الجزيرة:
2025-06-30@22:01:02 GMT

وين نروح؟ سؤال أهل الغزة اليومي

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

وين نروح؟ سؤال أهل الغزة اليومي

منذ العدوان والاجتياح الإسرائيلي على غزة بدأ الأهالي بالنزوح من منطقة إلى أخرى من شمالها إلى جنوبها، بحثا عن مكان آمن يلجؤون إليه، ومع استمرار التهجير القسري لسكان شمال ووسط قطاع غزة، كان السؤال الدائم على لسان من نزح قسرا "وين نروح؟"

كثير من مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي كانت تُظهر معاناة الناس مع النزوح، والمساكن السيئة التي يلجؤون إليها لتقيهم برد الشتاء القارس.

ولكن هناك مشاهد لا توثّقها عدسات المصورين، ولكن يكتبها من شاهدها لتبقى شاهدة على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل بحق أهالي القطاع.

وكتب عضو لجنة الطوارئ ببلدية غزة عاصم النبيه تدوينه عبر حسابه على منصة إكس، تحكي معاناة أم هاربة مع أطفالها من القصف الإسرائيلي، وتبحث عن أي مركبة تقلها وأطفالها إلى مكان آمن يقيهم من حبات المطر، فقال عصام "حزني على الأم الهاربة من القصف، تتوارى مع أبنائها من المطر، تحاول إيقاف سيارة لتقيهم البرد والبلل، عيونها متلهفة لمن يستجيب".

حزني على الأم الهاربة من القصف، تتوارى مع أبناءها من المطر، تحاول إيقاف سيارة لتقيهم البرد والبلل، عيونها متلهفة لمن يستجيب!

لم يستجب أحد، السيارات القليلة ممتلئة، الأطفال يرتجفون من البرد، الأم تحاول دون يأس، أين يذهب النازحون؟ لا تكلّ المرأة، كأن عيونها تخاطب السائقين "لا…

— عاصم النبيه (@AsemAlnabeh) February 4, 2024

لم يستجب أحد، السيارات القليلة ممتلئة، الأطفال يرتجفون من البرد، الأم تحاول دون يأس، أين يذهب النازحون؟ لا تكلّ المرأة، كأن عيونها تخاطب السائقين "لا تحملوني، خذوا الأطفال فقط". تتوقف سيارة ما، تتلهف السيدة، يرغب السائق أن يحملهم، يتساقط المطر أكثر، يتذكر السائق أن سيارته ممتلئة تماما، وأنه لم يحمل كل عائلته معه، يرفع يده معتذرا، تقف الأم حائرة للحظات، تنظر إلى أبنائها وتعود لتستمر في المحاولة.

ويختتم عصام تدوينته بسؤال الأم الموجع الذي كررته: "وين نروح؟ وين نروح؟ "، المكان شارع المغربي، غزة، الزمان فجر 30 من يناير/كانون الثاني 2024.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

صمود إيران وارتباك إسرائيل: سؤال عن المنتصر!

من المبكر جدًّا الحديث عن المنتصر في الحرب بين إيران والكيان الصهيوني التي استمرت اثني عشر يومًا، فهي لم تنتهِ بعد، ولا تزال في بداياتها الأولى، حتى وإن كان طرفاها - إيران و«إسرائيل» - أعلن كلّ منهما الانتصار. وفي السؤال عن المنتصر والمهزوم؛ فإنّ مشجّع كل طرف ينظر إلى الصورة من زاوية واحدة فقط هي زاويته العاطفية؛ لذا نجد من يرى أنّ إيران انتصرت، وله حجته في ذلك، وهناك من يرى أنّ «إسرائيل» هي التي انتصرت، وله أيضًا حجته في ذلك. وفي ظني أنّ أهم نقطة لتقييم ذلك تعتمد على تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب. كانت إسرائيل هي المعتدية، ودخلت الحرب ولديها عدة أهداف أهمها إسقاط النظام الإيراني في ليلة واحدة مستخدِمةً كلّ أوراق القوة والتضليل والحرب النفسية؛ إذ كان المخطط أن تقضي على القيادات الإيرانية كلها، لاسيما المرشد الأعلى للثورة، ورئيس الجمهورية، وكلّ القيادات العسكرية والمدنية؛ استعدادًا لتنصيب رضا بهلوي - نجل الشاه السابق - ملكًا بديلًا، الذي لمّعته أمريكا وإسرائيل مؤخرًا، لكنه خُذِل كما أعلن ذلك بنفسه حين قال: «إن ترامب خذلني في تغيير النظام وإسقاطه من خلال الحرب». وعبّر عن غضبه وخيبة أمله بإلغاء متابعة صفحتَيْ ترامب ونتنياهو. وقد فشلت إسرائيل كذلك في القضاء على برنامج إيران النووي وعلى قدرات إيران العلمية، وظنّت خطأ أنّ الشعب الإيراني - الذي حرّضته على الانتفاض ضد النظام - سيتحرك مثيرًا زوبعة، لكنها اصطدمت بواقع مختلف تمامًا؛ فلم تنهَر طهران، ولم تُكسر إرادتها، ولم يستقبل الشعب الإيراني طائرات العدوان بالزهور كما تمنّت إسرائيل وروّجت. بل حدث العكس؛ فبدلًا من انتفاض الداخل الإيراني توحّد الشارع - بمن في ذلك منتقدو النظام - تحت راية السيادة الوطنية في وجه ما اعتُبر عدوانًا خارجيًّا واضحًا.

