الثورة نت:
2025-05-22@19:04:07 GMT

اليمن وفلسطين.. غزة وصنعاء

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

 

 

اتحدت المعاناة واتفق الأسلوب والقائمون عليه، فالمعاناة تكمن في الحصار والتجويع وشن الحروب وتدمير البنى التحتية والمؤسسات الرسمية، واستهداف الأبرياء أطفالاً ونساءً وشيوخاً وغيرهم من الفئات التي يريد العدو إحداث أكبر قدر من المآسي والآلام، أما الأسلوب فيتعدد إما بشن الحرب الاقتصادية على مصادر الثروة والقوة أو بواسطة الحرب العسكرية واستخدام أفتك وأقذر الأسلحة المحرمة وغيرها، لإدراكهم أن وجود الغطاء السياسي يحول دون معاقبتهم ومساءلتهم، وتأتي الحرب الناعمة لهدم القيم والأخلاق والمبادئ وشغل الناس بالتوافه والهامشيات من أجل التحكم والسيطرة على الساحة السياسية، والانتفاع بالثروات والاستئثار بها من غير حسيب ولا رقيب.


وسط كل تلك الأحداث نجد أن رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) شخص الحالة التي نعيشها وحدد الدواء، حيث قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) حديث صحيح متواتر رواه الترمذي وصحيح مسلم، والجامع الصغير، هذا الحديث ورد بروايات متعددة، فقد أكد على أن الأكثرية قد تختار غير الحق ولم يبق سوى طائفة قليلة، لكن هذه الطائفة “ظاهرين على الحق” دون غيرهم، ورغم ذلك فإن الخذلان والتقاعس عن نصرة الحق لا يضرهم، بل هو ضرر لمن قام به، فالحق هو الأساس الذي يجب أن يتبع ولا يخذل ومن يخذله يضر نفسه، وخير مثال على ذلك تخاذل اليوم في نصرة القضية الفلسطينية وإيجاد المبررات والذرائع لهذا الخذلان، سواء مبررات دينية (فتاوى وآراء)، أو خذلان إمداد ومعونة ومواقف سياسية وغيرها، فالمعونات التي تصل يتم احتجازها في المعابر ولا يسمح بدخولها عمداً من أجل إحداث المجاعة للصابرين المرابطين على أرض غزة وفلسطين، وما يتم إدخاله سوى الاكفان وغيرها من لوازم إكمال المهمة التي يقوم بها المجرمون، وفي المواقف السياسية وجدنا إجماعاً عربياً على إدانة الضحية وليس المجرم أو الجلاد الذي يرتكب أبشع أنواع الإجرام على مسمع ومرأى العالم وتحت ناظره.
وأما القائمون على هذا الإجرام فنجد حلفاً شتيتاً يجمع بين النقائض لم يسبق له مثيل، فهو حلف يهودي، صليبي، إلى جانب ذلك المنافقون والخونة والعملاء من أبناء الأمة المحمدية ومن اللسان العربي المبين، منهم من يتحرك بنفسه وسلاحه وماله، ومنهم من يوجد الغطاء السياسي، ومنهم من يتحرك بلسانه وقلمه، في تكامل وتوزيع للأدوار لا يخفى على أحد.
غزة اليوم شامخة عصية على المجرمين واليمن أيضاً تمارسان واجب الوقوف على الحق والبعد عن الخذلان، وقبل ذلك فلسطين، وهناك أحرار من الداعمين لهذه المواقف، بينما الكثرة الغالبة اتجهت لتحقيق نبوءة الحبيب المصطفى (صلوات الله عليه وآله وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى، ومثل ذلك هو الوصف الصحيح الذي أكده القرآن الكريم حيث قال تعالى: ﴿وَلَمّا رَأَى المُؤمِنونَ الأَحزابَ قالوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَما زادَهُم إِلّا إيمانًا وَتَسليمًا﴾ الأحزاب (22)، وفي شأن حلف اليهود والنصارى، قال الله تعالى: ﴿وَأَنزَلَ الَّذينَ ظاهَروهُم مِن أَهلِ الكِتابِ مِن صَياصيهِم وَقَذَفَ في قُلوبِهِمُ الرُّعبَ فَريقًا تَقتُلونَ وَتَأسِرونَ فَريقًا﴾ الأحزاب (26)، وفي وصف الفئة المؤمنة، قال تعالى: ﴿إِذ جاءوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم وَإِذ زاغَتِ الأَبصارُ وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللَّهِ الظُّنونا﴾ الأحزاب (10)، إذاً موقف الخذلان قائم ومعلوم وموقف النصرة والتأييد كذلك وموقف الإجرام أيضاً، ورغم أن الحديث السابق جاء بروايات تدل على مكان المواجهة وأنها ستكون على أبواب دمشق ومن حولها وعلى أبواب بيت المقدس، كما جاء في السلسلة الضعيفة برقم (5419) ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)، قالوا عنه (ضعيف بهذا السياق) والرواية الثانية (ضعيف بهذا اللفظ)، كما جاء في فضائل أهل الشام للربعي ومناقب الشام وأهله لشيخ الإسلام ابن تيمية: ( إذا هلك الشام فلا خير في أمتي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يقاتلون الدجال) والصحيح عن شعبة عن معاوية بره مرفوعا (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)، فرغم الخذلان، إلا أن الحديثين يؤكدان أنهم “ظاهرين” على الحق إلى أن تقوم الساعة وأيضاً “منصورين”، فالنصر والغلبة لهم رغم الإمكانيات التي يمتلكها المجرمون والمخذولون في مساعدتهم على الوقوف أمام الحق.
لقد حاول المجرمون بكل قوتهم أن يحطموا إرادة الصمود والمقاومة في نفوس الأمة العربية والإسلامية من خلال نشر الفرقة والشقاق، وبذر الخلافات بكل أشكالها وأنواعها، إلا أن ذلك لم يفلح، فما زال هناك من يتمسك بالوحدة والألفة ويقاوم كل جهد فاسد يريد تحطيم أساسات التوحد والوحدة.
إن ما يقوم به رجال غزة واليمن هو دفاع عن هوية أمة ووجودها وكيانها المادي والمعنوي من الانهيار والسقوط تحت معاول الإجرام الذي يريد أن يقضي على تاريخ وحضارة إنسانية أنارت الدنيا، وقدمت العدالة والإنسانية والحرية والعزة والكرامة لكل البشر دون النظر إلى لون أو جنس، بخلاف ما يقال إنه حضارة اليوم التي قدمت القتل والإجرام والإبادة للآخرين الذين لا يتفقون معها في اللغة والدين وحتى الجنس واللون، مما يدل على أن انفصال الأقوال عن الأفعال وممارسة الكذب والدجل وفق نظرة أحادية، وكأننا بحديث المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الأعور الدجال أو المسيخ الدجال أعور العين هي أبرز الصفات له، وبينما يتمسك المفسرون بحرفية النص فيقولون إن المسيح الدجال لا بد أن يكون أعور العين، إلا أن الحديث يشمل أيضاً النظرة الأحادية التي لا ترى سوى نفسها وتنكر ما دونها مما يعد عوراً في التعامل والتفكير والسلوك، وهو الأمر الذي يمارس اليوم في كل وسائل الإعلام والسياسة والاقتصاد وحتى الحروب، حيث نجد أن الإجرام مبرر ودفاع عن النفس، بينما تشريد شعب وإبادة أهله لا يمثل شيئاً، وهو ما قاله الناطق باسم البيت الأبيض إن الشهداء من الأطفال والنساء والعاجزين المغدور بهم على أرض غزة لا يمثل شيئاً، وأن الكيان الصهيوني لم يقتل مدنياً واحداً، وكأنه لا يكفي أن يتعدى الشهداء ثلاثين ألفاً وأكثر من ضعفه من الجرحى والمفقودين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من نوى يضحي ولم يستطع.. وهل الطواف في الطوابق العليا يعدل ثواب أدائه في صحن الحرم؟ ومن هو المضطر الذي يستجيب الله دعاءه؟

