشها وتبعدها عن مركز المسرح العالمي"، ويوضح أن الصين ليست لديها مصلحة في ذلك، ولا لديها أي طموح لإقصاء الولايات المتحدة.

وحسب الأكاديمي الصيني، يعتمد الاقتصاد الأميركي بنسبة 80% على قطاع الخدمات، مثل الرسوم القانونية والرسوم التعليمية والرسوم الطبية والسفر وغيرها، في حين أن قطاع التصنيع صغير جدا ولا يتجاوز 30%، وربما 25%.

أما القطاع الصناعي في الصين أو ما يعرف بالقطاع الثانوي فيشكل أكثر من 45% من الاقتصاد، مما يعني أن القطاع الصناعي والتصنيعي في الصين أكبر بكثير من نظيره الأميركي، كما تنتج الصين جميع أنواع المنتجات.

حرب الرسوم الجمركية

وبشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على الصين، يقول إن هذه الرسوم ليست موجهة ضد الصين فقط، بل ضد بقية العالم أيضا، لا بل ضد البشرية. واعتبر أن حرب ترامب التجارية وحرب الرسوم هي حرب خاطئة من الأساس، ولن تحقق الهدف الذي أعلنه ترامب وهو إعادة وظائف التصنيع للولايات المتحدة.

وأرجع حرب الرسوم الجمركية ضد الصين إلى وجود اختلال في الميزان التجاري بين الصين والولايات المتحدة، إذ تصدر الصين للولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، مؤكدا أن الصين تصدر ما يقارب 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، بينما تصدر الولايات المتحدة أقل من 200 مليار دولار إلى الصين.

وبينما يوضح أن بلاده لم تجبر أي شركة أميركية على نقل تقنياتها إلى الصين، يشير البروفيسور الصيني إلى أن معظم الأعلام الوطنية في الولايات المتحدة كانت لفترة طويلة تصنع في الصين، و"كان الأميركيون يؤدون التحية بفخر لأعلام وطنية صنعت في الصين"، كما يفضل الرئيس ترامب ارتداء قبعة كتب عليها "لنستعد عظمة أميركا"، ومعظم هذه القبعات مصنوعة في الصين.

إعلان

ويذكر أن فيكتور غاو ولد في فبراير/شباط 1962، ويحمل أكثر من شهادة عليا في مجالات مختلفة منها الأدب الإنجليزي والعلوم السياسية والحقوق. عمل في ثمانينيات القرن الماضي مترجما مع الزعيم الصيني دينغ شياو بينغ.

وشغل سلسلة مناصب رسمية واستشارية في مجالات أكاديمية وسياسية واقتصادية، ويتولى البروفيسور غاو حاليا مسؤوليات رفيعة من بينها رئاسة معهد أمن الطاقة الصيني وعضوية مجموعة استخبارات الطاقة في لندن. كما يتمتع بخبرة واسعة في العمل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي في الصين.

15/6/2025

مقالات مشابهة

  • صحيفة أمريكية: الدفاعات الإسرائيلية لن تتحمل أكثر من 12 يومًا
  • “مارين ترافيك”: حاملة الطائرات الأمريكية “نيميتز” تغادر بحر الصين نحو الشرق الأوسط
  • حاملة طائرات أمريكية تغادر بحر الصين الجنوبي وتتحرك نحو الشرق الأوسط
  • حاملة الطائرات الأمريكية "نيميتز" تغادر بحر الصين وتتجه نحو الشرق الأوسط
  • الخطوط الحمراء الأمريكية في الحرب بين إسرائيل وإيران.. متى تتدخل واشنطن؟
  • حاملة طائرات أمريكية تتحرك من بحر الصين الجنوبي صوب الشرق الأوسط
  • كمائن “الطحين” الأمريكية!
  • البروفيسور فيكتور غاو: واشنطن تعيش كابوسين وترامب يفضل ارتداء قبعة صنعت في الصين
  • السفارة الأمريكية في بغداد تخشى من استهداف مصالح واشنطن بهجمات إرهابية
  • تهديد إيراني بإغلاق مضيق هرمز.. هل يدخل العالم وتركيا في نفق اقتصادي مظلم؟