الثورة نت:
2025-07-12@15:48:55 GMT

اليمن وفلسطين.. غزة وصنعاء

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

 

 

اتحدت المعاناة واتفق الأسلوب والقائمون عليه، فالمعاناة تكمن في الحصار والتجويع وشن الحروب وتدمير البنى التحتية والمؤسسات الرسمية، واستهداف الأبرياء أطفالاً ونساءً وشيوخاً وغيرهم من الفئات التي يريد العدو إحداث أكبر قدر من المآسي والآلام، أما الأسلوب فيتعدد إما بشن الحرب الاقتصادية على مصادر الثروة والقوة أو بواسطة الحرب العسكرية واستخدام أفتك وأقذر الأسلحة المحرمة وغيرها، لإدراكهم أن وجود الغطاء السياسي يحول دون معاقبتهم ومساءلتهم، وتأتي الحرب الناعمة لهدم القيم والأخلاق والمبادئ وشغل الناس بالتوافه والهامشيات من أجل التحكم والسيطرة على الساحة السياسية، والانتفاع بالثروات والاستئثار بها من غير حسيب ولا رقيب.


وسط كل تلك الأحداث نجد أن رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) شخص الحالة التي نعيشها وحدد الدواء، حيث قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) حديث صحيح متواتر رواه الترمذي وصحيح مسلم، والجامع الصغير، هذا الحديث ورد بروايات متعددة، فقد أكد على أن الأكثرية قد تختار غير الحق ولم يبق سوى طائفة قليلة، لكن هذه الطائفة “ظاهرين على الحق” دون غيرهم، ورغم ذلك فإن الخذلان والتقاعس عن نصرة الحق لا يضرهم، بل هو ضرر لمن قام به، فالحق هو الأساس الذي يجب أن يتبع ولا يخذل ومن يخذله يضر نفسه، وخير مثال على ذلك تخاذل اليوم في نصرة القضية الفلسطينية وإيجاد المبررات والذرائع لهذا الخذلان، سواء مبررات دينية (فتاوى وآراء)، أو خذلان إمداد ومعونة ومواقف سياسية وغيرها، فالمعونات التي تصل يتم احتجازها في المعابر ولا يسمح بدخولها عمداً من أجل إحداث المجاعة للصابرين المرابطين على أرض غزة وفلسطين، وما يتم إدخاله سوى الاكفان وغيرها من لوازم إكمال المهمة التي يقوم بها المجرمون، وفي المواقف السياسية وجدنا إجماعاً عربياً على إدانة الضحية وليس المجرم أو الجلاد الذي يرتكب أبشع أنواع الإجرام على مسمع ومرأى العالم وتحت ناظره.
وأما القائمون على هذا الإجرام فنجد حلفاً شتيتاً يجمع بين النقائض لم يسبق له مثيل، فهو حلف يهودي، صليبي، إلى جانب ذلك المنافقون والخونة والعملاء من أبناء الأمة المحمدية ومن اللسان العربي المبين، منهم من يتحرك بنفسه وسلاحه وماله، ومنهم من يوجد الغطاء السياسي، ومنهم من يتحرك بلسانه وقلمه، في تكامل وتوزيع للأدوار لا يخفى على أحد.
غزة اليوم شامخة عصية على المجرمين واليمن أيضاً تمارسان واجب الوقوف على الحق والبعد عن الخذلان، وقبل ذلك فلسطين، وهناك أحرار من الداعمين لهذه المواقف، بينما الكثرة الغالبة اتجهت لتحقيق نبوءة الحبيب المصطفى (صلوات الله عليه وآله وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى، ومثل ذلك هو الوصف الصحيح الذي أكده القرآن الكريم حيث قال تعالى: ﴿وَلَمّا رَأَى المُؤمِنونَ الأَحزابَ قالوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَما زادَهُم إِلّا إيمانًا وَتَسليمًا﴾ الأحزاب (22)، وفي شأن حلف اليهود والنصارى، قال الله تعالى: ﴿وَأَنزَلَ الَّذينَ ظاهَروهُم مِن أَهلِ الكِتابِ مِن صَياصيهِم وَقَذَفَ في قُلوبِهِمُ الرُّعبَ فَريقًا تَقتُلونَ وَتَأسِرونَ فَريقًا﴾ الأحزاب (26)، وفي وصف الفئة المؤمنة، قال تعالى: ﴿إِذ جاءوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَلَ مِنكُم وَإِذ زاغَتِ الأَبصارُ وَبَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنّونَ بِاللَّهِ الظُّنونا﴾ الأحزاب (10)، إذاً موقف الخذلان قائم ومعلوم وموقف النصرة والتأييد كذلك وموقف الإجرام أيضاً، ورغم أن الحديث السابق جاء بروايات تدل على مكان المواجهة وأنها ستكون على أبواب دمشق ومن حولها وعلى أبواب بيت المقدس، كما جاء في السلسلة الضعيفة برقم (5419) ( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة)، قالوا عنه (ضعيف بهذا السياق) والرواية الثانية (ضعيف بهذا اللفظ)، كما جاء في فضائل أهل الشام للربعي ومناقب الشام وأهله لشيخ الإسلام ابن تيمية: ( إذا هلك الشام فلا خير في أمتي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يقاتلون الدجال) والصحيح عن شعبة عن معاوية بره مرفوعا (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)، فرغم الخذلان، إلا أن الحديثين يؤكدان أنهم “ظاهرين” على الحق إلى أن تقوم الساعة وأيضاً “منصورين”، فالنصر والغلبة لهم رغم الإمكانيات التي يمتلكها المجرمون والمخذولون في مساعدتهم على الوقوف أمام الحق.
لقد حاول المجرمون بكل قوتهم أن يحطموا إرادة الصمود والمقاومة في نفوس الأمة العربية والإسلامية من خلال نشر الفرقة والشقاق، وبذر الخلافات بكل أشكالها وأنواعها، إلا أن ذلك لم يفلح، فما زال هناك من يتمسك بالوحدة والألفة ويقاوم كل جهد فاسد يريد تحطيم أساسات التوحد والوحدة.
إن ما يقوم به رجال غزة واليمن هو دفاع عن هوية أمة ووجودها وكيانها المادي والمعنوي من الانهيار والسقوط تحت معاول الإجرام الذي يريد أن يقضي على تاريخ وحضارة إنسانية أنارت الدنيا، وقدمت العدالة والإنسانية والحرية والعزة والكرامة لكل البشر دون النظر إلى لون أو جنس، بخلاف ما يقال إنه حضارة اليوم التي قدمت القتل والإجرام والإبادة للآخرين الذين لا يتفقون معها في اللغة والدين وحتى الجنس واللون، مما يدل على أن انفصال الأقوال عن الأفعال وممارسة الكذب والدجل وفق نظرة أحادية، وكأننا بحديث المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الأعور الدجال أو المسيخ الدجال أعور العين هي أبرز الصفات له، وبينما يتمسك المفسرون بحرفية النص فيقولون إن المسيح الدجال لا بد أن يكون أعور العين، إلا أن الحديث يشمل أيضاً النظرة الأحادية التي لا ترى سوى نفسها وتنكر ما دونها مما يعد عوراً في التعامل والتفكير والسلوك، وهو الأمر الذي يمارس اليوم في كل وسائل الإعلام والسياسة والاقتصاد وحتى الحروب، حيث نجد أن الإجرام مبرر ودفاع عن النفس، بينما تشريد شعب وإبادة أهله لا يمثل شيئاً، وهو ما قاله الناطق باسم البيت الأبيض إن الشهداء من الأطفال والنساء والعاجزين المغدور بهم على أرض غزة لا يمثل شيئاً، وأن الكيان الصهيوني لم يقتل مدنياً واحداً، وكأنه لا يكفي أن يتعدى الشهداء ثلاثين ألفاً وأكثر من ضعفه من الجرحى والمفقودين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نقل 7 أشخاص من عائلة واحدة إلى المستشفيات... ما الذي أصابهم؟

