جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-25@15:32:11 GMT

سلام عليكِ يا غزة

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

سلام عليكِ يا غزة

 

علي بن حمد المسلمي

  ana.1970@hotmail.com

 

"كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ"

القرن الحادي والعشرون قرن بلغ العلم ذروته وتصورنا أن الإنسان بلغ مجده بما أنجزه من منجزات تفوق الخيال وظن أنَّه قادر على هذه الأرض بعد ظهور زينتها وزخرفها، ولكن  جوهره لم يتغير منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل.

المشهد يتكرر والمأساة تظهر بقتل الإنسان لأخيه الإنسان بلا هوادة ولا رحمة، القلب أقسى من الحجر "وإنَّ من مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلْأَنْهَٰرُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ".

إن الناظر للوضع في غزة ومساحتها الصغيرة والمزدحمة بالسكان والتي زج فيها الصهاينة عتادهم وعدتهم وكأنهم يحاربون دولة عظمى بقضها وقضيضها  وما يستخدمونه من قنابل محرمة دوليا كالفسفورية مثلا  فاقت ما ألقي وزن القنبلة التي ألقيت في اليابان على مدينتي هيروشيما وناكزاكي حسب تصريحات المختصين في هذا الجانب، وكذلك القصف المدفعي التدميري العشوائي الذي قضى على الحجر والبشر؛ لجعلها غير صالحة للعيش والذي يفوق تصور عقول البشر أن يفعل الإنسان هكذا بأخيه الإنسان.

التصريحات التي يطلقها قادتهم بين الفينة والأخرى والتي دانتها محكمة العدل الدولية في لاهاي ضمن الدعوة المقدمة من جنوب أفريقيا من تشبيه العرب بالحيوانات البشرية في غزة، والذين لا يستحقون العيش وإلقاء قنبلة نووية على غزة لمسحها من الوجود،  واستشهادهم بكتبهم بقتل الأطفال بحيث لا يبقى هناك طفل في غزة وقتلهم الشيوخ والنساء وهدم دور العبادة؛ كالمساجد والكنائس وقصف المشفيات والبيوت وتدميرها على رؤوس قاطنيها،  وجرف المزروعات وتجويع الناس وتعطيشهم وتهجيرهم؛ بإقامة بحيرة صناعية لهم في البحر المتوسط.

إنه لحريّ بالإنسان أن يتأمل وتستوقفه العبر والعظات وما دل عليه القرآن الكريم في محكم آياته البينات التي لا يزيغ عنها إلا هالك، إن هؤلاء قتلة الأنبياء والمرسلين وعبدة العجل وخونة العهود والمواثيق قد تجردوا من إنسانيتهم كوحوش في صورة بشرية، لا تعرف الرحمة ولا الشفقة .

إن ما نشاهده في غزة من مآس إنسانية ليشيب منه الرأس، وتقشعر له الأبدان وتتفطر له القلوب. والعرب صامتون وأخوانهم وبني جلدتهم تهدم على رؤوسهم المنازل ويقتل أطفالهم وشيوخهم، والجوع ينخر بطونهم الخاوية أصلا. ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء مع برودة الطقس وبركات السماء.

أما آن الأوان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ لوقف هذا العدوان وهذه الحرب الطاحنة غير المتكافئة وغير العادلة. أن يقوم العرب والمسلمون خاصة والعالم أجمع بالضغط بكل ما يملكونه من قوة لمساعدة الغزيين بكل السبل والوسائل الممكنة؛ وخاصة أن محكمة العدل الدولية قد حكمت باتخاذ التدابير والإجراءات الإنسانية اللازمة للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.

لا سيما وأن القانون والمعاهدات والمواثيق الدولية تسمح بمثل ذلك في النزاعات والحروب التي يتعذر تسليم المساعدات فيها مباشرة كما حدث في الحرب العالمية الثانية في بعض مناطق الصراع التي يتعذر فيها توصيل المساعدات للمتضررين كالعاصمة الألمانية برلين على سبيل المثال.

ومن ضمن الوسائل التي يستطيع العرب والمسلمون والعالم مساعدة أهل الغزة بها بسبب غلق المعابر والبطء في إدخال المساعدات القيام بعملية إنزال جوي للأغذية والمستلزمات التي يحتاجون إليها، وإقامة المزيد من المستشفيات الميدانية في القطاع؛ لمعالجة المرضى والجرحى، وكذلك إقامة ورش للمستلزمات الطبية لإصلاح المعدات والأجهزة الطبية، وتأهيل المستشفيات لإعادتها لوضعها الطبيعي، وكذلك إقامة محطات متنقلة لتحلية المياه على شاطئ غزة؛ لتزويد المواطنين والمشفيات بمياه صالحة للشرب وأغراض أخرى .

إن الإنسانية جمعاء يجب أن تقف وقفة رجل واحد ضد طغيان الإنسان ومايملكه من جبروت ضد أخيه الإنسان من أجل صالح البشرية؛ ليعم السلام والازدهار؛ تجنبا لتكرار قصة قابيل وهابيل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

منظمة حقوقية: الاحتلال يحمي اللصوص ويستهدف من يحمي المساعدات الإنسانية

#سواليف

أدان #المركز_الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات هجوم قوات #الاحتلال الإسرائيلي، على عناصر أمن ومدنيين كانوا يؤمنون مرور #شاحنات_مساعدات إنسانية عبر طريق صلاح الدين، بين منطقتي الرمزون ومدرسة المزرعة جنوب مدينة دير البلح وسط قطاع #غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد منهم في وقت غضت فيه الطرف عن #اللصوص_المسلحين.