الحقيقة المؤكدة الوحيدة في هذه الحرب أنّ إسرائيل وجّهت ضرباتٍ موجعةً لإيران، وأفشلت دفاعاتها الجوية تمامًا، ودمرت منصات إطلاق المسيّرات، ونجحت أيّما نجاح في اختراق إيران من العمق، ما يدلّ على أنّ الاختراق لم يكن فقط فيمن أُعلِن الكشف عنهم، بل إنّ هناك مستويات عُليا من العملاء لم يُكشَفوا حتى الآن. ولا يمكن للمرء أن يصدّق أنّ تغلغل الموساد في إيران وصل به الحدّ إلى بناء مصنع من ثلاثة طوابق لإنتاج الطائرات بدون طيار في قلب طهران! ومع ذلك يمكننا القول في المقابل: إنّ إيران لم تكتفِ بالتصدي، بل قلبت المعادلة بصمود مؤسساتها، وتماسك جبهتها الداخلية، واحتفاظها بقدراتها النووية، رغم الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية. وأظهرت طهران قدرة صاروخية ومسيّرة أربكت العمق الإسرائيلي، واخترقت منظومات الدفاع التي لطالما افتخرت بها تل أبيب، ولكن ما يُحزِنُ قوله هو أنّ بعض الدول العربية كانت هي «القبة الحديدية» الحقيقية للتصدي لهذه الصواريخ والمُسيَّرات.

لقد أبرز الصمود الإيراني حقيقة طالما ردّدناها كثيرًا هي أنّ «العالم لا يحترم إلا القوي». ومن هنا يمكننا فهم لماذا اضطر نتنياهو إلى قبول إيقاف الحرب، قبل أن يحقق حلمه الذي استعدّ له أكثر من عشرين عامًا، وهو تدمير قدرات إيران العلمية والنووية. إنّ هذا القبول لا علاقة له بالانتصار، بل هو اعتراف ضمني بأنّ استكمال الحرب مكلف، وأنّ الرهان على انهيار إيران من الداخل كان خاسرًا.

كانت معركة الاثني عشر يومًا المرة الأولى التي تواجه فيها تل أبيب خصمًا مباشرًا على هذا المستوى، وتُجبَر على التراجع دون تحقيق أهدافها المعلنة. وفي رأيي أنّ هذه المعركة -وهي فعلا معركة ضمن حرب طويلة نعيش بداياتها فقط- مؤشر كبير على التحولات الكبيرة في المنطقة التي بدأت مع «طوفان الأقصى»، والتي كشفت هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأوهام الحصانة الأمنية المطلقة، ثم جاءت الضربات الإيرانية؛ لتؤكد أنّ الكيان الإسرائيلي أوهن من بيت العنكبوت، وأنّ زواله ليس مستحيلًا كما حاول البعض إقناع شعوب المنطقة، بل ممكنٌ لولا خذلان بعض الأنظمة العربية، وتخليها عن القضية الفلسطينية.

في ظلّ هذا المشهد فإنّ ما يُقلِق ليس انتهاء الجولة، بل ما بعدها؛ فالكيان الإسرائيلي لن يهدأ له بال طالما بقيت إيران قوية متمسكة بقرارها السيادي ومشروعها النووي، وقادرة على ضربه في العمق دون وسطاء. وربما كانت أبرز النقاط في تلك المعركة أنّ الكيان الصهيوني فشل في تغيير النظام حسبما هو مخطط، وأنّ القوة النووية الإيرانية - رغم ما أصابها من ضربات - ما زالت صامدة على عكس ما خطط له نتنياهو، وأنّ الشعب الإيراني بكافة توجهاته توحّد مع حكومته، رغم أنّ هناك تيارًا قويًّا داخل إيران، يؤمن بأنّ عليها أن تهتم بشؤون الداخل. ورغم أنّ المعركة أثبتت أنّ إيران قادرة على الرد بعنف؛ إلا أنها أظهرت فشل الأمن الداخلي في إيران؛ لكثرة الاختراقات والجواسيس، وهذه النقطة من الخطورة بمكان. فالكيان الصهيوني تمكن في إيران من اغتيال إسماعيل هنية الرئيس الأسبق للمكتب السياسي لحركة حماس في غرفة نومه! وهناك لغز سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي، واغتيالات العلماء الإيرانيين، إضافة إلى مصانع تصنيع المسيرات في الداخل الإيراني! فهل هناك اختراق أكبر من هذا؟!

والحقيقة أنّ المعركة الأخيرة بين الكيان الإسرائيلي وإيران تحتاج إلى مقالات كثيرة؛ لأنّ كلّ نقطة فيها تحتاج إلى مقال مستقل، ولا يمكن الحديث عن الحرب بمعزل عن مواقف الدول العربية التي ظهرت غير فاعلة وليس لها وجود، ولا يرجى لها مستقبل. وظهر أنّ الكيان الإسرائيلي قطع شوطًا كبيرًا في اختراق هذه الدول، واستطاع أن يشتّت العرب ويكوّن له أتباعًا. كانوا في السابق إذا بدت عوراتُهم يخصفون عليها من ورق الجنّة، لكنهم الآن يعملون نهارًا جهارًا مفتقدين الشرعية رسميًّا.

الواضح أنّ طلب وقف إطلاق النار جاء بطلب من إسرائيل، بعد أن وصلت إلى قناعة بأنّ استمرار المعركة سيؤدي إلى انهيارها من الداخل. وكلّ الدلائل تشير إلى ذلك؛ فعددُ المهاجرين منها وصل إلى مليونين من مجموع عشرة ملايين. ورغم أنّ إسرائيل اجتهدت في منع الهجرة المعاكسة؛ إلا أنّ هجرة أكثر من مليوني شخص منذ انطلاق طوفان الأقصى يُعَدُّ رقمًا كبيرًا بكل المقاييس. ثم إنّ الاحتقان والغليان الداخلي ضد الحكومة كان قويًّا من قبل أعضاء الكنيست ومن الشعب. ولا يمكن أن ننسى حجم الدمار الذي لحق بتل أبيب؛ فما شاهدناه من دمار رغم الرقابة الإعلامية المشددة لم نشاهد مثله منذ عام 1948. وقد نجحت إيران في استهداف أماكن ذات أهمية إستراتيجية عسكرية أبرزها مقر الموساد في هرتسليا، ومقر وحدة الاستخبارات العسكرية «أمان»، وميناء حيفا، الأمر الذي أسقط الدعاية الإسرائيلية على مدى عشرين عامًا بأنه يمكن ردع إيران بكلّ يسر وسهولة.

يمكننا الآن أن نتساءل: ماذا لو انتصرت إسرائيل، وغيّرت النظام الإيراني في ليلة واحدة؟ وماذا لو قضت على القدرات النووية الإيرانية؟ إنّ ذلك سيكون تأكيدًا لا لبس فيه بأنّ نتنياهو قائدٌ عظيم قضى على المقاومات العربية كلها وعلى إيران وعلى قيادات المقاومة في فلسطين ولبنان وإيران، وأخضع العرب للأجندات الإسرائيلية، ولكن يُحسَب لإيران أنها أوقفت ذلك حتى الآن على الأقل.

وإن كان من دروس مستفادة من العدوان الإسرائيلي الأمريكي على طهران فإنّ أهمها هو عظمة الشعب الإيراني الذي فتح صدره ذات يوم لدبابات الشاه، وتحمّل كثيرًا في سبيل تحقيق حريته. ها نحن نراه اليوم يضع جانبًا كلَّ خلافاته؛ ليكون السبب الرئيسي في حماية النظام من السقوط مُثبتًا أنّ الشرعية تُستمدّ دائمًا من الشعب، وبالتأكيد فإنّ شعبًا مثل هذا جدير بالاحترام.

وأعود لسؤال: من انتصر ومن انهزم؟! الواقع أننا فرحنا بالأداء الإيراني، لكننا لا يمكن أن نتحدّث عن نصر مطلق لإيران، كما لا يمكن أن نتحدّث عن نصر إسرائيلي. ما يمكن التأكيد عليه باطمئنان هو أنّ الحرب لم تنته بعد، بل هي في بداياتها، ولن يهدأ الكيان الصهيوني ما بقيت إيران قوية تهتم بالعلم والعلماء، وما زالت القوة النووية الإيرانية باقية. نحن فقط نعيش هدنة هشة، وقد تنهار في أية لحظة.

زاهر المحروقي كاتب عُماني مهتم بالشأن السياسي الإقليمي

مقالات مشابهة

  • محللون: إيران تستثمر غموض برنامجها النووي لبناء مفاوضات جديدة
  • رد أفنان الباتل على سؤال متابعة: ما تغارين على زوجك؟
  • مادتا التعبير والخط
  • بـ قواطع كهربائية.. الحماية المدنية تحاول استخراج جثمان سيدة حادث الأوتوستراد
  • صمود إيران وارتباك إسرائيل: سؤال عن المنتصر!
  • أمطار متفاوتة الغزارة على عدد من الولايات
  • أحمد عبد القادر يظهر من خلال مرانه اليومي.. شاهد
  • بريد الجزائر.. هذا هو السقف اليومي الأقصى للدفع بواسطة الهاتف
  • الإفتاء: حفلات التخرج الجامعي أمر جائز شرعًا
  • الحد الأقصى للسحب اليومي من ماكينات ATM