أفادت مندوبة "لبنان 24"، عن نقل 7 أفراد من عائلة واحدة إلى مستشفى الحبتور في حرار ومستشفى حلبا الحكومي، بعد تعرّضهم لحالة تسمم غذائيّ، بحسب ما أظهرته التحاليل والفحوصات المخبريّة الأوليّة.
وقد باشرت الفرق الطبية متابعة الحالة الصحية للمصابين، فيما بدأت القوى الأمنية تحقيقاتها لتحديد مصدر التسمم.       مواضيع ذات صلة إصابة 7 أشخاص في غارة إسرائيليّة في بيت ليف Lebanon 24 إصابة 7 أشخاص في غارة إسرائيليّة في بيت ليف 10/07/2025 21:45:40 10/07/2025 21:45:40 Lebanon 24 Lebanon 24 مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 في حادث مروع في جنوب روسيا Lebanon 24 مقتل 7 أشخاص وإصابة 11 في حادث مروع في جنوب روسيا 10/07/2025 21:45:40 10/07/2025 21:45:40 Lebanon 24 Lebanon 24 في العراق... وفاة 5 أشخاص من عائلة واحدة في حادث سير Lebanon 24 في العراق... وفاة 5 أشخاص من عائلة واحدة في حادث سير 10/07/2025 21:45:40 10/07/2025 21:45:40 Lebanon 24 Lebanon 24 إعلام ليبي: الاشتباكات في طرابلس تقتل 6 أشخاص بينهم مدني واحد وتصيب نحو 70 آخرين Lebanon 24 إعلام ليبي: الاشتباكات في طرابلس تقتل 6 أشخاص بينهم مدني واحد وتصيب نحو 70 آخرين 10/07/2025 21:45:40 10/07/2025 21:45:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً جعجع لأمين عام حزب الله: "هيدا مش شغلك شيخ نعيم" Lebanon 24 جعجع لأمين عام حزب الله: "هيدا مش شغلك شيخ نعيم" 14:30 | 2025-07-10 10/07/2025 02:30:04 Lebanon 24 Lebanon 24 مساء اليوم... مُطاردة وإطلاق نار في باب الرمل Lebanon 24 مساء اليوم... مُطاردة وإطلاق نار في باب الرمل 14:22 | 2025-07-10 10/07/2025 02:22:55 Lebanon 24 Lebanon 24 عودة قوية لـ"إهدنيات".. حفلات كاملة العدد وهذه اسعار التذاكر Lebanon 24 عودة قوية لـ"إهدنيات".. حفلات كاملة العدد وهذه اسعار التذاكر 14:20 | 2025-07-10 10/07/2025 02:20:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المشروع تأجّل... متى سيتم تنفيذ أكبر أرزة بلاستيكية في لبنان والعالم؟ Lebanon 24 المشروع تأجّل... متى سيتم تنفيذ أكبر أرزة بلاستيكية في لبنان والعالم؟ 14:15 | 2025-07-10 10/07/2025 02:15:35 Lebanon 24 Lebanon 24 اجتماع في وزارة الصحة عرض مع الشركاء الدوليين خريطة طريق إصلاحات النظام الصحي Lebanon 24 اجتماع في وزارة الصحة عرض مع الشركاء الدوليين خريطة طريق إصلاحات النظام الصحي 13:28 | 2025-07-10 10/07/2025 01:28:42 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة حزن وذهول يعيشه الوسط الفني.. العثور على ممثلة شهيرة جثة داخل منزلها وهذا ما أظهرته التحقيقات (صورة) Lebanon 24 حزن وذهول يعيشه الوسط الفني.. العثور على ممثلة شهيرة جثة داخل منزلها وهذا ما أظهرته التحقيقات (صورة) 23:28 | 2025-07-09 09/07/2025 11:28:42 Lebanon 24 Lebanon 24 "هجوم لقوة الرضوان".. معهد إسرائيلي يتحدّث عن "حزب الله" Lebanon 24 "هجوم لقوة الرضوان".. معهد إسرائيلي يتحدّث عن "حزب الله" 15:10 | 2025-07-09 09/07/2025 03:10:46 Lebanon 24 Lebanon 24 "أيام حزب الله معدودة".. هذا ما قاله تقرير إسرائيلي Lebanon 24 "أيام حزب الله معدودة".. هذا ما قاله تقرير إسرائيلي 16:27 | 2025-07-09 09/07/2025 04:27:31 Lebanon 24 Lebanon 24 تحذير عاجل من الجيش للمواطنين.. هذه تفاصيله Lebanon 24 تحذير عاجل من الجيش للمواطنين.. هذه تفاصيله 11:00 | 2025-07-10 10/07/2025 11:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الموت يُغيّب فناناً سوريّاً: وداعاً يا عراب الفنّ Lebanon 24 الموت يُغيّب فناناً سوريّاً: وداعاً يا عراب الفنّ 13:55 | 2025-07-10 10/07/2025 01:55:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 14:30 | 2025-07-10 جعجع لأمين عام حزب الله: "هيدا مش شغلك شيخ نعيم" 14:22 | 2025-07-10 مساء اليوم... مُطاردة وإطلاق نار في باب الرمل 14:20 | 2025-07-10 عودة قوية لـ"إهدنيات".. حفلات كاملة العدد وهذه اسعار التذاكر 14:15 | 2025-07-10 المشروع تأجّل... متى سيتم تنفيذ أكبر أرزة بلاستيكية في لبنان والعالم؟ 13:28 | 2025-07-10 اجتماع في وزارة الصحة عرض مع الشركاء الدوليين خريطة طريق إصلاحات النظام الصحي 13:23 | 2025-07-10 ماذا سيطلب وزراء "القوات" بشأن الرد اللبناني؟ فيديو فنان سوري مُفاجأة سيرين عبد النور.. وتوجه له رسالة خاصة (فيديو) Lebanon 24 فنان سوري مُفاجأة سيرين عبد النور.. وتوجه له رسالة خاصة (فيديو) 03:10 | 2025-07-10 10/07/2025 21:45:40 Lebanon 24 Lebanon 24 خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو) Lebanon 24 خلعته وعادت إلى الغناء ثم ارتدته.. فنانة شهيرة تكشف لأول مرة قصتها مع الحجاب (فيديو) 01:22 | 2025-07-09 10/07/2025 21:45:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو) Lebanon 24 بعد غياب 6 أشهر.. توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" والتطبيع مع إسرائيل (فيديو) 23:34 | 2025-07-08 10/07/2025 21:45:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • العرب وفلسطين.. مسيرة هزائم
  • كربلاء.. وتخاذل الأمة
  • شركاء الإجرام والكذب على الله
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. طابور التخذيل ومهمة المستحيل
  • نقل 7 أشخاص من عائلة واحدة إلى المستشفيات... ما الذي أصابهم؟
  • السيد القائد يدعو إلى خروج مليوني يوم غد الجمعة وفاءٌ لغزة وثقة بوعد الله بالنصر
  • استقرار نسبي في أسعار الذهب باليمن الخميس 10 يوليو 2025
  • غزتي غزتي يا أمتي
  • غروندبرغ في مجلس الأمن: المخاطر التي تواجه اليمن كبيرة للغاية