الاعتكاف يدخل قصور العدل مجدداً.. المساعدون القضائيون نحو التصعيد؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
قبل أيام، أعلن المساعدون القضائيون الإعتكاف عن العمل، وأمس أصدروا بياناً مددوا بموجبه اضرابهم لغاية يوم الخميس المقبل، مطالبين بتعزيز رواتبهم وتحسين معيشتهم، مشيرين إلى أنهم التقوا وزير العدل هنري خوري ووعدهم بنقل مطالبهم إلى مجلس الوزراء.
الخطوة التي اتخذها المساعدون أربكت القضاء والمتقاضين الذين يواجهون تجربة مريرة مع الشلل الذي يصيب القضاء بين الحين والآخر، عدا عن شبح الشغور الذي يحوم حول العديد من المراكز.
ما بعد عويدات؟
إذاً، هي حالة ضياع وتخبط يعيشها السلك القضائي حالياً، فمع دفع المواطنين ثمن المناكفات هذه، فان إشكالية كبيرة تنتظر مراكز ستتعرض للشغور أهمها مركز مدعي عام التمييز، وسط تحسس طائفي كبير حول من سيستلم هذا المركز، إذ في حال تم اللجوء إلى خيار تسليم الأعلى رتبة (طالما أنّه ليس هناك إمكانية لأي تعيين لكون الحكومة تتولى تصريف الاعمال)، فإن هذا المركز سيجيّر لمصلحة الطائفة الشيعية، نسبة إلى أن القاضية الأكبر سنًّا هي من الطائفة الشيعية، وهذا ما ترفضه عدّة جهات، إذ تؤكّد المصادر القضائية أنّ الإصرار على عدم تعريض هذا المركز للفراغ نظرًا إلى أهميته لناحية استمرارية عمل النيابة العامة، قد يدفع بالذهاب إلى القاضي جمال حجار، والذي يعتبر القاضي السني الأكبر سنًا، نظرًا إلى أن مدة التكليف ستطول حسب الأوساط القضائية، وهذا ما يمنع من تجيير المركز لقاضٍ شيعيّ أو مسيحيّ.
أوساط قضائية تؤكّد لـ"لبنان24" أن الفراغ الذي يهدّد المركز بعد إحالة القاضي غسان عويدات إلى التقاعد لن يضرب فقط النيابة العامة التمييزية، إنما سيرخي بظلاله على مجلس القضاء الاعلى إذ إن المجلس حاليًا مكوّن من عضوين أصيلين هما، الرئيس الأول لمحكمة التمييز القاضي سهيل عبود رئيسا،ً والنائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات..
من هنا، يوضح المصدر القضائي لـ"لبنان24" حجم الكارثة في حال شغور موقع النائب العام لدى محكمة التمييز، ليصبح المقعد الثاني شاغرًا من أصل 3 مقاعد حكمية بعد شغور مقعد القاضي بركان سعد الذي أحيل الى التقاعد. وبالتالي يبقى مقعد واحد حكمي غير شاغر وهو مقعد الرئيس الأول لمحكمة التمييز القاضي سهيل عبود، وهذا ما من شأنه أن يجعل عملية انعقاد المجلس مستحيلة مع وجود 6 أعضاء من المجلس، إذ إن قراراته لتكون إلزامية يجب أن تحصل على أكثرية 7 أعضاء.
المجلس العدلي ليس أفضل حالاً
الحال هو نفسه عند المجلس العدلي، الذي يتخبط بأزمة النقص والشغور، فالمجلس المؤلّف من الرئيس الأول لمحكمة التمييز رئيساً، وأربعة قضاة من محكمة التمييز يعيّنون بمرسوم يتّخذ في مجلس الوزراء، قد خسر 3 من أعضائه مع إحالتهم إلى التقاعد، ليتألف المجلس حاليًا فقط من الرئيس الأول لمحكمة التمييز، والقاضي جمال الحجار، أضف إلى 3 أعضاء تم لحظهم بالمرسوم عن طريق الإحتياط. وعليه، فإن اجتماع المجلس بهذا العدد الموجود حاليًا يبقى معلقًا على حضور كافة الأعضاء المتواجدين..
بكلام آخر، فإن تغيّب عضو واحد من الأعضاء الحاليين من شأنه أن ينسف تعطيل التئام هيئة المحكمة حسب المصدر القضائي.
المساعدون القضائيون إلى الواجهة
تبقى الخطوة الاكثر ارباكا في الإضراب القديم الجديد من قبل المساعدين القضائيين.. هؤلاء قرروا ممارسة الاعتكاف حقاً لوقت قد يكون مفتوحاً، على عكس إضرابهم السابق الذي كان محدّداً وغير شامل.
مصدر قضائي أكّد لـ"لبنان 24" أن القرار اتخذ بين المساعدين بعد طرح خطوة الإضراب عبر تطبيق واتساب، حيث تمّ التصويت عليه من قبلهم بالاجماع، وهذا ما يفسّر عدم صدور بيان بنفس اللحظة التي تم فيها إعلان الإضراب.
