لبنان ٢٤:
2025-05-16@14:42:54 GMT

موازين القوى مخّتلة داخليًا... فكيف تُصحّح؟

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

موازين القوى مخّتلة داخليًا... فكيف تُصحّح؟

عندما قرّر "حزب الله" الانخراط في الحرب السورية بحجة الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق ضد تهديدات "داعش" وأخواتها لم يستشر احدًا ولم يأخذ برأي من يُفترض بهم أن يكونوا شركاءه في المواطنية. وكذلك فعل عندما قرّر فتح جبهة الجنوب لمساندة أهل غزة في حرب الإبادة، التي يتعرّضون لها منذ أربعة أشهر. ولا يخفى على أحد، لا في الداخل ولا في الخارج، على أنه استطاع من خلال تفرّده في اتخاذ القرارات، التي لا تلقى اجماعًا لبنانيًا، أن يفرض نفسه على المجتمع الدولي، الذي يتطلع إلى مفاوضته، وإن بالواسطة، في ما خصّ الوضع الجنوبي ومسار السلم والحرب، وذلك انطلاقًا من وضعية أصبحت أمرًا واقعًا لا يمكن تجاهله.


وعلى رغم الأصوات الداخلية التي تطالب بأن يكون قرار "الحرب والسلم" في يد الدولة اللبنانية، وليس في يد فريق واحد من اللبنانيين، فإن "حزب الله"، وبلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله ومعظم قيادييه ومسؤوليه يصرّ على قرار الاستمرار في تسخين الجبهة الجنوبية ما دام الوضع في غزة على حاله، وهو يتصرّف على أساس أنه لن يدافع فقط عن الجنوب، بل عن كل لبنان. وهذا ما يزيده ثقة في ما يقوم به، وإن كان البعض يتهمه بأنه ينفذّ "أجندة" سياسية إيرانية من خلال ربط مصير الجنوب ولبنان بمصير قطاع غزة.
ولأنه يعلم أن موازين القوى الداخلية مختّل، وأن اعتراض من يعترض من القوى السياسية المناهضة لسياساته لا يعني له الشيء الكثير فإن "حزب الله" يتصرّف مع الحملات التي تُشّن ضده وكأنها فقاقيع صابون لن تلبث أن تتلاشى بمجرد النفخ عليها بقوة، وهو ماضٍ في ما يقوم به، سياسيًا وميدانيًا، من دون أن يتطلع إلى الوراء، لأنه لا يرى سوى الهدف الذي هو نصب أعينه، وهو يعرف كيف يستثمر ما قد يكون لغير مصلحته ليصبّ في خانة أهدافه، ومن بينها وأهمّها فرض نفسه كمعادلة إقليمية وازنة يُحسب لها ألف حساب في أي حلّ على المستويين الداخلي والخارجي بما قُدّر له أن يحقّقه على أرض الواقع من توزان "الردع" بينه وبين إسرائيل، وذلك بما لديه من قوة نارية يستطيع من خلالها فرض أمر واقع معين.
وانطلاقًا من هذا الواقع المكرّس بما يملكه من ترسانة صواريخ يهدّد بها العمق الإسرائيلي استطاع "حزب الله" أن يفرض نفسه على لائحة التفاوض الدولي والإقليمي في شأن مآل الحرب في الجنوب التي رُبطت عن سابق تصور وتصميم بحرب غزة. وهذا الواقع ينعكس حتمًا على الوضع الداخلي بما فيه من تعقيدات، ومن بين هذه الانعكاسات يأتي الاستحقاق الرئاسي في الطليعة، إذ يُنقل عن قيادات في "حارة حريك" بأن ما لم يكن مقبولًا رئاسيًا قبل السابع من تشرين الأول لا يمكن أن يكون مقبولًا به بعد هذا التاريخ، وبعد كل هذه التضحيات التي قدّمتها "المقاومة الاسلامية"؛ فهو لن يتخلى عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصًا أنه قد يكون الوحيد الذي في إمكانه أن يحمي ظهر "المقاومة الإسلامية، أو على الأقّل لن يطعنها من الخلف، فيما يكتفي الآخرون بتسجيل أهداف التعادل في مباراة رئاسية لم تخرج نتائجها عن خطّ التعادل السلبي. وقد يكون المطلوب منهم أكثر من هذا الاكتفاء بما أنهم يعتبرون أنفسهم "أم الصبي". وأقل ما هو مطلوب منهم أن يتوحدوا حول مشروع انقاذي واحد، وعدم الاكتفاء بتسجيل نقاط التعادل، بحيث تبقى النتيجة سلبية إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
فلو توحدّ جميع الذين لا يتوافقون مع نظرة "حزب الله" إلى الشأن الرئاسي، سواء بأحلاف ثنائية أو ثلاثية أم حتى رباعية، أقّله مسيحيًا، فإنهم قادرون فرض الرئيس الذين يرون أنه "الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين على الجميع، في الداخل وفي الخارج.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

