بينها فرس النبي.. صحيفة أمريكية: 3 خيارات للرد على إيران
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قالت صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية (The Wall Street Journal) إن إدارة الرئيس جو بايدن لديها ثلاث خيارات للرد على إيران، بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة "البرج 22" العسكرية شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري.
الصحيفة أوضحت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن هذه الخبارات هي: توجيه ضربة مباشرة ضد إيران، وضرب الجماعات الموالية لها أو أهداف وأفراد إيرايين في الخارج، وأخيرا زيادة الضغوط المالية على اقتصاد طهران المنهك.
وأعلنت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، في 29 يناير الجاري، أن هجوم "لبرج 22" يحمل بصمة "كتائب حزب الله العراقية"، وهي جماعة مسلحة شيعية، لكن واشنطن لم تقم بإجراء "تقييم نهائي".
وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي، شنت جماعات موالية لطهران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات خلّفت قتلى.
اقرأ أيضاً
هآرتس: دول خليجية وعربية تمنع أمريكا من معاقبة إيران.. واستراتيجة طهران أرهقت واشنطن
ضربة مباشرة
وبالنسبة للخيار الأول، قالت الصحيفة إن "توجيه ضربة أمريكية مباشرة إلى الأراضي الإيرانية، وهو ما يدعو إليه بعض الجمهورون، سيكون أمرا غير مسبوق".
ولفتت إلى أن "إدارة (الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد) ريجان هاجمت سفنا إيرانية ومنصات نفط البحرية؛ ردا على انفجار سفينة حربية أمريكية إثر اصطدامها بلغم زرعته طهران، لكن الجيش الأمريكي لم يهاجم أهدافا داخل إيران".
وهذا الهجوم شنته إدارة ريجان في 14 أبريل/ نيسان 1988، وأطلقت عليه اسم " Praying Mantis"، وهي حشرة "السرعوف" المعروفة عربيا باسم "فرس النبي".
وقال الجمهوري روجر ويكر، عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "يجب أن نرد على هجمات إيران ووكلائها المتكررة بتوجيه ضربات مباشرة ضد الأهداف الإيرانية وقيادتها".
"لكن الضربات المباشرة على إيران تخاطر بإثارة حرب إقليمية شاملة، وهو ما يقول البيت الأبيض إنه حريص على تجنبه"، وفقا للصحيفة.
اقرأ أيضاً
أين سترد أمريكا على إيران؟.. مسؤول سابق بالمخابرات الإسرائيلية يجيب
"محور المقاومة"
والخيار الثاني أمام واشنطن، بحسب الصحيفة، هو "أن تستهدف ما يُسمى "محور المقاومة" الإيراني وشبكات وكلائها في جميع أنحاء المنطقة".
وتابعت: يمكن مثلا ضرب أفراد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، في سوريا والعراق واليمن، أو ضرب السفن الإيرانية في البحر، أو شن هجوم كبير على الميليشيا المسؤولة عن الهجوم".
ومن أبرز العمليات الأمريكية السابقة ضمن هذا الخيار، هو اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس، قاسم سليماني، في غارة جوية بطائرة بدون طيار ببغداد في 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
وتوقع المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط الإيراني، المقرب من الحكومة، أن الأمريكيين "سيهاجمون وكلاء إيران في العراق"، محذرا من أن مثل هذه الضربات "ستغذي دائرة من الانتقام قد تخرج عن نطاق السيطرة".
وقال مستشار مخابراتي أمريكي للصحيفة إن الحرس الثوري ووكلائه في سوريا على رأس قائمة الضربات الأمريكية، ويتم رصد تحركاتهم بواسطة طائرات بدون طيار وأقمار اصطناعية.
اقرأ أيضاً
إيران: لسنا مسؤولين عن أفعال أي مجموعة بالمنطقة
عقوبات إضافية
"فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران أشد مما فرضته على أي اقتصاد في العالم، لكن يوجد مجال لمواصلة المزيد من الإجراءات الاقتصادية ضدها"، كما زادت الصحيفة.
وأضافت أن "الهدف من العقوبات الأمريكية الحالية هو الضغط على طهران لحملها على الامتثال في ما يخص برنامجيها النووي والصاروخي، والحد من قدرتها على تمويل عدم الاستقرار الإقليمي عبر وكلاء مسلحين".
واستدركت الصحيفة: لكن "مع ذلك، قام النظام بتطوير نظام تجاري وتمويلي دولي يساعد على عزل اقتصاده عن هذه التدابير المالية".
ويقول بعض المشرعين ومسؤولي الأمن الأمريكيين السابقين إن الولايات المتحدة يمكن أن تكثف تطبيق العقوبات الحالية، وخاصة تعطيل مبيعات الطاقة وفرض عقوبات على الشركات والبنوك الأجنبية التي تساعد إيران، ويشمل ذلك كيانات في الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.
اقرأ أيضاً
حسابات معقدة للرد على إيران.. بوليتيكو: هذا ما يخشاه بايدن
المصدر | ذا وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: هجوم البرج 22 أمريكا بايدن إيران خيارات فرس النبي اقرأ أیضا على إیران
إقرأ أيضاً:
رأي.. عمر حرقوص يكتب: إيران أولاً.. خطاب خامنئي والصراع حول تعريف الثورة
هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
في خطاب هو الأبرز منذ اندلاع المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي بموقف، بدا فيه كما لو أنه يعيد ضبط نغمة الخطاب السياسي الإيراني: من شعارات الثورة الإسلامية العابرة للحدود، إلى نبرة ترفع "الوطن الإيراني" فوق كل اعتبار، وربما مقدمة لتحول أوسع في مفهوم إيران لنفسها ولدورها في الإقليم.
خامنئي، الذي طالما عُرف بتمسكه بالمفاهيم الثورية مثل "تصدير الثورة"، و"الأمة الإسلامية"، و"المستضعفين في الأرض"، اختار في خطابه الأخير التوجه إلى الداخل الإيراني بلغة السيادة الوطنية، والردع القومي، والحفاظ على مصالح إيران العليا. استُبعدت من خطابه مفردات كـ"نصرة محور المقاومة" و"الولاء المطلق لخط الولي الفقيه"، وحل مكانها خطاب أقرب إلى القومية الواقعية التي تستبطن حسابات الدولة، لا مبادئ الثورة فقط.
ولكن هل يعبّر هذا التحول عن تغير حقيقي في بنية النظام الإيراني؟ أم مجرد مناورة ظرفية أملتها التحديات المتزايدة داخلياً وخارجياً؟
أثبتت الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي دامت 12 يوماً، أن إيران ليست قادرة على إدارة حرب مباشرة إقليمية واسعة على أكثر من جبهة. في السابق لم تتورط طهران مباشرة بالحروب ضد الولايات المتحدة ولا ضد إسرائيل، بل فضلت استغلال ما يسمى بالأذرع، مستعملة بالمقابل خطاب "الردع الهادئ" والقدرة على التحكم في التصعيد.
ولكن الحروب منذ السابع من أكتوبر 2023 أدت إلى استنزاف الأذرع، فنقلت إسرائيل المواجهة إلى الأرض الإيرانية. انتهت المعركة ووجدت طهران نفسها أمام تحول جديد، العمل للحفاظ على حضورها في المنطقة ومنع نقل المعركة مجدداً إلى أراضيها. وتلك هي النقطة المفصلية التي تفسر ربما انتقال خطاب خامنئي من رجل دين على رأس نظام يقود ميليشيات وأذرع في الخارج إلى سياسي يقود دولة.
قبل أعوام اغتالت مسيرة أميركية القيادي بالحرس الثوري قاسم سليماني في العراق، يومها أعادت طهران قراءة دورها الإقليمي بواقعية أكبر، وبدل أن تفتح حرباً مع "العدو الأكبر"، فضلت قصف مواقع بالعراق بعد إبلاغ واشنطن بموعد الضربة، وهو ما كررته الشهر الماضي في الرد على القصف الأميركي لمواقع نووية إيرانية، بمهاجمة قاعدة العديد في قطر بعد إبلاغ واشنطن لتحضير قواتها لمواجهة الصواريخ، ليظهر هنا أن الحرب فرضت معادلة جديدة تقول: ليس كل ما يُمكن فعله أيديولوجياً، يمكن تحمله سياسياً واقتصادياً.
وبهذا المعنى، فإن خطاب خامنئي الأخير لا يبدو ارتجالياً، بل ثمرة تراكم في مؤسسة الحكم، التي وجدت نفسها أمام خيار بقاء الثورة أو بقاء النظام، فانتقلت لحماية النظام عبر التورية، حيث يستطيع نائب الولي الفقيه بغياب "المهدي المنتظر" أن يعود للعب دور رجل السياسة، يحاور ويناور، ويزيح جانباً دور رجل الدين الذي يقود الأذرع المدافعة عن النظام، بانتظار التحولات التي تفرض تغييراً بالمنطقة.
من الجائز القول إن التركيز المفاجئ على "إيران أولاً" قد يخدم النظام داخلياً. ففي ظل تآكل الثقة، وانهيار العملة، وضجر أجيال جديدة من لغة الثورة بعد تراجع طهران عن "فرصة إزالة إسرائيل"، يبدو اللعب على وتر "الهوية الوطنية الإيرانية" أشبه بمحاولة استعادة السيطرة الرمزية على الداخل.
لكن في المقابل، من السذاجة تجاهل أن النظام الإيراني يجيد الازدواج الخطابي، فهو يقدم وجهاً وطنياً عاقلاً للخارج، فيما يستبطن وجهاً أيديولوجياً صلباً عند الحاجة، وبالتالي، فإن "الوطنية" في خطاب خامنئي قد تكون مناورة تكتيكية لتحسين وضع إيران التفاوضي، أو تغييراً إستراتيجياً مزمناً نحو بناء إيران كقوة إقليمية، لا فقط كثورة دائمة.
الواقع أن خامنئي لم يتخل عن أدوات الثورة، لكنه قد يعمل على إعادة ترتيبها، "حزب الله"، "الحشد الشعبي"، "أنصار الله الحوثي"، "الجهاد الإسلامي" و"حركة حماس" ما زالوا أوراق نفوذ مهمة، لكنها لم تعد تحرك كما كانت سابقاً بسبب الاختراق الإسرائيلي الذي سبب لها ضربات قاسية.
إيران قد تكون بصدد تحول تاريخي من "ثورة الإسلام" إلى "دولة إيران". لا يعني هذا بالضرورة انقلاباً على النظام، لكنه يعني بداية فصل جديد: حيث يتقاطع الأمن القومي مع السيادة، وتصبح الوطنية الإيرانية غطاء مشروعاً لكل خيارات البقاء. ولكن هل يستطيع النظام الحفاظ على هذا التوازن، أم أن الأيديولوجيا ستعود للواجهة حين تنتهي الحاجة التكتيكية لخطاب "إيران أولاً"؟
الأيام المقبلة لا سيما مع تصاعد ملفات التفاوض والضغط الإقليمي ستُظهر ما إذا كان خطاب خامنئي الأخير لحظة صدق نادرة، أم مجرد فصل جديد في فن البقاء السياسي الإيراني.
*عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.
أمريكاإسرائيلإيرانرأيعلي خامنئينشر الخميس، 10 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.