نبض الدار :ندوة الأسرة لمؤسسة الإمام جابر بن زيد
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
[email protected]
تقيم مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية ندوة «الأسرة.. القيم وتحديات العصر» بمسقط من 4 إلى ٦ فبراير ٢٠٢٤، إذ يتبيَّن من محاور الندوة وعناوين الأوراق البحثية الجهد الكبير الذي بذلته وتبذله المؤسسة لإنجاح فعاليات الندوة، وقد قدّم أوراق العمل والمحاضرات عدد من الشخصيات العمانية والعربية المعروفة في المجال النفسي والتربوي، وتعد أعلاما بارزة في مجالها.
إننا بحق بحاجة إلى هذا النوع من الجهد المقنن في مجال توعية الأسرة بين فترة وأخرى؛ فقد كثُرت التحديات التي تواجهها الأسرة في قيامها بدورها التربوي للتنشئة الوالدية.
لقد أصبحت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وآلاف الألعاب الإلكترونية، وملايين الساعات من الأفلام والكرتون، والذكاء الاصطناعي، تنازع الوالدين على دورهما في التربية. ووسط كل الإغراءات لهذه الوسائل لتتفرّد بتربية أبنائنا؛ يجد الوالدان والأسرة أنفسهما في حالة من الضعف العلمي والنفسي وعدم الثقة بالنفس تجاه هذه الهجمة الشرسة التي ترتدي قفازا ناعما ظاهرا، لكنه القفاز الذي يقتل البراءة والفطرة والنورانية في أطفالنا، كي ينشأوا وفقا لأجندات خطرة جدا لم تعد خافية على أحد.
إنما يهاجم الذئب الغنم القاصية، لقد أصبح أغلب الأبناء كالغنم القاصية بسبب شعور الوالدين بالعجز عما يواجهون من رياح عاتية تهدد أدوارهم المهمة.
إننا بحاجة إلى أن يتدرّب الآباء والأمهات على طرق التنشئة العلمية الصحيحة للأبناء، فلم تعد التربية التقليدية وحدها قادرة على مواجهة الرياح العاتية المنظمة والشرسة والأجندات المدروسة بعناية في مختبرات السلوك البشري كي تنتزع من الأسر والأوطان ثروتها الأهم؛ وهي الأبناء.
إننا بحاجة إلى قناة تلفزيونية عمانية للأطفال، فما زال التلفاز جاذبا للأطفال، وذلك كي نقلل من سطوة الجوالات ووسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة سطوة اليوتيوب واليوتيوبرية.
إننا بحاجة إلى تعاضد المدرسة مع البيت عبر إعادة مادة المهارات الحياتية في المدارس؛ كي تعضد الوالدين في التنشئة الإجرائية والفعلية للأبناء.
إننا بحاجة إلى إنشاء مراكز تنمية الطفولة في الحارات والأحياء، كي نعيد الاعتبار لثقافتنا وقيمنا لدى أبنائنا.
إننا بحاجة إلى دور أكثر قوة للمسجد في حياة المجتمع؛ فالعلاقة السليمة مع الله تعالى تعين الوالدين على بذل المزيد من الجهد في تربية وتنشئة الأبناء، وتعين الطفل عبر إعادة التوازن إليه بالصلاة والعبادات والقيم التي تتسق مع فطرته التي فطر الله الناس عليها.
لا يحمي الإنسان كما القيم المنبثقة من الدين الحنيف؛ فهي الأكثر قدرة على بناء سياج الحماية داخل نفوس أبنائنا ضد كل ما هو غث وخطير ومريض.
كل الشكر والتقدير لمؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية على هذه الخطوة الجميلة والمهمة، وفي ميزان حسناتهم، فقد أتت في وقتها المناسب، وترجمت التوجيهات السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - في المجال. وأتمنى أن تستمر المؤسسة في جهودها في هذا المجال، فمن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إننا بحاجة إلى
إقرأ أيضاً:
فى بريد الفريق ل إبراهيم جابر ومحافظ البنك المركزي .. ووزير الطاقة والنفط ????
*فى بريد الفريق ل إبراهيم جابر ومحافظ البنك المركزي .. ووزير الطاقة والنفط ????
*لماذا لاتكون “الطاقة البديلة” ضمن السلع الاستراتيجية…؟!*
المطلوب اتاحة تمويل مشروعات “الطاقة البديلة” بتسهيلات كبيرة..
نأمل فى سياسات تشجيعية للبنوك الممولة لمشروعات الطاقة الشمسية..
لابد من شراء فائض الطاقة الشمسية المنتجة وادخاله الشبكة القومية…
من المهم تخفيض نسبة الاحتياطي النقدي للبنوك الممولة للطاقة البديلة..
يجب اقرار حوافز لمنتجي الطاقة الشمسية ” اعفاءات، شراء الفائض”..
توجيه “هيئة المقاييس” بتحديد المواصفة الجيدة لتفادي تلوث البيئة
المالية اعفت مدخلات الطاقة البديلة من الرسوم والجمارك.. ولكن؟!!!
(1)
تدمير ممنهج حاق بقطاع الكهرباء في السودان جراء الحرب المستمرة منذ عامين خلف واقعا كارثيا على حياة الناس، فقدنا معظم المحطات التى تعتمد عليها الدولة فى توليد الكهرباء، استهدفت المليشيا المتمردة المحولات الرئيسية والفرعية، وشبكات نقل التيار كذلك بحثا عن النحاس ، وفق عملية سرقة ممنهجة لم ترحم حتى الكيبولات الموصلة داخل البيوت..
دمر الجنجويد الشبكات الناقلة واعملوا قصفا مستمرا للمحطات والمحولات الرئيسية بالمسيرات ادى الى انقطاع الكهرباء عن اجزاء واسعة فى السودان لفترات طويلة احدثت معاناة اضافية للمواطن الذى يواجه واقع وتبعات الحرب بصبر شديد..
فى محلية الخرطوم وحدها تؤكد التقارير احتراق 7 محطات كهرباء ونهب الكوابل، وفي الجزيرة وصلت خسائر المسح الاولي فى قطاع الكهرباء الى 180 تريليون من الجنيهات، بخلاف الخسائر فى بقية الولايات مع استمرار قصف المحطات والمحولات الرئيسية بالمسيرات يوميا للمحطات التى نجت من نيران المعارك..
(2)
بالامكانات الشحيحة للدولة الخارجة من جحيم حرب ضروس مازال اوارها يشتعل فى مناطق اخرى لا اعتقد ان الطرائق التقليدية فى محاولات توفير الكهرباء ستسفر عن حلول لازمة انقطاعها، مع حرص المواطنين على العودة، واستئناف حياتهم الطبيعية، وهي غاية لن تكتمل فى ظل غياب الكهرباء التى لا تنطتح عنزتان فى اهميتها للمواطن المغلوب علي امره، فقد باتت عصب الحياة، اذ ان غيابها يؤدى الى شلل كامل فى نشاط الناس .
وباختصار فان عودة الكهرباء وتوفيرها على النحو المطلوب امر مهم وملح لتأمين عودة المواطنين، وبدونها لن تعود الحياة الى السودانيين الذين يعتمدون عليها فى تشغيل محطاة المياه كذلك فضلا عن اهميتها فى المناطق الصناعية والزراعية، وفي تطبيع الحياة المدنية فى المنازل والمنشات .
(3)
اخيرا وتحت وطأة الحرب والحاجة الى التيار الكهرباء ادرك السودانيون اهمية البحث عن الطاقة البديلة ونشطت ثقافة اقتناء منظومات الطاقة الشمسية ، وبات الاقبال عليها امرا ضروريا، وملحا، ولكن مازالت همة الدولة قاصرة فى اعتقادي عن اللحاق بتطلعات المواطن ، وهي تتعامل بذات النمط فى التفكير القائم على جعل المواطن يخوض تحدياته منفردا دون توفير ميزات لتشجيع المواطن والقطاع الخاص على الاستغناء عن “كهربة الميري” والاتجاه للطاقة البديلة .
هذا الامر، سيوفر على الدولة عبء التشغيل والضغط على الدولار فى توفير الوقود، وسينهض بالقطاعات الصناعية والزراعية ، وفائض الطاقة الشمسية نفسه يمكن ان يغذى الشبكة القومية، وسيطبع الحياة بعودة الكهرباء للقطاعات السكنية المظلمة.
(4)
*المطلوب من الدولة:*
اولا اعتماد مدخلات توفير الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية، والاساسية ، على ان توفر لها التمويل والحوافز المشجعة للاستثمار فيها وتوفيرها ، مع اقرار خطة من شقين “تمويلية وتشغيلية” تعنى فى المقام الاول السيد برعي الصديق محافظ بنك السودان المركزي ودكتور محي الدين نعيم وزارة الطاقة والنفط..
على الدولة ادراج “الكهرباء” الان ضمن السلع الاستراتيجية، والاساسية فهي لاتقل اهمية من الوقود والدواء والقمح وبقية الاولويات التى انشأت من اجلها المحفظة المعنية بتمويل السلع ، ورسمت عبرها السياسات الرامية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
الكهرباء التى دمرتها المليشيا تعني الحياة، وتضمن عودة المواطنين ، وبدونها لن يعود السودان كما كان، لن يتوفر الوقود، ولا الدواء، ولا المحاصيل ولا الميه، ولن تتاح سبل كسب العيش امام المواطن الذى يبحث عنها الان فى الطاقة البديلة وينتظر ان تساعده الدولة باعتبارها سلعة استراتيجية واساسية لضمان استمرار الحياة..
(5)
المطلوب من الحكومة اقرار سياسات تمويلية عاجلة لدعم قطاع الطاقة يتولاها بنك السودان المركزي، واخرى تشغيلية تقوم عليها وزارة الطاقة والنفط ، وان يكون هذا الامر توجه دولة خلال الفترة القادمة لاعتماد :
1/ سياسات تمويلية للطاقة البديلة والكهرباء وادراجها ضمن السلع الاستراتيجية مثلها مثل البترول والقمح والدواء..
2/ اتاحة عمليات التمويل لمشروعات الطاقة البديلة بتسهيلات كبيرة ، واقرار نسب تحفيزية لتمويل الجهات الراغبة..
3/توجيه التمويل الاصغر للطاقة البديلة ، والتحفيز على انعاش الاستثمارات ذات الصلة بالطاقة الانتاجية المرتبطة بالكهرباء..
4/ توجيه وزارة الطاقة لشراء الفائض من الطاقة الشمسية المنتجة وادخالها فى الشبكة القومية…
5/وضع سياسات تشجيعية للبنوك لتمويل مشروعات الطاقة الشمسية البديلة للمؤسسات والأفراد.
6/ تخفيض نسبة الاحتياطي النقدي القانوني للبنوك التى تتولي تمويل الطاقة الشمسية..
7/ وضع سياسات تشجيعية لشركات التمويل الاصغر للعمل فى مجال الطاقة البديلة..
كل ما تقدم مع الاشارة الى اهمية المبادرة التى نفذتها وزارة المالية وهي تعلن اعفاء مدخلات الطاقة الشمسية من الرسوم والجمارك..
(6)
*ونقترح كذلك على وزارة الطاقة والنفط وقد بادرت مشكورة باقرار حق المواطن فى مشاركتها توليد وتوفير الكهرباء ????
1/ اقرار حوافز للمواطنين المنتجين للطاقة الشمسية ” اعفاءات، شراء الفائض”..
2/ اعتماد الطاقة البديلة كسياسة بضوابط محددة لتسهيل امتلاكها وتقليل الضغط على استهلاك الوقود الذى يكلف الدولة فاتورة مالية وتشغيلية باهظة تؤثر على استقرار الصرق وتنعكس على الأداء الاقتصادي..
3/ مخاطبة المواصفات والمقاييس لتحديد المواصفات الجيدة ومنع استيراد الألواح المسرطنة لتفادي تلوث البيئة، وتفادى المخاطر الأمنية المرتبطة بوجود اصناف تحمل الشرائح وتحدد الاحداثيات..
4/ احكام التنسيق مع الصين باعتبارها دولة ذات تجارب وموثوقية فى مجال الطاقة البديلة..
(7)
دعونا وبدلا عن البكاء على لبن الكهرباء المسكوب بتدمير المليشيا لمحطاتها ومحولاتها وسرقة “كيبولاتها” بحثا عن النحاس واستهدافها يوميا- دعونا نفكر فى التماس المخارج لحلول جذرية تنهي معاناة المواطن مع انعدام الكهرباء الى الابد،.
بالطاقة البديلة، وتمليكها للمؤسسات والافراد سنشجع الانتاج وعودة المواطنين، وسننعش العمل فى مجالات الصناعة والزراعة ، وكلا المجالين يحتاج للكهرباء حتى يودع حالة الدمار الماثلة بعد عامين من الحرب، الطاقة البديلة ستشجع سنشجع كذلك الانتاج ونقلل الصرف على الوقود، ونغذي الشبكة القومية، وستحملنا لمغادرة محطة التهديد بضرب البنى التحتية للكهرباء، وقطع المياه، وستخرج المواطن من دوامة الشقاء فى سبيل البحث عن الحياة الكريمة.
الامر يحتاج فقط الى خطوات عملية من قبل بنك السودان ووزارة الطاقة والنفط لجعل الكهرباء سلعة استراتيجية تتقدم الاولويات مثلها مثل الوقود والقمح والدواء، فهل يفعلها محافظ البنك المركزي؟!! ويوليها سعادة الفريق ابراهيم جابر عبر حراكه الاقتصادي الاهتمام المطلوب؟!! ….
محمد عبدالقادر
محمد عبدالقادر