يصادف الرابع من شهر فبراير من كل عام اليوم العالمى لمكافحة السرطان، والذى يعد بمثابة تظاهرة سنوية ينظمها الاتحاد الدولى لمكافحة السرطان لرفع الوعى العالمى من مخاطر مرض السرطان، وذلك عبر الوقاية منه، وطرق الكشف المبكر والعلاج؛ إذ يعد مرض السرطان أكبر المشكلات الصحية التى تواجه العالم، كما يعد من أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمى.
ويعود بدء فاعلية اليوم العالمى لمكافحة السرطان إلى عام ٢٠٠٠، حين وجّه الاتحاد الدولى لمكافحة السرطان دعوة عالمية لرفع الوعى وتحسين التعليم وتحفيز العمل الشخصى والجماعى والحكومى فى مواجهة هذا المرض القاتل، وكانت دعوته تحمل شعارًا إنسانيًا من منطلق أن نعمل جميعًا لإعادة تصور عالم يتم فيه إنقاذ الملايين من وفيات السرطان بغض النظر عن: «من أنت أو المكان الذى تعيش فيه».
وقد تطور هذا اليوم ليصبح حركة إيجابية للجميع، فى كل مكان، للتوحد تحت صوت واحد لمواجهة أحد أكبر التحديات التى نواجهها فى التاريخ، إذ أصبحت تُقام مئات الأنشطة والفعاليات حول العالم لتكون بمثابة تذكير قوى بأن لدينا جميعًا دورًا نلعبه فى الحد من التأثير العالمى للسرطان.
ويكفى للتدليل على خطورة هذا المرض كأحد الأسباب الرئيسة للوفاة فى العالم، الإشارة إلى أنه فى نهاية عام ٢٠٢١ تم تشخيص ما يقدر بنحو ٢٠ مليون شخص مصاب بالسرطان، وتوفى ١٠ ملايين شخص بسببه، كما أبرزت التقارير المشتركة بين وكالة الطاقة الذرية ومنظمة الصحة العالمية أن مع حلول عام ٢٠٤٠ من المتوقع أن تحدث ٧٠٪ من الوفيات فى الدول منخفضة الدخل ومتوسطته بسبب السرطان، كما وصفت منظمة الصحة السرطان بـ«الجائحة الصامتة» لأنه من المتوقع أن تزيد أعداد الوفيات بسببه بنسبة ٦٠٪ حول العالم فى العقدين القادمين، وبوجه خاص فى الدول سالفة الذكر.
وفى هذا الإطار يتم إطلاق استراتيجية إعلامية تمتد لمدة ثلاث سنوات متتالية، وقد بدأت الاستراتيجية الأخيرة فى عام ٢٠٢٢ بعنوان: «سد فجوة الرعاية» التى بدأت بالحث على الفهم والإدراك لأوجه عدم المساواة فى رعاية مرضى السرطان فى جميع أنحاء العالم، وبحسب التقارير فإن العلاج الشامل متاح فى أكثر من ٩٠٪ من البلدان ذات الدخل المرتفع، لكنه متاح بأقل من ١٥٪ فى البلدان ذات الدخل المنخفض»، ولهذا فإن شعار اليوم هو «سد فجوة الرعاية».
ومن منطلق كون الوقاية خيرًا من العلاج، يجب علينا أن نأخذ بكل عوامل الوقاية من الإصابة بهذا المرض، سواء أكانت هذه العوامل مرتبطة بنمط الحياة، والعادات الغذائية من خلال الحد من التعرُّض إلى التبغ، والتخلص من البدانة، وحالات العدوى التى يمكن تجنبها، أم كانت مرتبطة بالعوامل البيئية، من خلال الحد من التعرض لمركبات الأسبست، والبنزين، وعوادم محركات الديزل، والتعرض المباشر لضوء الشمس لفترات طويلة، وغير ذلك من عوامل الوقاية، التى يأتى فى مقدمتها الفحص الدورى الذى يساعد على الكشف المبكر عن وجود أية إصابة بالسرطان بما يسهم بشكل كبير فى القضاء على المرض.
وفى النهاية، أتوجه بخالص الدعوات الصادقة بالشفاء لكل مرضى السرطان، وبالرحمة لكل من كان السرطان سببًا فى وفاته.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد عثمان جامعة المنصورة مرض السرطان لمکافحة السرطان
إقرأ أيضاً:
تشخيص إصابة بايدن بسرطان البروستاتا من الدرجة 9 وترامب يعلق
أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، يوم الأحد، أنه تم تشخيص إصابته بنوع عدواني من سرطان البروستاتا، بعد أن تبين أن الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى عظامه. اعلان
وجاء تشخيص الأطباء عقب خضوع بايدن، البالغ من العمر 82 عاما، لفحوصات طبية إثر معاناته من أعراض بولية متزايدة.
وأكد المكتب أن التشخيص النهائي تم يوم الجمعة، مشيرا إلى أن نوع السرطان الذي يعاني منه يعد من الأشد فتكا.
وأوضح البيان أن "رغم شراسة المرض، إلا أن السرطان يظهر استجابة للهرمونات، مما يتيح إمكانية علاجه بفعالية من خلال خيارات تعتمد على العلاج الهرموني"، مضيفا أن الرئيس السابق وعائلته يناقشون حاليا سبل العلاج مع فريقه الطبي.
ويتم تقييم سرطان البروستاتا باستخدام مقياس "جليسون"، الذي يصنف درجة عدوانية الخلايا السرطانية بين 6 و10، حيث تعد الدرجات من 8 إلى 10 الأكثر خطورة. وقد كشف مكتب بايدن أن نتيجته كانت 9، ما يشير إلى حالة متقدمة وعنيفة من المرض.
ويعد انتشار سرطان البروستاتا إلى العظام من أخطر مراحله، إذ تصبح إمكانية العلاج أكثر تعقيدا مقارنة بالسرطان الموضعي، بسبب صعوبة وصول الأدوية إلى جميع مواقع الورم.
لكن في الحالات التي يكون فيها السرطان معتمدا على الهرمونات للنمو، كما في حالة بايدن، يمكن للعلاج الهرموني أن يحد من تطور المرض بشكل فعال.
وفي هذا السياق، قال الدكتور ماثيو سميث من مركز ماساتشوستس العام لعلاج السرطان: "هذا النوع من السرطان قابل للعلاج، لكنه غير قابل للشفاء"، موضحا أن المرضى في مثل هذه الحالة غالبا ما يعالجون بالأدوية الهرمونية، دون اللجوء إلى الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
وقد توافدت رسائل الدعم والتمنيات بالشفاء من عدد من القادة السياسيين. وكتب الرئيس دونالد ترامب، منافسه السياسي، على وسائل التواصل الاجتماعي: "نشعر بالحزن لسماع هذا الخبر، ونتمنى لجو شفاء سريعا وناجحا".
بدورها، أعربت نائبة بايدن السابقة، كامالا هاريس، عن تضامنها قائلة: "جو محارب، وأنا واثقة بأنه سيواجه هذا التحدي بالقوة والمرونة والتفاؤل التي لطالما ميزت حياته وقيادته".
أما الرئيس السابق باراك أوباما، فقال إنه يصلي من أجل نائبه السابق، مضيفا: "لا أحد فعل أكثر من جو في دعم الأبحاث الطبية الرامية لإيجاد علاجات مبتكرة للسرطان. وأنا على يقين بأنه سيخوض هذه المعركة بعزيمته المعروفة".
Relatedنتنياهو "ضعيف جدًا".. رئيس الوزراء لا يستطيع الجلوس لفترة طويلة بعد عملية البروستاتا سرطان البروستاتا يتصدر القائمة.. الأكثر تشخيصًا في بريطانيا بارتفاع 25% خلال 4 سنواتإدخال الملك تشارلز الثالث إلى أحد مستشفيات لندن لإجراء عملية جراحية في البروستاتاوكانت صحة بايدن قد أثارت قلقا كبيرا لدى الناخبين خلال فترة رئاسته، وبلغت المخاوف ذروتها عقب أدائه المتعثر في مناظرة انتخابية في يونيو الماضي، الأمر الذي دفعه إلى الانسحاب من سباق الترشح لولاية ثانية. وحلت محله كامالا هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي، لكنها خسرت الانتخابات أمام ترامب.
وفي كتاب "الخطيئة الأصلية" للصحفيين جيك تابر وأليكس تومسون، ورد أن مساعدي بايدن سعوا لإخفاء حجم التراجع في حالته الصحية أثناء توليه المنصب.
وسبق أن خضع بايدن لإزالة آفة سرطانية من صدره عام 2023، وكانت من نوع "سرطان الخلايا القاعدية"، كما أزال عام 2021 زائدة لحمية محتملة التسرطن من القولون.
وفي عام 2022، جعل بايدن القضاء على السرطان إحدى أولويات إدارته بهدف خفض معدل وفيات السرطان إلى النصف خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة. وكانت هذه المبادرة استمرارا لعمله كنائب للرئيس لمعالجة مرض أودى بحياة ابنه الأكبر، بو، الذي توفي بسرطان الدماغ عام 2015.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة