بوابة الوفد:
2025-10-21@23:10:53 GMT

بيتنا لا يعرف الخرس الزوجى

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

ابتسم وهو يقول لى بنبرات مسالمة تصالح الزمن:

- الحمد لله يا صديقى... بيتنا لا يعرف لعنة الخرس الزوجى.

كنا نتناول الشاى فى أحد كافيهات المعادى. الليل يقرع المكان بتياراته الباردة، لكن دفء الصداقة الممتدة بيننا من قرن إلى آخر يحمينا من لسعاته الموترة. بدا لى صديقى القديم أكثر شبابًا وحيوية، فقلت له مازحًا:

- لا يحسد العشاق إلا قلوبهم الملتاعة.

 

لم يكن ما أباح به هذا الصديق النبيل يمثل لى أية مفاجأة، فقد تابعت بالتفصيل حكاية غرامه بحبيبته التى تكللت بالزواج الميمون، ذلك الزواج السعيد الذى مازال يتوج كل يوم بمزيد من العشق والهوى بعد أن أهداهما الله طفلين رائعين.

ظللت أرصد عن قرب حياتهما الثرية بامتداد 19 عامًا. لم يتوقفا فيها يومًا عن السباحة فى نهر الحب. كان يعمل أستاذًا للتاريخ الحديث بجامعة القاهرة ويكبرها بنحو عشرين سنة، بينما كانت تعمل طبيبة عيون حديثة التخرج. رقيقة كانت... عاشقة للشعر والروايات والأفلام القديمة، فلما التقيا فى إحدى الأمسيات الشعرية، وبعد حديث قصير معها سأل عن أسرتها، فعلم أن أبويها متحابان، فاطمأن قلبه، وقال لنفسه: (هذه الفتاة الجميلة الذكية الطموح هى الزوجة التى يصبو إليها قلبي)، أما هى، فقد تعلقت بحنانه وطيبته وآرائه ودماثة خلقه، وفى أقل من أربعة أشهر تجاوزت اعتراضات الأهل على فرق السن، وأصرت على الاقتران به.

حكى لى صديقى هذا كيف أن التواصل العميق بينهما لم ينقطع لحظة لا قبل الزواج ولا بعده، فنحن (نتكئ على الوسادة الناعمة نفسها. تلك الوسادة التى تيسر لنا أن نرى الحياة نعمة وليست نقمة، وأن الفرح والطرب والسرور حقوق واجبة ينبغى أن نعمل على تكثيفها داخل عقولنا ووجداننا).

سألته مرة: كيف؟ فأجاب بهدوء: (إن التجانس الفكرى والروحى بيننا يتجاوزان كل ما هو متوقع بين الأزواج، لأننا لا نتوقف عن القراءة والحديث فى الآداب والفنون والتاريخ والسياسة والموسيقى والغناء واهتمامات النساء... كل هذا أثرى روحينا وأغنى نفسينا. هذا التجانس هو الذى يورق فى بساتين حياتنا الزوجية الورود الملونة البهيجة باستمرار).

فقلت سريعًا: (ومنغصات الحياة اليومية فى العمل؟ والغلاء الفاحش، ومشكلات الأطفال... وسخافات بعض المحيطين... كل ذلك ألا يعكر صفو أيامكما؟).

فابتسم فأشرق وجهه بالرضا وقال: (ومن يستطيع تجنب منغصات الحياة؟ لكن الأذكياء فقط هم من يواجهونها بالحكمة والصبر، وأقسم لك يا صاحبى إن الحب المثمر بيننا يلعب الدور الأكبر فى تجاوز تلك المنغضات، فكل منا لا ينام ليله وفى قلبه همسة عتاب، إلا وأباح بها لشريك حياته... أى أننا نمتلك نعمة «الفضفضة» باستمرار والإنصات للآخر باهتمام، فالاهتمام المتبادل عسل الحياة الزوجية، فبيتنا لا يعرف لعنة الخرس الزوجى المعهودة.).

فقلت: أعرف يا صديقى أنك وهبتها الأمان والحنان وغمرتها بالحب والاحترام، فلا كلمة جارحة، ولا لوم سخيف أو توبيخ موجع. فتلقيت منها أعذب الأنغام الأنثوية، فالله يبارك زواجكما إلى الأبد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق

إقرأ أيضاً:

إشادات واسعة بفيلم "الحياة بعد سهام" في مهرجان الجونة السينمائي.. صور

شهدت الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي عرض الفيلم المصري "الحياة بعد سهام" للمخرج نمير عبد المسيح، والذي حصد تصفيقًا حارًا استمر لأكثر من عشر دقائق، وسط حضور كبير من صُنّاع الفيلم وجمهور المهرجان.

الفيلم الذي يروي رحلة شخصية وإنسانية عميقة، نال إشادات نقدية وجماهيرية واسعة، ووصِف بأنه عمل صادق ومؤثر يجمع بين التوثيق السينمائي والرؤية الفنية الناضجة.

مشاركة دولية مميزة

كان "الحياة بعد سهام" قد تم اختياره سابقًا للمشاركة في المسابقة الرسمية لقسم ACID Cannes، أحد الأقسام الموازية لمهرجان كان السينمائي، والمعروف باختيار أفلام ذات طابع فني خاص، يتم انتقاؤها بعناية من قِبل صناع سينما مستقلين حول العالم.

قصة الفيلم

يُقدم الفيلم بأسلوب "الشخص الأول" تجربة المخرج نمير عبد المسيح في مواجهة الحزن بعد فقدان والدته "سهام"، حيث يوثق على مدار أكثر من عشر سنوات تطوّره كفنان، وصراعه الشخصي مع الفقد، وسعيه لتحويل ألمه إلى فيلم يستحضر ذاكرة الأم والأسرة، ويغوص في ماضيه المرتبط بالمنفى والفرقة.

الفيلم من إنتاج مشترك بين شركة Ambient Light للمنتج علي العربي، وCamille Laemle، إلى جانب المنتجين المشاركين بهو بكش وصفي الدين محمود.

عن المخرج

نمير عبد المسيح، من مواليد عام 1974، نشأ بين القاهرة وباريس، وتخرّج عام 2000 من المدرسة الفرنسية العليا للمهن التمثيلية. له عدة أعمال سينمائية نالت اهتمامًا نقديًا، أبرزها الفيلم الوثائقي "العذراء والأقباط وأنا" الذي شارك في مهرجانات دولية عدة.

ناهد السباعي تكشف سر إطلالتها في الجونة: بحب أكون عفوية وبعيدة عن التكلف أناقة الأسود تبرز جمال ركين سعد في مهرجان الجونة فيسبوك يطلق ميزة ذكاء اصطناعي جديدة لتحويل صورك إلى محتوى إبداعي قابل للمشاركة شيماء سيف أول المنضمين لبطولة "غسيل ومكوي" مع مي عمر في رمضان 2026 ناهد السباعي: "لبسي مبهدل ومش دايمًا متشيكة" "آخر دحيح على الأرض".. أحمد الغندور ينطلق ببرنامج جديد على قناة سبيستون شريف عامر: افتتاح المتحف المصري الكبير حقنة منشطة للثقافة والسياحة في مصر

مقالات مشابهة

  • إشادات واسعة بفيلم "الحياة بعد سهام" في مهرجان الجونة السينمائي.. صور
  • هل الجنجويد مازالوا يعيشون بيننا…؟
  • الجارحي: الأهلي ناد لا يعرف التوقف.. والإستاد على رأس أولوياتنا
  • في قضية ما يعرف بـ”التمويل الليبي” لحملته الانتخابية عام 2007.. إيداع الرئيس الفرنسي الأسبق “ساركوزي” سجن لا سانتي في باريس
  • فُقد في محلّة غزير.. هل من يعرف عنه شيئًا؟
  • الدماطي: الأهلي لا يعرف الفردية .. وكل إدارة تأتي تبني على السابقة
  • يوبيسوفت تُعيد الحياة إلى The Crew 2
  • أطفال غزة يفقدون النطق: “الخرس الصدمي” يجتاح جيل الناجين من الإبادة
  • الفنانة الأردنية جوانا عريضة: عايزة الجمهور يعرف إني بحب فلسطين كتير
  • تفاصيل أزمة حازم إمام في الزمالك.. قلبه مع ابنه المريض