بين يدى كتاب عمره 124 عامًا..
كتاب عاش أكثر من قرن والربع.. وفى اعتقادى انه سيستمر سنوات وسنوات..
عند صدور الطبعة الأولى له عام 1900
واجه انتقادا عنيفا وهجوما منقطع النظير من أطياف المجتمع وخصوصا المثقفين.. كتاب «المرأة الجديدة»، للفيلسوف والمفكر الكبير قاسم امين.
عندما تقرأ سطوره التى تخطت مئات السنين تشعر وكأنه يخاطب زماننا هذا.
فإذا أراد المصريون أن يصلحوا أحوالهم فعليهم أن.. يبتدئوا فى الإصلاح من أوله، يجب عليهم أن يعتقدوا بأن لا رجاء فى أن يكونوا أمة حية ذات شأن بين الأمم الراقية ومقام فى عالم التمدن الإنسانى قبل أن تكون بيوتهم وعائلاتهم وسطا صالحا لإعداد رجال متصفين بتلك الصفات التى يتوقف عليها النجاح. ولا رجاء فى أن البيوت والعائلات تصير ذلك الوسط الصالح إلا إذا تربت النساء وشاركن الرجال فى أفكارهم وآمالهم وآلامهم.
يجب على كل أب أن يعلم ابنته بقدر ما يستطيع ونهاية ما يمكن، وأن يعتنى بتربيتها كما يعتنى بتربية أولاده الذكور، فإذا تزوجت بعد ذلك فلا يضرها عملها بل تستفيد منه كثيرا، وتفيد عائلتها، وإن تزوجت ثم انفصلت عن زوجها لسبب من الأسباب الكثيرة الوقوع، أمكنها أن تستخدم معارفها فى تحصيل معاشها بطريقة ترضيها وتكفل راحتها واستقلالها وكرامتها.
حوادث الفقر، والطلاق، وموت الزوج والعزوبة، كلها حوادث جارية، وتقع فى كل آن، ولما كان الاطلاع على الغيب أمرًا غير ميسور للإنسان وجب أن تستعد كل امرأة لهذه الحوادث قبل أن تقع فيها.
يظن الكثير منا أن المرأة فى غنى عن أن تتعلم وتعمل، ويزعمون أن رقة مزاج النساء ونعومة بشرتهن وضعف بنيتهن يصعب معه أن يتحملن متاعب الكد وشقاء العمل.
ولكن هذا الكلام هو فى الحقيقة تدليس على النساء، وإن كان ظاهره الرأفة عليهن.
ليس الرقيق هو الإنسان الذى يباح الاتجار به فقط، بل الوجدان السليم يقضى بأن كل من لم يملك قيادة فكره وإرادته وعمله ملكا تاما فهو رقيق.
دلت التجربة على أن الحرية هى منبع الخير للإنسان، وأصل ترقيه، وأساس كماله الأدبى، وأن استقلال إرادة الإنسان أهم عامل أدبى فى نهوض الرجال، فلا يمكن أن يكون لها إلا مثل ذلك الأثر فى نفوس النساء.
نحن لا نقول لكم كما يقول غيرنا اتحدوا كونوا عون بعضكم لبعض، أو طهروا أنفسكم من العيوب التى تعهدونها فى أخلاقكم، أو اخدموا أهلكم ووطنكم، أو ما يماثل ذلك من الكلام الذى يذهب فى الهواء.
نحن نعلم أن تغيير النفوس لا تنفع فيه نصيحة مرشد ولا أمر سلطان ولا سحر ساحر ولا كرامة ولى، وإنما يتم بإعداد نفوس الناشئين إلى الحال المطلوب إحداثها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهدهد غادة ماهر
إقرأ أيضاً:
مكتبة مصر العامة تحتفي بثلاثين عامًا من التنوير في حفل تدشين كتاب يوثق مسيرتها
تحتفل مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي، برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، في الثانية عشرة والنصف ظهر غدٍ السبت، بتدشين كتابها الوثائقي الجديد بعنوان «مكتبات مصر العامة.. مسيرة تنوير: ثلاثون عامًا، ثلاثون مكتبة»، وذلك برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، مؤسس مشروع مكتبات مصر العامة، وأحد أبرز الداعمين لنشر الثقافة والمعرفة في مصر.
يوثق الكتاب محطات بارزة في رحلة المكتبة منذ افتتاح الفرع الرئيسي يوم 21 مارس 1995، وحتى افتتاح المكتبة رقم 30، وهو ما يعكس نجاح المنظومة في التوسع الجغرافي والثقافي بمختلف أنحاء الجمهورية. كما يرصد الكتاب إنشاء 24 مكتبة متنقلة تُعد نقلة نوعية في إيصال الخدمات الثقافية إلى المناطق النائية والمحرومة.
ويُبرز الكتاب الدور الريادي للسفير عبد الرؤوف الريدي، الذي كرّس جهوده منذ عقود لتأسيس شبكة مكتبات عامة حديثة تتيح المعرفة للجميع، انطلاقًا من إيمانه بأهمية الثقافة في بناء الإنسان والمجتمع. ويؤكد الكتاب على رؤية الريدي الطموحة بالوصول إلى إنشاء 1000 مكتبة عامة في مصر، كمشروع قومي للتنوير والنهوض بالتعليم والثقافة.
وقد جاءت منظومة مكتبات مصر العامة كمنصة معرفية مفتوحة تخدم مختلف الفئات العمرية، من خلال برامج القراءة والتدريب والتنمية البشرية، فضلًا عن دورها المجتمعي في تمكين الشباب وتقديم الدعم للمبادرات الإبداعية.
ويمثل هذا الكتاب شهادة موثقة على ما حققته المكتبات من إنجازات، وعلى ما بذله الريدي وفريق العمل من جهود لصنع بيئة معرفية مستدامة تُعزز قيم التنوير والانتماء في المجتمع المصري.