الجزائر ثاني أهم مصدر للغاز الطبيعي عبر الأنابيب نحو الاتحاد الأوروبي في 2023
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
حلت الجزائر في المرتبة الثانية من بين الدول المصدرة للغاز الطبيعي عن طريق الأنابيب نحو الاتحاد الأوروبي سنة 2023، كما حققت ارتفاعا هاما في صادراتها من الغاز المسال. حسب ما جاء في اخر تقرير شهري لمنتدى الدول المصدر للغاز GECF.
وجاء في تقرير المنتدى لشهر جانفي 2024 أن الجزائر استحوذت سنة 2023 على حصة 19 بالمائة من الغاز الطبيعي المصدر عن طريق الأنابيب نحو الاتحاد الأوروبي.
و في هذا الإطار، بلغ المعدل الشهري لصادرات الجزائر نحو الاتحاد الأوروبي السنة الماضية 41ر2 مليار متر مكعب. مقابل متوسط ب 7 مليار متر مكعب للنرويج و 3ر2 مليار متر مكعب لروسيا. حسب التقرير.
ولفت التقرير إلى أن “الاتحاد الأوروبي استورد 155 مليار متر مكعب من الغاز سنة 2023. ما يمثل عجزا ب 23 بالمائة مقارنة بما تم استيراده سنة 2022”.
و تتوفر الجزائر على أنبوب لنقل الغاز نحو إيطاليا وآخر نحو إسبانيا. فيما تتوفر النرويج على ستة أنابيب لنقل الغاز.
من جهة أخرى، عرفت الصادرات العالمية من الغاز الطبيعي المسال، في ديسمبر 2023، ارتفاعا نسبته 3ر5 بالمائة على أساس سنوي (90ر1 مليون طن). لتصل إلى “مستوى قياسيا”، في أقوى زيادة شهرية على أساس سنوي منذ فيفري 2023، يضيف التقرير.
وشهد شهر ديسمبر، حسب المصدر ذاته، “نموا ملحوظا” في صادرات الغاز الطبيعي المسال من الدول الأعضاء في المنتدى والمراقبين. بنسبة +8ر3 بالمائة على أساس سنوي، لتصل إلى 03ر18 مليون طن.
وأكد التقرير أن ذلك يمثل “أعلى صادرات شهرية من الغاز الطبيعي. المسال لأعضاء منتدى الدول المصدرة للغاز منذ يناير 2020”.
وأشار المنتدى في تقريره الى أن العدد الإجمالي لشحنات الغاز المسال على مستوى العالم بلغ 56ر6266 شحنة سنة 2023. حيث احتلت الولايات المتحدة الصدارة ب 123 شحنة. متبوعة بالجزائر في المرتبة الثانية ب 54 شحنة.
وسجلت النرويج أكبر نسبة ارتفاع في صادرات الغاز المسال السنة الماضية بنسبة 59 بالمائة، تلتها بالجزائر ب25 بالمائة ثم البيرو ب22 بالمائة.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: نحو الاتحاد الأوروبی ملیار متر مکعب الغاز الطبیعی فی المرتبة من الغاز سنة 2023
إقرأ أيضاً:
هل يفقد الغرب الأوروبي اتزانه؟ كيف تحول مركز القوة السابق إلى مصدر تهديد للاستقرار العالمي
تشهد أوروبا الغربية اليوم تحوّلاً لافتاً في سلوكها السياسي والدبلوماسي، تحوّل جعلها أحد أخطر مصادر الاضطراب في العالم.
المفارقة أن هذه المنطقة، التي بُني النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بالكامل لمنعها من إشعال صراع عالمي جديد، تبدو الآن الأكثر استعداداً لخطاب التصعيد، والأكثر اندفاعاً في رسم ملامح مواجهة قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود القارة.
