يمانيون:
2025-07-12@04:30:22 GMT

زمنُ الاستضعاف في طريقِه إلى الزوال

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

زمنُ الاستضعاف في طريقِه إلى الزوال

يمانيون/ بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي/

 

منذ أن وقعت البلدانُ العربيةُ تحتَ وطأةِ الاحتلال الخارجي أصبحت مستضعَفةً خاضعةً للمحتلّ، لا لها قول أَو فعل في الشأن العام؛ فعملت الشعوب بجد لتحقيق استقلال بلدانها وطردِ المحتلّ من أراضيها، وتمكّنت من تحقيقِ ذلك الأمل بخروج المحتلّ من كافة الدول العربية، باستثناء فلسطين الذي خرج منها المحتلُّ البريطاني وسلَّمها للمحتلّ الصهيوني بتواطؤ من الدول الكبرى.

 

وبعد أن صعدت قياداتٌ وطنيةٌ إلى السلطة في الدولِ المستقلة، توقَّعت الشعوب أنها أصبحت حُرَّةً، وأن تلك القيادات سَتكرِّسُ جهودَها لخدمة الأوطان، ولكن ما حدث هو العكس فقد أصبحت القياداتُ الوطنية مرتهنةً للمحتلّ الجديد غير المباشر وسلّمته قرارَ دولها وسيادتها، وَإذَا حاولت الشعوبُ المطالَبَةَ بحريتها أَو حقوقها تعرضت للقمع والاضطهاد؛ حتى استلمت للاستضعاف مرةً أُخرى، وأكبر مثال على صعوبة الوضع الذي تمُـرُّ به الشعوبُ هو التعامُلُ مع قضية فلسطينَ التي مرت بأحداث كثيرة خرجت بعدها بخسائرَ كبيرةٍ في الأرض والقرار؛ بفضل القادة العرب الذين كانوا يتآمرون مع بريطانيا، وبعدها أمريكا؛ لإرغام الفلسطينيين على تقديم التنازلات تلو التنازلات بخلاف رغباتِ شعوبهم التي أصبحت مستضعَفةً ولم يعد بمقدورها حتى الخروجُ؛ تضامناً مع إخوتنا الفلسطينيين؛ خوفاً من القمع والاضطهاد.

 

وفي أثناء معركة “طُـوفان الأقصى” حاولت الشعوبُ العربية في بعض الدول اتِّخاذَ موقف إيجابي مع غزةَ، من خلال الخروج بمظاهرات دعم وإسناد لها، ولكن سرعان ما تحَرّكت السلطاتُ في تلك الدول بتوجيهات من أمريكا لمنع إظهارِ مثل تلك المواقف المؤيدة لفلسطين.

 

وأما المواقفُ الرسمية العربية فقد أصبحت محايدةً، وَإذَا أرادت أن تتدخَّلَ فمسموحٌ لها أن تتدخَّلَ للضغط على الفلسطينيين حتى يقدموا تنازلاتٍ للكيان الصهيوني، وهذا يؤشرُ إلى أن النظامَ العربي الرسمي لم يعد له قرارٌ أَو موقفٌ خارج الموقف الأمريكي.

 

وما حدث مؤخّراً من ظهورِ مواقفَ مخالفةٍ للموقف الأمريكي، كموقف اليمن في تدخلها في البحر الأحمر أَو حزب الله ومشاركته في الحرب على حدود شمالي فلسطين والمقاومة الإسلامية في العراق في هجماتها على القواعد الأمريكية في المنطقة، كُـلُّ تلك المواقف تؤكّـدُ ظهورَ قوىً شعبيّةٍ وطنيةٍ انتفضت ضد الاستضعاف الأمريكي للشعوب العربية والإسلامية متوكلةً على الله سبحانَه وتعالى.

 

وستستمرُّ هذه الجبهة بالتحَرّك حتى زوالِ زمن الاستضعاف، وهذا ما يؤكّـدُ عليه السيدُ القائدُ في خِطاباته الأسبوعية.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

برئاسة ليبيا.. الدورة 119 لمجلس الوحدة الاقتصادية تعتمد خارطة طريق تنموية جديدة

ترأست دولة ليبيا، أعمال الدورة الوزارية رقم (119) لـمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، التي عُقدت بمقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور وزراء وممثلي الدول الأعضاء، حيث ترأس الجلسة عن الجانب الليبي المهندس عصام العول، ممثلاً عن وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الوحدة الوطنية.

وفي كلمته الافتتاحية، شدّد المهندس العول على أهمية إعادة تفعيل آليات العمل الاقتصادي العربي المشترك، داعيًا إلى تشكيل لجان متخصصة لمتابعة تنفيذ القرارات والمشروعات الاقتصادية، وتحقيق الأهداف التنموية المرجوة من المجلس.

من جانبه، ألقى السفير محمدي أحمد الني، الأمين العام للمجلس، كلمة استعرض فيها الأبعاد التاريخية للدورة، مؤكدًا أن المجلس يمثّل أحد أقدم أطر التعاون العربي الاقتصادي، داعيًا إلى توفير الدعم السياسي والمادي للمضي قدمًا في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي.

وشهدت الدورة اعتماد توصيات اللجان التحضيرية، ومتابعة تنفيذ القرارات السابقة، بما يعزز من جهود التنسيق الاقتصادي العربي، ويدفع باتجاه رؤية تنموية شاملة تحقق تطلعات الشعوب العربية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكي: واشنطن وبكين لديهما فرص كثيرة للاستقرار الاستراتيجي
  • برئاسة ليبيا.. الدورة 119 لمجلس الوحدة الاقتصادية تعتمد خارطة طريق تنموية جديدة
  • المرأة العربية تُطلق منصة رقمية لتبسيط الحقوق القانونية للنساء
  • في ملتقى فلسطين الثامن للرواية العربية: البقاء والوجود
  • مديرو جمارك الدول العربية يعقدون اجتماعاً استثنائياً بمقر الأمانة العامة في القاهرة
  • مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية يستقبل السفير الصومالي
  • بين الدول العربية.. خريطة تبين أعلى مستويات الحرية للفرد بمؤشر 2025
  • مدبولي يرد على شائعات ترشحه لجامعة الدول العربية
  • مدبولي يكشف حقيقة ترشحه لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية
  • خيبة أمل إسرائيلية من التلكؤ الأمريكي بشأن خطة التهجير في غزة