وأوضح المركز في بيان له، السبت، أن #الجريمة وقعت حوالي الساعة 22:40 من يوم الخميس 22/5/2025، عندما أقدمت مجموعة من اللصوص المسلحين، يُقدّر عددهم بنحو 15 شخصًا، على نصب كمين للشاحنات التي كانت تقل مساعدات عند المدخل الجنوبي لدير البلح، في المحافظة الوسطى، مستخدمين عربات النفايات لإغلاق الطريق، قبل أن يطلقوا نيرانهم بغزارة في محاولة لسرقة الشاحنات المحملة بالمساعدات.

وأضاف: عندما حاول عناصر الأمن ولجان الحماية التدخل، تفاجأ الجميع بطائرات مروحية إسرائيلية ومُسيّرات تطلق صواريخها نحو عناصر الأمن ولجان الحماية بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتل أو إصابتهم على الفور.

مقالات ذات صلة “حماس”: الاحتلال يرتكب مجزرة وحشية بقتل تسعة أطفال لطبيبة أثناء تأديتها واجبها الإنساني 2025/05/24

ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك، بل أطلقت طائرات الكواد كابتر الإسرائيلية النار على كل من اقترب من الجرحى لمحاولة إسعافهم، في جريمة مركّبة تستهدف إتمام القتل ومنع عمليات الإنقاذ. وبعد نحو ربع ساعة، أطلقت الطائرات صواريخ أخرى على ذات الموقع، مستهدفة مواطنين آخرين تجمهروا قرب المكان في محاولة لإخلاء المصابين.

وأشار إلى انتشال جثامين 5 #شهداء ونقل 6 #مصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

وأكد المركز الحقوقي أن هذه الجريمة البشعة تكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكتفي بالتجويع و #الحصار، بل تلاحق من يحاول تأمين المساعدات الإنسانية وتصرّ على #حماية_المجرمين واللصوص، وهو أمر تكرر عشرات المرات سابقًا، ما يدلل على أن إعلانها إدخال مساعدات محدودة، لا يؤشر بأي حال من الأحوال إلى نية الاحتلال تقديم استجابة حقيقية لمواجهة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، وإنما يمثل محاولة خداع مفضوحة لأنسنة صورته أمام المجتمع الدولي والرأي العام العالمي.

ويسعى الاحتلال – وفق البيان- من خلال تسهيل سرقة المساعدات وغض النظر عن اللصوص المسلحين، في وقت يستهدف فيه لجان الحماية التي تحاول تأمينها ، إلى تهيئة الظروف لبدء تنفيذ الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات، حيث سيتم توزيع المساعدات عبر شركات خاصة في مناطق محددة وعلى رأسها رفح، وبإشراف من الاحتلال الاسرائيلي وهو ما يعتبر محاولة مدروسة من الاحتلال لإدارة عملية التجويع، واستخدام المساعدات الإنسانية كأداة للضغط على الفلسطينيين ودفعهم نحو تلك المناطق، تمهيدًا لخطة طرد الفلسطينيين واقتلاعهم من أراضيهم.

وشدد على أن تكرار استهداف فرق الحماية والإنقاذ، بما في ذلك سيارات الإسعاف والمدنيين الذين يهرعون لإنقاذ المصابين، يمثل سياسة ممنهجة تقوم على إدامة القتل، ومنع وصول المساعدات، وخلق بيئة من الفوضى والانهيار الأمني في المناطق المنكوبة جراء جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة للشهرين على التوالي.

وحذر بأن هذه التطورات تدلل أن الاحتلال لا يزال يصر على توظيف المعاناة الإنسانية للفلسطينيين خدمةً لأهدافه العسكرية والسياسية، وفي مقدمتها التغطية على جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها بحق أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، تحت وطأة الحصار والتجويع والقتل والتهجير القسري، وما يرافق ذلك من دمار واسع للبنى التحتية ومقومات الحياة الأساسية.

وجدد المركز الحقوقي مطالبته للمجتمع الدولي، بضرورة التحرك بشكل فوري وعاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية الوحشية الجارية ضد الفلسطينيين، وضمان احترام القانون الإنساني الدولي، واتخاذ إجراءات صارمة من أجل فرض دخول المساعدات الإنسانية بالكامل دون شروط إلى جميع أنحاء قطاع غزة، ورفع الحصار غير القانوني عن غزة فورًا وبشكل دائم، وتوفير الحماية الكاملة للطواقم الإنسانية والإغاثية، وتمكين المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة من الإشراف على عملية توزيع المساعدات وضمان حيادها.

مقالات مشابهة

  • هل الفيروسات التي تصيب الدواجن خطر على الإنسان؟.. دكتور بيطري يوضح
  • منظمة حقوقية: الاحتلال يحمي اللصوص ويستهدف من يحمي المساعدات الإنسانية
  • أونروا: لا نعتقد أن خطة المساعدات الإنسانية الجديدة في غزة ستنجح
  • منظمة سويسرية تدعو للتحقيق في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ستوزع المساعدات بسبب شكوك في حيادها
  • شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تسخر من القيادي بالدعم السريع “بقال” بأغنية الفنانة مروة الدولية (الخذلة حارة عليك شديد ما كنت فاكر بخذلوك) والجمهور: (مغارز شديدة)
  • يونيسف: الأزمة الإنسانية في غزة تعصف بالطفولة وتتطلب تدخلا عاجلا
  • شكوى امام المحكمة الدولية تتهم الشرع بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
  • 80 دولة ترفض استغلال المساعدات الإنسانية بغزة
  • الهجرة الدولية تشيد بدور مصر في الاستجابة الإنسانية لأحداث فلسطين وقطاع غزة
  • الموت البطيء : تحذير أممي من توقف المساعدات الإنسانية في اليمن