فتاوى تشغل الأذهان.. 

هل يأثم من نوى أن يضحي ولم يستطع 

هل طواف الحاج ففي الطوابق العلوية يعدل ثواب بجوار الكعبة

من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاؤه

نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلمين، نرصد أبرز هذه الفتاوى في هذا التقرير.

في البداية، أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز للحاجِّ أن يطوف بالأدوار العلوية أثناء أدائه المناسك، وله من الأجر مثل مَن طاف في صحن الطَّواف حول الكعبة مباشرة.

وقال مركز الأزهر، إنه يُباح له الاستراحة أثناء الطَّواف والسعي عند الحاجة إلىٰ ذلك؛ لِكِبَرِ سِنِّه أو الإرهاق الشَّديد، ويُثاب علىٰ ترك التَّزاحم صيانةً للحُجَّاج والمعتمرين.

وأشار إلى أنه يُسَنّ الإكثار من التلبية من حين الإحرام إلى بداية طواف العمرة، وإلى رمي جمرة العقبة في الحج يوم العيد، وَيُلَبِّي المحرم راكبًا وماشيًا، وفي حال النزول والصعود، وعلى كل حال، وتبدأ التلبية من وقت الإحرام وتنتهي عند ابتداء رمي جمرة العقبة يوم النحر.

