الجزيرة:
2025-05-11@21:16:07 GMT

غرسة دماغية تعالج اضطراب الوسواس القهري

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

غرسة دماغية تعالج اضطراب الوسواس القهري

بعدما كان الوسواس القهري يتحكم بحياة آمبر بيرسون التي كانت تغسل يديها كثيرا حتى تنزفا، أو تعيد التحقق مرات عدة من أن النوافذ مغلقة، أو تتناول الطعام بمفردها خوفا من الإصابة بأي عدوى.. باتت هذه التصرفات مجرّد ذكريات لها بفضل "غرسة دماغية" تعد ثورة في معالجة هذا الاضطراب النفسي.

فقد ذكر تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن بيرسون البالغة 34 عاما، هي أول شخص يزوّد بجهاز صغير مماثل بالحجم لضمادة صغيرة، في الجزء الخلفي من دماغها، مما قلص اضطرابات الوسواس القهري ونوبات الصرع التي كانت تعاني منها.

ويمثل الجهاز تقدما علميا واعدا غيّر حياة المريضة بشكل جذري.

تقول بيرسون التي تقيم في ولاية أوريغون غرب الولايات المتحدة: "تحسنت حياتي اليومية وبت حاضرة فيها، وهذا أمر مذهل"، وأضافت أنه "قبل ذلك كنت محاصرة باستمرار داخل ذهني ومنشغلة في هواجسي".

وقد تستهلك اضطرابات الوسواس القهري الحاد من وقت بيرسون ما يصل إلى "ثماني أو تسع ساعات" يوميا، مما يتسبب في عزلتها اجتماعيا. وكانت قبل الخلود إلى النوم تتأكد من أن الأبواب والنوافذ مغلقة، وتمديدات الغاز غير مشغلة، والكهرباء مفصولة عن الأجهزة.

وخشية الإصابة بأي عدوى، كانت تستحم في كل مرة تهتم بقطتها، وكانت تغسل يديها جيدا لدرجة أن مفاصلها تصبح جافة وتنزف، وغالبا ما كانت تفضّل تناول الطعام بمفردها لا مع أفراد عائلتها أو أصدقائها.

وبعدما خضعت لعملية الغرسة، باتت اضطرابات الوسواس القهري تأخذ نحو 30 دقيقة فقط من يومها.

التحفيز بالنبض الكهربائي

وتتلخص مهمة الغرسة التي يبلغ قطرها 32 ملم، في أنها ترسل نبضا كهربائيا عندما ترصد ردود أفعال غير طبيعية في دماغ المريض لاستعادة الأداء الطبيعي. وتستخدم هذه التقنية التي تسمى "التحفيز العميق للدماغ" منذ أكثر من 30 سنة لعلاج الصرع.

لكن دورها في الحد من اضطرابات الوسواس القهري كان لا يزال غير مفهوم بشكل جيد ويقتصر على الأبحاث التجريبية، إلى أن أجرى أطباء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم عام 2019 جراحة مبتكرة لبيرسون.

وخضعت بيرسون لعملية زرع "جهاز للوسواس القهري والصرع، وهو الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج هذين المرضين" في الوقت نفسه، وفقا لما يؤكده جراح الأعصاب أحمد رسلان الذي لا يزال مندهشا من نتائج مريضته. وتجدر الإشارة إلى أن بيرسون هي من اقترحت الفكرة على الفريق الطبي.

ورغم استئصال قسم من دماغها بسبب إصابتها بالصرع الدائم، لا تزال بيرسون تعاني من نوبات عنيفة لدرجة أن إحداها تسببت لها بسكتة قلبية، مما جعل الأطباء يرغبون في زرع غرسة لها لمحاربة هذا المرض المقاوم. فقالت لهم: "بما أنكم ستدخلون إلى دماغي لتضعوا قطبا كهربائيا، وبما أنني مصابة أيضاً باضطراب الوسواس القهري.. هل يمكنكم غرس قطب يساعدني في التغلب على هذا الاضطراب النفسي؟".

يقول رسلان "لحسن الحظ أخذنا هذا الاقتراح على محمل الجد". ولتصميم الجهاز، راقب الأطباء نشاط دماغها من خلال إعطائها -مثلا- مأكولات بَحرية، وهي أحد أنواع الأطعمة التي تسبب لها التوتر. وقد أتاح لهم ذلك تحديد "العلامات الكهربائية" المرتبطة بالوسواس القهري.

شركة "نيورالينك" أعلنت أنها نجحت في إجراء أول عملية زرع شريحة دماغية لمريض (الجزيرة) الغرسات.. كيف تصنع الأمل؟

ويقول رسلان إن الغرسة مبرمجة "لإحداث تحفيز فقط عندما ترصد هذه الإشارة". وفيما يُعالج أحد البرامج الصرع، يتولى الآخر معالجة اضطرابات الوسواس القهري.

وانتظرت بيرسون ثمانية أشهر قبل أن تلاحظ التغييرات الأولى في تصرفاتها. وتقول: "بت سعيدة مجددا ومتحمسة للخروج والعيش حياة طبيعية والتواجد مع أصدقائي وعائلتي الذين انقطعتُ عنهم لسنوات".

وحظيت هذه العملية بإشادة في مجلة علمية، وتجرى حاليا دراسة في جامعة بنسلفانيا لمعرفة كيف يمكن تطبيق هذه التقنية على مرضى آخرين، بحسب رسلان. وتشكل العملية مصدر أمل في الولايات المتحدة حيث تطال اضطرابات الوسواس القهري نحو مليونين ونصف مليون شخص.