المقاومة ونظرية اختلال موازين القوة..

 

 

بعد إقدام الزعيم جمال عبدالناصر في 26 يوليو 1956م على تأميم الشركة العالمية لقناة السويس وتحويلها إلى شركة عربية مصرية، شن كل من الكيان الصهيوني وفرنسا وبريطانيا عدوانهم الثلاثي على مصر، كانت الكثير من القوى المناهضة للثورة داخل  مصر من بقايا الإقطاع وأعداء النظام الثوري، وأيضاً العديد من الأنظمة الرجعية العربية، ترى في قرار ناصر تأميم شركة القناة بأنه المصيدة الذي سينهي الثورة ونظامها لا محالة، وأن ناصر بعد أيام سوف يشنق في ميدان التحرير بأمر من بريطانيا وما إن بدأ العدوان حتى راح رموز الإقطاع وقادة حزب الوفد، يشكلون الحكومة البديلة للثورة، ويبعثون البرقيات للسفارات البريطانية والفرنسية، يطلبون منهم الفرصة لإقناع ناصر بتسليم نفسه للسفارة البريطانية، فيما راحت أنظمة عربية تتواصل مع الملك المخلوع (فاروق) في مقر اقامته في إيطاليا، وتهيئه للعودة إلى عرشه، فعل هذا ملك إيران الشاه” وملك السعودية ، وحين بدأت القاذفات البريطانية تقصف القاهرة، اجتمع أعضاء مجلس قيادة الثورة رفاق وزملاء (عبد الناصر) وطالبوا بضرورة الإسراع وتسليم نفسه للسفارة البريطانية في القاهرة حفاظا على دماء الشعب وعلى مكاسبه، مؤكدين له أن بريطانيا تريده هو وليس الشعب، وبما انه قد ضحى كثيرا من أجل مصر والشعب، فإن التضحية بتسليم نفسه هي من أجل مصر وشعب مصر وقدرات مصر..
ذات السيناريو حصل مع هوشي منه قائد الثورة والمقاومة الفيتنامية، وحدث مع ماوتسي تونج زعيم الثورة والمقاومة الصينية، وحدث مع فيدل كاسترو في كوبا، ومع صدام حسين في العراق، ومع ياسر عرفات في فلسطين، ومع معمر القذافي في ليبا، ومع العديد من قادة حركة التحرر العربية والدولية ومع قادة وزعماء عرب مع تفجر ما يسمى أحداث الربيع العربي..
هنا يمكن أن نتساءل: ماذا لو أن الرئيس ناصر استمع لنصيحة زملائه وجبناء المرحلة بتسليم نفسه للسفارة البريطانية.
ماذا لو استمع قادة حركات التحرير لمثل هذه النصائح بذريعة حقن دماء الشعوب وقدراتهم.
ماذا لو صمت واستكان الشعب الجزائري ومقاومته في مواجهة الاحتلال الفرنسي؟ أو سلمت الجبهة القومية وجبهة التحرير بتفوق بريطانيا في جنوب الوطن.
يقول الزعيم ناصر : اللهم اعطنا القوة لأن الجبناء لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لا تقوي أيديهم المرتعشة على البناء.
إن مقاومة الشعوب لأعدائها ليس خياراً بل قدر، وليس نافلة بل فرض عين وفيها لا يُكتفي بمن حضر، بل يجب حشد كل الشعب وطاقاته لمواجهة العدو، نعم كل الشعب بين من يحملون البنادق وبين من يحملون المفارس والمناجل، وبين من يحملون الأقلام ويحملون الميكرفونات أي يجب أن ينخرط كل الشعب في المعركة والمواجهة مع أعدائه.
نسمع اليوم أصوات نشاز تتحدث عن مغامرات المقاومة في فلسطين؟ وعن حزب الله الذي دمر لبنان؟ وعن حفرة أنصار الله في مطار بن غوريون، وعن غباء نظام بشار الأسد.
والمشهد يسحب نفسه، على ناصر وصدام والقذافي وآخرين وقفوا في مواجهة أعدائهم حتى الأخير دون أن يحنوا هاماتهم وان دفعوا حياتهم ثمنا لمواقفهم، لكنهم تركوا خلفهم بعضا من كرامة لأمة امتهنت ذاتها أكثر بكثير مما امتهنها أعداؤها..
نعم أمة امتهنت ذاتها ولاتزال من خلال هذه الأصوات النشاز التي يحاول البعض تكريسها وترسيخها في الوعي الجمعي العربي، ترى كل مقاومة مغامرة، وكل رد فعل ضد العدو انتحاراً وتدميراً للقدرات، مع أن هؤلاء المغامرين والمقامرين وحدهم من يصنعون كرامة الأمة وينسجون بيارق حريتها ويذودون عن شرفها الذي ينتهك باسم الحكمة والتعقل، وباسم (اختلال موازين القوة)..
يؤمن قادة حركات التحرر أن الخطورة ليست في إقدام المحتل أي محتل على احتلال الأرض، بل الخطورة تكمن في احتلال العقول، وان الهزيمة ليست عسكرية وأخطر أنواع الهزائم هي هزيمة العقل..
بعض النخب العربية لا تزل حتى اليوم تعيش هزيمة 1967م وجعلت منها ذريعة للانكسار والاستسلام لمنطق الأخر وثقافته، ورغم إننا عشنا حرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر 1973م إلا أن هذه النخب ترفض التسليم بهذه الانتصارات وتتمسك بما حدث عام 1967م، ومصرّة على التوقف عند هذا الحادث غير معترفة بما حدث لاحقا..
هذه العقليات المستلبة والمدجنة ترى اليوم أن المقاومة هُزمت، وأن محورها تدمر، وان غزة تدمرت والشعب الفلسطيني فقد أكثر من مائتي الف شهيد وجريح، وتدمير حزب الله، وسقط النظام في سوريا، واليمن تدمرت، مع أن العدو لأول مرة في تاريخه يُهزم هزيمة عسكرية واستخبارية وحضارية وأخلاقية، نعم يعيش العدو اليوم مع رعاته هزيمة وجودية لا يراها أصحاب العقول المستلبة والنفوس المهزومة، ممن يقيسون الفعل المقاوم وفق جدلية الربح والخسارة وكأنهم تجار جملة..

مقالات مشابهة

  • حول البلطجة التي تعرض لها ابراهيم نقد الله في القاهرة! 
  • خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر.. الهدهد: حسن الخلق يكون مع الله ومعاملة الخلق | فيديو
  • سلام عرض مع بعثة الامم المتحدة لمراقبة الهدنة المستجدات الامنية في الجنوب
  • المقاومة ونظرية اختلال موازين القوة..
  • أحمد موسى عن زيارة ترامب لدول الخليج: «كل دولة حرة وده شأن داخلي»
  • الأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوب
  • مغردون يرحبون بصواريخ الحوثي التي ضربت إسرائيل
  • بعد تقييم داخلي لحزب الله: لا تدخل مباشرا
  • بموت أبي فقدت سعادتي وتحولت لدموع أيامي.. فكيف اغرف من حنان امي المتسلطة؟
  • مساءً... استهداف رابيد على طريق شقرا في الجنوب