ويشدّد المصدر على أنّ الإضراب هذه المرة يشمل كافة المحاكم من دون أي إستثناءات إلا في ما يتعلق بالمهل، إذ تمت المطالبة بعدم خرق الاضراب لناحية الامتناع عن تسجيل أي دعوى ولا عقد جلسات للموقوفين لدى المحاكم المعنية، ولا القيام بتنفيذ أي استحضار أو استدعاء أو لائحة جوابية، على أن يتم تسجيل فقط ما هو على اتصال بالمهل القانونية لا أكثر.
ولكن ماذا يعني توقفهم عن العمل؟
ان التزام حوالى ما يقارب 1100 مساعد قضائي بالإضراب يعني شل القضاء لناحية عدم إمكانية تسيير الأعمال الإدارية، وهذا ما يتصل بعدم إمكانية تقديم شكوى بالدرجة الأولى وإصدار أحكام، وعقد جلسات، خاصة وأن الـ1100 مساعد يتوزعون بين مباشر، وكاتب ورئيس كتبة ورئيس قلم، موزّعين على الأقلام والمحاكم والدوائر القضائية، وهنا نعني المحاكم المدنية والجزائية ودوائر التنفيذ والسجل العقاري.
ويعد المساعدون القضائيون بمثابة "المحرك الفعّال" لعمل الدوائر القضائية كافة من دون استثناء، لجهة تعدّد مسؤولياتهم، إذ يتوجب عليهم القيام بالعديد من المهام بشكل يوميّ؛ كتسجيل الدعاوى، ومساعدة قضاة التحقيق خلال المحاكمات وتنظيم جداول الجلسات وتلبية المراجعات الخاصة بالمحامين والمتقاضين، وتنفيذ خلاصات الأحكام، وإجراء التبليغات، وغيرها من المهام المتنوعة.
ويؤكّد المصدر القضائي أن الاضراب الذي يمنع القضاة من إكمال عملهم، شلّ مصالح المواطنين بشكل مباشر، خاصة في ما يتعلّق بالقضايا الطارئة، التي أصلاً كانت مؤجّلة بعد إضراب طويل من قبل القضاة، إذ إن أعداد الملفات العالقة والمؤجلة هي بعشرات الآلاف.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وهذا ما
إقرأ أيضاً:
فرايبورج يتجاوز صدمة عدم التأهل لدوري الأبطال بالتعاقد مع صفقة جديدة
أعلن نادي فرايبورج الألماني، الذي فشل مجددا في التأهل لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفارق بسيط للغاية، عن تعاقده مع المهاجم الشاب سيرياكي إيرييه، لاعب تروا الفرنسي.
لم يسبق للنادي الألماني التأهل لدوري أبطال أوروبا، وأنهى موسمه في بطولة الدوري بالمركز الخامس بعد الخسارة 1 / 3 على ملعبه أمام آينتراخت فرانكفورت في الجولة الأخيرة، يوم السبت.
وكان الفوز بهذه المباراة كافيا لوصول فرايبورج إلى المربع الذهبي في الجولة الأخيرة، لكنه تعثر مجددا.
لم يكتف فرايبورج بالتأهل للدوري الأوروبي فقط بل أسرع لإرضاء جماهيره بالتعاقد مبكرا مع إيرييه، ولكنه لم يكشف عن تفاصيل الصفقة.
وقال كليمنس هارتنباخ، المدير الرياضي لفرايبورج ضمن بيان رسمي اليوم الإثنين "إيرييه يتميز بالسرعة الفائقة والقوة البدنية، واللعب في مركزي الجناح الهجومي وأيضا كمهاجم صريح".
وانتقل إيرييه صاحب الـ19 عامًا، من ديجون إلى تروا أحد أندية دوري الدرجة الثانية في فرنسا العام الماضي، وشارك المهاجم الشاب في 38 مباراة بموسمه الاحترافي الأول، نجح خلالها في تسجيل 8 أهداف إضافة إلى 3 تمريرات حاسمة.
وُلد إيرييه في كوت ديفوار، ولكنه لعب لمنتخب بوركينا فاسو للشباب تحت 20 عاما، وسيتواجد لأول مرة في قائمة المنتخب البوركيني الأول خلال معسكر يونيو المقبل.
وقال إيرييه "الانتقال إلى فرايبورج خطوة رائعة لمسيرتي، فهذا النادي ومدربه يوليان شوستر متميزان دائما في تطوير العناصر الشابة، وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لي".
وأوضح "لقد تحدث معي مدرب فرايبورج أولا عن خطة لعب الفريق والدفاع بشكل جماعي، وأعلم أنه تنتظرني مهمة صعبة، لكن هذا طبيعي، فأنا لاعب شاب، وسألتزم بنصائح المسؤولين عن الفريق"