وتحظى الغرسات الدماغية عموماً باهتمام متزايد، فقد أعلنت شركة "نيورالينك" -التي شارك في تأسيسها إيلون ماسك- الاثنين أنها نجحت في إجراء أول عملية زرع شريحة دماغية لمريض.

وتشير الشركة الناشئة إلى رغبتها في استخدام هذه الشريحة لتتيح للبشر التواصل مع أجهزة الحاسوب، ولكنها تسعى أيضا إلى جعل المصابين بالشلل يعاودون المشي والمكفوفين يستعيدون النظر.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

أسيرة إسرائيلية سابقة تتحدث عن الأيام التي عاشتها في غزة فوق وتحت الأرض

تحدثت الأسيرة الإسرائيلية ليري الياغ التي أفرج عنها في صفقة المجندات، عن فترة احتجازها لدى كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس في قطاع غزة .

وقالت إلياغ في كتاب لها، إنه "بعد ساعات من اختطافنا بقينا في مكان واستمر ذلك 3 أيام وفي الرابع ألبسونا ملابس فتيات غزيات وتجولوا بنا بالشوارع ثم جمعونا مع مختطفين آخرين ونقلونا لشقة، وهذه الشقة تم إخلائها بعد يوم واحد فقط إثر قصف المبنى، وخرجنا في الشوارع بملابس العرب وتجولنا لدقائق قليلة ثم نقلنا لشقة أخرى".

وأشارت إلى انه في اليوم الرابع فقط من اختطافنا بدأت تجميع بعض الأسرى مع بعضهم البعض.

وتابعت "في اليوم الثلاثين فصلوا بعض المختطفين عن بعضهم من بينهم أنا والمجندة آجام، وهذه المرة أيضا تجولنا لنحو ساعتين في شوارع غزة بلباس عربيات، ووصلنا لمكان آخر ونقلنا إلى داخل نفق وكان هناك 6 مختطفين آخرين في مكان لا يتعدى المترين".

وأوضحت "سمعنا عبر الراديو بالصفقة الأولى وكنا نأمل بأننا سنخرج لكن سرعان ما فشلت وعرفنا ذلك من الانفجارات الشديدة في محيط النفق الذي كنا بداخله، رغم ذلك لم نفقد الأمل بأننا سنعود لبيوتنا".

وقالت "في حوالي شهر يناير من عام 2024 تم إخراجنا أنا وآغام من النفق، وانتقلنا من شقة إلى شقة ومن شقة إلى نفق ومن نفق إلى نفق، حوالي 22 منزلا وشقة ونفقا نقلنا إليها".

وأوضحت أنه "كان يسمح لنا بسماع الراديو ونسمع ريشت بيت وغلاتز وغيرها، وشاهدنا التلفزيون عدة مرات ورأينا التظاهرات وصورنا بعد اختطافنا وفي التظاهرات، لاحقا لم يسمح لنا بسماع الراديو حتى لأنهم أبلغونا أن ذلك يشكل خطرا علينا".

وتابعت "في بعض الشقق التي عشنا فيها كانت هناك عوائل تطلب منا تنظيف المنازل والمساعدة في الغسيل وحتى حمل الأطفال ورعايتهم".

وقالت "كنت دوما أقول يجب أن أكون غزاوية في الكثير من المواقف حتى لا أغضب من يحرسونني، لم يتم التعرض إلي جسديا ولكن كانوا يتعمدون إيذائي نفسيا برفقة آجام".

وأوضحت أنه "في يوم الإفراج عني لم يبلغوني شيئا سوى أنني سأخرج لتصوير فيديو، وعندما خرجت في سيارة تجولت عدة أماكن وقدموا لي الشوكولاتة فجأة توقفت سيارة بجانب السيارة التي كنت بداخلها وفتحت النافذة لتظهر أمامي كارينا ودانييلا ونعمة (..) لقد فوجئت عندما رأيتهن وهن بلباس العربيات، ثم تنقلوا بنا في عدة أماكن ومن ثم أخبرونا بالإفراج عنا سويا".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مخطط مدروس - نتنياهو يعترف: التدمير في غزة لم يأتِ ردّ فعل على الإرهاب الإمارات ترفض التعاون مع آلية المساعدات الجديدة لغزة إسرائيل تزعم قتل قائد خلية بالجهاد الإسلامي في نابلس الأكثر قراءة من هو معلق مباراة الأهلي وكاواساكي في نهائي دوري أبطال آسيا 2025؟ ترامب يعقد قمة في الرياض لعرض رؤيته بشأن الشرق الأوسط برنامج الأغذية العالمي: مخزوناتنا في غزة نفدت إصابة طفل برصاص الاحتلال جنوب جنين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ملتقى المراة بالجامع الأزهر يضع روشتة لعلاج اضطرابات الصوت لذوي الهمم
  • أطفال تركيا في خطر صامت
  • الريشة التي لا تنحني.. عماد الخطاط وآخر سلالة الحرف الأصيل في الأنبار (صور)
  • مواعيد الحجامة النبوية لشهر أيار/ ذو القعدة
  • كيكل: ستجدوننا قريباً في موقع المسيرات التي تقصف
  • حكومة صنعاء تعلن بدء صرف مرتبات موظفيها.. وهذه هي الجهات التي ستصرفها
  • أسيرة إسرائيلية سابقة تتحدث عن الأيام التي عاشتها في غزة فوق وتحت الأرض
  • مشروبات تعالج نزلات البرد في فصل الصيف
  • باسم الله المقسط.. أمين الإفتاء يكشف طريقة علاج الوسواس القهري
  • متخصص في اضطرابات النوم: المملكة الثالث عالميا في قلة جودة النوم