الأزمة الداخلية والانغلاق السياسي #الأزمة_الداخلية
الأزمة الأولى داخلية، ترتبط بطبيعة الأنظمة السياسية والاجتماعية في أوروبا الغربية. منذ منتصف القرن العشرين، استطاعت حكومات هذه الدول خلق قدر كبير من الاستقرار الداخلي، ما أدى مع الوقت إلى جمود سياسي واجتماعي حاد. لم تعد هناك ثورات، ولا موجات تغيير واسعة، ولا أحزاب قادرة على إعادة صياغة المشهد. النخب السياسية راسخة بشكل يمنع أي تجديد، بينما المجتمعات باتت أكثر بروداً وأقل تأثيراً في تحديد مستقبلها.
هذا الانسداد الداخلي دفع أوروبا إلى تصدير توترها للخارج، إذ النخبة التي لا تستطيع التجديد داخلياً تلجأ لخلق أدوار ومواجهات خارجية توحي بالقوة.
القلق من فقدان المركز الدولي #تراجع_المكانة
الأزمة الثانية خارجية، ترتبط بالمكانة الدولية التي كانت أوروبا الغربية تتربع عليها عقوداً طويلة. فقد كانت دولها ثقلاً اقتصادياً وسياسياً يجعل صوتها مسموعاً ومهاباً.
أما اليوم، فقد تغيّر المشهد العالمي جذرياً؛ صعود الصين، وظهور الهند، واستعادة روسيا لمكانتها، وتمدد العالم النامي، جعل أوروبا تواجه واقعاً جديداً لم تعتده من قبل: لم تعد محور النظام العالمي.
الصراع مع روسيا والصين #التوتر_الخارجي
النتيجة هي أن أوروبا الغربية لجأت لتبني خطاب تصعيدي، موجه أساساً نحو روسيا، ثم الصين، رغم غياب أي صدام حقيقي مع الأخيرة.
هذا السلوك يوضح أن المشكلة ليست خارجية بل انعكاس لأزمة داخلية، حيث يسعى القادة لإظهار القوة والخطورة على الساحة العالمية خوفاً من فقدان المكانة.
خطر الاستقرار الأوروبي على العالم #الخطر_العالمي
تُظهر الأزمة أن أوروبا الغربية أصبحت لاعبا عالي الخطورة على المسرح الدولي، خاصة في ظل وجود قوتين نوويتين داخل حدودها، بريطانيا وفرنسا، واعتمادها على دعم الولايات المتحدة لضمان استمرار مكانتها.
أما صعود مجموعة بريكس فيزيد من شعور الأوروبيين بأن العالم قادر على إعادة تنظيم نفسه بدونهم، مما يعمّق القلق ويزيد من احتمال التصعيد العسكري والخطاب العدواني.
غياب القدرة على التكيّف #الجمود_السياسي
مع هذه التحديات، يفتقد الغرب الأوروبي القدرة على التكيّف مع واقع متعدد الأقطاب.
بدل البحث عن حلول دبلوماسية أو اقتصادية جديدة، تلجأ أوروبا إلى الصراخ ورفع وتيرة التهديدات، محاولةً فرض دور لم تعد قادرة على الحفاظ عليه بوسائلها التقليدية.
لكن هذا القلق هو المحرك الرئيس لسلوكها الدولي، ويجعل أي خطوة خاطئة محتملة في الساحة الأوروبية تحمل تأثيرات عالمية مباشرة.
خلاصة تحليلية #التحليل_الأوروبي
باختصار، أوروبا الغربية اليوم تتحرك بدافع الخوف وليس الثقة. الخوف من فقدان الدور والمكانة، والخوف من عالم جديد متعدد الأقطاب، والخوف من فقدان النفوذ أمام صعود قوى صاعدة مثل الصين والهند وبريكس، يجعلها لاعبا غير مستقر ومصدر تهديد للاستقرار العالمي.
وبدل التكيف مع التغيرات الجديدة، اختارت الاندفاع في التصعيد والتهديد، مما يجعل مستقبل الاستقرار الدولي أكثر هشاشة، خاصة مع تصاعد التوترات مع روسيا والصين والاعتماد على الولايات المتحدة في حماية مكانتها