من هو المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟

الدعاء من أعظم العبادات التي حث عليها الإسلام، وقد وعد الله عباده بالإجابة حين قال: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، لكن من بين كل الداعين، يبرز المضطر كأقربهم إلى القَبول، إذ أن دعاءه لا يُرد، غير أن كثيرين لا يدركون من هو المضطر المقصود في الآية الكريمة.

كشف الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في مقطع فيديو مسجل، عن المعنى الحقيقي للمضطر الذي لا يُرد له دعاء، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان كلما اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة، وأن تعبير "حزبه أمر" يدل على خروجه من نطاق الأسباب إلى اللجوء للمسبب الأول، وهو الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الشعراوي أن العبد حين يستنفد كل الأسباب التي في متناوله، ولا يعود لديه سبيل سوى التوجه لله، يكون قد دخل في حال "الاضطرار" الحقيقي.

وهنا، يتوجه إلى الله قائلًا: "يا مسبب، يا الله"، لأن الأسباب كلها لم تُجدِ نفعًا، ولم يبقَ له إلا التوسل بالمسبب الأعظم.

وأشار إلى أن الله يقول لعبده المضطر: إن كنت قد سعيت وأبديت الأسباب ولم تقصر، فأنا لا أرد يدك، لأن الأسباب نفسها هي يد الله الممدودة لعباده، ولا يجوز ردها. مستشهدًا بقوله تعالى: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه».

بهذا التفسير، يوضح الشعراوي أن المضطر ليس فقط من يعاني أو يمر بضيق، بل هو من بذل جهده في الأسباب، ثم لجأ بقلبه وروحه إلى الله، يقينًا منه أن المسبب فوق كل سبب.

حكم من نوى يضحى ولم يستطع

ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، حول ما إذا كان الشخص القادر على الأضحية يأثم إذا لم يذبحها.

 فأوضح جمعة أن ترك الأضحية لا يُعد إثمًا، لكنها سنة مؤكدة، ومن يتركها فقد ضيّع على نفسه فضلًا كبيرًا، تمامًا كمن يؤدي الصلاة المفروضة دون سننها، أو يصوم رمضان دون أن يتبع ذلك بصيام الستة من شوال. 

فالأضحية من الأعمال التي يُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها.

وأشار إلى حديث طلحة بن عبيد الله، حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام، فأجابه النبي بأن عليه خمس صلوات في اليوم والليلة، وصيام رمضان، ودفع الزكاة، ثم قال له: "لا إلا أن تطوع".

 فلما قال الرجل: "والله لا أزيد على هذا ولا أنقص"، قال النبي: "أفلح إن صدق". واستشهد جمعة بهذا الحديث ليؤكد أن السنن ليست واجبة، ولكن فضلها عظيم، وهي تعوّض النقص الذي قد يحدث في أداء الفروض.

وأكد أن الأعمال المستحبة مثل الأضحية تمثل "هامش أمان" للعبد، تُستر به جوانب التقصير في العبادات الأخرى، وأضاف أن بعض العلماء كانوا يرون أن "جبر الكسر" بالأعمال الصالحة قد يكون سببًا في شفاء ما تعجز عنه الأدوية، وأن جبر الخواطر عند الله له أجر لا يُقدَّر.

طباعة شارك الحج دار الإفتاء علي جمعة الشيخ الشعراوي الأضحية

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يؤكد خلال اجتماعه مع «الناتو» ضرورة استقرار سوريا وليبيا وفلسطين
  • «يا رايحين للنبي الغالي».. ما هي الأمور التي تفسد الحج؟
  • كيف لي أن أبدد مخاوفها وهي التي تظن أنني سأتركها بسبب مرضها؟
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني في تغريدة عبر X: ما جرى في الثامن من ديسمبر هو إنجاز سوري بامتياز، جاء ثمرة لصمود شعب دفع ثمناً باهظاً في سبيل حريته وكرامته، رغم حجم الخذلان الذي تعرض له
  • إمام وخطيب مسجد العلي العظيم يوضح الخطوات التي يحتاجها الإنسان للتحصين من الحسد
  • فتاوى تشغل الأذهان.. حكم من نوى يضحي ولم يستطع.. وهل الطواف في الطوابق العليا يعدل ثواب أدائه في صحن الحرم؟ ومن هو المضطر الذي يستجيب الله دعاءه؟
  • الأضحية عذاب للحيوان.. كيف رد الشرع على المشككين في السنة التي شرعها الله؟
  • من المضطر الذي لا يرد الله دعاءه؟.. الشيخ الشعراوي يُجيب
  • القبائل اليمنية وسند غزة .. حضور شعبي فريد في زمن الخذلان