سياسة الجزائر الاستراتيجية الجديدة بالتوجه شرقا بدل الغرب وتغير الاتحاد الأوروبي بـ”البريكس” وفرنسا بالصين تخلق واقعا سياسيا وامنيا في الساحل الافريقي والضفة الجنوبية للمتوسط
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
باريس – “رأي اليوم”: يعتبر الحراك الدبلوماسي والاستراتيجي الجزائري الحالي والمتمثل في التوجه الى الشرق بعد كلن كان مع الغرب على مدى اكثر من ستين عاما الماضية استجابة حتمية فرضتها التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الجزائرية، في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها ومحيطها الإقليمي، مع تخلي الغرب عن حياديته في معظم المسائل الاقليمية الشائكة.
وتعتبر فرنسا الدولة الأكثر خسارة بسبب الانضمام المرتقب للجزائر الى منظومة “البريكس”، حيث انها لن تخسر السوق الجزائرية فقط، بل قد تجد نفسها في مواجهة سياسية في أكثر من مناسبة وموضوع. فبعد زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون روسيا الشهر الماضي، يزور الصين حاليا، وفي كلا البلدين أجرى مباحثات على مستوى الرئاسة لضمان انضمام بلاده إلى منظومة “البريكس” التي تضم كل من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا والهند، بالاضافة الى طلب العديد من الدول مثل مصر والسعودية واثيوبيا والارجنتين العضوية. ولا تضع دول “البريكس” اي شروط للإنضمام، ونشر الموقع الاخباري “كل شيء عن الجزائر” الذي يصدر بالفرنسية حوارا امس مع خبير اقتصادي يؤكد ضعف الاقتصاد الجزائري بسبب اعتماده على عائدات النفط فقط. وتعتبر الصين وروسيا منظومة “البريكس” سلاح سياسي في مواجهة هيمنة الغرب خصوصا بعد الحرب الأوكرانية، ولهذا ستبدي ليونة حول عضوية الدول المرشحة للانضمام ومنها الجزائر. ويعتبر قبول منظومة “البريكس” للجزائر في قمة جنوب افريقيا خلال الشهر المقبل أو التمهيد له على الاقل ليتحقق في المستقبل القريب، ضربة قوية للاتحاد الأوروبي وعلى رأسه فرنسا. وكانت الجزائر قد جمدت تقريبا اتفاقية الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي منذ أربع سنوات، لانها غير منصفة، وبذلك لم يعد الاتحاد الأوروبي الشريك الاول للجزائر، حيث انتقل هذا المركز للصين، والصين عوضت فرنسا تجاريا وبالخصوص في تشييد البنايات التحتية. وسيزيد انضمام الجزائر الى منظومة “البريكس” من تغليب التنسيق السياسي مع الدول الأعضاء وخاصة روسيا والصين. وسيستفيد البلدان من الحدود الطويلة للجزائر مع دول الساحل الافريقي، والبحر المتوسط. ولم تعلق فرنسا على السياسة الجزائرية الجديدة، حيث كانت باريس تأمل في إتمام المصالحة ببن البلدين قريبا لكنها فشلت بسبب أرجاء الرئيس الجزائري زيارته لباريس وفضل زيارة موسكو وبكين، ولا تستبعد فرنسا لجوء الجزائر الى منظومة “البريكس” في حال مواجهتها أي أزمة قد تندلع مع الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
تحول في سياسة الهجرة.. ألمانيا تفقد لقب الوجهة الرئيسية لطالبي اللجوء
في ألمانيا، ينحدر معظم طالبي اللجوء من أفغانستان (22%)، تليها سوريا (20%)، وتركيا (11%). كما جاءت روسيا في المرتبة الخامسة بنسبة 3.1%. اعلان
أظهرت بيانات حديثة انخفاضًا كبيرًا في عدد طلبات اللجوء المقدّمة في ألمانيا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، في تطور يُنسب إلى السياسات الجديدة والتعاون مع دول المنشأ.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فيلت أم زونتاغ استنادًا إلى بيانات غير منشورة من وكالة اللجوء في الاتحاد الأوروبي (EUAA)، فقد تم تسجيل 65,495 طلب لجوء في ألمانيا بين يناير ويونيو 2025، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 43% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
صحيفة بيلد بدورها أشارت إلى أن عدد طلبات اللجوء لأول مرة بلغ 61,300 طلب فقط، في حين سجل شهر يونيو أدنى عدد طلبات شهرية منذ مارس 2013، بأقل من 7,000 طلب – أي بتراجع بنسبة 60% مقارنة بشهر يونيو 2024، و70% مقارنة بيونيو 2023.
ألمانيا لم تعد الوجهة الأولى في أوروباللمرة الأولى منذ سنوات، لم تحتل ألمانيا المرتبة الأولى من حيث عدد طلبات اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي. فقد تصدرت إسبانيا القائمة بـ76,020 طلبًا، تلتها فرنسا بـ75,428 طلبًا، بينما جاءت ألمانيا في المركز الثالث، ثم إيطاليا بـ62,534 طلبًا، واليونان بـ27,718، وبلجيكا بـ17,285. أما أدنى الأرقام فسُجلت في المجر (47 طلبًا) وسلوفاكيا (84) وليتوانيا (152).
وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت (الاتحاد الاجتماعي المسيحي) اعتبر هذه الأرقام دليلاً على نجاح سياسة الهجرة التي تنتهجها الحكومة. وفي حديث لصحيفة بيلد، قال إن "الهجرة بدأت بالفعل بالتحول بشكل واضح"، مشيرًا إلى أن الهدف هو إعادة تنظيمها بالكامل.
من جهتها، ربطت لينا دوبونت، النائبة الأوروبية عن الاتحاد المسيحي الديمقراطي، هذا التراجع بإجراءات سياسية محددة، لا سيما اتفاقيات الشراكة مع دول شمال إفريقيا، إلى جانب العوامل الموسمية وتعزيز التعاون مع وكالة حماية الحدود الأوروبية فرونتكس.
Relatedألمانيا تسعى لاتفاقات مباشرة مع طالبان وسوريا بشأن ترحيل المهاجرين وطالبي اللجوءسقوط حكومة هولندا بعد انسحاب حزب فيلدرز اليميني المتطرف بسبب خلاف حول سياسة اللجوءفي ألمانيا، ينحدر معظم طالبي اللجوء من أفغانستان (22%)، تليها سوريا (20%)، وتركيا (11%). كما جاءت روسيا في المرتبة الخامسة بنسبة 3.1%.
أما على مستوى الاتحاد الأوروبي والنرويج وسويسرا، فقد تم تقديم 388,299 طلب لجوء خلال النصف الأول من العام – بانخفاض قدره 23% عن العام الماضي. وتصدرت فنزويلا قائمة الدول المصدّرة لطالبي اللجوء بـ48,413 طلبًا، تلتها أفغانستان بـ41,127، ثم سوريا بـ23,307.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة